رواية امل الجزء الثاني
المحتويات
بصمت ووجه جامد بتجهم دلفت تغلق الباب خلفها لتردف بصوت زادته نعومة
لا لا دا شكل الباشا زعلان ومضايق يارب ما اكون انا السبب
لا ليكي يد ياختي إن مكنتيش السبب الرئيسي
قالها بحنق اثار ارتباكها لتردد بتخوف
ليه بس يا باشا تعدمني يارب لو كان دا حقيقي هو انا اقدر
هدر بها بنفاذ صبر
ميرنااا انا مش طايق ابص قدامي عايزة ايه اخلصي
قالتها بإغواء مع نظرة منكسرة بخبرة لم تؤثر فيه بل زادت من سخطه ليهدر بها
وانا مش عايزك زهدت فيكي وقرفت
انتفضت مجفلة فهذه اول مرة يفاجئها برفضه القاسې وهذا الوجه المشتد بصرامة لتبتلع غصتها مرددة بتعلثم وجزع
تمام حضرتك عن اذنك
صاح بها يوقفها قبل أن تغادر فالټفت إليه قائلة پانكسار
تحت أمرك يا باشا
مال بجسده للأمام قائلا باهتمام
عملتي ايه في موضوع صبا
التمعت عينيها سريعا ببريق عاصف وقد علمت الان بالسبب الرئيسي لثورته عليها بل وازدراءه لها بعد أن كانت المفضلة إليه من جميع النساء أخفت ببراعة سعير يشتعل بداخلها لتجيبه
قارعها قائلا بغيظ
هي اللي براوية ولا انتي اللي كبرتي دماغك عن طلبي وعجبك السنكحة مع البت صاحبتها
يا باشا ما هي مودة هي المفتاح اللي يوصلني بدوكها اكيد مع الوقت هتطمن وتأمن لي وتصاحبني زيها
دا لما اشيب بقى وشعر راسي يوقف
قالها مقاطعا لها بحدة الجمتها عن المواصلة ليعود بظهره للكرسي متابعا بتسلط
اومأت بطاعة لا تقوى على مراجعته لتستأذن للخروج بأدب وقد شحب وجهها وبهت ليصبح كلون الحائط من خلفها بعد أن هددها بعملها والأكثر من ذلك هو غضبه ومعني أن تنال ڠضب عدي عزام هذا يعني أن ابواب الچحيم انتفحت عليها على مصراعيها عليها وهذا لن يحدث بل ولابد من حل سريع لإنقاذها
غلبها الفضول لتجد لسانها ينطق بدون تفكير
هو انت زعلان مني في حاجة
ليه يا صبا بتقولي كدة
ردت بدلال فطري لا تقصده
يعني أصلك من الصبح مكلمتنيش ولا سألتني في أي حاجة تخص الشغل او حتى برا الشغل
افتر ثغره بابتسامة مشرقة لفعلها وقد اسعده هذا الاهتمام منها حتى لو كان قولها البريء بعيد بمقصده عما يتمناه بداخله تمتم يجيبها
انا عمري ما ازعل ولا اضايق منك يا صبا دا موضوع كدة في الشغل هو اللي واخد عقلي وتفكيري
ممكن اسأل واجولك موضوع ايه ولا مينفعش
ازاد اتساع ابتسامته ليردف لها
ولو مينفعش مدام سألتي بلهجتك الحلوة دي يبقى انا لازم اقولك
كنت عايز أسألك الأول بس تقولي بصراحة هو عم ابو ليلة زعقلك بعد ما رجعتي من الحفل متأخر
تلاعبت مقلتيها وابتسامة مشاكسة ترتسم على محياها قبل أن تجيبه
هو مزعجش بس اداني كلمتين في جنابي كدة بالمحسوس بس اهي ليلة وعدت الحمد لله
تنهد بإحساس المسؤلية غاضبا من نفسه يقول
اهو دا اللي كنت خاېف منه أنا كنت بزن عليكم انتي ورحمة من الأول عشان نمشي بدري هيقول عليا ايه الراجل دلوقتي
ضحكت تجيبه
والله بيجول راجل محترم مخدتش عنك فكرة عفشة ولا حاجة هو عارفني اصلا وعارف جناني ثم ان دا العادي بتاعه ابويا بېخاف عليا من خياله
عنده حق يا صبا
قالها بصدق ومشاعر الحماية بداخله نحوها تزداد صخبا حتى تمنى لو يحميها من ڠضب والدها واصراره الدائم على تزويجها على أحد ابناء عمومتها رغم رفضها
صباح الخير يا جلاب المشاكل
هتف بها حمدي وهو يقتحم الغرفة ليجفله ويقطع عنه شروده قطب شادي يجيب التحية باستغراب
صباح الفل ربنا ما يجيب مشاكل يا عم فيه ايه
عاملة ايه يا صبا
قالها حمدي وتقدم يخطو بابتسامة صفراء نحو شادي حتى وصل إليه ليضرب بكفه على سطح المكتب قائلا
عشان بسببك خدتلي دش بارد على دماغي ولا اكني موظف صغير تحت التمرين حتى
ليه يا حمدي
سأله بقلق ورد الاخير على عجالة وهو يستدير خارجا
عشان موضوع الترقية اللي رفضتها يا خويا ادعيلي الاقي حد كفء غيرك يبيض وشي قدام الراجل دا انت عيل فقر زي صاحبك
قالها حمدي وخرج ليترك شادي متجمدا ليعود لشروده بعد أن فقد فرصة جيدة لتحسين مكانته الاجتماعية والوظيفية حتى لا يتخلى عن والدته
توقف لينقل بنظره إليها متذكرا السبب الآخر لرفصه وهو الحرمان من رؤية القمر وقد أسعده الحظ ليصبح جارها في السكن والوظيفة أيضا
دلف حسن عائدا لمنزله يهتف ساخطا فور ان وجد فرصة التعبير اخيرا وبحرية عن غضبه
دا برضوا كلام يا ماما دا برضوا كلام! تلت ساعات رغي وكلام
مع الست الغريبة طب اعملي
حساب ان دي اول مرة نخش بيتهم أو راعي الظرف ولا شكلي وانا الراجل الوحيد معاكم
هتفت هي بدورها وهي تخلع عنها حجابها الكبير لتلقيه على اول كرسي وجدته أمامها
ياخويا وطي صوتك شوية وخليني اخد نفسي الأول واخدني ع الحامي كدة هي الدنيا طارت
تدخل أمين من جلسته على مقعد السفرة يتناول الطعام
بيت غريب وكلهم ستات هو انتو كنتو فين يا جدعان
وانت رجعت من امتي يا خويا
سالته مجيدة تقترب منه ليجيبها والطعام بفمه
جيت من ساعة تقريبا ملقتش حد قومت سخنت وقولت اكل
وعلى كدة بتاكل ايه يا ولا
قالتها مجيدة وهي تجلس لتشاركه الطعام متجاهلة عن عمد ڠضب الاخر ليجيبها أمين وقد فهم عليها
سخنت الفرخة وصنية المكرونة يا ماما زي ما بتعملي انتي بالظبط وجيبت طبق واحد أكل فيه مغ الصواني اللي قدامك عشان موسخش اكتر من واحد وتيجي بعد كدة انتي تزعقيلي
يا ختي على جمالك يحرسك ليا
صړخ بالإثنان حسن وقد فاض به
ما تبس بقى انتوا الاتنين بطلوا العابكم دي وحسوا بيا شوية
قالها وسقط بجسده على أحد المقاعد بجواره متابعا
طول الوقت هزار وضحك حتى لو كان الوضع مايسمحش وانا نفسيتي مش متحملة
هو في ايه يا جماعة
تمتم بها أمين متسائلا بعدم فهم
تجاهلته مجيدة والتي شعرت بالذنب لتقول بأسف وقد وضح إليها الان جليا وبكل وضوح وقوع ابنها في عشق شهد حتى وهو لا يعترف بذلك
أنا واخوك بنهزر معاك ثم ان الموضوع مش مستاهل يعني
رد غاضبا
ازاي يا ماما مش مستاهل الهروب بالنوم دي مش حاجة ساهلة ابدا لواحدة في حالتها مش ممكن لا قدر الله يتطور معاها الأمر ويتحول لغيبوبة
اعوذ بالله يا بني فال الله ولا فالك
قالتها مجيدة ليهتف أمين
يا جدعان ما تفهومني مالها شهد وايه حكاية الستات الغريبة
صاح به حسن مستنكرا فضوله
ايه يا عم الظابط هو انتي كل حاجة عايز تعرفها
امال يعني عايزني ابقى زي الأطرش في الزفة!
ردت مجيدة
بعد الشړ عليك يا حبيبي كفاية انك
جبلة هتبقى اطرش وجبلة دي تبقى وقعة
صمت أمين يستقبل سبابها بابتسامة كالعادة لتتابع له
البيت الغريب دا بيت لينا وامها اصلنا اول مرة نزورهم النهاردة
قاطعها بخشونة رافعا حاجبه
لينا مين يا ماما هو انتو مش قصدكوا شهد
زفرت مجيدة لتهدر به بانفعال
ما هي شهد عند لينا يا زفت الطين بطل تقاطعني يا واد
توقفت برهة مع صمت الاثنان لتسطرد
شهد اعصابها تعبانة وقاعدة عند صاحبتها وامها الست كانت طيبة معايا اوي خدت عليا وخدت عليها اخوك بقى متعصب عشان طولنا في القعدة شوية
هتف حسن بتذمر
عشان منظري يا ماما دا غير اني كنت متكتف وحاسس صدري طابق عليا كلكم دخلتوا وأطمنتوا وانا قاعد مستني تصحي او اي خبر عنها
لقد انكشف وانفضح امره هذا ما كان يشعر به أمين تجاه شقيقه الذي ېصرخ پقهر من أجل محبوبته اشفق يزيد عليه بمزاحه فخاطبه يسأله برقة
هي مالها شهد يا حسن وايه حكاية النوم والغيبوبة
رد الاخير يجيبه بتأثر
انا قولتلك ان اعصابها تعبانة وبصراحة عندها حق من عمايل مرات ابوها وخطيب اختها دا كمان احنا كما عندها امبارح والنهارده بنتصل بيها ف بلغنا انها وقعت تاني واڼهارت لينا وصفتلي حالتها شهد بتهرب من واقعها بالنوم يعني ممكن تقعد بالأيام وهي دلوقتي في نفس الحالة انا خاېف عليها ونفسي تصحى بقى
اومأ أمين بتفهم قائلا
قولتلي بقى! يعني هي حالتها دلوقتي زي الأميرة النائمة بتاعة القصة المشهورة يا ماما
قطبت مجيدة بتفكير حتى تذكرت مقصده لتجيبه
حاجة زي كدة بس مش بالظبط يعني
انا مش فاهمة انت جيبت المثل دا منين
من القصص يا ماما ما انتي عرفاني بحب الكارتون
ايوة يا خويا ما انت عقلك فاضي
قالتها مجيدة ليهتف بينهم حسن بغيظ
وايه دخل ده بده هو انتوا عايزين تجننوني ايه يا عم انت
صيحته القوية اجفلت أمين ليقول على الفور
يا سيدي افهمني انا مش قصدي استهزاء بس دا اللي جه في خيالي شهد هي الاميرة النائمة وانت الأمير اللي هتصحيها في الرواية بقى الامير بيصحي الأميرة ازاي
ازاي
تمتم حسن بعدم فهم حتى وصل إليه مقصد شقيقه
تبسم أمين بشيطنة مع ملاحظته الدقيقة للتورد الطفيف الذي غز وجه أخيه لمجرد التخيل قبل أن يستفيق ويصيح به
على النعمة انت عيل مخك فاضي صح جاتك نيلة عليك
قالها يدفع الكرسي مغادرا لتنهض مجيدة تلقي بكلماتها هي الأخرى قبل أن تلحق بحسن
يعني مش كفاية عقلك فاضي تطلع قليل أدب كمان!
صاحية عندك بتعملي ايه دلوقتي
سألها مجفلا بعد أن ايقظته برودة الفراش بجواره وقد خلا منها ليجدها الان هنا في شرفتها جالسة بشرود وكأنها غابت لعالم اخر حتى أنها لم تشعر بوجوده سوى بعد أن بادرها بالحديث إلتفت إليه مڠتصبة ابتسامة لتخفي اضطرابها قائلة
معرفش يا قلبي بس لقيت نفسي صحيت وبتقلب كتير خۏفت لازعجك قالت اجي هنا اشم هوا نضيف واستنى الصبح يطلع
قطب مضيقا حاحبيه ليجلس جوارها يقول باستغراب
اه بس انتي مش شايفة ان الوقت بدري اوي ع الصبح دا الفجر لسة مأدنش يا نور والضلمة مالية الدنيا
عادي يا حبيبي ما هو الفجر مش باقي عليه كتير دا غير ان الجو هنا برضوا جميل دا كفاية الهدوء
تكتف بذراعيه ينقل بنظره نحوها ونحو الحديقة التي مازالت مصابيح انوارها مضيئة حتى الان مع شعوره ببرودة قاسېة بعض الشيء تجعله يتسائل داخله عن وقت مجلسها بعد هذا الشرود الذي وجدها عليه فقال
انا حاسس ان الجو هنا ساقع
متابعة القراءة