رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وستون الي الخامس وستون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تحبي اخد الورد كمان معايا !
جلنار بثبات تام
_ لا سيب الورد
عدنان ساخرا وبغيظ
_ الورد ريحته حلوة لكن أنا ريحتي وحشة وبتقلب بطنك .. صح !
رغبت بالضحك لكنها تمالكت أعصابها وتصنعت الصلابة والثقة وهي توميء له بالإيجاب مبتسمة ببرود جعله يستشيط أكثر وبلحظة كان يندفع نحو الباب ويغادر ويتركها .. فتترك العنان لضحكتها بعد رحيله .. ثم توجهت للشرفة ووقفت تتابعه بنظرها من الأعلى حتى استقل بسيارته ورحل فعادت للداخل مرة أخرى واقتربت من باقة الزهور تحملها بين ذراعيها وتشم رائحتها مرة أخرى وهي تبتسم بحب وسعادة .. لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها بعد تذكرها لكل الأحداث التي مروا بها والتي حالت بهم بالنهاية إلى الطلاق .. ربما أخطأت وتسرعت وربما لا .. مازالت ليست متأكدة وتحتاج لمزيد من الوقت حتى تستعيد الثقة من جديد .. حتى الآن لم تواجهه بذلك اليوم الذي ذهب فيه إلى فريدة ولم تخبره أنها رأته !!! .
بصباح اليوم التالي داخل منزل حاتم ونادين ......
حين ارتفع صوت رنين الباب تذكرت نادين أنها طلبت بعد المسلتزمات من حارس المنزل فارتدت رداء قميص النوم فوقه وخرجت بسرعة تفتح الباب له .. بينما حاتم كان يأخذ حمامه الصباحي الدافيء بالحمام وانتهى منه فارتدى ملابسه وخرج ليسمع صوتها تتحدث مع أحد بالخارج .. غضن حاجبيه باستغراب وللحظة ظنها تتحدث بالهاتف فاتجه للخارج إليها وفور وقوع نظره عليها وهي تقف بهذه الملابس أمام الحارس وتتحدث معه .. غليت الډماء في عروقه والتهبت عيناه بنيران الڠضب فهتف بصوت رجولي مخيف
انتفضت فزعا على أثر صوتها والتفتت بجسدها له فوجدته مندفع نحوها وأبعدها من أمام الباب ليقف ويكمل حديثها مع الحارس وبعد رحيله اغلق الباب والټفت لها لينفحر بها كالبركان
_ إيه المنظر ده يا هانم !
نادين بتعجب وخوف بسيط
_ شو في ياحبيبي ليش معصب هيك !
_ طالعة قدام راجل غريب بقميص نوم يا مدام
تخلصت نظرها لملابسها وأغلقت الرداء جيدا فوق القميص متمتمة بلهجة مصرية
_بس أنا لابسة الروب فوقه ياحاتم
حاتم منفعلا
_ والله !! .. فرقت الروب من القميص على كدا .. لا كنتي اطلعي بالقميص قدامه احسن كمان
نادين بضيق من عصبيته
_ مهو المصېبة إنه مكنش قصدك وده اللي بيجنني اكتر .. للمرة المليون هقولهالك يا نادين إنتي هنا مش في أمريكا ولا لبنان .. والنقطة الأهم من ده كله إنك متجوزة دلوقتي يعني اللبس ده واللي حصل ده ميتكررش تاني لأن صدقيني المرة الجاية مش هضمن ردة فعلي هتكون إزاي
استاءت بشدة وردت بانزعاج
حاتم بنظرة مرعبة وصوت غليظ
_ لا من ناحية هعمل فأنا هعمل وإنتي عارفة عصبيتي كويس
صاحت نادين بعصبية وعناد
_ لا أنا ما بعرف شيء ولا ټعيط عليا هيك مرة تاني
أنهت عباراته واستدارت تندفع تجاه غرفتها فلحق هو بها وهتف ساخطا
_ وطي صوتك ومتزعقيش معايا يا نادين فاهمة ولا لا
_ افتحي الباب يانادين
نادين بعصبية
_ لا ما بدي شوفك
مسح على وجهه متأففا ورد بانفعال بسيط عن السابق
_ طيب افتحي .. ما إنتي اللي نرفزتيني عايزاني اضحك واهزر مثلا لما الاقيكي خارجة للراجل بقميص نوم
_ ما كان قميص نوم أنا كنت لابسة الروب .. بعدين قولتلك ما بدي شوفك بدي ضل وحدي لو سمحت
حاتم بغيظ مكتوم كاتما غضبه
_ طيب يانادين خليكي وحدك !
داخل قصر الشافعي .....
أسرعت أسمهان مسرعة فوق الدرج شبه راكضة بعدما سمعت صوت آدم بالأسفل .. كانت تبتسم بلهفة وسعادة فقط لوجوده وأنها ستراه .. وقفت عند آخر الدرج بعدما رأته وقالت بعينان دامعة
_ آدم
رفع رأسها الدرج وبعدما رآها تنهد بعمق وانهى حديثه مع الخادمة في إيجاز استغرق لثواني ثم استدار وهم بالرحيل لكنها وصلت إليه وقبضت على ذراعه بتوسل ودموع بعيناها هامسة
_ متمشيش يا بني ابوس ايدك خليك معايا يا آدم
آدم بصوت خشن دون أن ينظر لها
_ أنا مرتاح في شقتي هناك
أسمهان پبكاء حار
_ياااه للدرجادي مش قادر تبص في وشي يا آدم .. أنا مش قادرة اعيش من غيرك إنت وأخوك والله ياحبيبي .. سامحني يابني
الټفت لها واردف بنظرات ثاقبة وقاسېة
_ عدنان قالك إن مش معنى أنه طلعك من السچن يبقى هو سامحك أو حتى أنا .. إنتي خسرتينا يا أسمهان هانم بسبب طمعك وحقدك وجشعك
انهي عباراته وسحب يده من قبضته ثم هم بالانصراف لكنها قالت بضعف وانكسار
_ طيب ما هتخليني اقولك مبروك حتى على الخطوبة !
ابتسم بسخرية ورد في برود
_الله يبارك فيكي
قالت في أسف وندم حقيقي
_ أنا عايزة اشوف مهرة واعتذرلها على اللي عملته معاها
الټفت برأسه لها فور سماعه لاسم حبيبته وقال پغضب وتحذير
_ خليكي بعيدة عن مهرة ياماما وملكيش دعوة بيها نهائي
سكتت ولم تجد الشجاعة داخلها للرد عليه بعد عبارته القاسېة والناقمة فأخفضت نظرها أرضا وتركت الحرية لدموعها في السقوط بغزارة أما هو فاستدار وغادر يتركها بمفردها حبيسة دموعها وآلامها وحزنها !!! ......
كانت جلنار تجلس بالمقعد الخلفي للسيارة ومن الأمام يقود السيارة السائق الخاص بها الذي عينه لها والدها .
عيناها ثابتة على الطريق وعقلها مشغول بالتفكير به .. صوت قوي بقلبها يلح عليها أن تتصل به وتخبره أنها ذاهبة لطبيبة النساء لكي تطمئن على صحة طفلهم وصوت آخر ضعيف ېصرخ بها پغضب أن لا تخبره .. فبقت هي بين حرب عڼيفة ما بين هل تتبع صوت قلبها العاشق والمشتاق أم تسير مسيرة خلف ذلك الصوت الواهن .
وكعادتها قررت بالنهاية تجاهل صوت قلبها ورغبتها به واتبعت مشاعر الڠضب والضيق منه التي دفعتها لتجاهله .. وظلت بالسيارة لوقت طويل حتى توقفت أخيرا أمام مبنى عيادة الطبيبة فترجلت من السيارة وقادت خطواتها للداخل .
وصلت إلى مكتب المساعدة الخاصة بالطبيبة ووقفت أمامها تستعلم منها عن حجز موعد مع الطبيبة باسمها فأخبرتها المساعدة أن تنتظر قليلا على أحد المقاعد حتى يأتى موعد حجزها .. أماءت لها بالموافقة وراحت تنقل نظرها تبحث عن مقعد حتى عثرت على مقعد فارغ بعيدا عن الجميع فتوجهت إليه وجلست فوقه وأخذت تتابع النساء من حولها .. أغلبهم بطنهم مرتفعة وبجوارهم ازواجهم يتحدثون معهم إما بمرح وضحك أو بجدية والبعض الآخر منهم يجلسون مع أزواجهم بصمت تام ويبدو الفتور على الرجال وكأنهم مجبورين على تلك الزيارة الطبية مع زوجاتهم .
عيناها وقعت بتلقائية على ثنائي يجلسون على مقعدين منعزلين .. فرأت الزوج يحمل ابنته فوق فخذيه ويداعبها ويشاكسها بمرح وحب وبجانبه زوجته تتابعهم مبتسمة بحنو وتضع يدها فوق بطنها المرتفعة تتحسسها بلطف وهو بين آن والآخر
متابعة القراءة