رواية روعة جدا جدا الفصول من الثامن للثالث عشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
استنشقت عبيرة الذى يفوح بأرجاء الحجرة
اغمضت عينيها منتشية عبقة الرجولى
ارتسمت على ثغرها ابتسامة رغما عنها
ولكنها سرعان ما لملمت شتات حالها واستغفرت ربها
حينما سمعت صوت الصغيرة ملك وهى تقول.....
طنط آيات ماما مبقتش تحبنى
فأقتربت آيات وجلست على فراشة ضمت ملك بقوة وقالت بخفوت.......
حبيبتى متقوليش كدا مينفعش ماما متحبكيش
بس اعذريها يا ملوكة هى دلوقت تعبانة واول ما تخف هتيجى على طول
تحدثت ملك بطفولية من بين دموعها........بجد بيحبونى وهييجوا
وياخدونى ونرجع بيتنا ونعيش سوا
لثمت آيات باطن يدها الصغيرة الناعمة وقالت........ايوة وحياتك انتى عارفة
ان طنط آيات مبتكدبش صح
اومآت الصغيرة بالايجاب واندفعت الى احضان آيات وهى تشعر بالسعادة
يلا بقى ياقمر نحل الهوم وورك بتاعنا علشان الميس
جاية النهاردة وعايزنها تكون مبسوطة منك
وتعرف ان ملوكة القمر شطورة وبتذاكر وبتسمع الكلام
فقالت ملك بسعادة........حاضر ياطنط انا هروح اجيب شنطة الحضانة
استوقفتها آيات بلهفة قائلة ......لاء لاء مش هنا مش هنقعد هنا
نهضت آيات عن الفراش بعد ان رتبتة كما يجب
نظرت الى ارجاء حجرتة پألم ومن ثم غادرتها بصحبة الصغيرة
.....................
وعند غروب الشمس دلف إياد الى شقة والدية بواسطة المفتاح
الخاص بة وهو يصيح ويهتف بسعادة غامرة.........هية باركولى باركولى
اندفع إياد الى احضانها واخذ يلف بها بسعادة وهو يقول......
ايوة ياامى الحمد لله ولما شافو السى دى بتاعى
واعمالى قدروا خبرتى ومسكت منصب كبير
عن تصميم ديكورات الحوائط المنزلية ودا من فضل دعائكم لية
وان شاء الله هبدأ معاهم من اول الشهر الجديد
رقية بسعادة ........الف مبروووك ياقلبى ربنا يكتبلك التوفيق دائما يارب
انك مش هتسيبنى وتسافر تانى
ارتسمت على ثغرة ابتسامتة الجانبية الجذابة وقال......
انا اقدر اسيبك يا بطة انا خلاص كدا ارتحت واطمنت على مستقبلى
واول مرتب لية هجهز مكان وابتدى اعمل فية لوحات فنية
وان شاء الله اعرضها بمعرض فنى
وربنا الموفق وميفشلش زى المرة اللى قبل كدا
انت دلوقت اكتسبت خبرة ودرست كويس جدا
وان شاء الله ربنا هيوفقك انت وكل الشباب الطموحة اللى ذيك
كل هذا الحوار يدور امامها وهى تقف بزاوية على مرآى منهم
فنظر اليها بإبتسامتة المعتادة وتحدث اليها قائلا.......
وشك كان حلو علية يامرات اخويا
ازدردت لعابها بخفوت وتحدثت الية قائلة.......الف مبروك ربنا يوفقك
فشكرها بحرارة ومن ثم دلف الى حجرتة وظل بداخلها
حتى جاء وقت الغداء
هنئة كل من والدة وشقيقة على خبر الوظيفة ومر يومهم بسعادة غامرة
.......................
داخل شقة بدر العطار
صباحا واثناء تواجدهم بحجرة الطعام يتناولون طعام الافطار
دار هذا الحوار بين الجميع
تحدث بدر قائلا.........الا قوللى يا إياد صحيح انت عايز تجهز
مكان وتعملة ورشة للرسم
نظر إياد الى والدة وقال مبتسما.......ايوة يا بابا بعد اذنك انا كنت
عايز مفتاح اوضة من الاوض اللى ع السطوح علشان اعملها مرسم
بدر مبتسما........ماشى ياعم إياد زى ماانت عايز
تحدثت رقية قائلة.........طب ياحبيبى هتقدر توفق بين شغلك ف الشركة
وبين المرسم وتجهيز المعرض
إياد مبتسما بخفوت........انا مش مستعجل ع المعرض يا امى
انا هبتدى واحدة واحدة وبراحتى خالص لحد ما اتقن اللوحات
واكون راضى عنها واقدر بكل ثقة اعرضها ف المعرض
مصطفى بحب........ربنا يوفقك ان شاء الله
والمعرض هينجح المرادى انا متأكد رغم انك مرسمتش لسة
ومشفتش لوحك بس انا متأكد من خبرتك
إياد بإمتنان ........ربنا يخليك لية يا مصطفى
شردت آيات بحديثهم تشوقت لرؤية اعمالة الفنية
ودت لو انها تتمكن من مشاهدتة وهو يقوم برسم احدى المناظر الطبيعية
الخضراء والتى تعشقها بشغف كبير
اخرجها من شرودها صوت والد زوجها وهو يقول.......
مش ان الاوان بقى يا إياد وتفرح قلبنا بالعروسة زى ما فرحتنا بالوظيفة
رقية بحماس......اة والله يا ابو مصطفى
اهى دى بقى هتكون الفرحة الكبيرة اللى بستناها من زمان
واهو الدراسة وخلصتها والوظيفة وجت الحمد لله
والمكان موجود الاوض اللى ف الدور الخامس اللى فوق اخوك
كلهم فاضيين خمس اوض كبار قفلهم هيبقوا شقة برحة
وضبها وجهزها واتجوز فيها ولو ع المرسم اعمل اوضة منهم
وبكدا ميكنش ليك حجة زى كل مرة
تركت آيات قطعة الخبز تسقط من بين اناملها فوق طبقها
لمعت عينيها ببريق حزن عميق وانقبض قلبها بشدة
توجهت بنظراتها الية فوجدتة يبدوا مستاءا من حديثهم
مضع الطعام بجزع وتوقف عن تناول المزيد
تشابكت اناملة ببعضهم وتملك من حالة وهو يقول.......
انا مش عايز اتجوز
اندهش الجميع من نبرتة المستاءة ومن بينهم آيات التى رمقتة بحيرة
كادت رقية ان تتحدث الية فنهض إياد عن مقعدة وهو يقول.....سفرة دائمة
بدر مستفهما.........اية ياابنى مكملتش فطارك لية
فتدخلت رقية قائلة بحزن....يعنى مش عارف لية يا ابو مصطفى
إياد وبنبرة يتملكها الالم لاول مرة تحدث قائلا......الحمد لله شبعت
ومن ثم غادر الى عملة
رمقة مصطفى بإندهاش وهو يشاهد شقيقة يغادر حجرة الطعام
فأومأ براسة معترضا على تصرف شقيقة الاصغر
شعرت آيات بحزن إياد البادى على قسمات وجهة والظاهر بوضوح
بنبرة صوتة والذى لاول مرة تسمعة يتحدث بهذة النبرة
فدوما اعتادت علية البهجة والسرور وخفة الظل
ولكنة ادخلها فى حيرة من امرها
ولم تستوعب سبب استياءة الى هذة الدرجة
فور ذكر موضوع زواجة
...............
ليلا داخل حجرة إياد
كان إياد يجلس على فراشة وامامة ادوات الرسم
وبعض الاوراق البيضاء الفارغة
التقط دفتر موضوع الى جانبة ومن ثم فتحة
وظل يقلب بصفحاتة وقد اغدقت عينية بالدموع
ظل يرنو بحب وشجن آطل من مقلتية الى هذا الوجة الملائكى
الذى دوما لن ينساة والذى خط بيدة ملامح وجهها بمنتهى الدقة
وكأنها كانت دوما آمامة ليرسم ملامحها بهذة البراعة والاتقان
تلمس بخفوت آخر صورة قد رسمها منذ عدة شهور طوال
وهى التى كانت تجمعهم سويا بالقطار
اغمض عينية بحنين قد افاضة
ومن ثم التقط قلم وورقة بيضاء وبدأ بالكتابة
9
وباليوم التالى داخل شقة عبد الرحمن العطار
كانوا يلتفون حول مائدة الطعام ودار هذا الحوار بينهم
كاميليا.......شفت ياابو منى الواد إياد اشتغل ف شركة كبيرة اوى
عبد الرحمن مبتسما ...........إياد دة طول عمرة مكافح رغم صغر سنة
سامح على مضض فلقد تملكتة الغيرة........كافح ازاى يعنى هو عمل اية دا فاشل
عبد الرحمن بإستياء من طريقة ابنة بالحديث عن ابن عمة........
اتكلم كويس عن ابن اخويا وبعدين مش معنى انة متوفقش ف
اول تجربة لية ف الرسم يبقى نقول علية فاشل
واديك شايف هو عمل اية سافر ودرس ورجع يمارس شغلة
والضړبة اللى متقتل تقوى
ازدردت منى الطعام وتحدثت قائلة......بصراحة يا بابا عندك حق
إياد بيكافح من صغرة
سامح بأمتعاض........ياسلام يااختى ومالك بتدافعى عنة كدا لية هة
ومن ثم اردف بسخرية........طب ما تجوزوهم لبعض ونخلص منهم هما الاتنين
عبد الرحمن بنفاذ صبر......احترم نفسك واتكلم كويس
بدل ما والله انسى طولك دة واديك بالقلم على وشك
كاميليا مهدئة الاجواء.........اهدى يا ابو منى الواد سامح بيهزر
ومن ثم اردفت وهى تنظر الى ابنها وقالت........طب وحياة ربنا
لو مكنتش منى اكبر من إياد لكنت جوزتهالة
سامح بتهكم..........طب ما كنتى جوزتيها لمصطفى اهى
قريبة منة ف السن ومتربيين سوا
وخزتها كلماتة بداخل قلبها العاشق واغدقت عينيها
بالدموع فأنسحبت منى وغادرت الى حجرتها
عبد الرحمن بصرامة.....قوم من هنا
نظر سامح الية بعدم استيعاب
فأعاد عبد الرحمن جملتة بحدة
فتحدث سامح بخفوت.........انا لسة بفطر يا بابا
اصر عبد الرحمن على اسنانة فتدخلت كاميليا ونهرت سامح قائلة........
امشى غور من هنا حړقت دمنا الاهى ېحرق
متابعة القراءة