رواية امل الجزء الثاني
المحتويات
بشمهندس شرفتي يا مدام
اومأ لها الاثنان فتابعت لينا
أنا اسفة ان كنت خضيتكم بكلامي وخليتكم تيجوا على ملا وشكم
يا بنتي ولزوموا ايه الاعتذار بس دا احنا اللي كنا متصلين اساسا اصلها كمان مبترودش من امبارح
قالتها مجيدة بقلق وردت لينا
ما هو التليفون كان معايا وانا بصراحة عملاه صامت ومبرودش على حد غير بس نمرتك هي اللي رديت عليها ونمرة عبد الرحيم المساعد بتاعها كمان
هتف بها حسن يقاطعهن بقلق يعصف به فجاء الرد من أنيسة
اطمن يا بني خير ان شاء الله هي بس مقدرتش تتحمل بعد خروجها من المستشفى راسها الناشفة مع انفعالها الشديد وعدم الراحة كلها حاجات اتفقوا عليها
قال حسن بتوجس
مقدرتش تتحمل ايه هي حصل معاها مشكلة ولا اتخانقنت هي أكيد اتخانقنت صح
هي فعلا اتخانقت بس المرة دي الخناقة كانت شديدة شوية ف تعبت تعبت اوي
كلماتها المتقطعة المبهمة في معناها زادت من توجسه زادت من خوف عليها ينهش به وخرج سؤاله بريبة
يعني إيه تعبت أوي وهي ليه قاعدة عندك مش في بيتها
تدخلت أنيسة تجيبه
هي هنا بناءا على رغبتها يا بني شهد هي اللي اتصلت بلينا عشان تجيبها ما هو بيتها برضوا دي متربية مع بنتي أينعم ميجمعش ما بينهم غير الصداقة بس والله في نفس غلاوتها تحبوا تشربوا ايه بقى
مش عايزين نشرب حاجة خلونا نطمن عليها بس الله يخليكم
أجفلت أنيسة تناظره باستغراب جعل مجيدة تصلح
دا لو مايضايكمش يعني أكيد انتوا متفهمين رغبتنا
ردت لينا بلطف وهي تتناول هاتفها من فوق الطاولة المجاورة لها
أكيد يا طنت طبعا انا هكلم رؤى تشوفها صاحية ولا نايمة اصلها كانت واخدة مهدئ شديد
غمغمت بها مجيدة كسؤال وردت لينا على عجالة وهي تتصل بالأخرى
أيوة يا طنت ما هي ملازماها من إمبارح ما سابتهاش ولا لحظة
عاجبك كدة يا محروس عاجبك كدة يا ام المحروس سيرتنا بقت على كل لسان يا ولاد الكلب
هتف بها عابد الورداني غاضبا نحو زوجته سميرة الملتصقة في مقعدها پخوف من هيئته وابنه ابراهيم الذي قلب عينيه يقول بسأم
هي إيه اللي بلاوي ياد
صاح بها عابد بانفعال حتى
أن جسده الضخم كان يهتز معه وهو يتابع برغبة تدفعه للنهوض وصفع هذا الغبي بكفين على وجهه
بقى تخلي الحارة كلها تشوف خيبتك وانت بتجري زي الفار ولسة كمان عندك عين تنكر
دافع ابراهيم ينكر بالكذب
بقولك معملتش حاجة كل اللي حصل هو اني اتعصبت على البت شهد عشان مدخلة راجل غريب البيت عندهم وانا اللي اسمي خطيب اختها وابن خالتها قاطعة رجلي من البيت يرضي مين الكلام ده يعني انا راجل دمي حر
وانت اسم النبي حارسك وصاينك دمك حر اوي روحت بعبطك عملت الشويتين بتوعك عشان تفرد عضلاتك على شهد قامت العيلة الصغيرة مصرخة ولامة عليك أمة لا اله الله وبقت ڤضيحة وجرسة في الحارة كلها على شرفك
عشان بت قليلة أدب
هي برضوا اللي قليلة أدب ولا انت اللي خرونج ومهزق
سبابه المستمر ونعته بهذه الأوصاف القوية زاد من حريق نفسه الهائج من الأساس لكل ما يخص شهد عقدته الأساسية بها هي وحدها ولا يوجد من النساء غيرها
تدخلت سميرة تقول بتردد
ما تسمع لابنك يا عابد من غير شتيمة أنا اتصلت بنرجس وهي قالتلي ان ابراهيم حضر القعدة مع الضيوف بكل أدب الخناقة دبت ما بينهم بس لما نصحها عشان سمعة البيت وبنات خالته رؤى المچنونة بقى هي اللي كبرت الموضوع بصريخها وهي يدوب مشادة كلامية زي ما بيقولوا في التليفزيون
ردد خلفها باستنكار
بيقولوا في التليفزيون! عشان بس لما اقولك ان مفيش حد بوظ الواد ده غير دلعك متبقيش تراجعيني ابنك الغلط راكبه من ساسه لراسه الحارة كلها بتدعي عليه بعد ما شافوا شهد وصاحبتها واختها بيسندوها بعد ما وقعت من طولها ساعة الخناقة انا وشي بقى في الأرض كل اما حد يكلمني ببقى مش عارف ابرر بإيه طول عمره مسود وشي قدام القريب والغريب لكن انه يجي ع الحريم وفي بيتهم كمان دي اللي فرطت وعدت وتنقص من قيمتي انا قدام الرجالة الكبارات اللي زيي
سأله ابراهيم بحدة وتهكم
يعني إيه وضح يا كببر
يعني الوضع لازم يتصلح وابيض وشي قدام الناس
هذه المرة خرج السؤال من سميرة التي ذهب ظنها لفسخ الخطبة
قصدك يسيب البت يا حج
لا يا ختي مش يسيب البت ابنك لازم يعتذر لشهد
ننننتعم
صړخ بها هائجا كالثور يدفع مقعده الذي نهض عنه بقوة اوقعته أرضا ليتابع مرددا بغل
دا على چثتي على چثتي ان اعتذر للمحروسة فاهم يابا على چثتي
أنهى وخرج بغضبه من المنزل تتبعه شياطينه ليردد عابد في اثره طب لما اشوف كلمة مين اللي هتمشي فينا يا حيلتها!
هي عاملة ايه دلوقتي
قالتها مجيدة وهي تدلف لداخل الغرفة ورؤى تستقبلها لتجلسها على المقعد القريب من تخت شهد المستلقية عليه بتعب لا يمكنها حتى من رفع رأسها لتتابع مجيدة
يا شهد عاملة ايه شهد يا شهد انتي سمعاني يا حبيبتي
وجهت الأخيرة نحو رؤى والتي تمتمت هامسة
معلش يا طنت بس هي كدة من ساعة ما خدت
العلاج وشافها الدكتور امبارح باين العلاج تقيل عليها ولا إيه
لا مش تقيل يا رؤى
تمتمت بها لينا والتي دلفت هي الأخرى بخطوات خفيفة لتردف بثقة
شهد مش هتصحى دلوقت انا عارفة مش هتصحى ولا تفوق غير باختيارها!
يعني إيه هي صاحية ومش عايزانا نقلقها خلاص نيجي وقت تاني
قالتها مجيدة وهي تنهض منتفضة عن مقعدها ف اقتربت منها لينا تجيبها بصوت خفيض
لا والله ما صاحية يا طنت مجيدة اقولك تعالي اشرحلك برا أحسن
تحركت بها مغادرة الغرفة ساحبة بيدها رؤى هي الأخرى
قالت مجيدة فور ابتعادهن عن الغرفة
ما تفهميني يا بنتي هي ازاي نايمة ومش راضية تصحى
قبل ان تجيبها لينا سبقها حسن والذي ظل محله جالسا على صفيح يكويه بڼار القلق والعجز لعدم تمكنه من اقټحام الغرفة والاطمئنان عليها بأم عينيه مراعاة للأصول في منزل غريب لا يقطنه سوى النساء فخرج صوته بلوعة
مالها يا شهد يا جماعة ما تفهموني
تنهيدة مثقلة پعنف خرجت من لينا قبل أن تجيب على ألأم وابنها
يا جماعة كدة ومن الاخر شهد كل ما يزيد عليها الضغط ويفيض بيها بتهرب من واقعها بالنوم لفترات طويلة دا كان في العادي بس هي دلوقتي تعبانة وخارجة من المستشفى ف انا دلوقتي بصراحة مش عارفة هي هتستلم لحالتها ولا هيحصل تطور معاها
تطور في حالتها!
غمغم بها ليهدر مستهجنا
طيب واحنا نستنى ليه التطور في حالتها ما تصحيها يا لينا
يا بني دي أوامر الدكتور هو اللي قايل لنا اصبروا ولو حصل لا قدر الله وطالت المدة هو أكيد له صرفة اصبر يا بشمهندس وان شاء الله ربنا يطمنك عليها ويطمنا معاك
قالتها أنيسة بهدوء شديد لتمتص انفعال الاخر والذي لم ينتبه لعدم تركيزه على ما انتبهت إليه مجيدة وهو انكشافه التام أمام المرأة الطيبة والذكية خصوصا مع هذه النظرة التي ترمقه بها لترد إليها بلغة مفهمومة لكليهما
قلبي حاسس يا ست أنيسة
ان شهد قوية ومش هتقلقنا عليها
ردت أنيسة بابتسامة عذبة على الوجه البشوش
انا قولتلك انها زي بنتي يعني نصيبها في الدعا مايقلش عن لينا ويمكن أكتر ربنا يفرحني بيهم هما الاتنين
وكأن بكلماتها وضعت كفها على موضع الچرح لتهتف مجيدة بلهفة أجفلت جميع من في الجلسة
ان شالله يارب يطمن قلبك على شهد ويفرح قلبك ببناتك الاتنين وولادي قصدي يعني ما انا كمان بدعي لولادي هو انتي متعرفيش اصل انا عندي غير حسن اخوه اللي اكبر منه امين ظابط قد الدنيا
يعني إيه رافض الترقية هو هزار
انتفض حمدي مجفلا بصيحة برئيسه الغاضبة ليبرر مدافعا
سعادتك بيقول ان ميقدرش يسيب والدته التعبانة دا عذر محدش يقدر يلومه عليه
وانت بقى بقيت المحامي والمدافع عنه في إيه يا سي حمدي
هدر بها عدي واقفا عن مقعده ليلتف حول المكتب ويقف مقابله تمتم حمدي مستغربا ڠضب رئيسه
سعادة الباشا انا لا محامي ولا بدافع عنه بس انا شايف انها فرصة وشادي ضيعها من إيده يبقى في اللي يسد عنه احنا الكفاءات عندنا ولله الحمد كتيرة
زاد الإحتقان بقلب عدي ليردف متهكما
طب ما تقعد مكاني وتقرر انت من نفسك مدام بتعرف في الكفاءات أكتر مني
خرج صوت حمدي باضطراب وتلعثم
العفو يا باشا انا لا يمكن طبعا يبقى دا قصدي
يبقى متجادلش
انا اللي اقرر مين يروح فين ومين الأحق بالمنصب انا عدي عزام يعني محدش يراجعني في قرارتي
اومأ حمدي بهز رأسه يظهر الطاعة لرئيسه بقوله
طبعا طبعا يا فندم ومحدش يقدر يقول غير كدة
تنهد عدي برضا ليستدير حتى يعود إلى مكتبه ولكن الاخر أوقفه بقوله
شادي لو ضغطنا عليه في الموضوع ده هيقدم استقالته
نعم يا حبيبي يقدم إيه
هتف بها عدي ليردف الاخر بمكر الصديق الذي قد
ېكذب لنجاة صديقه
انا قولتلك من الأول يا فندم مرض والدة شادي هو العذر الكبير في حياته واللي موقفه عن التقدم في أي شيء هو مستعد يضحي بالوظيفة كلها في سبيل انه ميتخلاش عنها او يسيبها لحد غريب في مرضها انا شايف انه لو حصل واتخلينا عن حد بكفاءة شادي عشان حالة انسانية زي دي يبقى ساعتها هيبقى شكلنا مش حلو خالص قدام الموظفين خصوصا بعد المجهود الجبار اللي عمله في حفلة امبارح
هدر به عدي بعدم احتمال فهذا الرجل أصبح يثير غيظه بدفاعه المستميت عن الاخر
اخرج دلوقتي يا حمدي اخرج ولما اعوزك هبقى ابعتلك
سمع الاخير وتحرك مغادرا بأدب ولباقة اعتاد عليها مرددا
انا تحت أمرك في أي وقت يا فندم
دفع عدي بيده بعض المستندات والأوراق لتلقى على الأرض أمامه وطاقة من الڠضب تجعله يوم إحراق الأخضر واليابس قيود وحواجز تمنعه من الوصول إليها يشعر بالعجز عن تحقيق هدفه لو كان موظفا عاديا كان أخذ فرصته في اللف حولها والحديث والتعرف إليها منصبه الكبير ومكانته المرموقة تحول بينها وبينه لماذا لا يتمكن منها كما تمكن من العديد قبلها
لماذا لا تأتي وحدها وتقدم فروض الولاء والطاعة كغيرها حتى يرضى عنها
لماذا عليه التفكير والتخطيط لأجلها هو عدي عزام لا يصح له سوى أن ينال مراده ولن يهدأ حتى يفعل
الټفت رأسه فجأة على طرقة خفيفة يعرف صاحبتها لتطل برأسها قائلة بصوتها المائع
ممكن ادخل يا باشا
ناظرها مضيقا عينيه
متابعة القراءة