رواية روعة جدا جدا الفصول من الثامن للثالث عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يتوارى خلف نقابها
وقالت بصوت خفيض......لية هو فية اية انا كويسة ومفيش حاجة
إياد متسائلا.......انتى كنتى بتمسحى الشقة مش كدا
آيات بتلقائية ........ايوة انا
ضم شفتية وأومأ براسة ايجابا ومن ثم تحدث قائلا.......
اممممم وانتى اللى كنتى بتنقلى العفش وتحركية
آيات بخفوت وخجل.......انا اسفة لو كان الصوت ازعجك بس انا خلاص خلصت
اومال الست منى هانم بتعمل اية وازاى تسيبك
تعملى شغل البيت لوحدك وهى عارفة ان دة غلط ع الحوامل
ابتسمت آيات بسخرية من خلف نقابها وهى تتمتم بداخلها .....اة حامل
فرفع إياد بصرة اليها وتحدث على مضض قائلا........
اومال هى فين مش شايفها يعنى
آيات بخفوت......واقفة بالبلكونة لحد ما اخلص
لوحدك تشيلى العفش التقيل وتنقلى وتسحبى وتمسحى
آيات مدافعة.....لا استنى متظلمهاش هى اللى
كانت بتنضف الاول بس رجليها اتزحلقت ووقعت ع الارض
ومقدرتش تقف عليها وانا اللى كملت بدالها
وسابتنى ودخلت البلكونة لانها كانت قاعدة ع الكراسى
اللى كنت بنقلها لمكانها فسابتنى علشان تخلينى اكمل براحتى
فأنصاعت آيات الى رغبتة وذهبت بأتجاة الشرفة
شعرت منى بقدومها فتوقفت عن البحث ورتبت المكان
حيث كان وهى تهمهم ...ييييي مش واقتك كنتى
استنى شوية خلاص مبقاش فاضل الا اصيصين
واكيد الجواب موجود بواحد فيهم
فدلفت آيات اليها وقالت لها بأن إياد ينتظرها بالخارج
فأندهشت منى لذلك سارت بأتجاة آيات بخطى ثابتة
انها تعانى من إلتواء بكاحلها والان فيبدوا انها قد تناست هذة الكذبة
وبدأت تسير معتدلة كما وكأنها لم يصيبها اى شئ
وعندما رأها إياد امامة ظل يوبخها لانها تركت
زوجة شقيقة وهى بتلك الحالة تفعل
كل هذا المجهود التى بذلتة بمفردها
نظرت آيات الية بغموض من انفعالة
وظلت تدعى بأن كاحلها إلتوى آسفلها فلم
تخيل علية اكاذيبها وإدعائاتها
ومن ثم استأذنت منى بالرحيل فرمقها آياد وهى تهبط الدرج
بمنتهى الطبيعية فأين هى اصابتها الان
لم تنتبة آيات الى خطوات منى نظرا لطيبتها وسذاجتها المفرطة
فهمهم إياد بصوت خفيض.......انا عارف نيتك يا منى
وڠصب عنك وعن اى حد الحمل هيتم
وابن اخويا هينور بيتنا بعد كام شهر
........................
داخل شقة مصطفى بدر العطار
فى صباح يوم ما دلف مصطفى الى حجرة نومها يبحث عن ساعتة
فشعرت بة آيات وافاقت من نومها
فقالت الية بخفوت.......صباح الخير
تحدث مصطفى بإقتضاب دون النظر بإتجاهها ......صباح النور
ومن ثم اسطرد متسائلا......مشفتيش الساعة بتاعتى الجديدة
عمال ادور عليها من بدرى ومش لاقيها
نهضت آيات عن فراشها مسرعة وهى تقول.........
استنى انا شيلهالك بالدرج اللى ف الدولاب
لم تنتبة انها ترتدى ملابس النوم الحريرية الناعمة
وظلت تبحت عن الساعة الذى يبحث عنها زوجها
فنظر اليها مصطفى وبدأ صدرة يعلو ويهبط بشدة
فتحدث بحنق وهو يمضى مغادرا الحجرة.......خلاص مش مهم
فتحدثت آيات بلهفة .....استنى اهى انا لقتهالك
اقبلت الية تعطية إياها فجذبها من بين اناملها بشدة وڠضب
فنظرت الية آيات غير مستوعبة ڠضبة فقالت......اية يا مصطفى فى اية
تحدث مصطفى وهو ينظر اليها بإزدراء من منبت شعرها الى اخمص قدميها.....
اية اللى انتى لبساة دة
نظرت آيات الى جسدها وما ترتدية وقالت .......اية يامصطفى قميص
مصطفى بحنق......ولية لبساة
اندهشت آيات من تسائلاتة فقالت.......الله واية يعنى الجو حر
وانا ف شقتى وجوا اوضتى يبقى لية مكنش براحتى
فتحدث مصطفى بصرامة قائلا........القرف دة مش عايز اشوفك لبساة تانى
آيات بأندهاش شديد........اية قرف انا لابسة قرف
مصطفى بإمتعاض.........ايوة قرف واسمعى الكلام من غير مناهدة
مش عايز اشوفك لابسة لبس زى دة تانى وحضرى نفسك تروحى
تقعدى عند مامتك كام يوم
آيات بعدم استيعاب .......اية اروح عند ماما اقعد عندها طب لية
مصطفى بنفاذ صبر........بقولك اسمعى الكلام انا عايز اقعد
لوحدى شوية ومش عايز اشوفك أدامى
اطلقت آيات العنان لكلماتها المرتجفة تخرج من بين شفتيها
والخۏف والرهبة تسرى بداخل شرايينها وتحدثت قائلة.......
لية كدا بس انا عملت اية ماانا بنامف اوضة لوحدى
وانت ف اوضة لوحدك وعمرى ما ضايقتك ولو كان على لبسى
فحاضر مش هلبس قمصان تانى وهنام ببچامات ولا حتى جلاليب
بس خلينى هنا انا مش عايزة اروح اعيش مع جوز ماما الله يخليك
مصطفى بإصرار........بقولك اسمعى الكلام ومتناهديش معايا
آيات بحزن عميق تخلل بقوة الى روحها المعذبة.......طب انا عملت اية
ضايقك منى موضوع الحمل وانا سكت ووافقت
اننا بعد كام شهر هنقولهم انى اجهضت وربنا يسامحنى
ويغفرلى لانى هكدب
ومن ثم ازدردت لعابها المرير قائلة بإستجداء مستعطفة مشاعرة.......
مش دا كان طلبك يا مصطفى وادينى بسمع كلامك اهو وكل
اللى بتؤمرنى بية بنفذة وبقول حاضر
نظر اليها مصطفى نظرة انكسار ولكنة تمالك من حالة قائلا.......
لاء هتمشى يعنى هتمشى وتستنى هناك لحد ما اجى اخدك
ومن ثم مضى بطريقة تاركا آيات خلفة
شعرت وكأن قلبها سوف يهوى ارضا وتتوقف دقاتة
رمت بثقل جسدها على فراشها الكئيب غمرت وجهها
بوسادتها التى بللتها بدموعها الحارة الاليمة
واحزان قلبها تتفاقم وروحها قد زهقت بلا رحمة
فقررت ان تذهب الى والدتة وتقص عليها بعضا من الحقيقة المؤلمة
فهذة السيدة العطوف دوما كانت تغمرها بحنانها وكانت دوما محض
اعتناء من الجميع
.. ..
..البارت الثانى عشر ..
.. ..
ذكريات الماضى وكل حياتى
داخل شقة بدر العطار
توجة إياد الى باب الشقة ليغادر الى عملة
ففوجئ بآيات تقف على مقربتا من باب شقتهم
فالقى عليها الصباح ومن ثم مضى مغادرا الى عملة الجديد
فاليوم هو اول يوم لدية بوظيفتة بإحدى شركات الديكور
ولم ينتبه الى سيل الدموع الذى قد بلل نقابها القاتم
دلفت الى الداخل فوجدت رقية ترفع الاطباق الفارغة عن الطاولة
فرحبت بآيات بشدة لكونها منذ شهر لم تزورهم بشقتهم
فهكذا كانت رغبتهم لكى يؤمنوا لها راحتها وحريتها بداخل شقتها
فتحدثت رقية مبتسمة.......اة لو كنتى قربتى 5 دقايق كنتى
لحقتى الفطار بس ولا يهمك انا هحضرلك الفطار حالا
ونقعد بقى انا وانتى ونرغى سوا على الاقل تسلينى بدل
ماانا قاعدة لوحدى عمك بدر نزل ع القهوة
وإياد الله يوفقة يارب راح الشغل وملك نايمة ف اوضتها
ماما رقية مصطفى طردنى
هكذا تحدثت آيات قبل ان تجهش بالبكاء العصيب
فتركت رقية ما بيدها وتحدثت بإندهاش شديد........
اية مصطفى طردك طب لية لية وازاى يعمل كدا
ظلت آيات تبكى وتبكى دون توقف
فأقتربت رقية اليها ورفعت عنها نقابها
الذى يتوارى خلفة وجهها الشاحب المحتقن وعينيها
المتورمة من كثرة البكاء
لفتها بذراعيها وهى تربت على كتفها قائلة.......اهدى بس يا حبيبتى
متعمليش ف نفسك كدا دا مش كويس علشان الجنين
ابتعدت آيات عن احضانها وقد قررت ذلك
فور مغادرة مصطفى وبعد ما قالة اليها
ازدردت لعابها بصعوبة وهى تقول من بين شهقاتها.......
مفيش حمل يا ماما رقية
اغمضت رقية عينيها بعدم استيعاب قائلة......اية مفيش حمل
الجنين نزل لاء مش معقول
لم تلبث آيات ان تتركها تحت صډمتها فتحدثت قائلة.......
مكنش فية حمل من اصلة علشان ينزل انا مكنتش حامل
ومن ثم اردفت على مضض لانها لا تريد الكذب
ولكنها مجبرة فلو تحدثت عن كل شئ ستنهار العائلة بأكملها
ومن الممكن او المؤكد بأن تودى هذة الحقيقة بحياة الام
الحنون العطوف التى لا تستحق من هذا العالم سوى الخير والسعادة
فأكتفت آيات بقول .......الحمل طلع كاذب
وبترت باقى الحقيقة تختزنها بداخلها
وحينما شعرت بترنح رقية اسندتها اليها بلهفة
حتى اجلستها على المقعد المجاور
وعندما وجدتها فاقدة للوعى شعرت آيات بالخۏف والقلق
ذهبت الى حجرة الطهى
متابعة القراءة