رواية كاملة قوية الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
من السعادة.. بس عايز أقولك أنك مش محتاجة تغيري من أي واحدة في الدنيا.. لأن قلبي ما دخلتوش غير واحدة بس... دخلته وقفلت وراها والمفتاح معاها هي بس..
سكت قليلا وهو يستمتع بأنفاسها المضطربة نتيجة كلماته المغازلة
عارفة دي تبقى مين.. تبقى حبيبة عمري كله.. وحلم عمري اللي قربت أحققه..
سألت منى وقد غمرها الأمل رغما عنها
أجابها بثقة
بجد يا منى.. الحمد لله أن عمي نصر وافق على مشاركة صاحب مازن..
أجابته منى بتردد
أنا صحيح شجعت بابا على أنه يدخل في الشراكة دي.. بس برضوه مستغربة منها حبتين
سألها بتوتر
ليه يا منى..
يعني.. العرض كان وقته مريب خاصة بعد ما قلت لي آخر مرة.. أنك بتفكر تبعد بابا عن والدك.. و..
قاطعها حسن سريعا وقد خشي أن تصل بذكائها لحقيقة الأمر وهي أنه هو الصديق الغامض لمازن
أكيد طبعا.. بس وعد ايه..
أنك هتكوني جنبي بكل قوتك.. لو اتقدمت لوالدك..
قاطعته
بس تكون حر يا حسن.. أنا مش هدخل في النص بينك وبين نيرة..
أولا ما فيش حاجة اسمها بيني وبين نيرة.. ثانيا.. عايز أسمع منك يا منى أنك معايا.. حتى لو طلبت منك أننا نتجوز قبل ما تخلصي كليتك..
قاطعته
بس يكون بابا عارف وموافق..
ده شيء مفروغ منه زي ما قلت لك قبل كده.. عايز وعد يا منى..
همست
أوعدك يا حسن.. أوعدك أني مش هكون غير لك.. أنت بس.. أنت بس يا حسن..
هيحصل يا منى.. قريب قوي يا حبيبتي..
هشوفك إمتى..
ردت بحزن
مش هينفع يا حسن.. أرجوك احترم رغبتي.. أنا آسفة.. فترة راحتي انتهت ومضطرة أقول لك مع السلامة... لا إله إلا الله..
أجابها بهمس حزين
محمد رسول الله..
أغلق الخط.. وهو يفكر في خطوة قوية ليبعد بها نيرة عن كاهله.. ويجعلها هي من تطلب فك الارتباط.. لقد كان يعتمد على الصبر حتى تتبين هي بنفسها استحالة استمرار ارتباطهما.. ولكن صبره نفذ سريعا خاصة وهي تحبط محاولته واحدة تلو الأخرى للابتعاد عنه فكبريائها وغرورها يمنعاها من التسليم بأن حسن لن يسقط في شباكها..
ترددت الكلمتان في ذهنه وعقله يرسم له خطة على قدر بساطتها فهي ستكون شديدة الفاعلية.. وكلها تعتمد على كبريائها وغرورها...
ولم يدرك أن نيرة بنفسها هي من ستمنحه قريبا السکين ليقطع أي خيط يربط بينهما...
لم تعلم علياء ما الذي حدث لها.. ففي لحظة شعرت بيزيد يمنحها قبلة أخوية بسيطة.. ولكن روحها وقلبها وكيانها بأكمله تمردوا على تلك الصلة الأخوية التي يفرضها عليها..
صوت والده العالي خارج غرفة المكتب وهو يملي على سكرتيرته بضعة أوامر هو ما أفاقه من نشوته.. فابتعد عن علياء سريعا.. واتجه نحو النافذة يحاول تهدئة جسده والتقاط أنفاسه الهاربة منه والتي سجنتها الدمعة اليتيمة المعلقة بجيد الساحرة الصغيرة..
عاد يلعن مازن ألف مرة.. ويلعن ذاته ملايين المرات وهو يلمح نظراتها الزائغة وهي تستمع لإعتذار والده عن تأخره عنها وتركه لها وحيدة.. ثم ما لبث أن لمح يزيد فهتف بارتياح
يزيد.. طيب كويس أنك هنا.. أنا كنت لسه هبعت لك..
تنتح يزيد ليجلي صوته وهو يسأل والده
خير يا بابا في حاجة.
أشار عصام لهما ليجلسا.. فاتجهت علياء لتجلس على أحد الأرائك متجنبة الجلوس على المقعد المواجه لمكتب عصام فقد خشيت أن يلمح تشوشها وتخبط أفكارها.. خاصة وهي تغطي بيدها على دمعة الماس وكأنها تخفي قبلة يزيد عن أعين والده...
فضل يزيد الوقوف كما هو مواجها للنافذة حتى لا يكشف عن ثورة جسده.. وفوران مشاعره..
سمع صوت والده
طبعا يا عليا.. أنت عارفة اتفاقي مع أعمامك.. أنهم يعطوني الوصاية القانونية عليك في كل شيء ما عدا الأمور المادية اللي أصروا تكون في إيديهم.. وأنا ما اعترضتش وقتها عشان أقدر أوفي كلمتي لمامتك أنك تكوني تحت رعايتي.. الوقتي بقى أنت وصلت 18 سنة.. لو عايزاني أكلم المحاميين عشان نحرك الأمور.. وأحاول أسترد أرضك اللي تحت سيطرة أهل والدك.. وخاصة أنهم مش أشقاء له.. فأنا تحت أمرك.. إيه رأيك..
هزت علياء رأسها بحيرة فعقلها من الأساس يدور في دوائر مفرغة وما فعله بها يزيد منذ قليل جعل الضباب الوردي يغلف عقلها
أنا مش عارفة يا عمو.. بصراحة ما فكرتش في الموضوع ده قبل كده.. ممكن آخد شوية وقت عشان أفكر فيه..
أومأ موافقا وهو يتجه بنظره ليزيد
وأنت رأيك ايه يا يزيد..
طبعا لازم تحاول تدور على حقها.. ده شيء مفروغ منه..
ردت علياء بتردد
بس.. بس.. أنا مش عايزة حاجة منهم.. الأرض دي باباالله يرحمه سابها وساب البلد كلها عشان يبعد هو وماما.. حتى ماما.. ما فكرتش في أي وقت أنها تطالب بالأرض دي..
بصي يا بنتي.. زي ما قال يزيد.. دي أرضك وده حقك.. فكري كويس.. وبعيد عن أي عواطف.. فكري بعقلك.. وأنا هنفذ لك أي قرار.. موافقة..
أومأت برأسها في موافقة صامتة.. فهز عصام رأسه راضيا
نرجع بقى للسبب التاني اللي طلبتك عشانه..
خير يا عمو
خير يا حبيبة عمو.. مش قلت لك أنك كبرت وبقيت عروسة.. وعروستنا الحلوة مش متقدم لها عريس واحد.. لا.. دول تلات عرسان.. وإيه.. من أعرق العائلات.. يظهر يا شقية أنك سحرت شباب النادي يوم الحفلة..
الفصل السابع
دوي صوت ريناد في الهاتف وهي تصرخ مذهولة
أسبوعين!!.. أسبوعين إيه يا يزيد.. مش ممكن طبعا ألحق أخلص أي حاجة في أسبوعين مش أقل من ست شهور..
هتف بدوره پغضب يتزايد بداخله
إيه!!.. ست شهور!!.. احنا مخطوبين من سنة ونص.. سنة ونص تبديل وتغيير في كل ركن في البيت وياريت في الآخر بترضي عنه.. خلاص.. احنا نتجوز وابقي اعملي التباديل والتوافيق براحتك واحنا متجوزين..
سألته ريناد بهدوء وقد استشعرت غضبه
هو في إيه يا يزيد.. احنا كنا لسه مع بعض امبارح .. الكلام ده جديد علي..
سألها يزيد والڠضب مازال يلون صوته
أنا مش فاهم إيه اللي يزعلك في أننا نعجل من جوازنا..
أجابته بنزق
وإيه اللي جد عشان العجلة دي كلها..
ضړب سطح مكتبه بقبضة يده.. حتى شعر أنه على وشك تحطيمها..
ماذا يستطيع أن يخبرها.. أنه كان على وشك خيانتها.. ليس مرة بل اثنتين.. هذا على أرض الواقع.. أما عدد
متابعة القراءة