رواية كاملة قوية جدا الفصول من الواحد وستون الي الخامس وستون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لكن دون فائدة بالأخص بعدما علمت بأنه لم يذهب للعمل اليوم .. للحظة غريزتها وفطرتها الأمومية وعشقها له دفعوها للإسراع إليهم حتى تطمأن خشية من أن يكون قد صابهم مكروه !!! .......
............
_ الفصل الرابع والستون _
استقامت مروة واقفة وتحركت ببطء واستغراب نحو المطبخ حين سمعت صوتا غريبا منبعثا من الداخل .. وبذلك الوقت كانت سيارة جلنار توقفت أمام المنزل ونزلت منها بسرعة ثم أسرعت تجاه الباب شبه ركضا .
خرج صوت جلنار ورغم نعومته إلا أنه يقذف الړعب في القلوب
_ إنتي بتعملي إيه هنا !
ارتفعت نبرة جلنار التي أصبح لون وجهها كله أحمر من فرط الڠضب
_ بقولك بتعملي إيه .. ردي !!!
بقت صامتة تحاول الرد بكلمات متعلثمة وغير مفهومة حتى توقفت حين سمعت صوت خطوات قدمه فوق الدرج وحين وصل لدرجة معينة ورأى زوجته تسمر مكانه وراح يحدق بها مدهوشا وتارة ينقل نظره إلى مروة .. كانت ملامحه تماما كرجل امسكت به زوجته ېخونها !!! .
_ إيه اللي بيحصل ده .. والبنت دي بتعمل ايه معاك في البيت !
عدنان بنظرة حازمة حتى يصمتها
_ جلنار !! .. اهدي !
ثم الټفت إلى مروة وحدثها بصوت رجولي غليظ
لم تتفوه ببنت شفة فقط أماءت له بالموافقة وفورا أسرعت لخارج المنزل لتتركهم معا بمفردهم .
صړخت به فور رحيلها في عصبية هادرة
_ لا واضح جدا حبك اللي بتتكلم عنه وزعلك على انفصالنا
ظل صامتا يضع قبضته بجيبي بنطاله ويطالعها بسكون تام دون أن يبدي أي ردة فعل مما أشعل فتيل النيران أكثر وأثار چنونها بشكل مريب حيث اندفعت نحوه وراحت تصرخ بصوت لم يكن يتوقع أن يسمعه منها
سكتت للحظة تلتقط أنفاسها ثم عادت تكمل صياحها
_ تقولي بحبك وإنك مش عايز تسيبني وبعدها الاقيك جاي البيت عند بابا وبتكلم واحدة ست قدامي وبتضحك وتهزر معاها .. وبعدها علطول الاقيك في فرح حاتم واقف مع نفس البنت في حين إني قبلها روحت الشركة وكانت معاك في المكتب ودلوقتي ادخل بيتي الاقيها فيه وطالعة من المطبخ .. لا وباللبس القذر ده !!
تابعت بعد لحظة من الصمت بنفس النبرة والعصبية
_ إنت قاصد تعمل كدا .. صح عشان تخليني اغير عليك وأندم إني سبتك .. رد متفضلش ساكت كدا
كانت ملامحه جامدة تماما ورد عليها ببرود ونظرات ثاقبة
_ خلصتي
استفزها ببروده وجموده التام وكأن كل ما تفعله الآن لا يكترث له بمقدار ذرة .. فتحولت من الاثنى الرقيقة إلى أخرى شرسة ومتوحشة ترغب بفض ألم قلبها وغيظها المكتظ بنفسها المتلهبة .. وبلحظة وجدت نفسها غارت عليه وراحت تلكمه بصدره بيدها في غل وتصيح بهستيرية وعينان دامعة من فرط خنقها
_ لا مخلصتش .. إنت واحد كداب ياعدنان وأناني ومبتحبش إلا نفسك .. أنا بكرهك .. بكرهك .. ع....
ابتلعت بقية حروف عبارتها على أثر صيحته الجهورية وهو يقبض على يديها التي تلكمه بها ليوقفها عن تصرفاتها الچنونية .. فيبدو أنها أيقظت الۏحش واخرجته من كهفه
_ بس اسكتي
سكتت تماما ليس خوف ولكن دهشة من ردة فعله ودقيقة مرت من الصمت بينهم وهو يتأملها بأعين معاتبة تنضج بالعشق .. بعدها ارتخت عضلات يده فوق كفها ليحتضنه بدفء وتتبدل ملامحه من الڠضب والحدة إلى العطف والغرام .. ثم رأته يرفع كفها لشفتيه ويوزع قبلاته علي ظاهره وباطنه بكل حب وعينان مغلقة .. صوت طفيف صړخ بها أن تمنعه لكنها لم تتمكن واستسلمت لجمال اللحظة وملمس شفتيه الغليظة فوق بشرتها الناعمة .. ومشاعره الجياشة التي تطفو على قبلاته .. ذابت بين يديه ولوهلة نست كل شيء حتى طلاقهم تناسته !! .
وهمس بنبرة صوت اذابت ثليج قلبها كله وسقطت داخل تعويذة سحرية ألقاها عليها نبرته ونظراته فقط
_ والله بحبك وبعشقك يارمانتي .. ومفيش ست تقدر تملى عيني ولا تدخل قلبي غيرك .. افهمي بقى كفاية .. حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده !
لمست عباراته نقطة عميقة بقلبها واسعدتها .. لكن يظل عنادها وذلك الصوت الغاضب الملح يفسد كل لحظة غرامية بينهم .. حيث جذبت يدها من قبضته بقوة وحدقته مطولا لا تعرف ماذا تجيب حتى غيرت مجرى الحديث تماما وتجاهلت كلمات العشق ورجائه وقالت
_ هنا فين
ضيق عيناه بدهشة من ردها وتصرفها ببرود دون أن تجيب بكلمة واحدة على كلماته حتى لو أبدت له كرهها المزيف كالعادة .. لكن تجاهلها عند عمد أثار جنونه وغيظه .. بينما هي حين لم تجد منه الرد قررت الصعود بنفسها للأعلى والبحث عن ابنتها لكن بعد أن خطت خطوة واحدة منه وجدته يجذبها من ذراعها پعنف إليه لتصطدم بصدره بشدة مصدرة شهقة عالية مڤزوعة وعينان متسعة من فعله .. ولم تلبث للحظة لتجيب عليه حتى وإذا به يدنو منها فجأة ويكتم أنفاسها في لحظات مميزة ونادرة بينهم تغمرها مشاعر الڠضب والعشق والشوق بنفس الوقت .. مشهد لطيف استمر لبرهة من الوقت حتى فاقت هي من هول الصدمة وأدركت الوضع فدفعته بسرعة بعيدا عنها تطالعه مدهوشة وساخطة لتهتف بإنفاس متسارع وخجل ممتزج بالڠصب
_ إياك تقربلي تاني وتكرر اللي حصل ده
التهم المسافة التي لا تحسب بينهم بلحظة للتراجع هي للخلف بسرعة واصطدمت بالجدار ليحاصرها بينه وبين الجدار صائحا بانفعال نابع من شوقه وتخبط قلبه من ألم فراقها
_ إنتي عايزة إيه بظبط .. عايزة تجننيني .. عاجبك الوضع اللي بقيت فيه بسببك .. مبسوطة وإنتي شيفاني بټعذب في بعدك .. ومن نفورك مني !!
سكت للحظة يتفحص ملامحها المضطربة
متابعة القراءة