رواية امل الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

ان اكون معاك في الترتيبات والتعب ده لكن انت 
لا يا صبا 
هتف بها يقاطعها بحدة متابعا
مية مرة اقولك انتي خليكي في الشغل الاداري انا مطلبتش مساعدتك غير في دي وبس
طب ليه حضرتك
من غير ليه
اردف بالآخيرة ملوحا بكفه امامه لتقطع الجدال كتمت زفرة احتقان امامه لتتكتف بغيظ مرددة
تمام يا فندم زي ما تحب 
اخفى داخله بصعوبة ابتسامة بتسلية وقد بدت امامه كالطفلة المتذمرة بعد أن أزاحت بانظارها عنه لا تقوى على ان تخفي ضيقها منه فقال يناكفها
هتعملي زي العيال الصغيرين بقى لما يزعلوا 
عادت لترفع عينيها امامه مشيرة بسبابتها نحوها بتساؤل
انا برضك بعمل زي العيال الصغيرين ليه بجى عملت ايه ان شاءالله
قالتها بانفعال زاد من تسليته وزادت ابتسامته مع عودتها للكنة الجنوبية حتى كاد ان ينسى وضعه بوسط البهو ولكن الأعين الفضولية حولهم جعلته ينتبه فقال مغيرا دفة الحديث
انتي فطرتي النهاردة يا صبا
رغم استغرابها لتبدل الحديث فجأة ولكنها ردت بالنفي بهز رأسها فتابع هو
طب بقولك ايه انا عن نفسي ھموت من الجوع اسبقيني ع المكتب وانا هجيب لنا كام سندوتش نفطر بيهم 
اعترضت على الفور
لا طبعا متجيبيش انا اساسا مليش نفس 
طب مش عايزة كوباية شاي تقيلة زي اللي بتشربيها دي كل يوم
تبسمت هذه المرة موافقة فقال مستطردا بهدوء
تمام يا ستي اسبقيني بقى وانا هاجي بالسندوتشات والشاي 
تاني سندوتشات 
امشي الله يخليكي 
قالها بحزم مزيف رغم ابتسامته لتذعن وتنصرف من أمامه بابتسامة هي الأخرى نحو غرفتها بالعمل لتشعل حريقا بناحية قريبة داخل قلب هذا الذي كان يراقب من محله بتركيز شديد لكل همسة وكل كلمة تتبعها ابتسامة لينفث غضبه مع دخان السېجارة التي ابدلها بفنجان القهوة فيشيعها بأنظاره حتى اختف رأسه تشتعل بالأفكار التي تجعله يلعن موقعه الذي يقيده عن التصرف بحرية وما يود فعله الان 
حسم فجأة ليتناول هاتفه ويتصل عليها
ايوة يا ميرنا انتي فين ومرزوعة عندك بتعملي ايه مع البت دي طب خلصي معاها وتعالي بلغيني بكل حاجة 
تشعر بالفرح لا بل هي تود الرقص حتى تتعب وتتعب أقدامها رؤية الفتاتين معها وداخل الشقة وما تلمسه بإحساس الأم نحوهن يجعلها تجزم أن هذا هو الاختيار السليم
ما تدوقي الكيك يا لينا مبتكليش ليه هو انتو مش عاجبكم الطعم يا بنات
قالتها بالحاح لم تكف عنه منذ أن اجلستهم بصحبتها في غرفة المعيشة التي تقضي بها معظم وقتها 
ردت شهد بابتسامة صادقة
والله يا ست مجيدة طعمه حلو احنا بس اللي مش قادرين ناكل اي حاجة دلوقتي
قارعتها تقول بعدم تصديق
ومش قادرين ليه بقى يعني مش كفاية مردتوش تتغدوا معايا حتى الحلو مش قادرين عليه 
تدخلت لينا هي الأخرة تقول بزوق رغم استغرابها يللموقف كله
يا حجة احنا متغدين قبل ما نيجي انتي ساعة ما اتصلتي شهد كانت بترد عليكي وعلبة الكشري في إي دها 
كشړي!
قالتها مجيدة بابتسامة قبل ان تتابع
ما شاء الله باين عليكم مرتبطين اوي ببعض هو انتوا اصحاب من امتى معلش يعني لو بسأل اصلي بصراحة بقى انا ارتحتلكم قوي يا بنات 
تبسمت لها الفتاتين وردت شهد تجيبها
احنا اصحاب من زمان قوي يعتبر متربين مع بعض رغم ان لينا تسكن في حتة راقية شوية وانا في منطقة شعبية لكني بصراحة صداقتنا بدأت من ابتدائي والست والدتها كان ليها فضل كبير عليا بحنانها بعد ۏفاة امي الله يرحمها 
سألتها مجيدة بتأثر 
هي امك ماټت من امتى يا شهد
اجابتها شهد بصلابة اكتسبتها مع مرور السنين
والدتها توفت وهي في رابعة ابتدائي متحملتش الولادة ماټت هي والجنين 
بأعين غائمة تهدد بتساقط الدموع رمقتها مجيدة بإشفاق فقالت لينا بلهجتها المرحة
مالك يا ست مجيدة إجمدي كدة امال لو تعرفي بقى ان ابويا واخويا حصلوا والدتها بعد كدة بشهور في حاډثة عربية هتقولي ايه
توقفت تناظرها بعدم تصديق تسألها
معقول! انتي بتتكلمي جد
ضحكت لينا ومعها شهد التي خشت ان تفهم المرأة خطأ
ودي حاجة هيبقى فيها هزار يا ست مجيدة احنا بس بنتعايش مع الدنيا وبنضحك على همنا بدل ما يكسرنا ما هو كل شيء برضوا بأمر الله 
سمعت مجيدة اتردد خلفها
ونعم بالله يا حبيايبي ربنا يخليكم لبعض 
تمتمتن خلفها
امين يارب
ثم انتفضت فجأة لينا مستئذنة
طب احنا يدوبك بقى نمشي يا طننت
نهضت خلفها شهد ايضا لتتبعهم مجيدة باعتراض
كدة على طول ودا اسمه كلام هو انتو لحقتوا تقعدوا
بررت لها لينا باعتذار
والله ما اقدر انا متأخرة اساسا عن اجتماع ضروري غي الشركة اللي بشتغل فيها دا انا ممكن اخد جزا اساسا 
عبست مجيدة لتنقل بأنظاره نحو الثانية
وانتي كمان يا شهد ممكن تاخدي جزا
ردت
شهد بتشتت واحراج
لا طبعا مفيش بس لازم امر وعندي شغل متكوم 
قاطعتها مجيدة بوجه بائس تقول بصوت ضعيف
دا انا ملحقتش اقعد معاكم دقيقتين يعني يا ربي مكتوب دايما كدة عليا الوحدة 
قالتها بمسكنة اثرت في الفتاتين ليتبادلن حديثا بالأعين وتفاهم جعل لينا تقول اخيرا
خلاص يا خالتي متزعليش شهد هتقعد معاكي شوية وانا بقى ابقى اعوضها بمرة تانية 
بعد قليل 
وبعد ان تركت شهد مع المرأة خرجت لينا في المصعد في الطابق الارضي وقد كانت في طريقها نحو باب الخروج قبل ان توشك على الاصطدام بأحد الأشخاص والذي ارتد على الفور مرددا بالاعتذار
انا اسف معلش 
رفعت عينيها پغضب مرددة بغيظ
طب وقبل ما تتأسف بقى مش تاخد بالك من خطوتك بدل ما تدخل كدة زي القطر السريع 
توقف امين ليخلع عن عينيه النظارة السوداء يتحقق جيدا من صاحبة الصوت وقد عرفها من هيئتتها ويبدوا انها هي ايصا عرفته لانها توقفت تناظره بتحدي حتى سألها بدهشة
انتي ايه اللي جابك هنا
تخصرت لتجيبه ببرود عكس ما يدور بداخلها نحوه 
وانت مالك كانت عمارتك هي ولا دا بيت اهلك!
بشعور من الفرح يغمرها حتى انها كانت لا تقوى على كبت ابتسامة ارتسمت على ملامح وجهها لدرجة انتبهت إليها والدتها وهي تتابعها من وقت ان عادت من الخارج لتلج لداخل المنزل حتى جلست بالقرب منها بوسط الصالة تلقي التحية بنعومة غريبة عنها وهي تتكئ على الوسادة الصغيرة خلفها بأريحية
مساء الخير يا ماما عاملالنا ايه بقى أكل النهاردة
مساء الخير يا قلب امك خرجتي من غير ما تدي خبر كنتي فين بقى
قالتها نرجس تفيقها من حالمية تكتنف مشاعرها من وقت ان تركته واثر لمساته عليها ورائحة عطره التي اختلطت برائحة التبغ مازالت تعبث برأسها فتجعلها وكأنها في عالم آخر فصدر صوتها بهدوء وعدم تركيز
يعني هكون فين يعني عند واحدة صاحبتي طبعا لقيت نفسي مخڼوقة وقولت افك واغير مودي شوية بدل الحبسة 
عقبت نرجس بلهجة ساخرة ممتزجة بڠضبها
وفكيتي بقى يا حبيبتي عن خلقك ولا زادت عليكي الغلب زي اهلك ما بيعملوا معاكي
انقلب وجهها فجأة واحتدت عينيها لتهتف پغضب نحو والدتها
ايه يا ست الحبايب هو انتي هتتريقي عليا ولا ايه ولا يكون صعبان عليكي انك تشوفيني في مرة فرحانة!ا 
نتفضت نرجس خشية من فورة ڠضب ابنتها وعصبيتها المخيفة بالأساس دائما معها وخرج ردها بتردد
يا ختي انا لا بتريق ولا عايزة انكد عليكي انا بس بسألك تاني مرة متخرجيش من غير ما تقولي انا مش ناقصة خوف وقلق دا غير ان اختك لو عرفت هتعملها حكا 
قاطعتها أمنية تجفلها بصړختها
طب خليها تكلمني بس عشان اكون مطلعة عليها القديم والجديد هي فاكرة نفسها راجل البيت بحق ولا ايه قال سكتنالوا دخل بحماره 
انعقد لسان نرجس وتخشبت محلها بفزع لا تقدر ولا تقوى على الاعتراض فهذه عادتها مع ابنتها تخشى من ڠضبها او انها اجبن أن من توجهها 
وانت مالك كانت عمارتك هي ولا دا بيت اهلك
سؤالها الحاد بهيئتها الڼارية المنفعلة أمامه كان وحده كفيل أن يضحكه ولكنه تمالك بصعوبة ليقارعها
انتي يا بنتي مچنونة مالك انتي ان كنت انا صاحب العمارة او حتى من اهل البيت حضرتك جايا تعملي عندنا بحث اجتماعي بقى
زادت شراستها لتهدر به أمام حارس البناية الذي كان يقف متسمرا بدهشة بالقرب منهم
انت كمان ليك نفس تهزر ولا تقلش يا جدع انت بقولك ايه ابعد عن وشي الساعة دي انا خلقي في وروحي مناخيري داوقت 
حاولت ان تتخطاه ولكنه تصدر بجس ده أمامها بسماجة لوقفها قائلا
مش لما تجاوبي على سؤالي الاول انتي كنتي عند مين في العمارة هنا
صاحت به بټهديد
واضح انك انسان مستفز وانا اقسم بالله لو ما اتحركت دلوقتي لكون مبلغة عنك الشرطة والبسك مصېبة شاهد يا عم انت
هتفت بالاخيرة نحو حارس البناية الذي هم ان يتكلم ولكن امين اوقفه بنظرة محذرة ليتلجم الرجل بعدم فهم فقال الاخر
انا هبعد يا انسة من غير ټهديد ووعيد بس سؤال معلش هو انتي لما تبلغي البوليس عني ايه بقى التهمة اللي هتلبسهالي
انك متحرش وساعتها بقى اقل ظابط في القسم هيروقك يكفي ولا تحب ازود اكتر
كبت بصعوبة ابتسامة مستترة وتحرك قليلا لينزاح من أمامها قائلا باستسلام
لا وعلى ايه هو انا ناقص تهم باطلة ولا ظباط يحفلوا عليا اتفضلي يا انسة 
رمقته بنظرة متعالية تتمتم قبل ان تذهب وتغادر
ايوة كدة ناس تخاف متختشيش 
تابعها حتى خرجت من البناية نهائيا ثم التف نحو الحارس سائلا
متعرفش بقى دي كانت عند مين في العمارة
نفى الرجل بتحريك رأسه مرددا
لا والله يا باشا ما اعرف شكلها دخلت وقت ما كنت انا بصلي 
بمزاج رائق يتبختر بخطواته واضعا كفيه في جيبي بنطاله القطني وفمه في الأعلى يصدر صوت صفير بلحن والده الذي كان جالسا على كرسيه العتيق خارج وكالته وكالة الحاج عابد الورداني للعطارة ېدخن من ذراع الشيشة الممسك بها والي د الأخرى تمسك بالهاتف الذي كان يتحدث
به
يا ولية بقولك قدامي اهو راجع وكأن على رجله نقش الحنة عيل تنح ومعندوش ډم بس يا ولية مسمعش حسك تاني اقفلي ياللا خلينا نبص لأكل عيشنا هو انا مواريش غير المحروس ابنك ولا ايه
كان ابراهيم وقد وصل قي الاخيرة وعابد الورداني ينهي المكالمة فتكلم بتخمين
امي دي اللي بتتكلم معاها صح
كركر عابد في وعاء المياه الزجاجي ثم زفر الدخان من طرف فمه وهو يضع الهاتف على الطاولة قبل أن يرد بقرف
ايوة يا خويا امك اللي قارفاني ليل ونهار بالسؤال عنك يا حيلتها وكأنها بتدور على تايه مش شحط طويل عريض زيك 
من تحت
أسنانه التي كان يكز عليها بغيظ تمتم هامسا
وطي صوتك شوية يا حج عابد الزباين على باب الوكالة داخلة طالعة مش كل مرة تسمعهم كلامك ده 
نعم يا خويا وانا بقول ايه بقى هو انا شتمتك انا بس برد على سؤالك واعلق على سؤال امك عنك كنت فين ياد تغيب وتختفي ومحدش يعرفلك طريق دا بدل ما تمسك ولا تشيل الدكان اللي مشغل فيها الغريب عشان معنديش اللي يسد عني وكأني مخلفتش
تم نسخ الرابط