رواية امل الجزء الثاني
المحتويات
بتجاهل تام لشقيقتها
انا بسألك جاي بيتنا ليه لسة لك عين بعد الڤضيحة تدخل البيت ومن غير صحابه كمان
إلى هنا وانتفض هاتفا پغضب نحوها
صحابه مين يا بت هي امك ولا
اختك دي مش من صحابه ولا هي المحروسة عملالك غسيل مخ ومفهماكي انكم ضيوف طبعا ما انتو هبل وتستاهلوا الضحك عليكم
پغضب عاصف صاحت أمنية
مين هما اللي يضحك عليهم ايه اللي انت بتقوله دا يا ابراهيم وانتي يا بت انتي لمي نفسك احسنلك
والم نفسي ليه مش لما تلميها انتي الاول بقى بعد الفضايح وكل اللي حصل لاختك توصل بيكي البجاحة تدخليه البيت وتحطليه الكيك والساقع كمان طب كنتي اسألي عن اختك التعبانة أولى ولا هو غاب القط العب يا فار
صړخت بها إمنيه لتخرج والدتها إليهم سريعا تقول بلهفة وارتباك
ايه اللي بتقوليه دا بس يا رؤى ابن خالتك جه يسأل ويطمن ودول مخطوبين ومش لوحدهم انا قاعدة في المطبخ جوا بحضر الغدا
ردت رؤى باستهجان وقنوط
يعني انتي كمان بتحضريلوا الغدا انا خلاص معدتش باستغربك يا ماما بس كان عندي أمل انك تراعي حتى نظرة الناس ولا كلامهم بعد اللي حصل
هتف بها ابراهيم ليتابع كازا على أسنانه
لو في فضايح يبقى انتي السبب فيها انا كنت بدافع عن سمعتكم وحقكم من اللي أكلاه منكم لكن انتي اللي لمېتي الجيران بصويتك
قالت رؤى بنظرة كاشفة وبسخرية صريحة
وانت بقى يا عم إبراهيم اللي هتدافع عن حقنا ولا سمعتنا إنت يا ابراهيم
ابراهيم مكدبش لما قال عنك قليلة التربية انتي فعلا عايزة تربية من أول وجديد ولو ما لمېتي نفسك دلوقتي حالا لعملها واكسب ثواب تربيتك
عيب عليكم يا بنات احنا مش ناقصين فضايح اكتر من كدة لموها بقى
بعدم اكتراث لتزيد من غيظهم بفعل طفولي تحركت رؤى متمتمة
انا داخلة اوضتي اجيبلي هدمتين عشان ارجع تاني عند اختي حبيبتي عند لينا العسل ووالدتها دا كفاية الحلويات اللي بتعملها طنت أنيسة يا ناس
شايفة الفجر بتتكلم كدة عشان ضامنة نفسها حبيبة اختها دي مش زيك أهي دقني اهي ان ما طلعتي من المولد بلا حمص
لا تقوى على النظر في عينيه تخجل من نظراته المصوبة نحوها دون تحفظ كعادته هذه المرة غير كل مرة هذه المرة اكثر جرأة اكثر فرحا بعودتها وجلوسها أمامه هذه المرة ترى كلاما على صفحة وجهه غير منطوق ولا تعلم تفسيره وكأنه اتفق مع حلمها اليوم ليزيدها حرجا ويزيدها ارتباكا ما بالها وما هذا الذي يحدث معها وما صفة هذا الرجل ليأخذ كل هذه المساحة من التفكير بعقلها
شهد
سمعت بإسمها لتلتف برأسها وتجيب صاحبة الصوت
أيوة ايوة يا لينا
ردت الاخيرة
يا حبيبتي انا بسألك لو تحبي تشربي شاي زي الجماعة
اجابتها بارتباك
لا يا لينا بس لو هتعبك ياريت تخليها قهوة
عقبت مجيدة
قهوة! قهوة ليه يا بنتي اشربي عصير ولا حاجة مفيدة لصحتك
خرج صوتها بضعف
لا ما انا اتعودت عليها بحبها وبتعدل مزاجي
دي بتدور على مزاجها يا ماما محدش يلوم المقاول على مزاجه
قالها حسن بتفكه جعل الجميع يضحكون لتبتسم هي بخجل اصبح يزداد في حضوره واستغراب من نفسها بدأت تسشعره داخله حتى أصابها التوتر وقالت في محاولة لتغير دفة الحديث نحو الجهة الآمنة لها وهي العمل
انا كلمت عبد الرحيم وقالى ان اللي فاضل على استكمال الموقع يدوب اسبوع بكتيره وتستلمه انت بعدها
هم أن يرد ولكن أنيسة سبقتها
خلاص يا شهد مش قادرة تصبري ع الشغل يا بنتي ريحي دماغك شوية خدي
بريك على رأي لينا
سمعت الأخيرة لتدلي بقولها هي الأخرى
دي مفيش فايدة منها يا ماما مخها اتبرمج ع الشغل وبس
اضاف على قولها حسن
عندك حق يا لينا دي اكيد بتحلم بالأرقام والمساحات واجور العمال
على ذكر الحلم برقت عينيها فجأة باستدراك والصور تتوالى برأسها لتبتلع ريقها بتوتر وكأنها في عالم موازي تتبادل ضحكاتهم ومزاحهم المتواصل بالابتسام دون تركيز حتى سألتها مجيدة
يعني النهاردة مش شايفة البت رؤى هي راحت فين
ردت تجيبها
راحت البيت عندنا تجيبلي وتجيبلها كام غيار من الهدوم الظاهر كدة ان قعدتنا مطولة
قالت الأخيرة بمشاكسة جعلت لينا تناظرها بابتسامة مفهومة فضحكت مجيدة قائلة
اقول الحق يا شهد بصراحة انا من ساعة ما دخلت هنا وانا حاسة البيت دا انتي جزء منه واكنهم عيتلك پالدم مش مجرد صحاب
دا حقيقي والله انا بحس كدة فعلا
قالتها شهد لتضيف على قولها أنيسة
شهد اتربت هنا مع لينا يوم بيوم وسنة بسنة بتكبر قدامي دي كانت هتبقى مرات ابني ورمزي كان بېموت فيها
رمزي مين
رمزي دا يبقى اخويا
اضافت على قولها أنيسة بتسلية تشير على الإطار المعلق على الحائط
شايف صورة الواد الحليوة ابو عيون فيروزي وشبه لينا ده اهو ده بقى رمزي
بوجه شاحب تطلع لصاحب الصورة الوسيم پحقد وقبل أن يتابع أسئلته سبقته مجيدة التي انتابها القلق هي الأخرى
طب وو ايه اللي حصل ليه مكملتش الجوازة يعني
اتوفى
قالتها أنيسة بابتسامة باهتة اجفلت حسن ومجيدة التي أصبحت تردد بالكلمات الروتينة الداعمة والمترحمة بتأثر قبل أن تنتبه على الوقت لتنهض باستئذان
طب احنا نقوم بقى يا جماعة كفاية كدة
قالت أنيسة بمودة حقيقية للمرأة
وتمشي ليه يا ست مجيدة ما تخليكي قاعدة ومونسانا دا انتي عشرية وانا ارتحتلك بجد والله
كلمات المرأة أتلجت قلب مجيدة لتبتسم لها بابتهاج قائلة
مش أكتر مني يا ست أنيسة انا بقيت حاسة ان اعرفكم بقالي سنين
تدخل حسن الذي نهض على غير إرادته لكن مضطر
ربنا يديم الود ما بينكم بس احنا لازم نمشي مدام اطمنا على شهد
نطق اسمها لتلتقي عينيها بخاصتيه بعناق سريع قبل أن يتابع بتنهيدة من العمق
انا عندي اجتماع مهم في المصلحة ولازم احضره
مكشوف مكشوف مكشوف
غمغمت بها مجيدة داخلها وعينيها تتابع ملامح أنيسة المبتسمة بمكر قبل أن تجفل على قول لينا
طب هو وراه المصلحة انتي وراكي ايه طنت مجيدة خليكي معانا اتغدي دي ماما أكلها يجنن وټموت في اللمة واهو
يا ستي نردلك العزومة بتاعتك ولا انتي نسيتي
المچنونة المتقلبة المزاج من يراها في الشجار مع ابنها كالقطة الشرسة لا يصدق هذه الرقة والوجه الصبوح
الان
كان هذا الحديث الدائر داخل مجيدة بعد أن استجابت لطلبهم قائلة
لا يا حبيبتي ولا عمري انسى خلاص يا حسن روح انت
ذهب الاخير ليترك والدتها مع هذه الثلاث نساء لينا وشهد وأنيسة التي لم تكف عن الترحيب بها وإدهاشها بكم الحلويات التي تجيدها لتقضي معهن وقتا لا يستهان به من المرح وعقلها الدائر بالأفكار يتسائل كالمنبه يذكرها
ماذا بعد ماذا بعد
تدراكت فجأة لتقول بمكر
يا لهوي صحيح أنا قاعدة معاكم وناسية نفسي عندي دوا لازم اخده قبل الغدا
تطوعت أنيسة تجيبها
قولي إسمه يا ست مجيدة وانا اتصلك بالصيدلية تجيبه
باعتراض سريع ردت مجيدة
واجيب غيره ليه ما انا اتصل بابني يجيبه معاه في طريقه وهو رايح على شغله حكم دا ميعاده تقبلي يا لينا بحضرة الظابط يجيبلي الدوا
أجفلتها بالسؤال كما فاجئت أنيسة أيضا لتجيبها باستسلام وهي ترتب الطاولة مع شهد
اتصلي بيه يا طنت أكيد طبعا مينفعش تأخري الدوا بتاعك
بابتسامة النصر تناولت مجيدة الهاتف على الفور تتصل بابنها
ألوو يا حضرة الظابط ممكن خدم
في غرفة المكتب التي كانت تضمهم بعد الانتهاء من مناقشة عدد من الموضوعات الهامة والمطلوبة لشراكتهم ترك كل شيء ليجلس في الركن الخاص من المكتب كي يحتسي مشروبا باردا بذهن شارد يستجيب بردود مقتضبة على أسئلة كارم التي لا تنتهي حتى مل الاخر ليعبر عن اعتراضه
في أي يا عدي ما تركز معايا يا اخي احنا بنتناقش يا بني يعني تاخد وتدي معايا دي صفقات بملايين
زفر الاخر بقوة قائلا بسأم
ملاين ولا ملاليم ما تتصرف يا كارم بالسلطة اللي في إيدك انا واثق فيك يا سيدي
حتى لو واثق فيا انا برضوا عايز رأيك وخبرتك في العمل مع مصطفى اخوك دا جينيس يا بني بيتكسح في أي موضوع يدخله
بابتسامة غير مبالي
يا عم ما يكتسح زي ما هو عايز طالما بعيد عن مجالنا احنا مالنا
مالنا بيه ازاي!
هتف بها كارم ليتابع وهو ينهص عن مكتبه لينضم معه في الركن الخاص
انت ناسي انه مشارك جاسر الريان والمجموعة بتاعتهم في المعمار بننافس اكبر الشركات في البلد ولا اكمن احنا لسة صغيرين مش حاسبها دي
قلب عينيه عدي قائلا بعدم احتمال وقد فاض به
يادي جاسر الريان يا كارم اهدى شوية احنا مش صغيرين يا حبيبي بالنسبة للوقت القليل اللي اشتغلنا فيه والصفقات اللي خدناها احنا مش قليلين على الإطلاق بس مش في يوم وليلة يعني هنوصل للمنافسة قدامهم مجموعة الريان سابقاك بزمن
رد كارم بقنوط وهو يدفع القلم من يده ليعود بظهره على الكرسي
عارف ياسيدي عارف انا بس الحماس هو اللي واخدني وعايز احصلهم بقى
هتحصلهم وتسبقهم كمان يا حبيبي اطمن
قالها عدي وهو يعود لمشروبه بشرود مما جعل كارم الذي أنتبه عليه أن يسأله بفضول
شكل دماغك مش ريقالي خالص النهاردة أنا مش فاهم يا بني هو إنت إيه اللي شاغلك بس
تطلع إليه بنظرة فهمها كارم ليتابع بفراسة
البنت أياها صح يا بني ارسالك على حل معاها بقى انجز عشان تفوقلي النسوان بتروح وتيجي اهم حاجة الشغل
سمع منه عدي وتغيرت ملامحه بنظرة مبهمة وكأن الكلمات لا يتقبلها أو هي عكس ما يريده!
قالت ميرنا وهي تدفع الباب الزجاجي للمطعم الذي حجزت به مسبقا للإحتفال بعيد ميلادها المزعم بصحبة الفتيات مودة وصبا التي ترافقهن على مضص
ادخلوا يا بنات ادخلوا خلونا نلحق ترابيزتنا
عقبت مودة بالإنبهار كعادتها
يا لهوي يا ميرنا دا المكان باين عليه غالي أوي هندفع تمنه منين
بابتسامة واثقة ردت ميرنا
يا حبيبتي متشليش هم فيها دي انا متكلفة بكل الفلوس انتو بس عليكم تنبسطوا وتروقوا نفسكم
صبا والتي كانت تتفقد المكان حولها بتفحص اثناء السير سألتها بتوجس
وانتي هتجيبي منين انا اعرف إن الاماكن دي بتبقى الأسعار فيها خيالية وانتي بتقولي حاجزة
أيوة
متابعة القراءة