رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وستون الي الخامس وستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الفراق واخترتي ټنتقمي مني وتوجعيني ببعدك عني إنتي وبنتي
سكت للحظة ثم راح يكمل حديثه ببسمة موجوعة  
_ النهاية اللي كنتي عايزاها أنا حققتهالك يا جلنار .. نهاية الحكاية محتومة من البداية زي ما قولتي .. ومبروك اڼتقامك 
انهي عبارته واستدار ليفتح باب الغرفة وينصرف تاركا إياها متسمرة بأرضها بوجه تعلوه معالم الانكسار والضعف ولتتفوه بالأخير في حړقة ودموع غزيرة تنهمر فوق وجنتيها  
_ مش أنا اللي عايزة النهاية دي .. الظروف هي اللي جبرتنا عليها .. وإنت اللي هدمت ثقتي فيك من زمان ياعدنان .. متلومنيش على غلط احنا الاتنين مشتركين فيه 
ظلت مكانها لدقائق معدودة حتى رفعت أناملها وجففت دموعها ثم راحت تعدل من ملابسها وكذلك شعرها وارتدت حذائها .. لتجذب حقيبتها بالأخير وتخبر صغيرتها بأن تسبقها للخارج حيث يوجد والدها .. وبعدها بثواني معدودة غادرت خلفها لتسير بجواره في صمت وهو ممسك بيد ابنته .
غادرا مبنى المستشفى واستقلت الصغيرة بمقعدها الخلفي في السيارة وهو يمقعده المخصص للقيادة وهي بجواره .. طوال الطريق كان الصمت يستحوذ على الأجواء بينهم حتى أن الصغيرة كانت تتابع الطريق من زجاج السيارة بصمت .. لكن قطع السكون صوته الغليظ وهو يسألها 
_ روحتي لدكتور ولا لسا  
جلنار بخفوت تام 
_ أيوة روحت امبارح 
_ كويس 
ليهيمن الصمت من جديد بينهم حتى قال هو للمرة الثانية  
_ محتاجة حاجة اجبهالكم قبل ما نوصل  
طالعته مطولا ثم اشاحت بوجهها وهزت رأسها بالنفي تجيبه 
_ لا شكرا 
تنهد بعدم حيلة ثم وجه حديثه لابنته متمتما 
_ هنون ياحبيبتي تحبي اجبلك حاجة يابابا قبل ما نوصل البيت 
ردت هنا بعبوس بسيط  
_ احنا هنروح بيتنا ولا عند جدو يا بابي  
القى نظرة ذات معنى على جلنار ثم أجاب على ابنته بخنق  
_ عند جدو ياحبيبتي 
هنا بحزن وضيق 
_ طيب ليه مش هنرجع بيتنا ! 
لم يجيب واكتفى بنفس النظرة لجلنار التي تنهدت بخنق وردت على صغيرتها في حزم بسيط 
_ هنا وبعدين .. احنا اتكلمنا كذا مرة في الموضوع ده مينفعش كدا 
عدنان بنظرة مريبة ومستاءة  
_ متزعقيش للبنت .. هي إيه فهمها ولا عرفها ! 
ألقت عليه نظرة مشټعلة واكتفت بالصمت ومتابعة الطريق حتى وصولهم لتنزل هي أولا من السيارة وتقود خطواتها السريعة للداخل بينما هنا فنزلت من السيارة واقتربت من أبيها الذي انحنى وجلس القرفصاء أمامها وراح يقبل شعرها ووجنتيها هامسا في حنان أبوس وعشق نقي  
_ متزعليش ياروح بابي .. إنتي عارفة إن بابي مش بيقدر يشوف هناه زعلانه .. بكرا بليل هاجي أخدك عشان نروح بيتنا ونقعد أنا وإنتي زي المرة اللي فاتت ونعمل أكل حلو ونلعب كتيير أوي 
_ ومامي هتيجي معانا  
ابتسم بمرارة ثم زم شفتيه بجهل لتتنهد هي بيأس وتقول في الأخير بحزن 
_ وعد يابابي  
انحنى عليها ولثم وجنتيها بعمق وحب هاتفا 
_ وعد ياعيون بابي .. بس بشرط اضحكي الأول ومتفضليش زعلانة كدا 
ظلت عابسة الوجه حتى شعرت بانامله تمتد أسفل ذراعها وهو يدغدغها بقوة فتنطلق ضحكاتها بقوة ويبادلها هو الضحك .. ثم يحملها فوق ذراعيه ويتجه بها للداخل فتفتح لهم الباب الخالة انتصار التي كانت تنوي قضاء الليلة مع هنا وجلنار بالمنزل هنا .
رحبت به ترحيب حار وهو كذلك فور صعود الصغيرة لغرفتها بالأهلى بعد توديعها لأبيها سألت انتصار بقلق  
_ هي مالها ياعدنان .. العيل كويس .. أنا قلبي وقع في رجليا من الخۏف 
_ الحمدلله الولد بخير متقلقيش ياحجة انتصار 
_ دي دخلت من غير كلام ولا سلام وطلعت على اوضتها طوالي .. وكان وشها كله عصبية وبتعيط 
مسح على وجهه متأففا مغلوبا على أمره  
_ لولا إني عارف ردة فعلها كنت طلعتلها .. معلش اطلعي ياخالة انتي وشوفيها العصبية والزعل ده غلط وممكن يأذيها هي والولد 
ابتسمت له بوادعة ورتبت على كتفه متمتمة 
_ متقلقش أنا هطلع اطمن عليها واهديها 
أصدر زفيرا حارا بخنق ثم ثبت عيناه على انتصار وقال برجاء واهتمام وقلق حقيقي  
_ خلي بالك منها ياحجة انتصار حطيها في عينك .. وامنعيها من الأكل المضر وبالأخص الموز هي بتتعب منه جدا ولو اكلته دلوقتي وهي حامل هيأذيها أكتر
ضحكت انتصار بخفة على تنبيهاته التي لا تناسب شخصيته الطبيعية أبدا وكأنه شخص آخر أمامها .. ردت عليه بإيجاب وبشاشة 
_ إنت بتوصيني على بنتي .. اطمن ابنك ومراتك في امانتي ياعدنان .. أنا مش فاهمة إنتوا بتعملوا في بعض كدا ليه يابني والله .. ربنا يهديكم ويصلح حالكم يارب
ردد بحنق ويأس وكأنه ليس بيده شيء سوى الدعاء  
_ يارب

بمكان آخر داخل منزل حاتم ونادين بعد انتهاء حفل الزفاف ........
كان يسير بها تجاه الطابق العلوي حاملا إياها ويغازلها بكلمات الحب والعشق وبعض منها كلمات جريئة ومنحرفة فتضحك بخجل وتنزكه في كتفه حتى يصمت ولكنه لا يبالي !! .....
نادين بخجل وضحك خفيف  
_ حاتم بيكفي لهون نزلني ما بيصير هيك 
رفع حاجبه وهدر بغمزة ماكرة  
_ ده بيصير وهيصير كمان .. ده إنتي نشفتي ريقي واحنا متجوزين فكرك النهارده هسمحلك تفتحي بقك بس 
نادين بغيظ مكتوم  
_ شو بتقصد يعني ! 
لمعت عيناه بالخبث ليجيبها في جراءة  
_ كل خير ياحبيبتي .. كل خير 
وصلا لغرفتهم فدفع الباب بقدمه وفور دخولهم انزلها فوق الأرض وراح يقترب ويميل عليها فتراجعت للخلف بارتباك وصاحت مسرعة  
_ جلنار شو كانت عم تسوي بعرسنا .. إنت عازمها صحيح  
غضن حاجبيه بتعجب ثم قال في ضجر ملحوظ وغيظ  
_ جلنار ايه وبتاع إيه دلوقتي .. احنا في إيه ولا إيه .. لا كمان هنسيب ليلة فرحنا ونقعد نحكي على المعازيم ومين حضر ومين محضرش ! 
نادين بنظرة ثاقبة وثقة  
_ بس أنا ما جبت سيرة المعازيم .. أنا عم اقول جلنار ! 
استاء بشدة ورد عليها في لهجة مريبة ومغتاظة  
_ نادين إنتي ناوية تخليها ليلة طين صح .. بس ورحمة امي وابويا ما هسمحلك مش بعد العڈاب ده كله وتبوظيلي الليلة دي كمان 
انهي عبارتها وحملها فوق كتفه ليتجه بها نحو الفراش وسط صړاخها وضحكها .. الذي تحول بالأخير إلى مشاعر غرام وشوق متبادلين .. ويبدأون ليلتهم الأولى ليوثقوا فيها عشقهم الصادق والحقيقي ! ......

وصل عدنان إلى قسم الشرطة بعد مكالمة أخيه له وهو عائد بالطريق لمنزله .. كان يسير بخطى سريعة إلى حيث يوجد أخيه ومعه كان محامي العائلة الخاص .
لمح آدم يجلس فوق أحد المقاعد ډافنا وجهه بين كفيه بصمت تام فاندفع نحوه وسأله بصوت رجولي خشن  
_ آدم 
رفع رأسه فور سماع صوت أخيه واستقام واقفا ثم القى التحية على المحامي وتمتم لعدنان پغضب دفين وخنق  
_ كويس إنك جيت .. أنا حاسس اني عقلي وقف ومش قادر افكر ياعدنان 
رد المحامي بنبرة هادئة مطمئنة  
_ اهدى يا آدم أنا هدخل دلوقتي لوكيل النيابة وهفهم منه كل حاجة ومتقلقش أسمهان هانم ان شاء الله هتطلع
فور مغادرة الرجل واختفائه داخل
تم نسخ الرابط