رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

لها معنى من الأساس بينهم !! .
خرج صوته مغتاظا بسخط  
_ هو شكله حد باصللي في الجوازة دي .. فرحنا بعد بكرا وبدل ما نجهز لفرحنا واحنا مبسوطين هروح اصالحها .. مبروووك ياعريس
قال جملته الأخيرة مستنكرا بعدم حيلة ونفاذ صبر !! .......

خرجت مهرة من أحد محلات البقالة المجاورة لمنازلهم بعدما قامت بشراء بعض مستلزماتها وقادت خطواتها إلى بنياتها الصغيرة .. دخلت وصعدت درجات السلم وعند منحنى السلم للطابق الثاني تسمرت مكانها عند بدايته فور رؤيتها لآدم ينتظرها عن أخره بالأعلى .. واضعا يديه بجيبي بنطاله ويطالعها بقوة .
تصلبت لدقيقة كاملة تستوعب ما تراه حتى أسرعت تصعد درجات السلم حتى وصلت إليه وقالت باهتمام حقيقي 
_ آدم إنت إيه اللي جابك .. إنت لسا تعبان والمفروض ترتاح 
آدم بعين ثاقبة وصوت غليظ  
_ مش بتردي على اتصالاتي ليه يامهرة ! 
اضطربت ولم تعرف بماذا تجيب فبقت ساكنة تنظر له فقط ليتبع هو باسما باستنكار  
_ اممممم أنا لما لقيتك مش بتردي جيتلك بنفسي 
التفتت خلفها بزعر عندما سمعت صوت أحدهم بالأسفل وبسرعة عادت له تقول برجاء  
_ آدم طيب امشي دلوقتي عشان خاطري قبل ما حد يشوفنا .. وكمان عشان متتعبش اكتر 
ثبت نظره عليها بثقة وقال في نبرة تضمر خلفها معاني أخرى  
_ يشفونا يامهرة ميفرقش معايا .. هقولهم دي البنت اللي بحبها واللي ناوي اتجوزها !
فغرت عيناها وشفتيها پصدمة .. بالرغم من المامها بجوانب شخصيته الجريئة والصريحة .. آخر شيء كانت تتوقعه منه أن يعترف لها برغبته في الزواج منها بهذا الشكل ! .
هيمن الصمت القاټل عليهم .. وعندما قذفت بذهنها تلك الورقة التي خطت باسمها عليها زعرت وقالت مسرعة برفض  
_ لا مينفعش !! 
وكأنه كان ينتظر ردها بالرفض حيث سألها بترقب  
_ مينفعش ليه !!! 
لم تجيب وبقت تحملقه بتوتر وتردد امتزج بانكسارها ليعود هو ويسألها لكن هذه المرة بلهجة حازمة ومستاءة  
_ مين الراجل اللي كان خاطڤك يامهرة وإيه علاقتك بيه  
غامت عيناها بالعبارات ولم تجد الشجاعة الكافية لتعترف له بكل شيء فآثرت الصمت كأسوء رد عليه بهذه اللحظة مما جعله يضحك بعدم تصديق بعدما تأكد من كلام والدته وقال غير مستوعبا  
_ أنا كدا اتأكدت .. إنتي متجوزة الراجل ده صح !
توقفت عيناها عن ذرف الدموع بذهول بعدما تفوه بتلك العبارة .. لا تدري من أين علم بزواجها الباطل منه لكنها الآن سقطت بمأزق ضخم .. حين لم تجيبه واجفلت نظرها أرضا باكية بعجز .. رمقها هو بخزي وألم هادرا  
_ إنتي كنتي آخر واحدة اتوقع منها ده يامهرة .. خدعتيني لغاية ما حبيتك واتعلقت بيكي
رفعت نظرها وكادت أن تجيب عليه لكنه أبعدها عن الطريق ونزل الدرج مسرعا وسط صوتها وهي تنده عليه تتوسله أن يتوقف ويسمعها أولا .. لينتهى بها المطاف جالسة فوق الدرج منخرطة في نوبة بكاء حاړقة وتهمس بضعف  
_ أنا مخدعتكش .. أنا مظلومة والله يا آدم .. أنا بحبك

في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ........
كانت جلنار كامنة فوق فراشها وتستند بنصف جسدها العلوي على ظهر الفراش وتفرد قدميها أمامها .. محدبة في الفراغ بشرود .
الساعة تخطت منتصف الليل ولم يعد حتى الآن .. منذ أن عاد من الأسكندرية بالأمس وهو يتصرف بغرابة .. لا يسرد لها شيء وكأنه يخفي عنها أسباب تصرفاته المريبة تلك !! .
رغما عنها تجول كلمات فريدة بذهنها .. فتعود وتطرح سؤالا استنكاريا بعدما كانت رافضة رفض تام تصديق تلك السخافة الآن تعود لدوامة انعدام الثقة من جديد ! 
_ هو ممكن يكون كان عندها فعلا امبارح !! 
فتعود وتجيب على نفسها بالرفض في صوت داخلي لا عدنان من المستحيل أن يعود لها مرة أخرى فتجد صوتا مختلفا يكمل باستهزاء ولماذا مستحيل ! .. إذا مازالت تمتلك جزء في قلبه حتى الآن .. قد يسامحها ويعود لها ! لم تستمع للعبارة الأخيرة حول عودته له فهي على يقين تام أنه لو بقيت فريدة آخر انثى بالعالم فلن يعود لها أبدا .. لكن ما يثير چنونها ويؤلمها هي حقيقة أنه قد يكون حقا مازال يكن لها مشاعر العشق .. وأكثر ما يؤلمها أن تكون هي الطريق الذي يمكنه من خلاله نسيان خيانتها وحبه .. أن تكون مجرد وسيلة لأحياء روحه المېتة ! .
وتلقائيا قذفت عبارة جميلة في ذهنها عندما قالت عدنان مش بيحبك ولا هيحبك .. هو لسا بيحب فريدة إنتي مجرد ورقة حظ بس كسبها عشان ينسى حبه وخيانتها ليه ! .. كل تلك الظروف تجبرها لا إرديا على العودة لنقطة الصفر من جديد .. حيث لم يكن هناك ثقة ! .....
شعرت برغبتها في النوم رغم أنا خلدت للنوم أكثر من مرة منذ الصباح .. تمددت بجسدها كاملا فوق الفراش وتدثرت بالغطاء لتغمض عيناها تهيأ عقلها وجسدها للاسترخاء والخلود للنوم .. لكن ثلاث دقائق بالضبط وسمعت صوت باب الغرفة ينفتح .. لم تحرك ساكنا أو تتفوه ببنت شفة .. وبقت مغلقة عيناها تستمع بأذنها لخطواته في الغرفة .. وبعد لحظات شعرت به يجلس بجوارها ويميل عليها لاثما شعرها وهامسا  
_ جلنار .. جلنار 
فتحت عيناها والتفتت له دون أن تجيب فيبتسم هو ويقول باستغراب  
_ إنتي كويسة ياحبيبتي .. مش ملاحظة إنك بتنامي كتير الأيام دي !!! 
هزت رأسها بالإيجاب وردت في خفوت  
_ أنا كويسة .. إنت كنت فين  
استعجب سؤالها ورد ببساطة  
_ في الشغل ! 
جلنار بوجه خالي من التعبيرات  
_ طيب تصبح على خير
وهمت بأن تكمل نومها لكنه أوقفها وهتف بجدية  
_ في إيه ياجلنار إنتي مضايقة مني في حاجة !! 
هزت رأسها بالنفي في صمت وابتسمت شبه ابتسامة منطفئة تتمتم  
_ لا مفيش أنا بس مرهقة وعايزة أنام 
لم يلح عليها رغم انزعاجه وتعجبه من تصرفاتها الغريبة واكتفى بقبلته الدافئة فوق جبهتها متمتما  
_ طيب نامي .. تصبحي على خير
انهي عبارته واستقام واقفا ليشرع في تبديل ملابسه وهو عيناه لا تحيد عنها يتمعنها بتدقيق .. وبعد انتهائه عاد للفراش من جديد لينضم لها ويشاركها في الغطاء ثم يلتصق بها من الخلف معانقا إياها بحنو .
سكنت في البداية براحة بين ذراعيه لكن روحها المضطربة والحزينة دفعتها للابتعاد عنها .. حيث سحبت جسدها من بين ذراعيه ببطء لكن اخترقت أذنها عبارة خانقة منه وجادة  
_ في إيه ياجلنار إنتي مش عايزاني اقرب منك ليه !!! 
جلنار بخفوت تام وعبوس  
_ معلش ياعدنان أنا مخڼوقة شوية النهارده .. please متضغطش عليا 
هدأت حدة نبرته وتحولت إلى البيت ليسألها باهتمام  
_ زعلانة من إيه ! 
_ عادي حاسة نفسي مش في المواد بس
طال نظره إليها بتدقيق وعدم تصديق ثم قال بلهجة جادة تحمل اللين والحنو  
_ إنتي مبتعرفيش تكذبي وخصوصا عليا ياجلنار .. بس أنا مش هضغط عليكي وهسيبك براحتك النهارده
ابتسمت بخفوت دون أن تجيب وعادت توليه
تم نسخ الرابط