رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أسمهان ڠضبا واسرعت تلحق به لتقف بجواره وتقول منفعلة  
_ عملت يا آدم وبقولك متجوزة أنا سمعتها بودني .. هي البنت دي عملتلك إيه بظبط .. فوق يابني وانساها .. إنت بس تطلب وأنا اجبلك اجمل وأحسن بنت تليق بيك وباسم الشافعي 
رغم أن هناك صوت قوى في أعماقه ېصرخ رافضا تصديق ما يسمعه تظل فطرته الرجولية ملتهبة والنيران في صدره يزداد لهيبها من فرط الڠضب بالأخص بعدما تذكر بكائها في المستشفى ورفضها لسرد ما حدث معها ومن ذلك الشخص !! .
هناك نقاط ناقصة وسيعرفها بنفسه .. وإلا لن تهدأ نيران صدره قبل أن تحرقه وتحوله لرماد .. لم يبالي بمرضه وحالته الصحية حيث اندفع نحو خزانته ونزع التيشيرت المنزلي ليخرج قميصه ويرتديه مسرعا وكذلك بدل بنطاله وسط نظرات أسمهان المذهولة من تصرفات ابنها الچنونية .. وقبل أن يغادر أسرعت إليه تجذبه وتمنعه من الخروج صائحة  
_ استنى هنا .. إنت رايح فين مينفعش تخرج الدكتور قال لازم ترتاح يا آدم 
نزع يدها عن ذراعه وأبعدها برفق من طريقه مردفا بعجلة 
_ أنا كويس ياماما .. ابعدي لو سمحتي 
أسمهان بصيحة عارمة وعصبية  
_ لا مش هبعد ومش هسمحلك تروحلها تاني .. كفاية أوي اللي جرالك من وراها 
خرج صوته بصيحة جمهورية تلقائية منه نابعة من لهيبه الداخلي 
_ قولتلك ابعدي ياماما .. أنا عفاريت الدنيا بتتنط قدام وشي السعادي 
لم يمهلها اللحظة لتعترض حيث دفعها وغادر مسرعا .. فلحقت به شبه ركضا وهي تصيح عليه پغضب في محاولات بائسة لإيقافه  
_ آدم استنى .. آدم 
لكن لا حياة لمن تنادي وقبل أن تنتهى من نزول الدرج كانت قدماه هو أسرع منها حيث غادر المنزل بأكمله في ظرف لحظات رغم أنه مازال لم يتعافى جيدا لكنه لم يهتم لصحته .. فتوقفت عند منتصف الدرج وهي تتأفف بعصبية وقلق ! ........

داخل منزل عدنان الشافعي تحديدا بشرفة غرفته .........
يتحدث في الهاتف بجدية تمتزج ببعض المزاح وبين كل لحظة والأخرى يتلفت خلفه ليتأكد من عدم وجودها ويجيب 
_ عايز كل حاجة تخلص في اقرب وقت 
رد الطرف الآخر باسما  
_ متقلقش يا باشا شهر بالكتير وكله يكون جاهز
سمع صوت خطوات ناعمة وهادئة من خلفه فالټفت بسرعة وفور وقوع نظره عليها ابتسم وتمتم بخفوت في الهاتف  
_ طيب سلام دلوقتي ونبقى نكمل كلامنا بعدين
اجابه بالآخر بالموافقة واغلق الاتصال .. بينما جلنار فاقتربت منه ووقفت أمامه مباشرة تقول بابتسامة خاڤتة ونظرة دقيقة  
_ هو في إيه بظبط ياعدنان ! 
غضن حاجبيها بحيرة واردف  
_في إيه !! 
عقدت ذراعيها أسفل ظهرها وطالعته باسمة ترفع حاجبها وتمتم بجدية  
_ من وقت ما رجعت من اسكندرية امبارح بليل وإنت تلفونك كل ساعة بيرن وبتتكلم بعيد عني وأول ما ادخل تنهي المكالمة 
دنى منها ولثم شعرها بحب هامسا في نبرة مميزة  
_ مفيش حاجة ياحبيبتي إنتي بيتهيألك .. ده بس في شغل ضروري ومهم الأيام دي 
لوت فمها باقتضاب ثم ردت بهدوء  
_ طيب تعالى يلا عشان الغدا جاهز 
عدنان بإيجاز وهو يتحرك للداخل ويجذب مفاتيح سيارته وحافظة نقوده من فوق المنضدة ثم يقترب منها ويلثم وجنتها سريعا مجيبا  
_ لا اتغدوا إنتي وهنا النهارده من غيري معلش .. أنا مستعجل وورايا مشوار مهم
لم تلح عليه ليبقى واكتفت فقط بإماءة رأسها بالإيجاب في صمت ونظرات ممتعضة .. التزمت الصمت وقررت عدم التحدث لكن لسانه خاڼها وبتلقائية سأله قبل أن ينصرف بالضبط عند باب الغرفة 
_ هتتأخر ياعدنان !! 
توقفت والټفت لها يزم شفتيه بأسف ويقول  
_ أيوة هتأخر متستنونيش بليل
لوت فمها بخنق فور مغادرته وأثرت بالأخير اللامبالاة حتى لا تعطي ثغرة لنفسها بافتعال المشاكل .. هي أساسا تشتعل ڠضبا وغيظا كلما تقذف بذهنها صدفة رؤيتها لفريدة بالصباح وبالرغم من سخافة كلماتها إلا أنها بصمت أثرها في ثناياها وتشتعل لهيب نيرانها كلما تتذكرها !! .

داخل منزل حاتم الرفاعي ..........
كان حاتم بغرفة خارجية بالحديقة خاصة به .. ممتلئة بالأجهزة الرياضية لممارسته الدائمة للرياضة ويقوم بدوامه اليوم في الغرفة منشغل بإفراغ شحنة طاقته الزائدة بوسادة اللكم مرتديا قفاز اليد الواقي ويترك نصف جسده العلوي عاريا .
دخلت فرح الغرفة بهدوء تام دون أي صوت لدرجة أنه لم يشعر بها إلا عندما سمع صوتها تقول برقة 
_ هي مش المفروض الرياضة دي بتكون الصبح بدري وكدا 
ضحك ورد دون أن يلتفت لها  
_ مين اللي قال كدا .. الرياضة في وقت تمارسيها المهم إنك تكوني منتظمة عليها لأن فوائدها كتير جدا لا يمكن تتخيليها 
فرح باسمة بتأكيد على كلامه  
_ أكيد طبعا ليها فوائد كتير 
وقفت مكانها لوقت تتابعه وهو يوجه اللكمات العڼيفة للوسادة المعلقة .. ظهره يتصبب عرقا وكذلك وجهه وشعره الأسود .. ابتسمت بنظرة جديدة ! .. ثم اقتربت منه وهدرت بتردد  
_ هو ينفع أجرب أنا ! 
توقف عن اللكم والټفت لها يقول بإيجاب  
_ ينفع يافرح .. مينفعش ليه .. تعالي
تقدمت منه ووقفت بجواره ثم رأته ينزع قفازه الأحمر والضخم ويمده لها لكي ترتديه ففعلت على الفور ووقفت أمام الوسادة تهم بلكمها .. لكن شعرت بذراعيه من الخلف تمسكها من ذراعيها وتعديل من وضعية وقوفها هاتفا  
_ اقفي كدا وخلي ايديكي قريبين من بعض وفي نفس يبقوا شبه قدام وشك
التفتت له برأسها وابتسمت بحرج بسيط ثم أماءت بالإيجاب وفعلت كما أملى عليها .. وراحت توجه أولى لكماتها لكنها صړخت پألم فور لكنها للوسادة الصلبة .. فتراه يضحك عليها ويسير لها بعيناه أن تكمل .. زمت شفتيها بيأس وأكملت .. راحت ټضرب الثانية والثالثة وفي الرابعة ارتدت الوسادة للأمام فصطدمتها ودفعتها للخلف لترتد عليه .. اختل توازنه فجأة وسقط لتسقط هي فوقه .
طالت نظراتهم المندهشة لبعضهم وبالأخص هي التي ظهر الخجل بوضوح فوق ملامحها وقبل أن ينقذوا الموقف ويبتعدوا لمح هو زوجته التي تقف عند باب الغرفة عاقدة ذراعيها أسفل صدرها وتحدقهم شزرا بأعين ملتهبة بنيران الغيرة .. للحظة ظنها ستقتلهم معا بعد هذا المشهد ! .
أبعد فرح عنه بسرعة واستقام واقفا ثم لحق بها بعدما استدارت وغادرت مسرعة .. هرول ركضا خلفها في الحديقة صائحا عليها  
_ نادين استني .. نادين ! 
لم تجيب ولم تعيره اهتمام بل اسرعت وتيرة خطواتها لتصبح أشبه بالركض وهو تلقائيا اسرع حتى وصل إليها وجذبها من ذراعها يوقفها هاتفا  
_ استني .. متتعصببش وهفهمك كل حاجة 
دفعت يده بعيدا عنها پعنف وصاحت منفعلة بتحذير  
_ ما تلمسني ياحاتم عم تفهم ولا لا 
حاتم معتذرا بصدق  
_ ياحبيبتي اهدي وبلاش تعملي مشكلة بينا على مفيش
ابتسمت ساخرة وتفحصت جسده العاړي بنظراتها الڼارية لتقول  
_ على مفيش !! .. ارجع ياحاتم والبس تيابك ما تخليها تنطرك كتير 
_ تنتطرني .. لا إنتي بتهزري بقى !!! 
طالعته بازدراء واستدارت لتكمل طريقها فمسح هو على شعره نزولا لوجهه متأففا پغضب لاعنا الصدف السيئة التي تخلق مشكلات ليس
تم نسخ الرابط