رواية امل الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

وأسرته وقال له بامتنان
انا متشكر اوي يا عم ابو ليلة على وقفتكم معانا والله ما عارف هقدر ارد جميلك انت واسرتك دا ازاي 
هتف به مسعود مستنكرا
جميل إيه يا واد احنا جيران يعني اجرب من الأهل الجميل ده يبجى مع الناس الغريبة ثم احنا عملنا ايه يعني
تدخلت رحمة تجيبه
لا يا عم ابو ليلة عملتوا الست زبيدة اللي جات على صړختي وسندتها معايا وقت اما وصلت الإسعاف صبا اللي متأخرتش وسابت شغلها وجات جري ع المستشفى مع شادي ولا انت اللي سيبت حالك وقريبتك المحجوزة في المستشفى عشان تقف معانا برضوا ربنا يبارك فيكم وما يجيبلكم حاجة وحشة أبدا 
رد ابو ليلة وهو ينهض واقفا عن مقعده 
امين يا بتي احنا وانتو يارب 
على فين يا عمي 
سأله شادي ورد ابو ليلة وهو يشير بيده نحو زو جته وابنته
يعني هيكون فين ادوبك نروح ونسيبكم تريحوا يالا يا بت انتي وهي 
قالت رحمة
طب استنى حتى نشرب مع بعض كوباية عصير 
في الفرح يا بنتي ان شاء الله 
قالتها زبيدة وهي تتحرك خلف مسعود لتلحق بهما صبا التي توقفت فجأة قبل ان تخرج من الشقة لتسأله
هتجدر تروح بكرة الشغل
سمع منها ليجيبها بتشتت
مش عارف يا صبا بس انا لو لقيت والدتي على حالها هضطر اقعد طبعا 
وقفت هي متفكرة قليلا لتقول
خلاص يبجى تبلغني عشان لو كدة يبجى انا كمان هجعد 
بعدم استيعاب ردد شادي
تقعدي! طب افرضي روحت
يبقى هروح عشان كدة بجولك بلغني 
قالتها ببساطة الجمته عن المجادلة حتى خرجت ليظل متسمرا محله ينظر في اثرها بذهول يكتنفه وكأنه قد فقد حاسة الفهم أو التميز من عقله 
عاد أمين بعد ان سد جوعه بأحد المطاعم القريبة توجه إلى المصعد حتى يأتي بوالدته ويغادر وقد يأس من الإلحاح على رأس أخيه الذي يرفض المغادرة حتى يطمئن من الطبيب المناوب على حالة عبيد والمرتدة بدورها على حالة شهد 
توقف فجأة على الصوت الذي كان يدوي من خلفه وقد علم بصاحبته من العصبية وانفعالها في الرد
ازاي يعني اقعد اليوم كله ومسمعش غير دلوقتي وبالصدفة كمان طب انتي تعبانة طب وخواتك ولا واحدة فيهم تفتكر ترد عليا ما تحاوليش تبرري انا جاية دلوقتي وهعرف حسابي معاهم اقفلي بقى عشان داخلة الانساسير اقفلي يا شهد الله يخليكي 
سمع الأسم واشتعلت رأسه بالأفكار والتخمينات ليربط الخطوط ببعضها ويظل على حاله معطيا ظهره لها حتى هبط المصعد وانفتح أمامه ليدلف بداخله وخلفه رجلين ثم كانت هي الاخيرة ليغلق اليكترونيا ويتحرك بهما خلف الرجلين وقف يتابعها فقد كانت شاردة تزفر وتتأفف بملامح عابسة ولذيذة لتذكره بشجاره معها وتسليته في استفزاز امرأة جميلة مثلها خرج الرجلين على أحد الطوابق ليخلو المصعد عليهما فانتبهت اخيرا لتهتف به
ايه ده إنت تاني 
ناظرها ببرود ليقول مندهشا
أيه ده وانتي كمان دا ايه الصدفة الغريبة دي
صدفة!
هتفت بها لتلتف عنه مغمغة بتذمر
هو يوم باين من اوله اساسا ناقصني بس خناقة عشان تكمل!
كتم ابتسامته ليظل على هيئته الجامدة حتى خرجت وخرج خلفها لتسير نحو الغرفة الموصوفة وهو خلفها حتى وصلت إلى غرفة شهد وما أن تمكنت من فتح الباب حتى وجدته خلفها ايضا إلى هنا وانفرط عقد حكمتها لتصيح به
انتي جاي ورايا لحد باب الأوضة كمان إيه يا اخينا هو انت مبلبع حاجة ولا توهت في السكة ومش عارف طريقك
انا اللي توهت في السكة في إيه يا انسة
هتف بها بحزم فخرج على صوته حسن ونرجس وابنتيها ومجيدة التي سألت مجفلة
ايه في إيه مالك يا لينا ايه اللي حصل
سمعت الاخيرة لتجيبها باحتقان
تعالي يا ست مجيدة واحكمي بنفسك البني أدم الغريب دا كل ما يشوفني نتخانق مع بعض والنهاردة جاي ماشي ورايا لحد الاوضة هنا زي ما انتي شايفة كدة اهو دا باينه مچنون ولا متحرش دا ولا أيه
نقي ألفاظك انا مش عايز اغلط 
هتف بها أمين وتدخل حسن يخاطبها بلطف
يا آنسة لينا اكيد في سوء فهم ما بينكم امين دا يبقى اخويا وجاي هنا عشان ياخد والدتي ويروحها اخويا مش متحرش ولا مچنون دا ظابط محترم 
ايه ظابط
هتفت بها بعدم تصديق ليتابع لها حسن موضحا حتى تفهم وتوقفت مجيدة بقلب يقفز داخلها تعيد برأسها الكلمات وتغمغم
كل ما يشوفها يتخانق معاها! يعني كذا خنافة لدرجة انهم بقوا عارفين بعض يالهوي دا باينه بدأ ده اللي اسمه ايه ما بينهم ولا ايه يا مجيدة
بإنهاك شديد كان يجر أقدامه جرا حتى سقط على أقرب مقعد وجده أمامه ليلقي سلسلة مفاتيحة على الطاولة القريبة منه ثم يمد ساقيه المتعبان أمامه وهو يتمتم بۏجع
ااه رجلي معدتش حاسس بيها دا انا لو عدت لشغل الفاعل مش هبجى كدة 
خلفه زبيدة التي كانت تدلف مع ابنتها ربتت بكفيها على كتفيه العريضين تخاطبه بحنان
سلامتك من أي ۏجع يا أبو ليلة من الصبح مخدتش نفسك من الشغل للجري ع المستشفى ورا
شهد ومنها على الست ام شادي كمان ربنا يديك الصحة تحب اجيبلك ميه وملح وادلكهملك
ابتسم بعرض وجهه يتناول كفها يقبلها ليقول متغزلا
حرام اتعب اليد الحلوة 
ضحكت زبيدة بخجل تحذره بعيناها لينتبه لصبا التي ضيقت عينيها الجميليتين للإثنين تقول بخبث
على فكرة اللي لسة معاكم ولا اختفيت ولا اتبخرت في الهوا 
زام ابو ليلة بفمه يتصنع الإمتعاض وتحركت زبيدة قائلة وهي تنزع كفيه عنها
انا رايحة احضرلك حمام سخن تريح فيه جتتك وعلى ما طلعت تلاجي الوكل جاهز تاكل وتريح على فرشتك بالمرة 
عقب من خلفها وعيناه تتبعها حتى اختفت داخل مطبخها
يريح جلبك يا أميرة 
قالها ليعود بانظاره نحو التي جلست على الاريكة المقابلة له متكئة على الوسادة تناظره بمكر فخاطبها
مالك يا بت بتبصيلي كدة ليه هتاخديلي صورة يا ختي
عادت تضيق عينيها لترسم ابتسامة شقية على ثغرها بصمت فتابع لها
حاببها وواجع فيها كمان عندك مانع يا ست صبا
ضحكت نافية بهز رأسها تجيبه
لا يا عم وانا اجدر اعترض 
أيوة كدة اتعدلي 
قالها ثم استطرد نحو الناحية المعتادة في حديثه لها 
عجبالك انتي كمان لما ربنا يهديكي وتلاجي اللي يحبك مع اني عارف ومتأكد انه موجود بس انتي ادي اشارة ونجي على كيفك من ولاد عمك 
انتفضت لتقف فجأة تقاطعه بتهرب لتتجنب الصدام معه بحديث منتهي بالنسبة إليها
ان شاء الله يا ابو ليلة ادعيلي بس الاجي واحد زيك عن إذنك بجى عشان عايزة اروح اغير هدومي واساعد امي في الغدا 
قالتها وركضت على الفور دون انتظار الرد فهم عليها هو ليغمغم بسخط في أثرها
اه يا بت الفرطوس برضوا بتهربي كالعادة كل ما افتحلك سيرة الجواز وعيال عمك براحتك! لكن بجى هتروحي من جدرك فين
نعم! عايزة إيه بروح امك 
هتف بها بأعين مشټعلة نحوها وقد تصدرت بجس دها
أمامه توقفه في إحدى الطرقات في المستشفى الضخم بعد ركض خلفه ومحاولات عدة في محايلته وأرضاءه فقالت تجيبه لاهثة
طب سيبني اخد نفسي الأول ساعة كاملة وانا الف وادور وراك زي الشحاتة عشان بس تبصلي إيه يا براهيم هو انت ليه بقيت صعب كدة 
كشړ بأنيابه ليباغتها بغرز أصابع كفه الخمسة في لحم ذراعها يقول بشراسة
ليكي عين كمان تحكي وتتحاكي معايا بعد غلطك وقلة حياكي وانتي راشقة عينك في الراجل ولا اكنك شوفتي رجالة قبل كدة يا بت الو 
كتمت أمنية شهقة مجفلة وقد فاجئها بلفظه الخارج معها فقالت بصوت باكي لألم ذراعها وامتهان كرامتها بهذا اللفظ المهين في وسط الرواق حتى انه وصل لعاملة المشفى الراقي التي كانت تمر بجانبهم وبدا ذلك على نظرة الإزداء التي رمقتهم بها
على فكرة يا ابراهيم انا كدة الناس ممكن تفتكرني واحدة من اياهم بعد اللفظ اللي قولته وبهدلتك دي ليا 
شعر بحجم تطرفه المبالغ به هذه المرة بالفعل فتدارك لينزع ي ده عنها ليهدر متمتما
ما انتي اللي بتجيبه لنفسك عشان لو محترمة وعامل حساب للراجل اللي واقف جمبك مكنش دا كله حصل 
تمتمت بضعف وهي تدلك على ذراعها الموجوع
تاني برضوا هتقول محترمة والكلام ده الله يسامحك 
ناظرها بأعين ضيقة للحظات وقد راقه هذا الضغف منها وهدأ غليله بما فعله معها فقال ملطفا
انتي عارفة اني راجل
حامي وبغير يعني لازم تقديريها دي 
انتبهت لترفع رأسها مرددة بعدم تصديق
بتغير! يعني انتي بتحبني وبتغير عليا بجد يا إبراهيم 
أمال كدب ولا انا كنت خاطبك ليه من أساسه
قالها ليرى في عينيها الوان الفرح بعد الدموع بابتسامة ارتسمت على وجهها ببلاهة استغل ذلك ليرمي سمه على أسماعها
وكأنك مش مصدقاها لا يا حبيبتي صدقي واتأكدي منها دي أنا بس اللي بحبك وانا بس اللي يهمه مصلحتك واديكي شوفتي بعينك اختك البرنسيسة بتفرق ازاي في معاملتها معاكي ومع اختك الصغيرة دي مبيناها عيني عينك 
صمتت تزم فمها وقد بدا أن كلماته أتت لتزيد من قناعتها بذلك فتابع بمكر
واضح إنك حاسة باللي بقولوا ولا من رأيك اني فاهم غلط
على الفور ردت
لا طبعا يا ابراهيم انت كل كلامك صح انا مش حمارة عشان مخدتش بالي 
تبسم بانتشاء يجيبها
لا طبعا يا غالية اسم الله عليكي ما تبقي حمارة دا انتي ست البنات كمان 
تبسمت بفرحة تغمرها فكلمات الغزل منه لا تصدر إلا ندرة فتلتقطها هي كهلال العيد بالنسبة لها فتمتمت بلهفة
وانا بمۏت فيك يا ابراهيم بس لو تخف طبعك
القاسې وعصبيتك شوية 
مقدرش 
هتف بها ليتابع بانفعال
مينفعش تقوليها دي لراجل زيي العصبية والطبع الحامي دي حاجة مش كل الرجالة تتحملها ولا انتي عايزاني بارد وخيخة
نفت بهز رأسها تعترض
لا طبعا بعد الشړ عليك ما تبقى خيخة دا انت راجل وسيد الرجالة كمان 
تبسم باتساع يكتنفه إحساس السيطرة ليعوض نقصا ما بداخله فقال بحمائية يدعيها
خلاص يبقى تخلي بالك على شعوري ومتزعلنيش تاني قولتلك انا مابتحملش 
قالت بلهفة وقد أنساها السبب الرئيسي لإھانتها منذ قليل
من عنيا الجوز انا تحت امرك في كل اللي تقول عليه 
اومأ برأسه ليقول بزهو
وانا كمان رضيت عنك وعشان كدة هنزل اخدك على الكافتبريا تحت نشرب لنا حاجة ساقعة نروق نفسنا قبل ما نرجع تاني 
حبيبي يا ابراهيم 
قالتها بلهفة مبالغة جعلته يحدجها بحذر
طب اظبطي كدة شوية ووطي صوتك وانجري ياللا قدامي ع الاسانسير انجري 
سمعت لتعدوا سريعا مزعنة لأمره كالمغيبة وبشعور الأنتصار كان يخطو خلفها بتمهل وثقة 
في الغرفة التي امتلأت بعدد الأفراد الجدد بها وبعد ان هدأت العاصفة قليلا كان الحديث الدائر بلطف من مجيدة نحو لينا التي اتخذت مقعدها بجوار شهد على فراشها الطبي
ها يا حبيبتي يارب تكوني اقتنعتي دلوقتي ان أمين ظابط محترم مش اللي كان في دماغك خالص 
سمع الاخير واحتدت عينيه يريد الأعتراض عما تتفوه به والدته لتزيد عليه الأخرى بقولها
متزعليش مني يا طنت بس الموضوع ملوش دعوة بقناعتي
تم نسخ الرابط