رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وستون الي الخامس وستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مبتسما بفرحة داخلية غامرة .. نظراته العميقة تهيأ لمن يراه هكذا كأنه يرى ابنه أمام عينيه .. خرجت همسة خاڤتة ومنخفضة منه وهو يهمس  
_ جايز تكون إنت حلقة الوصل اللي بعتها ربنا لينا عشان يوصلنا تاني بعد ما انفصلنا 
سكت للحظة ثم تابع باسما  
_ رغم فرحتي بيك وإنك كلها كام شهر واشيلك بين إيديا .. بس مش قادر افرح الفرحة اللي كانت بتمناها بسبب فراق مامتك واختك عني .. الحياة صعبة أوي من غيركم .. بس اوعدك إن كل حاجة هتتظبط إن شاء الله
انهي عبارته وأخذ نفسا عميقا ثم مال عليها ولثم بطنها بعدة قبلات رقيقة وعميقة يبث بها كل شوق وسعادته وحسرته على ما حالت بهم الظروف إليه ! .
كان ينوي أن يتخذ تلك الخطوة بوقت لاحق لكنه لا يستطيع الفراق أكثر من ذلك .. اتخذ القرار وانتهى الأمر !!! .... 
اعتدل وراح يقترب بشفتيه من جبهتها ليقبلها لكنه وجدها بدأ تتململ في الفراش وتبدو عليها علامات الانزعاج من لمساته بعد قبلته .. لم يبتعد عنها بل ظل مقتربا بوجهه وراح يغلغل أنامله بين خصلاتها هامسا بصوت انسدل كالحرير ناعما على مسامعها  
_ جلنار .. قومي يارمانتي ! 
ردت بتلقائية وصوت ناعس دون وعي وهي تتململ وتوليه ظهرها  
_ لسا الفجر مأذنش ياعدنان في إيه ! 
ضحك بصمت وتمتم في صوت خاڤت  
_ هو الحمل أثر عليكي وخلى نومك تقيل ولا إيه !
مرت دقيقة كاملة في صمت وبلحظة فجأة وثبت جالسة مڤزوعة حين أدركت صوته والوضع وحدقته مصډومة هاتفة 
_ عدنان !!! .. بتعمل إيه هنا ! 
_ جيت اشوف هنا بعد ما الرسالة اللي بعتيها بس لقيت الكل نايم 
جلنار بنظرة مڤزوعة قليلا  
_ طيب وليه مرنتش عليا ! 
ضحك ورد بهدوء جذاب  
_ رنيت يارمانة كتير وخبطت كمان على الباب بس مفيش فايدة فاضطريت ادخلك بنفسي .. واضح إن ده من تأثير الحمل 
وضعت يدها فوق بطنها لا إرديا ثم انتصب واعتدلت أكثر في جلستها لتقول  
_وليه مجيتش الصبح ! 
التزم الصمت لثواني وهي يتمعنها بنظرات مربكة ثم قال في جراءة  
_ حسيت إنك وحشتيني إنتي كمان فجيت اشوفك 
استقامت واقفة وردت بجفاء متصنع  
_ بس إنت موحشتنيش ! 
توقف هو الآخر والاسم بخبث ليثبت نظره داخل عيناها ويقول بثقة  
_ متأكدة ! .. أصل استغربت لما لقيتك بعتالي بتقوليلي هنا بټعيط وبتقول إنك وحشتها وتعالى شوفها وإنك نومتيها بصعوبة وبعدين آجي هنا واكتشف إنها نايمة مع جدها في اوضته ! 
اضطربت بشدة وظهر ذلك بوضوح على ملامحها الرقيقة ونبرة صوتها كذلك التي بدأت تتلعثم حيث ردت  
_ أنا قولتلك لما تفضى تعالي وكان قصدي بكرا يعني مش النهارده .. بعدين إنت قصدك إيه بظبط .. قصدك إني بتلكلك بهنا مثلا عشان اشوفك !!! 
قهقه بقوة فور جملتها الأخيرة ورفع حاجبه بنظرة جريئة مجيبا 
_ أنا مقولتش حاجة زي كدا .. إنتي اللي بتقولي ! 
استشاطت غيظا ولوهلة زدت لو تقبض على رقبته وخنقه من فرط الغيظ .. لكن ذلك الڠضب تحول كله بلحظة لزعر وتوتر شديد حين رأته يميل عليها بقوة وظنته أنه سقبلها ثانية لكن وجدته يضحك بخبث ويقول متصنعا البراءة  
_ في إيه مالك اټخضيتي كدا ليه ده أنا كنت باخد ده بس .. اتفضلي 
ورأته يرفع يده أمامها وهو ممسك بباقة من الزهور الحمراء .. لمعت عيناها كالطفلة الصغيرة فنقطة ضعفها هي الزهور الحمراء وذلك الماكر يعلم جيدا متى يستغل نقاط ضعفها ! . 
التقطتها من يده بفرحة وحماسة ثم دست وجهها بين الزهور تستنشق رائحتهم الذكية وسط انينها الجميل ثم رفعت رأسها وطالعته بصفاء وطبيعية تامة كأنها نست كل شيء حدث بينهم وقالت  
_ الورد ده ليا مش كدا ! 
عدنان بعينان تفيض حبا وحنانا  
_ الورد الأحمر ده اتخلق بس عشان رمانتي 
تلونت وجنتيها وأصبحت تماما كلون الزهور التي بين ذراعيها لتجيبه باستحياء وخفوت  
_ ميرسي جدا ياعدنان 
كاد أن يجيب عليها لكن صوت نشأت بالخارج وهو يهتف مناديا باسمها خلف الباب جعلها تنتفض واقفة مكانها وتحدقه پصدمة متمتمة  
_ بابا ! 
عدنان بثبات مستنكرا ارتباكها  
_ وفيها إيه يعني بابا ما يدخل اهلا وسهلا 
قبضت على ذراعه وهتفت بصوت منخفض وهي تسحبه معها لأي جزء بالغرفة يمكنها اخفائها به  
_ يدخل إيه بابا أصلا متعصب جدا منك ولو شافك هنا دلوقتي هيعمل مشكلة كبيرة جدا وأنا مش ناقصة 
سحب يده من قبضتها پغضب بسيط متمتما  
_ جلنار إيه اللي بتعمليه ده أنا جوزك ! 
طالعته بقوة وقالت في غيظ  
_ كنت لكن دلوقتي اتطلقنا 
استفزته وكاد أن يجيب ويفصح عن حقيقة قراره لكنه تمالك أعصابه بصعوبة وسكت ..فوجدها تجذبه معها إلى الحمام ودخلت ثم جذبته معها وأغلقت الباب عليهم بعدما سمعت صوت باب الغرفة ينفتح .
استشاط غيظا ورد بعصبية بسيطة 
_ لا إنتي مش طبيعية بجد .. بعدين من امتى پتخافي من ابوكي إنتي .. وخاېفة من إيه أساسا مش فاهم !! .. و.....
اسكتته بكف يدها الذي وضعته فوق شفتيه وهمست برجاء  
_ هششش اسكت please أنا بجد مش حمل مشاكل ياعدنان وتعبانة خلي بابا يمشي وبعدين تطلع وتمشي إنت كمان 
لم يتحدث مجبرا بناءا على رغبتها وللحظة وسمعوا صوت نشأت وهي يهتف بقلق  
_ جلنار إنتي فين .. جلنار ! 
كانت ملتصقة به بشدة دون أن تشعر ولم يبعدها بل استغل الموقف لصالحه بذكاء ماكر وراح يدفن وجهه بين خصلات شعرها مغمضا عيناه سامحا لرائحة زهرته ورمانته أن تتخلل رائحتها المسكرة لصدره وقلبه .. كان بعالم موانئ بينما هي تجيب على أبيها من الداخل  
_ أيوة يابابا أنا في الحمام باخد شاور 
سمعت رده من الخارج  
_ طيب ياحبيبتي براحتك أنا كنت بطمن عليكي بس .. عايزة حاجة أنا هرجع اكمل نوم  
جلنار بإيجاز  
_ لا يابابا شكرا مش عايزة حاجة 
التزمت الصمت لوقت تسمع صوت خطواته التي فور مغادرته تنفست الصعداء براحة والتفتت بجسدها للخلف فتجد ذلك الملتصق بها وهائم بعالم آخر .. اغتاظت وكادت أن تهتف لكن رائحة عطره الرجولي تخللت بأنفها واشعرتها برغبة في التقيأ فاشاحت بوجهها بعيدا عنه فورا وصاحت  
_ ابعد عني ريحتك وحشة إف ! 
اتسعت عيناه بدهشة من ردها وقال غير مستوعبا وبغيظ مكتوم  
_ ريحتي أنا وحشة !!!! 
كتمت أنفها بيدها حتى تمنع دخول الرائحة إليها وردت بقرف  
_ أيوة .. وتاني مرة متقربش مني ولا تيجي تشوفني وإنت حاطط perfume
_ نعم !!
فتحت الباب وقالت بلهجة غريبة تحولت مائة وثمانين درجة  
_ أخرج ياعدنان وامشي يلا 
ضيق عيناه بحيرة من تحولها وقال ساخرا  
_ ما احنا كنا حلوين من شوية .. ولا هي الهرومانات اشتغلت خلاص 
جلنار بلهجة حازمة  
_ عدنان برا .. وخلي بالك متخليش بابا يشوفك
رفع كفه في الهواء يقوسه بشكل مريب كدليل على فرط غيظه منها لكنه اغلفه وضغط على قبضته بقوة ثم غادر وقال باستهزاء وسخط  
_
تم نسخ الرابط