رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يا ست الكل
جلنار بلهجة لطيفة
_ معلش ياخالد افتح شنطة العربية وهات الشنط اللي فيها ورايا على فوق
سكن للحظة حين ذكرت حقائب ملابسها لكن سرعان ما اماء لها بالموافقة وبوجه بشوش اسرع ينفذ طلبها .. بينما هي فسارت إلى داخل المنزل مع صغيرتها التي كانت تتحرك عابسة الوجه .
طرقت جلنار عدة طرقات خفيفة على باب المنزل ففتحت لها الخادمة بعد ثواني وفور رؤيتها لها رحبت بها بترحيب حار فابتسمت لها بعذوبة ودخلت موجهة حديثها لابنتها
امتثلت لأوامر أمها دون اعتراض وصعدت الدرج للطابق العلوى متجهة إلى غرفتها الخاصة بمنزل جدها كما اعتادت .. بينما جلنار فتطلعت بالخادمة وسألتها
_ بابا موجود يابدرية
بدرية بنظرات حائرة من الحقائب التي رأت خالد يحملها ويسير بها للطابق العلوي
تنهدت الصعداء وتحركت نحو الدرج مجيبة عليها
_ آه يابدرية
رغم تعجبها إلا أن اساريرها تهللت وردت بفرحة
_ ده نشأت بيه هيفرح أوي
_ لما بابا يجي قوليلوا إني مستنياه في أوضتي فوق
أكملت جلنار صعودها الدرج ومنه إلى غرفتها القديمة بمنزلها التي نشأت وترعرعت به .. ظنت أنها لن تعود له مجددا حين غادرته بعد زواجها لكنها عادت وهذه المرة دون رحيل ! .
أنا حكيتلك كل حاجة ومهرة متعرفش إني هقولك الكلام ده .. حكيتلك عشان حسيتك راجل بجد وبتحبها فعلا وخصوصا بعد اللي عملته عشانها لما اتخطفت .. مهرة اغلى حاجة عندي وأنا وثقت فيك وقولتلك أسرارها اتمنى تكون قد الثقة دي ومتخذلنيش ولا تخذلها يابني
وقفت عند مقدمة الطاولات تبحث بعينها عنه حتى رأته يجلس حول طاولة مكونة من مقعدين واحد يجلس هو فوقه والآخر فارغ .. أخذت نفسا عميقا وقررت أنها فور جلوسها ستبدأ فورا بالتحدث وأخباره بكل شيء حتى لا تتوتر وتخاف فتتراجع في الأخير .
_ آدم إنت فهمت غلط أنا متجوزتش والله ولا يمكن أعمل كدا .. وأنا وعدتك في المستشفى إني هحكيلك كل حاجة وأعتقد ده انسب وقت
معالم وجهه كانت جامدة وصارمة لا يجيب ولا يتحرك .. رغم أنه عرف كل شيء من جدتها إلا أنه لم يمنعها عن سرد الماضي بنفسها .. أراد أن يسمع كل شيء مرة أخرى لكن منها هي ! .
كتمت أنفاسها لثواني ثم زفرت بتمهل واجفلت نظرها أيضا تهمس بحزن وخنق
_ عامر ده اتعرفت عليه وأنا في الكلية .. كنت بشتغل عند والده في المحل .. وكنت صغيرة ومعنديش خبرة ولا ناضجة كفاية وده اللي خلاني انجذب ليه بسهولة وهو استغل ده ولما لقيته هو كمان بيحاول يقرب مني افتكرته هو كمان معجب بيا ففرحت وموقفتهوش عند حده بل بالعكس الموضوع تتطور وبقينا نتقابل ونخرج من غير ما حد يعرف حتى تيتا مكنتش تعرف .. ضحك عليا وخلاني أصدق إنه فعلا بيحبني وهيحي يتقدملي ونتخطب وأنا كنت فرحانة ومبسوطة جدا .. لغاية ما في مرة لقيته متصل بيا بليل وبيقولي إنه عايز يقابلني أنا رفضت في البداية بس بعدين وافقت والمكان كان في بيت قديم .. فضل يقنعني إن المكان ده آمان وهو نص ساعة بس وبعدين هنروح عشان مكنش معاه فلوس نخرج ونقعد في مكان برا .. وللأسف أنا وافقت برضوا .. ولما روحت هناك بعدها بخمس دقايق فورا لقيته بيقفل الباب علينا بالمفتاح و ........
لم يتمكن من سماع بقية كلماتها بالأخص وهو يرى حالتها المزرية ودموعها التى تملأ وجهها وحتى يديها التي ترتعش .. فأوقفها بحزم هاتفا
_ خلاص يامهرة متكمليش كفاية !
سيطرت عليها حالة بكاء عڼيفة وتابعت تهمس پألم
_ فضل حابسني في اوضة ضلمة اسبوع كامل يا آدم وكل يوم كان بيحاول يقربلي وأنا كنت بهرب منه وببعده بأعجوبة .. لحد ما جه يوم وقدرت أسرق منه المفتاح وهربت و........
قاطعها للمرة الثانية ولكن بحدة أشد وهو يحتضن كفها المرتجف ويتطلع في عيناها بعمق
_ أنا عرفت كل حاجة يامهرة متكمليش خلاص
استنرت في بكائها للحظات حتى أدركت حملتها فتوقفت عيناها عن ذرف الدموع وغضضنت حاجبيها لتتطلعه بحيرة وتسأله بصوت مبحوح
_ عرفت إزاي
لانت نبرته ونظرته ليقول برفق
_ مش مهم دلوقتي عرفت إزاي .. رغم إني كنت حابب اسمع واعرف منك إنتي .. معقول كنتي متوقعة إني هغير نظرتي فيكي أو هبعد عنك بعد ما تحكيلي الكلام ده !!!!
تطرقت رأسها أرضا بأسى لتشعر بقبضته تضغط فوق كفها أكثر ويقول بلهجة رجولية نابعة من صميمه
_ مفيش حاجة تقدر تخليني ابعد عنك .. أنا بحبك بجد يامهرة ومش هسمحلك تسيبني أو تفارقيني
رفعت رأسها ورمقتها باسمة بعينان لامعة وسط دموعها وكأنه طوق النجاة التي عثرت عليه أخيرا في أعماق الظلام بينما هو فابتسم لها بحب ورفع كفها لقمه يلثم ظاهره برقة متمتما
_ ده ماضي وانتهى بنسبالك وبنسبالي كمان .. والمفروض دلوقتي نبدأ صفحة جديدة مع بعض .. بس بشرط توعديني متخبيش عني أي حاجة تاني .. تمام
اتسع ثغرها بنظرات عاشقة ووجهها ممتلئ بالدموع إلا أنها أماءت له بالموافقة عدة مرات متتالية في سعادة ليضحك هو بخفة ثم يمد يده في جيبه سترته ويخرج ورقة مطوية .
ترك يدها وبيكيه الأثنين راح يفتح تلك الورقة ثم أدارها نحوها لتحدق بها مذهولة ثم يهتف هو باسما ببساطة
_ مش هي دي الورقة اللي خلاكي تمضي عليها ڠصب وكانت قلقاكي ومخوفاكي !
انهى عبارته وراح يمزقها
متابعة القراءة