رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وخمسون للستون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ظهرها من جديد لتشعر به يضمها من جديد هامسا بعبث  
_ بس ده ميمنعش إني اخدك في حضڼي الليلة .. ممكن ولا لا !!!
ظهرت ابتسامتها الواسعة والمحبة أخيرا لتوميء برأسها له في الموافقة سامحة لكليهما أن ينعما الليلة بدفء مشاعرهم .

قبل ساعات قليلة تحديدا في تمام الساعة الثامنة مساءا ......
كان هشام ينتظر داخل سيارته أمام بناية منزل خاله .. في الواقع هو كان ينتظر فتاته الجميلة التي ظهرت من المصعد الكهربائي وهي ترتدي ثوب طويل بحمالات عريضة وتلقى فوق كتفيها وذراعيها شالها الفرو المميز وتترك العنان لشعرها الحريري .. يقسم أنه سلبته عقله .. كان جمالها يحبس الأنفاس ويضرب العقول .. فعلقت نظراته الهائمة عليها وهي تتحرك تجاهه كالملاك البريء وتبتسم بكامل النعومة .. غرق بسحر فتاته الصغيرة لدرجة أنه لم يلحظها عندما توقفت أمام إلا عندما سمع صوتها تقول بتعجب  
_ هشام !
انتفض على أثر صوتها وبسرعة فتح باب سيارته ونزل ليطالعها بعشق ويهتف دون تردد بعين لامعة  
_ إيه الجمال ده 
ابتسمت بخجل وتطرقت رأسها أيضا نجيبه بخفوت 
_ شكرا 
ثم رفعت رأسها مجددا وسألته بحماس  
_ هنروح فين !
هشام بحنو  
_ براحتك تحبي نروح فين  
زينة بابتسامة رقيقة  
_ معرفش خليها على ذوقك إنت بما إنك اللي عازمني 
أجاب ضاحكا بمداعبة  
_ بس كدا .. ده من دواعي سروري meine Dame سيدتي 
لم تفهم عبارته الألمانية ولم تعقب أيضا فقط اكتفت بضحكتها وهي تلتف حول الجهة الأخرى من السيارة لتصعد بالسيارة بينما هو فكان اسرع منها حيث وقف قبلها وفتح الباب لها باسطا ذراعه للداخل وهو يبتسم بساحرية فترتفع ضحكتها وتستقل بمقعدها ليغلق الباب ويعود هو إلى مقعده لكن قبل أن يستقل به رفع رأسها بتلقائية للأعلى فيرى زوجه خاله في الشرفة تتابعهم مبتسمة بحب فيبادلها الابتسامة ويستقبل بمقعده ثم ينطلق بالسيارة .
كانت زينة طوال الطريق عيناها ثابتة على الزجاج تتابع الطريق وفجأة سمع صيحتها العالية تقول  
_ اقف ياهشام .. اقف بسرعة 
أوقف السيارة بسرعة مزعورا ليجدها تقول بلهفة  
_ ارجع ورا شوية .. كمان شوية .. أيوة هنا بس
توقف بالسيارة أمام سيارة متنقلة بالشارع تقوم بصنع حلاوة البنات !! .. لمعت عيناها بطفولية وقالت ضاحكة  
_ الله غزل بنات .. أنا هنزل أجيب 
قبض على رسغها قبل أن تنزل وهتف مندهشا  
_ استني هنا رايحة فين .. إنتي كل ده عشان العربية دي !!! .. صرعتيني يا زينة 
ضحكت وقالت باعتذار لطيف  
_ آسفة .. بس أنا من فترة طويلة جدا مكلتش غزل بنات ونفسي فيه أوي 
هشام بدفء مغلوبا على أمره  
_ طيب خليكي هنا وأنا هنزل اجبلك
نزل من السيارة وتابعته من الداخل وهي تراه يقترب من السيارة ثم يميل على الرجل ويطلب منه أن يجهز له واحدة ووقف للحظات ينتظر انتهائها ليخرج النقود من جيبه ويمدها له ثم يجذبها منه .. كانت واحدة ضخمة ملفوفة حول عود خشبي طويل وعريض .
انفرجت شفتيها باتساع فوق شفتيها وهي تراه يعود للسيارة من جديد ممسكا بيده الغزل .. وحين استقل بجوارها ومد يده لها يقول باسما  
_ اتفضلي يازينة هانم .. أي طلبات تاني 
جذبته من يده وقالت بسعادة  
_ ميرسي أوي ياهشام
تأملها مبتسما بغرام وهو يراها تأكل بنهم وفرحة .. ودون أن تنتبه التصقت قطعة حلوى صغيرة على جانب ثغرها .. ظلت عيناه ثابتة عليها بتدقيق .. فامتدت أنامله بتلقائية إلى ثغرها حيث تلك القطعة ليزيحها برقة شديدة وسط نظراته وابتسامته المربكة .. توقفت هي عن الأكل وتجمدت مكانها بدهشة وخجل شديد ولم تفيق إلا عندما يحب أنامله عن بشرتها فانتصبت بسرعة في جلستها واشاحت بوجهها عنه تتطلع من النافذة بعينان متسعة وقلب يطرق پعنف !!! ..........
 
مع إشراقة شمس يوم جديد ........
انتهى عدنان من ارتداء ملابسه بالكامل فمد يده ليلتقط حافظة نقوده لكنها انزلقت من يده وسقطت أرضا وعندما انحنى أرضا لكي يجذبها رأى صورة سقطت منها .
كانت صورة تجمعه بفريدة ! .. التقط الحافظة أولا ثم التقط الصورة وراح يمعن النظر بها في ڠضب واشمئزاز .. هو لا يعرف حتى كيف مازالت تلك الصورة بحافظته حتى الآن وقبل إن يقرر مصيرها ارتفع صوت رنين هاتفه فوضع الحافظة ومعها الصورة فوق المنضدة وأجاب على الهاتف بسرعة في عجلة وجدية .. ووسط كلامه كان يتحرك لا إرديا لداخل الشرفة .
بتلك الأثناء دخلت جلنار الغرفة وكانت بطريقها للخزانة لكنها لمحت تلك الصورة فوق المنضدة .. فتصلبت بأرضها للحظات ثم تقدمت تلقائيا إليها والتقطتها بين يدها تمعن النظر بها بدهشة وعدم استيعاب ! .. وأول سؤال قڈف بذهنها هو ماذا تفعل هذا الصورة معه !! .. هل مازال يحتفظ بصورتهم معا حتى الآن !! التفتت برأسها تجاهه واستقرت في عيناها نظرة مليئة بالغيرة والڠضب والشك .. ثم ألقت بالصورة في مكانها واستدارت وغادرت الغرفة بأكملها ....
لحظات معدودة وانهى هو مكالمته الهاتفية فعاد للداخل وجذب حافظته ووضعها بجيبه ثم التقط تلك الصورة وألقى عليها نظرة ناقمة ومشمئزة ليمزقها لجزئيات صغيرة جدا ويلقيها بسلة القمامة ثم ينصرف ويتجه للطابق السفلي حيث تكمن زوجته وابنته .
اتجه أولا لصغيرته ليودعها ويلثم وجنتيها بحنو أبوي ثم استقرت نظرته على جلنار الحالية بجوارها ولا تعيره اهتمام ومعالم وجهه عبارة عن جمرة ملتهبة من النيران .. فانحنى عليها وقبلها من شعرها هامسا  
_ مالك يارمانتي ! 
مالت برأسها بعيدا عن شفتيها تقول في حدة  
_ مفيش حاجة 
غضن حاجبيه بريبة وضيق حقيقي ثم تمتم بحزم  
_ في حاجة بتحصل أنا مش فاهمها بس لما ارجع بليل بإذن الله هنتكلم وتفهميني كل حاجة 
لم نجيبه ولم تلتفت له حتى مما جعله بزفر بانزعاج بسيط ورغم ذلك يهتف بدفء  
_ طيب أنا ماشي عايزة حاجة 
ردت أخيرا لكنها اكتفت بهز رأسها بالنفي فقط فيميل عليها مرة أخرى ويلثم شعرها قبل أن يستقيم وينصرف في نفاذ صبر !! ........

داخل مقر شركة أل الشافعي تحديدا بمكتب عدنان الشافعي !! .............
كان يجلس مع أحد رجال الأعمال المشهورين يتحدثوا عن الأعمال بجدية وكامل التركيز .. مرت حوالي نصف ساعة حتى انتهى اجتماعهم الصغير .
استقام الرجل واقفا ومد يده ليصافح عدنان هاتفا  
_ متشكر جدا ياعدنان بيه 
صالحها عدنان بحرارة وأردف باسما  
_ العفو على إيه بس 
ابتسم له الآخر بامتنان وكان سيهم بالمغادرة لكنه اسرع وسأله  
_ أخبار أسمهان هانم إيه .. ياريت توصل سلامي ليها
تلاشت ابتسامة عدنان فورا ليحل محلها الصرامة وهو يسأله بحيرة  
_ إنت تعرف أسمهان هانم من فين !!! 
رد الآخر بدهشة  
_ معقول هو إنت متعرفش ولا إيه ! 
عدنان بصوت رجولي غليظ  
_ معرفش إيه !! 
ابتسم الأخر ورد شبه متشفيا  
_ من وقت ما كان والدك لسا عايش أسمهان هانم عرضت عليا تسلمني ملفات صفقة الصين .. يعني هي اللي خانت والدك الشافعي وباعته في صفقة العمر
تم نسخ الرابط