رواية امل الجزء الثاني
المحتويات
لتتذكر أنها فائزة به حتى رغم العيوب الكثيرة بشخصيته إلا أنه يحاول من أجل إرضاءها وهذا تكفي
تنهدت براحة تغمرها ثم تحركت بخطواتها لتجلس
بروب الحمام الأبيض لتتناول هاتفها تزيد ابتهاجها برسائل المتابعين وتعليقاتهم عنها وعن جمالها وروعة ما تريديه
قلبت قليلا لتفاجأ بمجموعة رسائل من هذا الغريب الذي لا يكف بمحاولته للحديث معها همت ان تحظر رقمه بعد أن تصالحت مع كارم زوجها ولكن الفصول جعلها تفتح لترى ما كتب اولا قبل أن تفعل وكانت الصاعقة حينما تفاجأت بعدد من الصور التي تجمع زوجها بامرأة تبدوا من مظهرها أنها أجنبية
دفعت الهاتف من يدها لتلقيه بإهمال على الفراش وعدم تحمل لقد فعل برغم كل ما تفعله من أجله حتى بعد أن غيرت هيئتها وأصبحت حلم لمعظم الرجال إن لم يكن جميعهم هو فعلها فعلها ليهدر كرامتها ويطعن إعتزازها بنفسها ثم يأتي وبكل بجاحة ليراضيها بليلة كانت كالحلم بالنسبة لها بالأمس قبل أن يتحول كل ذلك لكابوس بعد أن عرفت ما خلفها
ريحتك تجنن بتوزني مسبكيش أبدا النهاردة لكن يا خسارة مضطر
أجلت حلقها لتسأله
مضطر ليه عندك حاجة مهمة في الشغل
اعتدل ليرد وهو يتناول منشفة نظيفة من خزانة ملابسه
هو انتي نسيتي ولا أيه يا قلبي النهاردة الحفل الخمسيني لفندق عزام باشا الله يرحمه يعني لازم اكون مع عدي
توقف ليلتف لها قائلا بتشديد
قصد بقوله الاخير طارق وجاسر أصدقاء مصطفى وزوجاتهم زهرة وكاميليا شقيقتها وهو الأعلم بمدى حساسيتها في هذا الأمر بالطبع هزت برأسها إليه تقول بتحدي
أنا واثق من ده
قالها ليختم بقبلة لها في الهواء قبل أن يتحرك نحو حمامه
أما هي فقد تناولت على الفور هاتفها فور أن اختفى من أمامها لتبعث برسالة لشقيقها القريب منها والذي يعمل لدى كارم في شركته
مروان هبعلتك صور دلوقتي وعايزاك تقولي مين الست اللي مع كارم
ست مين في حاجة يا رباب
بعث بهم قبل أن تصله الصور وتوقف قليلا قبل أن يرسل رده
دي مدام جاكي الشريكة الجديدة لشركتنا كانت هنا أول امبارح هي وشريكها التاني
هو انتي مين بعتلك الصور
اغلقت المحادثة ولم تجيبه وقد تأكدت من ظنها اشتعلت رأسها لتمتم بحريق
تاني برضو يا كارم
بتعملي إيه يا مودة
قالتها ميرنا من خلفها لتتوقف عما تفعله وتلتلف نحوها بتعب قائلة
تبسمت تجيبها الأخرى وهي تجلس على حافة الطاولة القريبة منها في القاعة التي كلفت مودة بتنظيفها
يا خايبة النهاردة يوم غير أي يوم النهاردة الحفل الكبير لذكرى تأسيس الفندق للسنة الخمسين الفندق كله مقلوب المسؤلين عايزينها ليلة تاريخية بالزوار ولا الممثلين والمغنين اللي هيحضروا ويولعوها
بانتباه شديد سألتها مودة
يعني على كدة الأسماء اللي بسمعها من الصبح دي حقيقي هتحضر يا نهار ابيض دا مكنتش مصدقة وكنت فاكراه نخع من الموظفين
لا يا ختي صدقي وصدقي اوي كمان ما هو انتي لو شوفتي شكل الزوار اللي بيهلوا في المناسبات دي تعرفي ان الممثلين والناس المشهورة ميجوش حاجة فيهم المهم بقى انتي ناوية تحضري حفل الجمهور لعمر دياب وباقي المطربين اللي معاه
ها
ايه اللي ها بسألك يا بت لو هتحضري
مش عارفة بصراحة أصل يعني
اصل إيه يا بنتي ما تفهميني
اطرقت مودة رأسها بحرج وهي تدعي التنظيف في بقعة من الأرض نظيفة من الأساس لتردف
دا سهر يا ميرنا وأكيد يعني الهدوم اللي باجي بيها الشغل متنفعش ما هم لو كانوا يستنوا يومين بس على ما اقبض كانت تبقى حلاوة
ضحكت ميرنا مرددة خلفها
يستنوا إيه يا عبيطة انتي عايزاهم يأجلو حفل عيد تأسيس الفندق للسنة الخمسين عشان القبض بتاعك دا انتي غلبانة أوي
أكملت ميرنا بضحكاتها والأخرى تأثرت لتتمتم بصوت مسموع
ما انا فعلا غلبانة غلبانة أوي كمان
رمقتها ميرنا بامتعاض تغلبت عليه بعد قليل لتخاطبها بسأم تحاول إخفاءه فهذه الفتاة تثير ڠضبها في معظم الأوقات بهذا الضعف المبالغ فيه رغم أنه في مصلحتها هي كي تتمكن من استغلال هذه النقطة جيدا بها ولكنها ورغم ذلك تغيظها فهي تذكرها ببدايتها قبل أن يدهسها قطار الواقع المر ثم تفيق لنفسها وتعرف كيف تستغل إمكانياتها جيدا من أجل مصلحتها وفقط
بقولك ايه يا مودة حاولي تخففي من قولة انا غلبانة وحظي قليل والكلام ده ياختي مش كل الناس عندها مرارة
قصدك ايه
سألتها مودة بعدم فهم فهتفت الأخرى تجيبها وهي تنهض واقفة عن طرف الطاولة التي كانت تجلس عليه
قصدي ان اجيبلك من الاخر يا ست مودة لو عايزة تسهري يا حبيبة قلبي انا ممكن اساعدك واتصرف في فستان لكن لو مش عايزة
قاطعتها مودة بلهفة مرددة
عايزة والله عايزة
بتنهيدة وابتسامة خفية ردت تجيبها قبل أن تلتف لتتركها
خلاص اعملي حسابك ع السهر وسيبي الباقي عليا
قالتها وتحركت قليلا ثم استدرات سريعا متابعة
وشوفي كمان لو صاحبتك هتنضم معاكي انا برضو سدادة معاها حتى لو هي كارهاني من غير سبب
قصدك على صبا
سألتها فردت تجيبها ميرنا بطيبة مصطنعة
يعني هيكون مين غيرها يعني عشان تعرفي بس بمعزتك عندي انا مستعدة اساعدها واساعدك واجيبلكم فساتين تليق عليكم حكم انا اعرف واحد صاحب أتيله مشهور هنا بيأجر فساتين اقدر بقى اتصل بيا واخليه يبعت لنا هنا كذا فستان واحنا ننقي منهم زي شغل الهوانم بالظبط
هوانم!
صاحت بها مودة لتتابع بلهفة
انتي بتتكلمي بجد طب ومين بس اللي هيدفع تمنهم ما انتي عارفة البير وغطاه يا ميرنا
تخصرت الأخرى لتقول بزهو
ما تفهمي يا بت بقى وبطلي عبط بقولك الراجل معرفة يعني مش هخليكي تدفعي مليم دا مراته تبقى صاحبتي يعني هي اللي هتجيبهم بنفسها كمان
كمان !
أيوة يا ختي أمال ايه أنا مش قليلة في البلد دي يا عنيا
وزيادة في الجدعنة كمان مستعدة اميكجكم انتو الاتنين واظبطكم على حق
بغبطة تغمرها رددت مودة
يا لهوي ياما دا انتي كدة حلتيها من كله
تبسمت الأخرى لتقول بانتشاء قبل تلتف وتغادر
يالا بقى عدي الجمايل
تسمرت مودة تتابعها حتى اختفت لمدة من الوقت استغرقتها لتستوعب ثم هللت بفرح غامر
ايوه بقى
على مكتبها كانت منهمكة بالعمل على أحد الملفات نظرا لانشغال رئيسها في الترتيبات النهائية للحفل الكبير في هذا اليوم الاستثنائي ودت لو تخرج لتشاهد ما يحدث ولكنها لا تجد الفرصة لتراكم المطلوب منها تأديته
شوفتي اللي حضر من شوية يا صبا
هتف بها شادي وهو يقتحم الغرفة بخطواته السريعة كالعادة رفعت رأسها عما تفعل لتسأله
مين اللي حضر
بابتسامة صافية شاكسها بفعل تفاجأت به وكأنه يغيظها
عمر دياب وانا سملت عليه بنفسي
شهقت بصوت كتمته على الفور حتى جعلته ينطلق بضحكة رجولية مجلجلة لأول مرة تسمعها منه لدرجة أعجبتها في البداية قبل أن تستدرك لتخاطبه بلوم
طب ليه مندهتنيش مش انا المساعدة بتاعتك
برضوا مفتكرتنيش ليه ساعتها
أكمل ضحكاته بصوت مكتوم وهو يراقب عبوس وجهها وڠضب حقيقي ارتسم على ملامحها لتطرق رأسها مغمغمة بإحباط
ما هو انا لو كنت بتابع الشغل برا المكتب مكنتش راحت عليا الفرصة دي انا كدة عارفة حظي
أشفق يخاطبها
لدرجادي زعلتي يا صبا
رفعت عينيها تجيبه بتماسك واهي
مش حكاية زعلانة يعني بس انا بصراحة حاسها فرصة حلوة أوي اني اقابل المطرب المفضل عندي أنا مبروحش حفلات ولا بخرج عشان والدي وتحكماته
طب واللي يخليكي تسلمي عليه بإيدك وتحضري كمان حفلته
قالها شادي لتهتف به
بجد يعني انت ممكن تعملها صح
بابتسامة رائقة وكأنه شخص اخر غير جارها الذي تعرفه
اه يا صبا ممكن اعملها هخليكي تسلمي واعرفه بيكي وقت الحفل الخاص في الفندق ولو عايز اكلم والدك واخليكي تحضري حفل الجمهور برضوا ممكن اتصرف واعملها
مش معقول!
هتفت بها وهي تقف عن مكتبها لتتابع بلهفة
أصل ابويا ممكن يرفض اني اتأخر برا لوحدي حكم انا عارفاه
تبسم لها يقول بلطف
ومين قال إن هتبقي لوحدك أنا ممكن اتصل على رحمة تظبط الدنيا هناك معاه
هتفت بفرح
رحمة!
تبسم يردد خلفها بمرح وهو يتناول أحد الملفات
أه يا ستي رحمة أنا هروح دلوقتي اشوف اللي ورايا وانتي كملي اللي معاكي وان شاء الله متيسرة
اسيبك بقى
قالها وخرج ليتركها تنظر في أثره باندهاش تستعيد بذهنها صوت ضحكته الرنانة وجهه المضيء وهو يحدثها ويغيظها ثم رغبته أن يحقق لها أمنيتها تشعر بأنه ترى شخصا اخر غير الذي تعلمه أو ربما هي كانت لا تعلمه وهذه هي الشخصية الحقيقية لشادي جارها الذي لم يعد غريبا بعد الان
صباح الخير
هتفت بها مجيدة وهي تطرق بخفة على باب الغرفة المفتوح فردت شهد والتي كانت جالسة تتابع مع الممرضة التي تنزع عنها ابرة المحلول من يدها
صباح الفل يا ست مجيدة اتفضلي
خطت الأخيرة لداخل الغرفة مرددة
يزيد فضلك يا حبيبتي عاملة ايه بقى النهاردة
ردت شهد بابتسامة مشرقة
الحمد لله بخير أكيد بس انتي ايه اللي جايباه في إيدك ده
قالتها مشيرة نحو باقة الورود التي تحملها بيدها الأخرى ف اقتربت منها لتقدمها لها قائلة بمرح
دا ورد للورد
تناولت منها بابتسامة تحاول إخفاءها لتقول بحرج
يا نهار أبيض ولزمو إيه تكلفي نفسك بس
ردت مجيدة وهي تجلس على الكرسي القريب منها
مفيش تكلفة ولا دياولو أنا مش شرياه اساسا دا زرع ايديا اللي براعيه كل يوم إن مكانش يطلع للغالين هطلعوا لمين بقى
غالين!
رددتها شهد بشعور من الفرح يغمرها فهذه أول مرة تفاجأ بهدية رائعة كهذه ومن امرأة كمجيدة التي تذكرها بأفعالها بحنان أبيها الذي تفتقده وقد كان يعوضها عن افتقاد والدتها قبل أن يتركها هو الاخر ثم تأتي مجيدة وتصنفها بالغالية رغم المعرفة القليلة بها
بس الورد دا كذا نوع ما شاء الله عليكي دا انتي باينك عاملة جنينة
قالتها شهد حتى لا تبدو غير طبيعية بلهفتها على الورود تبسمت مجيدة تجيبها بزهو
هي فعلا جنينة بس جنينتي أنا اللي على قدي زرعاهم في البلكونة بتاعة الصالة أصلها واسعة ومختلفة عن باقي الغرف احنا مش اغنيا بس ولله الحمد حالنا حلو وبنعمل اللي احنا عازينه عشان نعيش كويس واهم حاجة للعيشة الكويسة هي إن البني ادم يستمتع بهوا نضيف أو ريحة جميلة تعبي صدره ساعة عصرية في الروقان أو وقت الڠضب عشان ينسى همه هي لينا فين صحيح مش شايفاها
متابعة القراءة