رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وستون الي الخامس وستون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
والمستاءة ثم أكمل بعصبية متعمدا اغاظتها
_ غيرانة ليه دلوقتي وإنتي قولتي مبتحبنيش .. طلبتي الطلاق وصمتتي عليه وبعد كدا بتغيري عليا ومش عايزاني اعيش حياتي !
جلنار بثبات مزيف وعناد
_ مين قالك إني غيرانة .. أنا مش غيرانة !
لاحت ابتسامة مستنكرة فوق ثغره ثم رد بعينان كلها شراسة ولؤم مدورس
استشاطت غيظا وظهر ذلك في عيناها الحادة لكنها تصنعت عدم المبالاة وقالت ببرود مزيف على عكس اشتعالها من الداخل
_ اتجوز براحتك هو انا منعتك !
رأت نفس الابتسامة الساخرو مازالت ترتسم فوق محياه دون أن يتحرك أنشا واحدا فقالت بارتباك ملحوظ من قربه ونظراته
لم يجيب وبقى ساكنا يحدثها ببرود وبسمة مستفزة فاغتاظت وقالت بحزم
_ عدنان بقولك ابعد عايزة اعدي
لم يكن ليلبي رغبتها إلا بسبب نزول الصغيرة على الدرج وهي تفرك عيناها دون أن ترى شيئا وتهتف بنعاس
_ بابي
ابتعد عن جلنار والټفت لابنته ليقترب منها ويحملها فوق ذراعيه لاثما وجنتها ويردف بحنو
بقت جلنار واقفة لثواني قبل أن تتنهد بضيق وتقول
_ أنا هروح الحمام
ثم اندفعت إلى اتجاه الحمام وهي تزفر بعدم حيلة بينما هو فتابعها بنظراته مبتسما وأطلق تنهيدة حارة طويلة مغلوبة !!! .........
بمساء ذلك اليوم داخل قسم الشرطة تحديدا أمام غرفة الضابط .. كان ينتظر كل من عدنان وآدم خروج المحامي .. الذي لم يلبث سوى أربعة عشر دقيقة وخرج من الغرفة وهو يبتسم باتساع واقترب منهم ليقول
بدأ عدنان هادئا وواثقا تماما على عكس شقيقه الذي تملكته الدهشة والراحة وسأل بفضول
_ حصل إيه وإنتي هتطلع بالسهولة دي
هدر المحامي ببشاشة
_ الست اللي قالت إن أسمهان هانم بتساعدها غيرت أقوالها وقالت إنها كانت تعرف والدتكم وهي اللي كانت بتروح لأسمهان هانم وتطلب منها فلوس كمساعدة عادي وإن والدتكم متعرفش الفلوس دي لإيه والصور قالت إنها احتفظت بيها عشان تبتز بيها أسمهان هانم .. وكمان اعترفت إن هي اللي ورا شنطة المخډرات وهي اللي حطتها
_ غيرت كلامها ازاي كدا فجأة .. واحدة عملت كل ده عشان ټأذي ماما إيه اللي يخليها تغير رأيها !
_ ده اللي حاولت افهمه بس مقدرتش .. لكن المهم دلوقتي هو إن الحمدلله أسمهان هانم نتطلع دلوقتي وترجع معاكم
بسط آدم كفه لكي يصافحه وهتف مبتسما بسعادة داخلية
_ العفو وياريت تبلغوا سلامي لأسمهان هانم
ودعه بابتسامة عذبة وفور رحيله الټفت لأخيه فوجده يجلس فوق المقعد بجمود وبرود غريب فغصن حاجبيها وهتف
_ إنت هادي كدا إزاي
رفع عدنان نظره لأخيه وهدر بنفس البرود
_ المفروض أعمل إيه يعني .. أسمهان هانم طلعت ومبروك وادينا مستنينها
دقق آدم النظر في وجهه بتفحصه وكأنه يقرأ صفحة وجهه ويحاول اختراق عقله فقال بترقب بعد وقت من الصمت
_ إنت اللي عملت كدا صح .. إنت اللي خليتها تغير اقوالها
التزم الصمت واكتفى بنظراته الجامدة التي تؤكد ما يقوله فيبتسم آدم مغلوبا ويتأفف بخنق .. ثم يجلي بجواره وينتظرون إلى ما يقرب نصف ساعة حتى رأوا والدتهم تتجه نحوهم مسرعة .. هب آدم واقفا لا إراديا فهرولت نحوه والقت بجسدها عليها تعاتقه بقوة وتهتف في صوت باكي
_ آدم ياحبيبي .. الحمدلله كنت خاېفة مقدرش اشوفكم تاني يابني
لم يبادلها العناق ورغم سعادته وراحته إلا أنها تظهر العكس واكتفى بهمسته الجافة
_ إنتي كويسة
أسمهان پبكاء بدأ يزداد حدته
_ كويسة ياحبيبي الحمدلله وبحمد ربنا وبشكره إنه محرمنيش منكم
ألقت نظرة على عدنان الذي استقام وكان يقف بشموخ وقسۏة دون أن يتطلع إليها حتى فاقتربت منه وكادت أن تعانقه بحب أمومي وأسف لكنه بلغتها بنظرة قاټلة منه ومال عليها يهمس بصوت مرعب
_ صحيح أنا طلعتك بس معنى كدا إني نسيت كل حاجة .. لا يا أسمهان هانم .. أنا بس طلعتك عشان شكل واسم عيلة الشافعي ومنظرنا قدام الناس .. لكن إنتي فعلا كنتي بتساعدي الست دي يعني تستحقي العقاپ
انهى عبارته وألقى عليها نظرة أخيرة كلها ڠضب وخزي قبل أن يبتعد ويسير بعيدا عنهم متجها لمغادرة القسم بأكمله .. وبقت أسمهان بأرضها دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة في صمت وألم .. قلبها ېتمزق أربا كلما ترى بعض ونقم ابنائها لها هكذا وبالأخص عدنان .. يشعرها باحتقارها وكرهها لنفسها ولأول مرة يتنابها شعور الندم على شيء ولوهلة تمنت لو عاد لها الزمن ولم تفعل كل هذا .
استفاقت على صوت آدم الغليظ وهو يهتف بجفاء
_ تعالي يلا عشان اوصلك البيت
لم تقوى على التفوه بكلمه واحدة حتى محاولة استسماح ابنها الأصغر وطلب العفو منه بل سارت خلفه بصمت وهي تبكي بصمت وتتخبط في ۏجعها وحيدة ! ......
داخل منزل نشأت الرازي .....
تحرك بخطوات هادئة تجاه ابنته التي رآها تجلس بحديقة المنزل وبيدها ممسكة بصورة تحدق بها بحزن وعيناها تذرف الدموع في صمت .
توقف من خلفها للحظة ودقق النظر بالصورة ليرى أنها صورة تجمعها بعدنان ومعهم ابنتهم .. فيتنهد بعمق مطلقا زفيرا مسموعا جعلها تنتفض فزعا وتلتفت بسرعة للخلف .. بينما هو فاقترب وجلس بجوارها فوق الأريكة يرمقها بقلة حيلة وحزن لبرهة من الوقت ثم أردف بضيق
_ لما بتحبيه كدا يابنتي ليه صممتي على الطلاق وخلتيه يطلقك
طالت نظراتها العاجزة لأببها ثم أجفلت رأسها أرضا تجيبه بعناد لا يتماشى مع حالته وتعبيراتها أبدا
_ لا مش بحبه !
ابتسم بدفء ثم رد في صوت رخيم
_ الحاجة الوحيدة اللي لا يمكن تعرفي تكدبي فيها ياجلنار هي الحب .. وإنتي عينيكي والدموع اللي فيها بتقول عكس كلامك .. بتقول إنك بتعشقيه .. أنا لو كنت اعرف إنك بتحبيه بالشكل ده بس بتعاندي نفسك مكنتش وافقت وسايرتك في موضوع الطلاق وخليته يطلقك
تطلعت لأبيها في أعين تائهة وعارفة بالدموع لتقول
_خايفة يابابا خاېفة ومش عارفة اعمل إيه
مد يده وملس على شعرها بحنو مردفا في حكمة
_ أنا مش هقدر اجبرك على حاجة بس هقولك اعملي اللي قلبك بيقولك عليه ياجلنار .. متسمحيش لحاجة تدمر حياتك حتى لو الماضي .. لو إنتي واثقة ومتأكدة من حب عدنان ليكي يبقى متخسروش لأنك إنتي كمان بتحبيه .. وهقولك حاجة واحدة بس بخصوص اللي حصل بينكم في الماضي .. اللي بيحب بيسامح ياحبيبتي ومش هيبقى عايز حاجة غير إنه يكون مع الشخص اللي بيحبه .. مش هيسمح لأي حاجة مهما كانت تفرق بينهم أو تبعده عنه
جلنار بصوت مبحوح ويغلبه البكاء
_ أنا مسمحاه بس مش قادرة انسى
_ لا ياجلنار إنتي مسامحتهوش .. لو سامحتيه كنتي هتنسى
اڼهارت باكية بعد عباراته وارتمت عليه بين ذراعيه تبكي بصوت مرتفع هاتفية من بين بكائها
متابعة القراءة