رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ده 
احتضن كفها بين يديه وهدر بنظرة كلها ثقة وآمان  
_ متقلقيش إن شاء الله هيخرج منها بخير .. أنا اتكلمت مع الدكتور وقالي إن العملية نسبة نجاحها كبيرة الحمدلله ومفيهاش خطړ على حياته وهو حالته مش متأخرة بس الأفضل أنهم يسرعوا في التدخل الجراحي واستئصال الورم عشان متحصلش مضاعفات والحالة تسوء اكتر
انهمرت دموعها فوق وجنتيها بغزارة وقالت وسط بكائها 
_ أول مرة أحس إني خاېفة على بابا بالشكل ده .. عمري ما تخيلت في مرة إنه ممكن يجي يوم وابقى خاېفة اخسره زي ماما 
فرد ذراعيه وضمھا لصدره ثم رفع يده وملس فوق شعرها بحنو هامسا  
_ ادعيله ياحبيبتي وان شاء الله ربنا يشفيه ويقومه بالسلامة 
_ يارب ياعدنان يارب 
عم الصمت بينهم لبرهة من الوقت قبل أن يبتسم هو ويقول بخفوت  
_ عارفة رغم كل المشاكل اللي بينا أنا وهو واللي احيانا بتوصل لعداوة بس لما عرفت بمرضه اضايقت وقلقت عليه زيك واكتر كمان يمكن 
ابتعدت عنه وطالعته پصدمة لترد 
_ بجد !!! 
ابتسم وأماء لها بالإيجاب لتكمل هي بعبوس  
_ كنت هقعد معاه النهارده بس رفض وصمم امشي وقالي إنه كويس .. قلقانة عليه !
_ اطمني أنا لسا مكلمه قبل ما ارجع البيت وكان كويس الحمدلله 
رفعت يدها وملست فوق وجنته ولحيته برقة مردفة في عشق  
_ ربنا يخليك ليا يا عدنان 
دنى منه ولثم جانب ثغرها متمتما  
_ ويخليكي ليا يارمانتي 
جلنار باهتمام حقيقي وقلق  
_ آدم عامل إيه طمني عليه  
عدنان مبتسما براحة  
_ الحمدلله كويس واحتمال يخرج بكرا كمان لو حالته اتحسنت اكتر 
ردد الحمدلله بخفوت في ابتسامة نقية حتى سمعته يقول بنبرة حادة  
_ أنا بكرا نازل اسكندرية ورايا شوية شغل ضروري وهرجع بليل متأخر 
جلنار بريبة وقلق  
_ في حاجة حصلت ولا إيه ! 
_ لا ياحبيبتي لا ده شغل بس مستعجل ولازم اخلصه في اسرع وقت 
هزت بالإيجاب باسمة ثم اقتربت منه ومالت بجسدها عليه لتسند رأسها فوق صدره وذراعها تلفه حول رقبته مغمضة عيناها بتلذذ وراحة وهي تشعر بلمساته الرقيقة والساحرية سواء بأنامله أو شفتيه ! .

توقفت زينة أمام باب المنزل وقبل أن ترفع أناملها لتطرق عليه أوقفها صوت رنين الهاتف فوضعت يدها داخل حقيبتها واخرجته .. ثم تمعنت النظر مبتسمة في اسم المتصل وأجابت مسرعة  
_ نعم 
هشام بنبرة غرامية  
_ وصلتي البيت  
زينة بابتسامة عريضة عينان لامعة بوميض جديد  
_ اممممم وقدام باب البيت 
هدر بخفوت يذيب القلب  
_ طيب ابقى سلميلي على فوفا 
_ حاضر يوصل أي طلبات تاني يادكتور هشام ! 
ضحك وأجاب بمداعبة  
_ حلوة دكتور هشام دي .. عموما لا مفيش طلبات تاني يا زينو .. تصبحي على خير 
زينة ببسمة خجلة  
_ وإنت من أهله 
أنهت الاتصال معه وانزلت الهاتف من فوق أذنها تحدق به بابتسامة بلهاء وسعيدة ثم أسرعت وطرقت الباب بشكل متتالي وبقوة .. وفورا بعد لحظات فتحت لها ميرڤت وهي مڤزوعة وقالت  
_ إيه يا زينة وليه اتأخرتي كدا يابنتي
غارت عليها وعانقتها بقوة هاتفة في فرحة غامرة ووجه مشرق  
_ مامتي يا مامتي .. هشام مش هيسافر خلاص
تهللت أسارير ميرڤت وابعدتها عنها بسرعة لتعلق الباب وتقول بفضول  
_ بجد .. إزاي وحصل إيه ! 
ابتسمت بخجل وقالت في عين لامعة  
_ عشاني !
ضيقت ميرڤت عيناها بعدم فهم واستغراب فقبضت زينة على بها وجذبتها معها للداخل هاتفا بحماس  
_ تعالي معايا وهحكيلك كل حاجة
سارت ميرڤت خلفها وهي تضحك على ابنتها بدهشة من تصرفاتها المختلفة والجديدة !!! ......

بعد مرور يوم كاملا ............
خرجت جلنار بالصباح الباكر من متجر لألعاب الأطفال بعدما قامت بشراء لعبة لصغيرتها .. وأثناء خروجها اصطدمت بأحدهم لم نلاحظه وعندما رفعت رأسها لتعتذر صدمت لفريدة أمامه وتطالعها مبتسمة بسخرية لتقول  
_ معقول جلنار الرازي بنفسها دي ايه الصدف دي
رمقتها باشمئزاز جلنار وازدراء قبل أن تهم بالانصراف لكن الأخرى قبضت على ذراعها لتوقفها هاتفة  
_ مستعجلة ليه يا جلنار استنى لحظة 
رمقتها شزرا وجذبت يدها من قبضتها پعنف متمتمة في تحذير وڠضب غادر  
_ أياكي تلمسني تاني فاهمة ولا لا .. وياريت كمان متخلنيش اشوفك يافريدة 
ضحكت وقالت بخبث  
_ لا ما إنتي هتشوفيتي كتير أوي الأيام الجاية 
تأففت جلنار بنفاذ صبر وعيناها مازالت تتجول على فريدة بخنق حتى وجدتها تبتسم بشيطانية وتقول  
_ هو إنتي متعرفيش ولا إيه ! 
تفحصتها جلنار بنظرة كلها اشمئزاز واستحقار قبل أن تجيبها بعدم اهتمام ونفاذ صبر  
_ لا معرفش ومش عايزة اعرف حاجة يافريدة 
أنهت عبارتها واستدارت لتهم بالانصراف لولا جملة الأخرى المفعمة بالنصر والخبث وهي تهتف  
_ عدنان كان عندي امبارح في اسكندرية واتكلمنا مع بعض .. يعني جهزي نفسك عشان عهدك هيخلص من قبل ما يبدأ حتى وأنا وعدنان هنرجع تاني لبعض !
تسمرت بأرضها بفعل الدهشة وبقت ساكنة مكانها لوقت طويل .. ما بين الريبة والاستنكار حتى أثرت الثقة بالأخير واستدارت لها وهي تبتسم هازئة وتقول بقوة ومكر  
_ إنتي عارفة كويس أوي يافريدة إنك مبقتيش موجودة بالنسبة لعدنان أساسا وإنتي لو آخر ست في الدنيا كلها مستحيل يرجعلك
ألقت كلماتها كالخناجر التي استهدفت المنتصف حيث تصلبت فريدة وبقت تتابع جلنار وهي تنصرف بعينان كلها غل ووعيد .............

طرقت أسمهان باب غرفة آدم عدة طرقات خفيفة قبل أن تفتحه وتدخل بهدوء .. وجدته يجلس فوق فراشه ويمسك كتاب يقرأ به في تركيز .. فتنهدت بعمق وابتسمت ثم اقتربت وجلست بجواره متمتمة  
_ وبعدين يا آدم هتفضل ماخد على خاطرك مني كتير كدا بسبب البنت دي 
ترك الكتاب من يده وزفر بقوة .. استحوذ عليه السكون لنصف دقيقة يفكر في قراره الذي اتخذه حتى نظر إلى أمه بالأخير وقال في ثبات  
_ ماما 
_ نعم يا حبيبي 
آدم بلهجة حازمة دون تردد  
_ أنا هتجوز مهرة 
صابتها الصدمة للحظة قبل أن تصيح پغضب وعدم استيعاب  
_ نعم !!!
آدم بثبات أنفعالي وهدوء أعصاب غريب  
_زي ما سمعتي كدا .. أنا بحبها وهتجوزها !
صاحت به منفعلة وبعينان ڼارية  
_ إنت اټجننت .. تتجوزها إيه !! .. بعدين إيه ناوي تتجوز واحدة متجوزة !
................. 
_ الفصل السابع والخمسون _
اخترقت جملة أمه أذنيه فصابته بحالة من الذهول وعدم الاستيعاب .. استحوذ عليه الصمت لبرهة من الوقت قبل أن يسأل بابتسامة استنكارية  
_ متجوزة إزاي يعني !!! 
أسمهان بثبات تام  
_ متجوزة يا آدم .. يعني كانت بتضحك عليك واللي كان خاطڤها ده جوزها !
حتى الآن مازال في حالة مريبة من الهدوء الكامل .. ليخرج سؤاله الثاني وسط نظرته الثاقبة لأمه  
_ وإنتي عرفتي إزاي !!!
لم تهتز شعرة واحدة منها بعد سؤاله بل أجابته بكل ثقة وثبات  
_ سمعتها في المستشفى بتتكلم مع صحبتها اللي اسمها سهيلة دي وبتحكيلها 
لم يزيح بنظراته الغريبة عن أمه .. ثم أزاح الغطاء من فوق جسده ونزل من الفراش ليتحرك بخطوات هادئة تجاه الشرفة هاتفا في خشونة  
_ مهرة لا يمكن تعمل كدا 
استشاطت
تم نسخ الرابط