رواية كاملة قوية الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بتكون مش موجودة فيه.. بقيت زبونة... في آي بي... النهارده بقى أما نروح هقول أن الولاعة وعلبة السجاير الدهب بتوعي ضاعوا.. أنت عليك أنك تحطيهم في شنطتها من غير ما تاخد بالها.. وهوووبا... هتشرف الهانم في السچن.. بس عشان تتعلم أنها ما تبصش لفوق...
برقت عينا عليا بړعب وهي تستوعب ما قالته نيرة وما تنوي عليه بينما ارتسمت على شفتي نيرة ابتسامة متشفية وهي تتخيل منى بالفعل خلف القضبان..
طرق حسن غرفة جدته باحترام.. وانتظر حتى سمحت له بالدخول..
دخل غرفتها ليجدها تجلس على أريكتها المريحة الموجودة بمواجهة فراشها.. وقد وضعت أمامها مائدة صغيرة وعليها المصحف الخاص بها.. وكتاب المأثورات وأذكار الصباح والمساء.. بينما أمسكت بين أصابعها مسبحة طويلة وأخذت تسبح في صمت..
تنحنح حسن.. حتى يلفت انتباهها لوجوده وحياها بهدوء
صباح الخير يا جدتي..
ابتسمت له
صباح الخير يا روح جدتك روح..
وضحكا معا لتحيتها المعتادة له.. ف روح هو اسمها...
أشارت له
تعالى أقعد جنب روح واشتكي لها همك..
جلس بجوارها واحتار كيف يخبرها ما يريد فسألها
حضرتك فطرت..
أجابته بصبر
أنت عارف أني بصحى من قبل الفجر.. ادعي وأصلي.. وأشرب الليمون بالعسل.. وكمان.. آخد الثوم المفصص والمقطع بتاعي.. أنت عارف هو حلو قوي للمناعة.. وبعدين أفطر فتة اللبن بالعيش.. نظامي وعمري ما هغيره أن شاء الله..
ضحك حسن
ربنا يديكي الصحة..
ربتت على ركبته
احكي لي عن همك يا ابن حاتم.. قلبك اللي تاعبك.. وأبوك رماك للڼار.. وهو عارف أنك مغرم بنسمة هوى رقيقة..
حضرتك عارفة كل حاجة أهو يا جدتي..
أومأت
أيوه يا حبيبي.. وأبوك بسرعة عمل الخطوبة وأنا في رحلة الحج.. عشان ما اتدخلش.. بس لو عايزني أدخل.. أنا هساعدك يا حبيبي..
اندفعت الكلمات على لسان حسن وهو يخبرها أنه يحتاج لرأيها فيما يفكر به..
وبدأ يحكي لها عن الخطة التي توصل لها..
عندما انتهى سألته
ما فيش طريقة تانية يا حسن..
هز رأسه
ما فيش قدامي غير أني أتقمص شخصية حاتم العدوي.. وأفكر زيه.. عشان أحمي منى.. وفي نفس الوقت برضوه ما أسببش أذى كبير لنيرة..
هزت رأسها وهي تخبره بحزن
هقول لك ايه يا ابني!.. حاول على أد ما تقدر أنك ما تأذيهاش كتير.. ولو عايز مساعدة مع نصر.. أنا هكون جانبك.. لأنه أكيد هيرفض جواز بنته بدون موافقة أبوك.. نصر بيحترمني.. أنا أعرفه من هو صغير..
أمسك حسن يد جدته وقبلها بحب شديد
ربنا يخليكي يا روح.. يا روح حسن..
ضحكت جدته وهي تسأله
بقى روح.. هي روح حسن!!.. أومال منى تبقى ايه يا شقي!!..
ضحكا معا وهو يشعر بالارتياح يغمره فقد اكتسب حليف قوي..
جلس حسن مع يزيد بمدرجات التنس وبديا للجميع وكأنهما يتابعان المبارة التي تدور بين نيرة وريناد.. حيث بدت نيرة في مزاج رائق وهادئ تكاد تكون منتشية.. مما مكنها من السيطرة على المبارة بكل سهولة بعكس ريناد التي كانت في مزاج متفجر..
مما دفع حسن إلى سؤال يزيد
مالها ريناد.. شكلها هتفجر الملعب باللي فيه!..
ابتسم يزيد بسخرية
إيه خاېف إنها تخبط الكورة في نيرة
هز حسن كتفيه
مش معنى أني مش بحبها بالطريقة اللي هي عايزاها.. أني أتمنى لها الأڈى.. بالعكس.. أنا أتمنى لها كل خير.. بس يكون بعيد عني.. برضوه ما قلتش.. أنت لك دخل بمزاج ريناد..
أخيرا أخدت موقف من موضوع تأجيلها للجواز.. وحددت له ميعاد بعد شهر.. وده طبعا مش جاي على هواها.. سيبك أنت.. خلينا في الخطة الجهنمية بتاعتك دي..
أنا ما كنتش عايز ألجأ لكده.. وحاولت معاها كتير.. أنا حسيت أني بقيت حد بايخ وسخيف عشان هي تبعد من نفسها.. لكن ما فيش فايدة.. وأنا تعبت.. مش قادر أتحمل أكتر.. ومنى رافضة أني حتى أشوفها.. أنا عاذرها طبعا.. لكن خلاص بقى.. كل شيء وله حد.. وأنا جبت آخري..
شردتا عينا يزيد للحظة وهو يتابع دخول مازن إلى أحد المدرجات كان لا يراهما من موقعه.. لكن يزيد كان يراه بوضوح حيث جلس ليتابع المباراة وبدا أنه في انتظار شخص ما.. فأخذ ينظر في ساعته أكثر من مرة..
وما أن لفت انتباه حسن لوصول مازن.. حتى انتفضا لسماع صړخة نيرة القوية.. فقد قامت ريناد بارسال الكرة بقوة مبالغ فيها لم تتوقعها نيرة فارتطمت الكرة برأسها بقوة.. ولكن ما جذب انتباه حسن الشديد هو رد فعل مازن الذي انتفض فزعا وقلقا وبدا الهلع الشديد على ملامحه وهو يتابع نيرة التي أمسكت رأسها لعدة ثوان ثم بدأت تدلكها وتنظر إلى ريناد بغيظ.. وبدأت في توجيه مختلف الاټهامات لها.. وبعد أن انتهت من تفريغ ڠضبها اتجهت نحو غرف تغيير الملابس وهي تشير إلى علياء التي كانت جالسة في الملعب تراقب المباراة أن تنتظرها في المطعم..
حينها هدأ انفعال مازن وهو يراقب تحركات نيرة بنظرات رقيقة.. وملامح عاشقة ولم يكن يدري بالطبع أن حسن يراقب كل ما حدث حيث تحجرت نظراته على وجه شقيقه وهو يقرأ عشقه المحروم والمحرم.. عشق لا يستطيع قراءته إلا عاشق..
أخذ يشير ليزيد بكلمات متعثرة
أنت كنت عارف.. كنت عارف يا يزيد..
تابع يزيد نظرات حسن ليلمح وجه مازن وقد ظهرت إمارات العشق والإشتياق على ملامحه بوضوح.. فحاول تهدئة حسن
اهدى بس يا حسن.. مازن عمره ما حاول يلفت انتباه نيرة أو..
قاطعه حسن
أنت بتقول إيه يا يزيد.. أنت فاكر أني بشك في أخويا.. أخويا اللي كان بيتعذب طول الوقت وأنا مش واخد بالي.. وقاعد أشكي له همي.. وأطلب منه يساعدني.. وهو.. هو مش قادر حتى يلمح لي باللي واجع قلبه.. إزاي.. إزاي ما اتكلمش.. طيب أنا أتصرف إزاي دلوقت.. أواجهه.. أكلمه.. ألمح له.. طيب هقول له إيه.. اللي أنت بتحبها أنا بمۏت وأنا بخطط عشان أبعدها عني.. أنا.. أنا مش عارف أعمل إيه!!!..
لم يستطع يزيد الرد على كلمات حسن العاطفية.. وأخذ يربت على كتفه بمؤازرة..
بينما استطرد حسن
آااااه.. أنا تعبان قوي.. مش قادر أرفع راسي.. مش قادر أفكر.. أنا كنت الأول بحاول أحافظ على كرامة نيرة وشعورها.. باجاريها أحيانا في تصرفاتها.. لكن دلوقت.. إزاي.. إزاي.. إزاي وأنا عارف إنه في كل لحظة بجاريها فيها بمۏت أخويا بالبطئ..
خلاص يا حسن.. هانت.. واللي أنت ناوي عليه هيعطي لمازن فرصة كويسة أنه يتدخل.. أنت ناوي تنفذ خطتك امتى..
أنا كنت ناوي يوم عيد ميلادها.. بعد شهرين.. لكن دلوقت.. مش هنتظر لحظة زيادة.. بس هحتاج مساعدة من ريناد..
لم يسمع أي رد من يزيد الذي تعلقت عيناه بالشخص الذي كان مازن في انتظاره.. ولم تكن سوى علياء التي كان يبدو عليها الإضطراب الشديد وهي تتوجه نحو مازن الذي أمسك بيدها ليصطحبها إلى أحد المقاعد ويجلس بجوارها.. وبدا أنه يحاول تهدئتها بينما هي كانت تلوح بيديها وتحركها في انفعال شديد..
ظل تركيز يزيد موجها نحو جلسة مازن وعلياء.. بينما استمر حسن في شرح ما يريده من ريناد.. حتى فوجئ بشرود يزيد.. وابتعاده بأفكاره كلية..
وكزه حسن في كتفه
يزيد.. أنت سمعت حاجة من اللي قلتها.. يزيد.. أنت روحت
تم نسخ الرابط