رواية امل الجزء الثاني
المحتويات
حاجزة ودافعة كمان دي هي ليلة شالله محد حوش
قالتها ميرنا لتهلل مودة بمرح
أيوة بقى خلينا نهيص كدة ونفرفرش يا قمر
برد سريع من ميرنا وهي تضمها من كتفيها
فرفشي وانبسطي على كيفك يا قلبى انتي انا بعتبركم زي خواتي يا بنات ربنا يخليكو ليا
حلو جو الأخوة ده بس ياريت نقلل العواطف شوية واحنا داخلين الناس عيونهم علينا
اه صحيح يا ميرنا خلي بالك العسكري صبا معندهاش الكلام ده
بابتسامة جانبية رمقتها الأخيرة لتغمغم ميرنا داخلها نحو الأعين المصوبة نحوهن بتركيز نحو صبا
عسكري! وهو في عسكري بيخطف عيون الناس كدة!
أمام باب المنزل وقف متأفافا ليزفر بضيق وهو يضغط على الجرس بعد أن أخبرته والدته بضرورة الدواء رافضة كل الحلول المقدمة لأن يأتي به أحد غيره إن كان عسكري الخدمة في سيارته أو حتى حارس البناية هنا وفي كل مرة لا تغلب في حجة حتى اضطرته للمجيء بنفسه
خلاص يا ماما هشوف أنا من ع الباب حاضر
وصلت إليه العبارة قبل فتح الباب مباشرة ليجدها أمامه بهيئتها اللعېنة الجميلة رافعة شعر رأسها لأعلى بفوضوية لتظهر طول عنقها وملامحها الأوربية الفاتنة بملابس بيتية راقية تبا لها لقد كانت تتحداه بوقفتها صامتة حتى على باب منزلها
قالتها باقتضاب ليناظرها من تحت أجفانه من علو مرددا خلفها
أهلا
اتفضل يا حضرة الظابط
قالتها بتمهل تتكئ على أحرف الكلمات بشكل لم يعجبه ليرد عليها بنفس الوتيرة
شكرا يا انسة
هو أمين اللي وصل عندك يا لينا
صدرت بصوت والدته من الداخل ليسبق الأخرى بالرد
انا جيبتلك الدوا يا ماما تعالي خديه
قالتها لينا وهي تتزحزح من أمامه لتعطيه المساحة كي يدلف خطا خطوتين بعجرفة دون النظر إليها ليخفي حرجه حتى إذا وقعت عينيه على والدتة التي كانت جالسة بوسط الردهة لوح لها بالكيس البلاستيكي الذي يحتوي على علب الدواء لتهتف إليه بصوت واضح وهي تترك طبق المسليات من يدها على ذراع الأريكة
قالتها لتهم بالنهوض ولكن أنيسة التي كانت خارجة من المطبخ تحمل بيدها طبقا كبيرا من الطعام أوقفتها
تقومي فين يا ست مجيد ما تقدم يا بني برجلك شوية هو انت غريب أتفضل يا حضرة الظابط
تطلع نحو المرأة الشقراء ليستنتج مع هذا الشبه القوي بدون تفكير صفتها تحمحم يقول بحرج
اقتربت أنيسة باعتراض تجادله
لا طبعا مرة تانية دا إيه اتفضل يا بني حتى ولو دقيقة أنا أنيسة والدة لينا
قالت الأخيرة وقد امتدت يدها لتصافحه على الفور بادلها المصافحة بابتسامة قائلا
أنا عرفتك اساسا من الشبه تشرفنا يا هانم
الشرف لينا يا حضرة الظابط اتفضل بقى مينفعش التعارف ع الواقف
ود تكرار اعتراضه وقد
انتقلت أنظاره نحو والدته التي كانت جالسة بأدب تدعي البراءة ليضطر ويستجيب لإلحاح المرأة
عقبت لينا من خلفه بلهجة متهكمة
البيت نور يا حضرة الظابط
رمقها بنظرة حانقة قبل أن ينتبه على شهد التي كانت جالسة بالقرب ليسألها بمودة صادقة
عاملة ايه النهاردة يا شهد
برقة أجابته مبتسمة
الحمد لله كويسة الف شكر على سؤالك
لا العفو يا ستي هو السؤال محتاج شكر
قالت أنيسة وهي تأتي بإناء زجاجي يحتوي على الماء وفي اليد الأخرى الكوب الذي أعطته لمجيدة لتتناول علاجها
بسم الله ما شاء الله مؤدب وسمح متفرقش عن اخوك المهندس ربنا يفرح والدتكم بيكم يارب
رددت مجيدة خلفها سريعا
يارب يا حبيبتي يارب
تبسم لها أمين ببشاشة قائلا
كل شيء بأوان ان شاء الله طب اقوم انا
تقوم فين يا بني هو انت لحقت تقعد دا حنا لسة بنتعرف عليك يا حضرة الظابط
قالتها أنيسة لتتضامن معها مجيدة بخبث
هو كدة اصله بيتكسف بقى
رددت خلفها لينا ساخرة وقد اتخذت مكانها على مائدة السفرة
بيتكسف! وهو في ظابط
بيتكسف يا طنط
كبتت مجيدة ابتسامة ملحة وهي تراقب وجه ابنها الذي تلون بالأحمرار غيظا من لينا مع تحفظه في الرد عليها بوجود والدتها والتي تابعت بزوق
بقولك ايه يا بني انت هتاكل لقمة سريعة معانا الأكل بيحب اللمة وزي ما انت شايف كل حاجة جاهزة قدامك
اعترض سريعا بتشنج
لا لا اكل فين انا مستعجل ورايح شغلي اساسا دا غير اني أكلت في البيت عن اذ
بلاش طيب دوق الحلويات
هتفت بها مجيدة بمقاطعة أجفلته لتتابع نحو أنيسة
هو أصلا أكلته سفيفة وبيشبع بسرعة لكن بقى في الحلويات ما يشبعش منها أبد دا أستاذ في التذوق
استاذ في التذوق!
غمغم بها بداخله مستهجنا أفعال والدته الغير مفهومة ليفاجأ بأنيسة تخاطبه بحماس
خلاص مدام مش هياكل يبقى يقول رأيه في الكيك ده
قالتها وهي ترفع له طبقا يحتوي على عدة أنواع لقطع الكيك بأشكال مختلفة لتقدمه إليه
بحرج شديد هم أن يرفض ولكن المرأة تابعت بأدب جم
متكسفش الزاد حتى عشان تقولي رأيك في اللي بعمله
باستسلام للألحاح ورقة المرأة في الحديث امتدت يده للطبق قائلا
يا خبر ابيض اخلجتيني بزوقك والله انا هاخد واحدة عشان خاطرك لأني فعلا عايز امشي
قالها ليقضم من القطعة وفي باله يهم بالنهوض ولكنه أجفل بالطعم الرائع ليقول بتلذذ
دي مش جميلة وبس دي تجنن تسلم إيدك
عقبت شهد من مكانها بجوار لينا المنتظرة بدء الطعام على مضض
طنت أنيسة تاخد الجايزة الذهبية في الحلويات انا باجي واطلب بنفسي منها
ناظرها أمين يهز رأسه موافقا لتقول أنيسة بحماس لهواية تعشقها
خلاص يبقى تدوق من النوع التاني كمان وتقول رأيك برضوا
هذه المرة لم يعترض وامتدت يده على الفور متناولا القطعة في قضمتين بنهم للطعم الرائع ووالدته تتطالعه بانتشاء مغمغمة داخلها
أيوة كدة الحلو يجيبه الحلو
على الطاولة التي تم الحجز عليها مسبقا قالب من الحلوى الشيكولاتة توسطها والذي تم التوصية عليه أيضا مع الطلب مغروز به عدد من الشموع التي كانت تطفئها في هذا الوقت ميرنا بالنفخ من فمها لتنطلق ضاحكة بعد ذلك تشاركها مودة التي هللت بفرح طفلة صغيرة
هاااي كل سنة وانتي طيبة يا أحلى ميرنا
وانتي بألف خير وصحة يا حبيبتي تسلميلي يا مودة
بابتسامة رزينة أخرجت صبا هدية مغلفة من حقيبتها لتضعها أمام صاحبة الاحتفال قائلة
كل سنة وانتي طيبة دي حاجة بسيطة مني
شهقت ميرنا متفاجئة وهي تتناول العلبة قائلة بفرحة حقيقية
إيه ده ازاي طيب
توقفت لتشهق بعدم تصديق
وسلسلة فضة كمان دي شكلها غالي أوي دي إمتى جبتيها
جيبتها اون لاين يا ستي والطلب وصلني قبل ما اخلص الشفت بتاعي
قالتها صبا لتتذكر رد فعل شادي حينما تفاجأ برجل الأمن قائلا
انسة صبا في
واحد عايزك
واحد مين مين اللي عايز صبا
خرج السؤال من شادي بحدة يسبق ردها ليصحح له الرجل
دا مندوب شركة للشحن بيقول ان صاحبة الاسم طلبته على هنا
اه يا عبد الرحمن خليه يدخل هنا
قالتها صبا ليخرج رجل الأمن على الفور ويدلف خلفه رجل الشحن والذي بدا من هيبته أنه شابا في بداية العشرينات من عمره
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضل
قالتها صبا وقد نهضت عن مقعدها لاستقباله ليتوقف الشاب فجأة مرددا بأعين توسعت بإعجاب واضح
انتي الانسة صبا
انتبه شادي ليقف هو الاخر تاركا ما يعمل به ليرد بالنيابة عنها
أيوة هي الانسة صبا انت بقى فين بطاقتك عشان نتأكد ان انت مندوب الشحن
أجفل الشاب من حدته ليخرج له البطاقة من محفظته على الفور بارتباك أمام صبا الذي استغربت هذه الهيئة منه وتدخله أيضا ولكنها انتظرت حتى تأكد ليعود إليها قائلا بعصبية
هو انتي كنتي طالبة ايه
باضطراب ردت وعينيها تتنقل منه والى الشاب بحرج
طلبت سلسة فضة
وانا جيبتها اهو أكيد زوقها يجنن زيك
خرجت من الشاب المتحمس ببلاهة جعلت شادي يخرج عن شعوره ليحط بكفه الكبيرة على طرف قماش القميص الذي يرتديه الشاب يردد له بشراسة
هي إيه اللي زوقها يجنن زيها هو انت جاي توصل ولا جاي تشعر في صاحبة الطلب
پخوف شديد ردد الشاب
يا عم انا مش قصدي حاجة والله دي دعابة عادية
هي إيه اللي عادية
هو أكيد مش قصده حاجة وحشة
صاحت بها صبا خشية على الشاب لينقل بغضبه إليها
وانتي إش عرفك قصده ولا مش قصده اقعدي مطرحك يا صبا
بزعر تملكها جلست مزعنة حتى انتهى من الشاب الذي سلمها طلب الشحن بعد ذلك بالأدب دون التفوه بكلمة زائدة عن التعامل برسمية تحت مراقبة مشددة من شادي الذي لم يتمالك فضوله في السؤال فور ذهاب الفتي
ولما انتي عايزة تشتري سلسة ما روحتيش ليه مع رحمة أو والدتك ع المحلات في السوق عشان تنقي براحتك
للمرة الثانية يتدخل وهي تتقبل غير معترضة لتجيبه
انا مكنش عندي وقت دا حاجة جات كدة فجأة عيد ميلاد واحدة معرفة وعزمتني عليه النهاردة بصراحة اتكسفت احضر وإيدي فاضية
سألها باستفسار
مين صاحبة عيد الميلاد مودة
لأ مش مودة دي ميرنا
قالتها لتتبدل ملامحه على الفور بعبوس جعله يشيح بوجهه في البداية قبل أن يعود إليها محتدا
هو انتي تعرفي ميرنا منين عشان تحضري عيد ميلادها انا مش عايز أتدخل بس انتي بتجيبلها هدايا ليه
كل ده ومش عايز تدخل
غمغمت بها داخلها قبل أن تجيبه بتروي
مش صاحبتي ولا حتى معرفة شخصية بس كلمتني مع مودة وأحرجتني عشان ما هي يعني واحدة وحدانية ومعندهاس حد يحتفل معاها في اليوم ده
ميرنا وحدانية ازاي يعني معندهاش أصحاب ولا أهل
نفت بهز رأسها
لأ معندهاش أهل غير خالها أبوها وامها متوفين واتجوزت مرتين وفشلت لا خلفت ولا عندها اصحاب دا حسب كلامها دا غير انها بتقول إن الناس فاهماها غلط عشان ما هي منفتحة في اللبس حبتين ونفسها تلاقي حد يصاحبها بجد
سألها بتجهم
وانتي صدقتيها مش يمكن تكون بتكدب
فكرت قليلا قبل أن تجيبه بصدق
مش عارفة بس بصراحة هي صعبت عليا لما بكت على حالها فلقيت نفسي بهاودها رغم اني رفضت اروح بيتها واتحججت پغضب ابويا لو غيبت لبعد المغرب بس هي سهلتها وجالت انها عزمانا في مطعم جريب من هنا
صمت يطالعها بإعجاب متزايد لصراحتها في الرد لترتخي ملامحه في سؤاله لها بهدوء مع تركيزه في كل لفظ يخرج بلهجتها الجنوبية المحببة
ابوكي عارف بالمشوار
أومأت بهز رأسها ليتابع بأمر
طب اكتبيلي اسم المطعم بالكامل وعنوانه وابقى اتصلي بيا اوصلك لو حسيتي انك مش مرتاحة او لقيتي أي حاجة معجبتكيش
سرحتي في إيه يا صبا ما تقولي رأيك
استفاقت على صوت ميرنا التي هتفت بها لتتحمحم قائلة باضطراب
لا عادي يعني مش لدرجة السرحان بس هو يعني انتي كنتي عايزة رأيي في إيه
قلبت عينيها ميرنا لتقول بسأم
يا ستي بقولك كلمي صاحبتك اللي عملاها حكاية وفاكراني زعلانة عشان مجبتليش
متابعة القراءة