رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

اللي حصل ده وجه وقت الفراق خلاص 
بدأت الصورة تتضح قليلا له لكن الحروف الناقصة صابته بالجنون حيث هتف منفعلا  
_ فراق إيه !! .. في إيه ياجلنار ! 
ارتفعت نبرة صوتها قليلا وهي تصيح به بعصبية  
_ في إنك لسا بتحب فريدة ياعدنان ومتحاولش تنكر .. أنا متأكدة وشوفت بعيني 
_ بحب فريدة !!! .. إنتي مدركة اللي بتقوليه ! 
أغلقت على ذهنها ولم تسمح بسماع أي شيء .. غيرتها وڠضبها من الماضي ومنه لم يتركوا حلا لعلاقتهم أو حبهم حتى .
خرجت منها الكلمة التي كانت بمثابة صاعقة فوق رأسه  
_ عايزة اتطلق ياعدنان !
استحوذ الذهول عليه لبرهة لا يستوعب ما يحدث وما تسمعه أذنيه .. هو حتى لا يفهم شيء ولا يدري ماذا حدث ليدفعها لطلب الطلاق منه ! . 
تابعت بصوت تجاهد في إخراجه طبيعيا  
_ وصلنا لنهاية الطريق خلاص والانفصال هو افضل حل لينا ! 
رفع يده يمسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر وعصبية ليجيبها بعينان بدأت تأخذ شكل مريبا قليلا 
_ طيب أنا مش فاهم إيه اللي بيحصل بس لو بتطلبي الطلاق بسبب شكوكك وإنك فاكرة إني لسا بحبها فتبقي غلطانة جدا .. فريدة انتهت بنسبالي
ابتسمت ساخرة في عدم ثقة .. فلم تعد تصدقه بعد ما رأته بالصباح .. لم يعد هناك مجالا للتبريرات لديها .. حيث ردت بجفاء  
_ أنا مصممة ياعدنان المرة دي واخدت قراري خلاص .. صدقني ده افضل حل لينا 
أثارت جنونه فراح يصيح بها بنبرة مرعبة من حدتها  
_ افضل حل إيه إنتي عايزة تجننيني .. لو الانفصال حل بالنسبالك فأنا بنسبالي لا .. انا همشي واسيبك النهارده ترتاحي وتهدي كدا شوية وبعد كدا نتكلم بكرا على رواق وبعدين ترجعي بيتك .. وياريت بكرا مسمعش كلمة طلاق دي تاني مفهوووم
_ أنا مش هرجع ياعدنان وقولتلك ده قرار نهائي .. كفاية لغاية هنا 
رمقها بڼارية وقال منفعلا  
_ سمعتي أنا قولت إيه ! .. قولت ارتاحي الليلة دي وبكرا نبقى نتكلم .. وقرارك مش هيتنفذ ياجلنار .. إنتي عارفة إني مش هطلقك
جلنار بهدوء غريب  
_ هتطلقني ! 
كتم غيظه بصعوبة وهو يصر على أسنانه فتلك الكلمة هي أكثر من تصيبه بالجنون .. الانفصال بند مرفوض تماما ولن يسمح بتنفيذه .. تركها واقترب من الفراش لينحنى على رأسه ابنته النائمة يلثمها برفق ثم يبتعد ويعود لها ليقول بهمس في أذنها أثناء مروره من جانبها  
_ ومتنسيش كمان إني قولتلك يومها الحكاية دي أنا اللي بدأتها وأنا اللي هنهيها .. والفراق محصلش في البداية ومش هيحصل في النهاية .. العقاپ مش بيتخلى يارمانة
انهى عباراته واندفع لخارج الغرفة وهو يستشيط ڠضبا وغيظا .. تستفزه بنقطة ضعفه وهي ابتعاده عنها وفراقهم المفروض !! ....
............. 
_ الفصل الستون _
انتهى من حمامه المسائي وخرج وهو يجفف شعره بالمنشفة الصغيرة وبينما كان في طريقه للخزانة صوت رنين الباب جعله يتوقف للحظة قاطبا حاجبيه باستغراب ! ثم القى بالمنشفة فوق الفراش بإهمال وقاد خطواته للخارج ليفتح الباب ويفاجيء بأخيه أمامه فتخرج همسة متعجبة من بين شفتيه  
_ عدنان ! 
لم يتفوه ببنت شفة فقط دخل ونزع حذائه ثم اتجه نحو الأريكة ليجلس فوقها بسكون مريب جعل آدم يتابعه بنظراته المستفهمة من مكانه دون أن يتحرك حتى وجده جلس فأغلق الباب واقترب منه بصمت ليجده يسأل بجمود تام  
_ سيبت البيت امتى  
تقدم وجلس جواره مجيبا  
_ امبارح
عدنان  
_ حاولت تمنعك طبعا ! 
آدم بابتسامة ساخرة 
_ أكيد .. بس كفاية أوي ماما تصرفاتها بقت لا تحتمل وآخر حاجة كنت أتوقعها منها إنها تكون السبب في مۏت بابا وتعمل كل ده
أجابه باسما بخزي وصوت موجوع 
_ أمك تعمل اكتر من كدا كمان .. أنا عارفها كويس وللأسف أنا اللي سمحتلها تزيد في الغلط وكنت بسكت وبعدي لكل حاجة بسبب خۏفي من إني ازعلها .. والنتيجة إيه ! إنها دمرتنا وډمرت نفسها .. ومبقتش عارف اللي بيحصلي ده أنا السبب فيه ولا هي .. معدتش فاهم الغلط فين ولا في مين !
غضن آدم حاجبيها بريبة بعد سماعه لآخر كلمات أخيه التي دفعت بمزيد من التساؤلات لعقله ومزيد من القلق ليساره فراح يسأله بحيرة واهتمام  
_ هو في حاجة حصلت ياعدنان !
رد بعينان تائهة ومنطفئة  
_ ناوية تحرمني منهم للمرة التانية بس المرة دي وهما قدام عيني وعارف مكانهم بس مش هقدر اخليهم جمبي
آدم بعدم فهم وصوت غليظ  
_ أنا مش فاهم حاجة ! 
_ جلنار سابت البيت وخدت هنا معاها 
ضيق عيناه ببعض الدهشة ورد متعجبا يسأله  
_ سابت البيت ليه .. حصل إيه بينكم ! 
ابتسم بمرارة ورد من بين ضحكته  
_ عايزة تطلق .. قال إيه ! .. أنا لسا بحب فريدة ومش بحبها !!
كانت علامات الدهشة تظهر بوضوح فوق معالم آدم الذي استمع إلى أخيه وهو يتابع كلامه بضعف وحالة لم يشهده بها من قبل 
_ أنا مش عارفة اعملها إيه اكتر من كدا .. تعبت وأنا بحاول اثبتلها حبي وتمسكي بيها وهي بتيجي في لحظة تهد كل اللي اتبني بكلمة واحدة .. معقول الفراق سهل بالنسبالها للدرجة دي !
آدم بخفوت وصوت عابس  
_ جايز تكون أعصابها تعبانة ياعدنان وتاخد يومين وتهدى بعد كدا هي برضوا المشاكل اللي كانت بينكم لسا مأثرة عليها
_ جلنار عايز تعاقبني على كل حاجة حصلت بينا .. عايزة تشوفني وحيد ومكسور من غيرهم عشان وقتها بس ترضي نفسها وكبريائها .. مش هتهدى ولا ترتاح غير لما تنفذ اللي هي عايزاه .. هي عارفة إن الفراق حتى لو مش هيفرق معاها بس بنسبالي هيوجعني أوي ومش هقدر اعيش من غيرهم
اعتدل آدم في جلسته ليقول برزانة وجدية  
_ جلنار مش قادرة تثق فيك ياعدنان وده سبب كل المشاكل اللي بينكم .. دايما في خوف جواها إن الزمن يعيد نفسه تاني وتكون هي المهمشة وفي الخانة الثانية أو تعيش نفس المآساة 
انفعل وصاح پغضب وألم نابع من صميمه  
_ وأنا وعدتها إن الماضي لا يمكن يتكرر .. هي اللي مش عايزة تفهم حبي ليها .. رغم كل اللي بعمله عشانها وليها لسا مش مصدقة إني روحي بقت متعلقة بيها هي وبنتي .. لسا بتقنع عقلها إني بحب فريدة وهي متعرفش إني كنت عندها النهارده وسلمتها بإيدي للبوليس
آدم بحزم بسيط  
_ وإنت مقولتلهاش كدا ليه ! 
ضحك بمرارة ورد في ألم  
_ فكرك يعني هي كدا هتتراجع وتشيل الطلاق من دماغها .. هي مقتنعة إني لسا بحبها وبنتقم لكرامتها مني 
آدم بثقة تامة ونظرة مليئة بالتفاؤل  
_هتتراجع ياعدنان أنا متأكد .. إنتوا تخطيتوا عقبات كتير ودي كمان هتعدوها .. إنت بس حاول تهديها وتراضيها 
مال للأمام قليلا وډفن وجهه بين راحتي كفيه ليجيب علي أدم بصوت متحشرج ومبحوح 
_ خاېف ولأول مرة أخاف اخسرها بالشكل ده يا آدم .. خاېف تكون دي فعلا نهاية الطريق اللي
تم نسخ الرابط