رواية امل الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

ولا اللي بيدور في دماغي ابنك مش باين عليه أساسا 
هتف بها الاخير بانفعال وقد أفقدته حكمته
نعم يا حبيبتي امشيلك بقى بالبدلة والنجوم اللي عليها ولا أنزل تحت اجيب المسډس الميري واحطه في وشك عشان تصدقي
شهقت بصوت عالي مستنكرة تخاطب مجيدة
شايفة يا طنت الجليطة وقلة الزوق بقى دا ظابط ده 
بعامل مجرمين وسوابق يا ماما عايزاني اجيب الزوق منين
قالها بفظاظة زادت من اشتعالها وتسلية مجيدة التى كانت تخفي بصعوبة استمتاعها بمناكفات الإثنان وانفعال ابنها وخروجه عن طوره الطبيعي الهاديء بفضل هذه المشاكسة 
من جهتها لكزت شهد صديقتها في الخصر بمرفقها ترمقها بتحذير حتى تتمالك قليلا أما حسن ف التزم الهدوء في قوله
يا جماعة من غير عصبية بصراحة انا مش فاهم ايه سبب سوء التفاهم ما بينكم للدرجادي
صاحت به لينا تجيبه
قوله إيه اللي ميسببش اخينا ده كل ما اشوفه لازم تحصل ما بينا خناقة 
والله انا راجل هادي والناس كلها عارفة عني الصفة دي يبقى الأكيد بقى إن انتي اللي بتجري شكلي 
قالها ببرود جعلها تشهق شهقة
أعلى من سابقتها حتى بدت كالصړخة لتقول
أناااا أنا اللي بجر شكلك إنت قد كلامك ده
تدخلت مجيدة تهادنها بمرونة
ميقصدتش والله صلي ع النبي يا حبيبتي وهدي نفسك 
اللهم صلي عليك يا نبي 
تمتمت لينا بها ومعظم الأفراد في الغرفة معها قبل أن تقول شهد متصنعة العتب
أيه يا ست لينا من أول ما ډخلتي خناق خناق هو انتي نسيتيني جاية تزورني ليه
بشراسة برقت فيروزيتيها نحوها ونحو افراد اسرتها لتهتف پغضب
لا يا حبيبتي منستش ولا نسيت اني جاية اټخانق معاكي انتي وجماعتك دول 
على الفور خرج رد نرجس بلجلجلة واضطراب 
ليه بس يا بنتي هو احنا عملنالك ايه كمان
محدش فيكم من الصبح افتكر يبلغني يا ست نرجس ولولا اني اتصلت بيها وعرفت بالصدفة مكنتش هعرف اساسا 
قالتها بعفوية وحمائية جعلت رؤى ترد بدفاعية
القلق والخۏف عليها هو اللي نسانا والله سامحينا عليها دي يا أبلة لينا 
رقة الصغيرة في الرد جعلت لينا ترتخي قليلا حتى شقت ابتسامة صغيرة ثغرها لتقول لها بتسامح
هسامحك بس عشان ابلة دي 
ضحكت رؤى وتبسمت مجيدة قائلة بمزاح
بسم الله ما شاء الله اللي يشوفك دلوقتي ميصدقش عاصفة الصحراء اللي دخلت علينا من شوية 
استجابت لينا ضاحكة لها لتزيد من ابتهاج الأخرى بها مع انتبهاها لردود افعال ابنها وانظارها المصوبة نحو لينا التي بدأت مع صديقتها ومعها حديث ودي جعله ينتفض فجأة يجفلها 
طب مش كفاية كدة بقى يا للا بينا يا ماما احنا يدوب نروح 
عبست مجيدة بوجهها ترد نحوه بامتعاض 
وليه يا خويا يدوب نروح ورانا الديواان
لا يا ماما ورايا شغلي عايز اللحق انام لي ساعتين عندي وردية القسم بالليل 
قالها بجدية جعل مجيدة تنهض مجبرة تلملم حقيقيبتها وقالت مخاطبة الجميع
طب مدام كدة بقى ناخد الجماعة نوصلهم معانا هتيجي معانا يا ست نرجس نوصلك مع بناتك ولا انتي يا لينا
ردت الاخيرة
لا يا طنت متشغليش نفسك انا معايا عربيتي دا غير اني مش هروح اساسا أنا هبات جمبها ع السرير نفسه 
ضحكت شهد وتمتمت مجيدة بإعجاب
حبيبتي ربنا يخليكم لبعض بس يعني هما في المستشفى هنا هيرضوا بالكلام ده
هتفت بها لينا بانفعال أجفلها
طب خلي حد هنا يعترض إن كانت ممرضة ولا دكتور ولا حتى مدير المستشفى ذات نفسه!
ضحكت مجيدة وبطرف عينيها ټخطف النظرة نحو ابنها وهي تغمغم
لا دا انتي مشكلة فعلآ يا لينا 
ردت رؤى بالقرب منها
أبلة لينا دي العسل كله 
اه يا حبيبتي عندك حق 
تمتمت بها مجيدة قبل أن تعيد السؤال نحو نرجس
ها يا ست نرجس مش هتيجي معانا بقى ما هو مينفعش كمان يرافقها اكتر من واحد حسب ما اعرف عن قوانين المستشفى 
بتردد أجابتها
ما هي البت أمنية خرجت مع خطيبها مضطرة استناها ترجع الأول عشان نروح مع بعض تشكري يا ست ام حسن 
ست ام حسن!
تمتمت بها مجيدة باستغراب اول مرة تسمعها قبل أن تتجه نحو المذكور والذي نهض عن مقعده على مضض يقول
انا مش متعتع من هنا غير لما اطمن!
بفراسة شاكسته مجيدة
على مين بالظبط يا حبيبي
ارتبك قليلا من نظرتها الكاشفة له ليرد بجدية يدعيها
على عبيد طبعا يا ماما دا في العناية المركزة واحنا في عرض خبر كويس عنه وشهد برضوا 
غمغم بالاخيرة داخله ولكنها بدت وكأن مجيدة سمعتها لتبادله ابتسامة رائعة بلمسة خفيفة من كفها على كتف ذراعه قبل أن تتركه لتخرج وخلفها ابنها الثاني والذي لم يفته نظرة أخيرة نحو المچنونة الأخرى قبل يغادر الغرفة 
خاېفة
سألتها زهرة باهتمام وهي تراقب ارتباكها الملحوظ وتوترها بجلستهن في غرفة الإنتظار بعيادة الطبيبة النفسية فخرج ردها بانفعال
مش موضوع خاېفة ولا زفت يا زهرة أنا مش مقتنعة اصلا وحاسة انها عطلة ع الفاضي 
ع الفاضي!
غمغمت بها زهرة لتتابع
في إيه يا نور مش احنا برضوا اتفقنا ان الزيارة دي هنعتبرها مجرد تعارف مع الدكتورة ولو يا ستي معجبكيش الوضع او القعدة إمشي ومتجيش تاني
اه ويرجع بقى مصطفى يجيب اللوم عليا اني مصبرتش ولا نفذت رغبته انا مش فاهمة هو ليه ميحولش رغبته دي للجواز من واحدة تانية تخلفلوا الطفل اللي بيتمناه ليه موقف حياته مع واحدة مفيش منها رجا زيي 
عصبيتها المبالغة في الحديث لفتت انظار معظم السيدات المنتظرات حولها لتثير استياء زهرة التي همست لها بتحذير
خلي بالك يا نور انتي كدة بتلفتي نظر الناس إليكي وانتي واحدة مشهورة ومعروفة ميغركيش التمويه اللي انتي عملاه بالنظارة السودة ولا الطرحة اللي لفاها على وشك لا يا حبيبتي انتي كدة ممكن تتكشفي والستات دول حتى لو مستوى عالي وراقين برضوا مش هيتأخروا انهم يشيروا ولا يعمولوها رواية عنك بالاشاعات 
صمتت نور بتأثر ليصدر صوتها برجاء هامس
اديكي قولتيها بنفسك يا زهرة خليني امشي بقى انا مش مستريحة 
بدعم منها قبضت زهرة على كف الأخرى تخاطبها بحنان
يا حبيبتي بس اصبري انا كنت زيك كدة في الأول وجاسر هو اللي غصبني ع الدكتورة هنا وكان احسن قرار منه لأني بصراحة بقيت انسانة تانية معاها اتخليت عن الخۏف وعن كل شيء بيزعجني اعتبري انك بتتكلمي مع نفسك انسي انها دكتورة هو انتي مبتحبيش تتكلمي مع نفسك
ابتلعت نور لتصمت عن الرد وبداخلها تتمنى الصړاخ أنها تكره الحديث مع نفسها بل هي تكره نفسها وتكره الحديث والفتح في جراح الماضي المخزي!
استاذة نورهان دورك يا فندم 
هتفت بها مساعدة الطبيبة لتقطع عنها شرودها نهضت زهرة قائلة
ياللا يا أستاذة نورهان خلينا ندخل قبل ما ترجعي في كلامك ولا تهربي 
في داخل حجرة الطبيبة التي جلسن أمامها هي وزهرة التي تبادلت حديثا ودي سريع معها قبل أن تعطيها انتباهاها كاملا وتحدثها بابتسامة رائعة
يا أهلا بالنجمة نورتي عيادتي المتواضعة يا فنانة ميرسي العيادة منورة بيكي طبعا يا دكتورة 
رمقتها الطبيبة بصمت قليلا لتزيد من تورترها قبل أن تسألها بلهجة رقيقة
ليه الخۏف والقلق دا كله 
ردت بدفاعية وصوت مهزوز
لا طبعا انا مش خاېفة وإيه اللي يخليني اخاڤ ولا اقلق يعني
تدخلت زهرة قائلة
انا من أول ما جينا بفهمها ان الموضوع أبسط بكتير مما تتخيل بس هي مش مقتنعة 
انا جيت ضد رغبتي عشان بس ارضي جوزي 
قالتها نور بحدة قابلتها الطبيبة بهدوء لتخاطبها بتروي
قالتلي زهرة على فكرة وانا مش هضغط عليكي في أي كلام اقولك انتي متتكلميش خالص النهاردة في أي حاجة تخصك وقت الجلسة ده انا خليه كلام ستات بيني وبينك وزهرة 
قطبت نور تطالعها بعدم فهم والطبيبة لم تعطيها فرصة فقد تجاهلتها واتجهت مخاطبة الأخرى
ها يا ست زهرة عاملة ايه مع ولادك
إدخلي يا مودة ادخلي بيت ومطرحك يا حبيبتي 
هتفت بها ميرنا وهي تتقدم الأخرى داخل منزلها لتشعل الإضاءة دلفت الأخرى خلفها لتكتم شهقة الإنبهار داخلها رغم جحوظ عينيها وتدلى فكها
بشكل ڤاضح تبسمت ميرنا
بسعادة داخلها لتجلس واضعة قدما فوق الأخرى على الأريكة البيضاء العصرية لتدعوها
إيه يا بنتي هو انتي هتفضلي لازقة كدة على مدخل الشقة ما تحركي رجلك دي وتعالي اقعدي جمبي هنا 
سمعت مودة لتبتلع ريقها في محاولة لإدعاء الرزانة والتحلي ببعض الزوق في قولها
بسم الله ما شاء الله شقتك حلوة أوي انا مكنتش اعرف انك غنية كدة 
اطلقت ميرنا ضحكة مدوية لتقول
وهو انا لو غنية يا هبلة زي ما بتقولي كدة كنت قعدت في الشغل وخدمة اللي يسوى واللي ما يسواش
أمال إيه
تمتمت بها بعدم فهم وردت الأخرى بعد أن أشارت لها بيدها كي تجلس على المقعد المجاور لها
يا بت افهمي الشقة دي هي الحاجة الوحيدة اللي استفدت بيها من جوازتي الأولى يعني مش ورث من بابا ولا ماما انا وحيدة ومليش حد زيك يا مودة 
رددت مودة من خلفها
وحيدة زيي طب ازاي أمك اللي سابتك ولا والدك
سؤالها كان به نوع من الغباء استفز ميرنا ولكنها حافظت على هدوئها حتى لا تنجر للمنطقة الخطړة في تاريخها
امي بقى ولا أبويا المهم اني وحيدة وخلاص يا مودة انا وانتي بنصارع الحياة بطولنا أمال انا ليه حبيتك وډخلتي قلبي عشان ظروفك تشبهني 
بابتسامة مستخفة ردت مودة باستهجان
اشبهك فين بس وازاي يا ميرنا انا فين وانتي فين انا ساكنة في اوضة معفنة فوق السطح مع ستي اللي بتعد
عليا اللقمة في الأكل وانتي ما شاء الله في شقة طويلة عريضة دا حتى في الشكل انتي جمال وحلاوة وجسم ولا المليكان وانا جس مي واقع وقصيرة 
هتفت ميرنا تقاطعها بانفعال تدعيه
بطل عبط يا بت وخلي عندك شوية ثقة في نفسك اتعلمي يا ختي من المنيلة اللي بتمشي معاها 
صبا!
ايوة صبا شوفي يا ختي التناكة والعنجهية اللي هي فيها 
التوى ثغر مودة باستياء تردف للأخرى
وغلاوة النبي عندك يا شيخة بلاش تريقة وانا اجي حتى ربعها عشان اقلدها
انتفضت ميرنا لتنهض وتنهضها معها لتقول بتحفز
بقولك ايه يا بت انتي انا النبرة دي محبهاش قومي دلوقتي معايا هأكلك أكلة معتبرة وبعدها هوضبك واخليكي واحدة تانية عشان تعرفي ان السر في الاهتمام مش في الهبل اللي انتي بتقوليه ده 
بلهفة وعدم تصديق قالت مودة
انتي بتتكلمي جد يا ميرنا 
ردت تجيبها بثقة
وجد الجد يا روحي دا أنا ميرنا يا بت والأجر على الله 
في اليوم التالي صباحا
خرجت صبا من المصعد في طريقها لمغادرة المبنى بعد أن اطمأنت صباحا على والدة شادي ونيته في الذهاب للعمل لتأخذ قرارها في الفعل مثله كانت تعدو بخطوات مسرعة حتى تلحق بأتوببس الفندق حتى أنها لم تنتبه له وقد كان يتابعها من الجهة الأخرى جهة الدرج الذي هبط منه خمس أدوار حتى لا ينضم معها في هذه المساحة الصغيرة غير عابئا بتعب أقدامه يكفيه تعبه الداخلي والصرعات التي تدور بعقله منذ
تم نسخ الرابط