رواية جديدة الفصول من السادس عشو للعشرين بقلم صديقة الحروف

موقع أيام نيوز

أن ټنفجر دماءه من كثرة غليانها بداخل عروقه ليتوجه نحوها وآخذت هي في الإبتعاد عنه حتى لم تجد مفرا فخلفها حائط وأمامها آدم وقد نزلت خصلاته السوداء المبتلة لتغطي جبهته لتسمعه يتكلم بحدة
سألتيني من شوية أنا مين عشان اتحكم في حياتك وفي اللي بتعمليه مش كده سألها لتخاف هي منه وشعرت ببرودة الماء لتومأ له بوجل
قوليلي لي بيحصلي كده كل ما بشوفك قدامي ليه بتخليني مش عارف اتلم على نفسي ولا اسيطر على نفسي ليه عاملة زي اللي واقفة في طريقي ما بيني وبين كل حاجة أنتي جننتيني أكلتيلي دماغي قلبي عمره ما دق كده غير ليكي أنتي!! بقيت بتخنق كل ما بتبعدي عني! فاكرة إن كل اللي بيحصلي ده سهل عليا أنا بقيت بټعذب كل لما أشوفك وبتعذب لما بتبعدي عني!! جاية تقوليلي ابطل أعذبك!! تعرفي أنتي ايه عن عذابي عشان تقوليلي ابطل أنتي ايه مش ملاحظة كل ده أنتي غبية أوي للدرجادي أنا كل اللي بقيت عايزه في حياتي كلها إنك تفضلي جنبي.. مجرد ما بشوفك بحس إني لسه بعرف أتنفس زي الناس الطبيعية ده بس مجرد فكرة إني هاشوفك كل يوم بقت بتخليني عايز أعيش وبقيت متمسك بالدنيا الهباب دي اللي كنت فاكر إنها مش موجودة من زمان وكنت مستني اليوم اللي هاموت وأخلص فيه من كل حاجة.. ايه مش من حقي تستحمليني شوية مش من حقي أفرض عليكي حاجات واتحكم في اللي اتحكمت فيا وفي قلبي وعقلي مش من حقي إنك تبقي ليا وبتاعتي وأتملكك زي ما عملتي فيا! 
أخبرها وقد لانت نبرته قليلا ولم تقوى على مجاراته بحديثه.. أكتفت بالصدمة التي تلقتها لتوها فهي لا تستطيع التفكير ولم تجد ما تقوله
أنا .. أنا سقعانة همست متوسلة محاولة الهروب منه حتى يبتعد عنها فهي حرفيا تتنفس أنفاسه وتحديقه بها بتلك النظرة جعلها تشعر كأنها قد قټلته ألف مرة من قبل..
طيب همس لتجده يحملها بالماء فتشبثت به ولم تدرك ما فعلته فجسده كان دافئا بالرغم من وجوده بالماء معها.
خرج من المسبح ولا زال يحملها فلم تتذمر فقط حاوطت رقبته بذراعيها ونظرت له بهدوء وقد شرد عقلها تماما في ملامحه لم تدري إلي أين يذهب ولم تكترث فقط حدقت به وقد تمنت أن تظل هكذا طوال حياتها.. مدت يدها لتخلل شعره لتعيده للخلف ولم تدرك لما فعلت هذا فحدق بها برماديتاه وفجأة وجدت نفسها بغرفته وأنزلها على الأريكة السوداء ثم نزع قميصه واستمرت في النظر له بدون حرف واحد.. انعقد لسانها تماما كالبكماء.. تأملته بسكوت.. حتى عقلها لم يفكر ولم يتفجر بالأسئلة المعتادة.. لم تفيق إلا بيداه وهي تعقد هذا الرداء الأسود الطويل بإحكام وحتى لم تتذكر متى وقفت ليلبسها اياه.. ألقت نظرة على الرداء فعلمت أنه له فقد كان كبيرا بعض الشيء ونظرت مجددا لآدم لتجده يرتدي مثله ثم تفحصته لتجده بدون سروال فهي لم تلاحظ متى نزعه وكأن كل شيء بحواسها قد توقف عن العمل.
هو.. هو ممكن أطلب حاجة.. أنا عايزة أشرب قهوة همست بصعوبة لتحاول أن تحصل على القليل من الوقت بمفردها لتجده ينظر لها بإستغراب ثم تركها بغرفته وذهب..
ما إن خرج حتى ألقت بجسدها على الأريكة في صدمة ولم تستطع التحرك فقد شلت تماما عن الحركة. تذكرت ما قاله منذ قليل..
يادي النيلة هاعمل أنا ايه معاه دلوقتي يعني.. يعني ده أعتراف منه إنه بيحبني بس هو مقاليش إنه بيحبني ده قال حاجة تانية!! وحتى لو بيحبني ايه اللي هيحصل ما بيننا بعد كده هيفضل بنفس طريقته وأسلوبه طول عمره ومش هيتغير! هيتعصب زي التور الهايج كده وبعدين يهدا! يوم اتنين وبعدين يرجع لأسلوبه الژبالة ده!! يفضل يخوفني بنظراته ديه ويخوفني وبعدها يقلب حنين ويفضل يقولي شوية حاجات تجنني وتخليني تايهة ودماغي تطلع مني من كتر التفكير! أنا مش هاكدب على نفسي أنا اتعلقت بيه وعارفة إنه مش سهل عليا إني ابعد لأ ده أنا كمان بحبه وبموت فيه بس وبعدين! 
هيخوني ولا هيبعد عني هيفضل مغرور ويفضل يحاول يتحكم فيا ويفرض سيطرته عليا هيتجنن عليا بعصبيته ويعمل حاجة تدمرني حاډثة أو يمد ايده عليا لا أنا مش هاستحمل ده ومش هاستنى لما ده يحصل!!
أنا خسړت أهلي من زمان وخسړت اللي حبيته لسنين! معنديش أستعداد أتوجع تاني يوم ما يبعد عني.. أنا لازم أبعد عنه وأبعد عن كل اللي بيحصل ده عشان أنا مش هاقدر أستحمل أشوفه وهو بيبعد عني.. وأنا كمان متأكدة إني لو بعدت عنه هو هيتضايق!! يبقا لا أوجع نفسي ولا أوجعه..
إذا كنت أنا بتعبه أوي لما بيشوفني قدامه زي ما قاللي لإانا هاخلصه من كل ده ويروح بقا بعيد عني يعمل اللي هو عايزه أعيش أنا في هدوء لا أتعبه ولا يتعبني.. ومعلش لو اتضايق شوية وزعل من بعدي عنه بكرة الوقت يغير كل حاجة وهيتعود وهيرجع كويس..
وجوده جنبي بيخليني أنا كمان مش عارفة أتلم على نفسي وساعات ببقا هتجنن ومش بعيد وجوده يموتني أساسا زي ما كان هيحصل قبل كده! 
هو عايز ايه عايز يتملكني ويتحكم فيا.. بس أنا مش كده.. أنا مش حتة عربية ولا كرسي ولا ساعة عشان يعمل اللي بيعمله ده عايز يقول بس وهس وأنا أقوله حاضر!! من أمتى أنا كنت كده
طظ بقا في كل حاجة وكل اللي اتفقت عليه أنا وحبيبة ده طلع مالوش لازمة! قال أروضه قال وشغل السيرك ده.. كده مفيش قدامي حل غير إني ابعد وكفاية اوي عليا وعليه اللي حصل لغاية كده! أنا مش هاستحمل حد بالمنظر ده وحتى لو كنت بحبه معنديش استعداد أجازف وأخاطر عشانه ولا عشان غيره!
أنا خلاص قررت واستحالة أغير رأيي.. ربنا بس يستر ومضعفش قدامه وأنا بقوله يارب مفتكرش كلامه ليا امبارح!! أنا عارفة إن اللي هاعمله ده هيضرني قبل ما يضره هو بس لازم أبعد عشان آخر علاقة زي دي هتكون کاړثة ومحدش قينا هيطلع منها سليم! كفاية بقا لغاية كده!
فكرت ثم تنهدت وقد تمالكت أعصابها حتى تجده يدخل عليها ينظر لها ليتفحصها ويقدم لها كوبا من القهوة لتبدأ بإرتشافه في صمت تام
أنت اللي عملته سألته بهدوء محاولة كسر صمت دام لمدة.. هز رأسه بالموافقة ولكن لم يتحدث لها طعمه حلو.. شكرا همست بلطف ليهز رأسه ببروده المعتاد وهو لا يكترث بأي شيء غير ما أخبرها به منذ قليل وكادت رأسه أن ټنفجر من التفكير
متخلف وغبي.. ليه اعترفتلها بكل ده دلوقتي ضعفي بان قدامها وأنا عمري ما هاضعف عشان واحدة ست.. أنا مش هاخلي ست تتحكم فيا لا ست ولا راجل حتى.. تولع كل حاجة بقا!! 
آخذ يفكر پغضب شديد لما فعله وبإعترافه لها بتلك الطريقة ولكنه أكمل حديثه لنفسه عندما لاحظها وتفقدها برماديتاه
بس أنا عايزها.. أنا بحبها.. دي زي ما تكون الهوا اللي بتنفسه.. يخربيت عنادها ودماغها الناشفة
تم نسخ الرابط