رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

لأخته عشان متتجوزش .. عملت كدا عشان اقرص ودنها واخليها تعرف إن مش أنا اللي تعاديني وتخلي ابني يقف قصادي عشانها
كانت الصدمة الأكبر من نصيب آدم الذي اتسعت عيناه بعدم استيعاب أن والدته فعلت ذلك الفعل الشنيع .. بينما عدنان فضحك بهدوء ورد في سخرية  
_ وطبعا عشان ټنتقمي من بابا عملتي فيه كدا .. وكنتي السبب الأكبر في مۏته 
أسمهان صائحة برفض  
_ لا أنا مموتهوش .. أنا مليش دعوة بمۏت أبوكم
خرج صوت آدم أخيرا وهو يتطلع بأمه مذهولا ويسألها بتأكيد ينتظر منها تكذيب ما قالته أو ما يقوله أخيه حول تسببها بمۏت والده  
_ ماما الكلام اللي بيقوله عدنان صح .. إنتي عملتي كل ده فعلا !!
رمقت آدم بأسف واڼهارت باكية دون أن تتحدث ليضيق عيناه بدهشة ولوهلة شعر بطعڼة قاسېة أصابت يساره أما عدنان فقد صابته تلك الطعڼة منذ وقت طويل وقټلته !! .
استقام واقفا من مقعده واقترب متريثا من أمه يقول بصوت هاديء ونظرة عاجزة ومنكسرة  
_ وصلتي بيكي الدرجة إنك تلجأي للسحر والشعوذة عشان ټأذي عمتي وكل ده عشان إيه .. عشان اتجوزت جلنار !!! 
ضحك بيأس ثم تابع بصوت غليظ ونظرة ڼارية  
_ وعملتي كدا في بابا عشان عمرك ما حبتيه .. كنتي بتحبي نشأت ومازالتي 
طالعته پصدمة بعد تلك الجملة بينما هو فتابع باسما بثبات غريب  
_ مالك مصډومة ليه .. إنتي فاكرة إني معرفش ولا إيه .. لا عارف من زمان أوي وعمري ما حسيت للحظة واحدة بحبك لبابا .. إنتي كل اللي يهمك نفسك والفلوس وبس يا أسمهان هانم ..
عارفة كمان أنا صممت ليه على جلنار بذات إني اتجوزها عشان أنا عارف كل حاجة .. وللأسف اخدتها بذنب أبوها وظلمتها معايا بس أدركت بعدين إننا الضحېة وسط قذارتكم .. والحمدلله إني فوقت قبل ما اخسرها وربنا كشفلي حقيقة فريدة .. عشان لحظتها بس عيني تفتح وتشوف كل حاجة بوضوح .. تشوف حقيقة أمي اللي خانت بابا طول حياته وبسبب ڠضبي خلتني اخد الخطوة دي واظلم جلنار وهي ملهاش ذنب في قذراتكم .. شوفت حقيقة الست اللي حبيتها وامنتها على اسمي وعيلتي وكنت مستعد أمنها على ولادي كمان عشان اعرف أن هي كمان كانت پتخوني ..
شوفت اكتر حاجة وجعتني هي إني بسببكم ظلمت اكتر انسانه مكنتش تستحق مني غير الحب والاحترام والټضحية الحقيقية .. إنسانة لو كنت أدركت قيمتها من البداية مكناش هنوصل للنقطة دي بسببكم وكنت هكون سعيد بجد في حياتي مع مراتي وبنتي ! .. بنتي اللي حاولتي تقتليها هي وأمها .
توقف عن الكلام وهو يخفي ابتسامته المنكسرة ويقول في الأخير بقسۏة وقوة باتت تظهر مزيفة  
_ من اللحظة دي أنا مش موجود واعتبريني مېت يا أسمهان هانم .. كنتي عايزة الفلوس والاسم والغنا الفاحش وأهو القصر وكل حاجة قدامك وليكي وحدك .. بس أنا مليش أم
انهى عباراته واستدار مسرعا ليندفع لخارج المنزل .. بينما آدم فالقى آدم غاضبة ومخزية على أمه قبل أن يتركها ويهرول خلف أخيه صائحا  
_ عدنان .. عدنان 
لحق به قبل أن يستقر بسيارته وقبض على ذراعه هاتفا بقوة  
_ عدنان استني 
الټفت عدنان برأسه لأخيه وقال بصوت مكتوم ووجه منطفيء  
_ مش وقته يا آدم .. محتاج اقعد وحدي شوية
ترك ذراعه ببطء وأسى على أخيه حين رأى دموعه في عيناه .. ولم يضغط عليه أكثر بل تركه يستقل بسيارته ويرحل .. ليظل هو مكانه واقفا لدقائق قبل أن يتجه هو الآخر لسيارته ويغادر ! .

داخل منزل رمضان الأحمدي تحديدا بغرفة مهرة ........
فتحت سهيلة الباب بهدوء تام ودخلت ثم اغلقته .. لتقف مكانها للحظة تتطلع بصديقتها الكامنة في فراشها وعيناها منتفخة من أثر البكاء .. تجلس ضامة ركبتيها لصدرها ودموعها تنهمر بصمت .
تنهدت سهيلة الصعداء بحزن وإشفاق .. لتتقدم من فراش مهرة وتجلس بجوارها على حافته ثم ترفع كفها وتملس فوق كتفها برفق متمتمة  
_ ليه محكتلهوش الحقيقة ! 
مهرة بصوت مبحوح من فرط البكاء  
_ مقدرتش ياسهيلة .. خاېفة احكيله كل حاجة تتعقد أكتر 
دققت سهيلة نظرها على صديقتها وسألتها بترقب  
_ طيب إنتي مش كنتي عايزاه يبعد عنك واهي جات الفرصة وحدها وهيبعد عنك .. زعلانة ليه !
رمقتها مهرة بدهشة وقالت رافضة بضيق وانكسار  
_ مش بالطريقة دي ياسهيلة .. أنا كنت عايزة ابعده مش اخليه يكرهني ويشوفني بالصورة البشعة دي
_ طيب احكيله يا مهرة مستنية إيه لما تخسريه بجد وميبقاش في مجال للعودة 
اڼهارت باكية وقالت بصوت مرتجف  
_ مش هقدر .. خاېفة اقوله .. خاېفة من ردة فعله 
سهيلة ببعض الحزم هتفت  
_ خاېفة من إيه يا مهرة إنتي ملكيش ذنب .. كل غلطك إنك وثقتي في الحيوان اللي اسمه عامر ده .. لكن إنتي معملتيش حاجة غلط تخليكي تخافي تحكيله عنها
طالت نظرات مهرة إلى سهيلة بصمت ودموعها تنهمر بصمت فوق وجنتيها .. فتلين نظرات الأخرى من جديد وتضمها لصدرها في حنو هامسة بأسى  
_ إنتي بتحبيه بجد يامهرة وده واضح في عنيكي ياصاحبتي .. وهو بنفسه اعترفلك بحبه ليكي وضحى بنفسه عشانك .. مش إنتي اللي قولتيلي إنه قالك إنه بيحبك بعد ما ضربه عامر پالنار .. يعني إنتي عارفة إنه بيحبك وإنتي بتحبيه وكمان أنا متأكدة إنك لو حكتيله هيتفهم وهيقف جمبك ومش هيسيبك
لم تجيب عليها بل فقط استمعت إلى صوت بكائها الحاد وهي تنتفض بين ذراعيها نفضا وتهتف من وسط بكائها بصوت موجوع  
_ بحبه أوي يا سهيلة .. بس مش هينفع نكون مع بعض تيتا لا يمكن توافق وهي عندها حق احنا مختلفين ومش هنعرف نعيش بسعادة ومرتاحين 
نظرت سهيلة بخفوت وصوت رزين كله لطف  
_ احيانا بنكون محتاجين الاختلاف ده عشان نعرف نعيش يامهرة
وسط حديثهم منذ بدايته حتى آخر جملة تفوهت بها سهيلة كانت فوزية بالخارج تستمع لهم من خلف الباب وهي عابسة بيأس وضيق على حفيدتها وعزيزتها التي تذبل يوما بعد يوم بسبب قلبها العاشق !! .

بمنزل الخالة انتصار ........
تجلس جلنار بالصالون فوق الأريكة العريضة عابسة وتتأمل الفراغ أمامها بشرود .. حتى رأت انتصار تقترب منها وهي تحمل فوق يديها كوبين من القهوة .. ابتسمت لها بحنو وهبت واقفة لتسرع إليها وتحملهم عنها هاتفة بعتاب لطيف  
_ ليه بس يادادا تعبتي نفسك أنا جيتلك عشان وحشتيني واشوفك وافضفض معاكي شوية .. مش اتعبك ! 
انتصار باسمة بحب  
_ وهو فين التعب بس .. ده يدوب فنجانين قهوة ولا إنتي موحشتكيش القهوة بتاعتي 
جلنار ضاحكة بمداعبة  
_ لا إزاي دي وحشتني أوي .. ربنا يخليكي ليا يادادا 
ملست انتصار على ذراع جلنار بدفء متمتمة  
_ ويخليكي ليا ياحبيبتي .. ده إنتي بنت الغالية وبنتي اللي مجبتهاش بطني 
ابتسمت لها جلنار بحب وادمعت عيناها فور ذكرها لأمها لتقترب وتعانق انتصار بقوة هامسة في صوت باكي  
_ وحشتني أوي
تم نسخ الرابط