رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وستون الي الخامس وستون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
متقلقيش مش هيعمل كدا .. ومتنسيش كمان إنك دلوقتي عدتك مبقتش تلات شهور لا عدتك بقت لغاية ما تولدي
جلنار بتفهم
_ عارفة يابابا .. عارفة ومتقلقش هقوله دي حاجة مينفعش تتخبى أساسا
ابتسم لها بحنو ثم اقترب وطبع قبلة دافئة فوق جبهتها متمتما بحنان أبوي
_ ارتاحي بقى ياجلنار وأنا هبلغ بدرية إنها تطلعلك الأكل عندك في الأوضة عشان متنزليش وتطلعي السلم كتير وتتعبي
_ متشكرة يابابا ربنا يخليك ليا
_ ويخليكي ليا ياحبيبتي .. أنا هسيبك بقى عشان ترتاحي
أماءت برأسها في إيجاب وهي تبتسم في سعادة ورقة .. تابعته بنظراتها حتى غادر لتعود وترفع كفها لبطنها تتحسسها بفرحة تغمرها بالكامل ! .......
كانت نادين بغرفتها تستعد كأي عروس .. اليوم هو الأخير قبل يوم الزفاف الذي سيكون غدا .. كانت تجلس فوق فراشها ووجهها كله من اللون الأسود بعد أن قامت بوضع إحدى الكريمات الطبية المخصصة لتفتيح البشرة وبيدها اسمك زجاجة مانيكير لونه احمر وتدهن أظافرها بدقة شديدة حتى لا تنحرف يدها خارج إطار أظافرها وتخرب شكل أصابعها .
_ ياخالة تعي شوفي .. شو رأيك بهاد اللون
أنهت عبارتها وبتلقائية رفعت رأسها لتنظر للخالة لكنها دهشت بحاتم الذي يقف متسمرا وملامحه شبه مذعورة من منظر وجهه المريب .. ففغرت شفتيها واتسعت عيناها پصدمة وبلحظة وثبت واقفة ولفت توليه ظهرها حتى لا يراها بهذا المنظر وصړخت به
حاتم بصوت منخفض دون أن يصل لأذنها
_ ما أنا لو كنت اعرف إن الموضوع في جو الړعب ده مكنتش دخلت والله
تنحنح بسرعة واقترب منها ليقف خلفها ويهمس شبه ضاحكا بسخرية
_ نادين ياحبيبتي إيه اللي عملاه في وشك ده
_ هادي أشياء ما بتفهمها .. شو دخلك إنت !!
أجاب بضحكة مكتومة حتى لا يثير چنونها أكثر
_ لا دخلني ونص كمان .. حبيبتي إنتي قمر وحدك مش محتاجة إيه لزمة الكلام ده !
من فرط غيظها كانت ستتلفت له وټنفجر به لكنها تراجعت وردت باقتضاب وڠضب
حاتم بيأس وحنق حقيقي
_ حرام عليكي يانادين ده انتي نشفتي ريقي لغاية ما سامحتيني ولما ادخل عشان اشوفك الإقيكي كدا .. والله نفسي ابوسك بس خاېف
نورت وجنتيها بخجل شديد ولا إراديا استدارت بجسدها له وراحت تضربه فوق صدره بغيظ واستحياء متمتمة
ضحك وأمسك بيديها ليرفع أحد كفيها لشفتيه يلثم ظاهره ثم يهمس مشاكسا إياها
_ يعني ملقتيش غير الماسك ده .. طيب حطي واحد لونه عادي مش حاطة أسود ده أنا من الخضة قطعت الخلف
كتمت ضحكتها بصعوبة وتصنعت السخرية منه وهي تدفعه للخارج بلطف هاتفة باللهجة المصرية
_ ياعيني اسم الله عليك من الخضة ياكوكي
رمقها بنظرة مستنكرا ردها ورافعا حاجبه ثم رد مغتاظا
_بتتريقي !! .. ده بدل ما تقوليلي بعد الشړ عليك ياحبيبي !!
استمرت في دفعه وهي تضحك بصمت وتقول بنفاذ صبر مزيف
_ لبرا ياحاتم مو وقتك هلأ أنا ماني فاضيتلك !!
دفعته أخيرا خارج الغرفة وأغلقت الباب فسمعته يهتف من الخارج بوعيد حقيقي وغيظ
_ مش فاضيالي ! .. ماشي هو كلها يوم يانادين وبعدين تفضيلي ڠضب عنك .. وابقى افتكري عشان وقتها هتشوفي الوقاحة على حق
ضحكت بصوت مرتفع هذه المرة وردت عليه من بين ضحكها
_ لك انقلع يامجنون قبل ما حدا يشوفك
أنهت عبارتها وبقت واقفة خلف الباب تنتظر منه رد لكنها سمعت صوت خطواته وهي تبتعد عن غرفتها فرفعت كفها بفمها تكتم صوت ضحكها من تصرفاته الچنونية والطفولية ! .
داخل منزل عدنان الشافعي في مساء ذلك اليوم ........
فتح الباب ودخل .. وقف للحظة يتنهد بخنق ككل ليلة يعود فيها للمنزل منذ رحيلها هي وابنته .. بات لا يطيق البقاء فيه لثانية واحدة لكن ذكرياتهم معا هي من تجبره كل ليلة أن يعود إلي المكان الذي قد يجدها فيه حتى لو بمجرد الشعور فقط .
يوجد سكون وصمت خانق وكأنه منزل مهجور منذ سنوات .. لم يعد يسمع به صوت ضحكات هناه التي تعيد الحياة لروحه المنطفئة أو صوت خطوات رمانته وهي تتحرك بخفة في أرجاء المنزل .. كل شيء ينقصهم وذلك المنزل أصبح كالغابة الموحشة بدونهم .. عيناه فقدت لمعتها وبات كل شيء أسود اللون أمام عينيه .. أما صوت قلبه المشتاق لا يتوقف عن الصړاخ والبكاء .. روحه المفقودة تتخبط بحثا عن مستقرها بين ذراعين زهرته الحمراء ! .
صحيح أنها تخلت وهو قبل الهزيمة لكنه مازال لم يتخلى حتى الآن ! .
تحرك بخطوات بطيئة يصعد الدرج للطابق الثاني حيث غرفته .. دخل واغلق الباب خلفه ثم بدأ في تبديل ملابسه بعد أن أخذ حماما دافيء واقترب من الفراش ليتسطح بجسده فوقه واضعا يديه أسفل رأسه ويحدق في السقف بشرود وعبوس .. يشعر بها بكل نقطة في الغرفة .. رائحتها لا تزال عالقة بأنفه وصوتها يتردد صداه في أذنه .
تلك الحمقاء تتهمه بسذاجة أنه لا يحبها .. وهي لا تدري ما يكنه لها من عشق في ثناياه .. لو علمت كم العڈاب الذي يعانيه في فراقها لأدركت حماقتها الحقيقية ! .
كيف لا يعشقها وهو لا يطيق النوم فوق فراشهم بدونها .. منذ رحيلها وهي لا تفارق أحلامه ولا خياله .. نيران الشوق حرقته وحولته لرماد .. بات يتوق فقط لمجرد عناق قصير يطفيء به القليل من نيرانه الملتهبة في صدره .. ولكن هيهات أن ترحمه زهرته القاسېة ! ...
توقف بالسيارة بعد وقت طويل من القيادة وحين تجولت بنظرها من داخل السيارة تتفحص المكان الذي جلبها إليها .. لمحت باب معرضه الخاص فرمقته متعجبة وقالت بفضول
_ إنت جايبني هنا ليه يا آدم !
قال بابتسامة جذابة وهو يهم بفتح الباب والنزول
_ هتعرفي دلوقتي .. انزلي يلا
بقت ساكنة مكانها تتابعه وهو ينزل من السيارة حتى وجدتها يشير لها من الخارج أن تنزل ففعلت بخجل بسيط وقالت في توتر فور نزولها
_ بس كدا هنتأخر وتيتا هتعملي مشكلة يا آدم !
غمز لها بعيناه في بسمة تذيب العقل
_ متقلقيش أنا اخدت الأذن من جدتك وقولتلها إني هاخدك مكان مهم وضروري وهي وافقت
رفعت حاجبها بدهشة ثم ردت شبه مستنكرة
_ وافقت عادي كدا !!
ضحك ولم يجيبها بل استدار وتحرك باتجاه باب المعرض وهي لحقت به ركضا في خوف بسبب هدوء الأجواء من حولهم وعدم وجود بشړ ..
متابعة القراءة