رواية ياسمين الفصول من 29-35
المحتويات
وشرع يخرج ومن خلفه ملك التي انفطرت من البكاء بالداخل وتماسكت بصعوبة
جذبها يونس إليه لتقف بجواره ونظر للطبيب وهو يسأله
ها يادكتور
لم ينطق الطبيب بكلمة واحدة فقط نظر إليه بنظرات عاجزة توحي ب اقتراب النهاية إن لم تكن تلك هي النهاية غمز له يونس كي يعطي قليل من الأمل ل ملك التي سألت بتلهف
قول حاجه والنبي
ف زفر وهو يقول
مكنش صح إنه يمشي من المستشفى من الأول بس إحنا بنحاول نتفادى الموقف وهنعمل اللازم متقلقوش
أشار الطبيب ل مساعده كي يلحق به ف سار يونس وهو يساندها نحو المقعد وحاول تهدئتها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ف جففت دموعها وحاولت إبداء قوتها حتى لا يراها إبراهيم هكذا عندما يفيق هزت رأسها مستجيبة له و
حاضر
هجيبلك ميا وارجع
ووقف كي يذهب تعقب الطبيب حتى استوقفه وسأل مباشرة
المفروض نعمل إيه
مط الطبيب شفتيه معلن عن فشله و
خلاص ياأستاذ يونس اللي بعد كده بتاع ربنا الحالة وصلت لمرحلة مفيش فيها حل غير الإنتظار
شبك أصابعه وهو ينهي حديثه
متأسف عن أذنك
أمسك يونس جبهته وضغطها بأصابعه لم يعد ب إمكانه التدخل بعد الآن خرج الأمر عن قدرته أساسا
وضعت ملك يدها على قلبها المقبوض واجتهدت كي تنظم أنفاسها وهي تنظر على الباب الذي يفصل بينهما تتخيل الآن والدها ينهض من فراش المړض ويخرج من هذا الباب ويعنفهم بشدة كي يغادر المشفى تمنت ذلك وبشدة ولكن طال انتظارها وهو لا يخرج
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تحبي أساعدك
ف ابتسمت لها السيدة و
ياريت يابنتي الواد إبني ربنا ياخده سابني مش قادرة أخرج لوحدي
ثم أشارت برأسها
وصليني بس للتاكس اللي قدام المستشفى أختي مستنية هناك
ف رحبت ملك بذلك وكأنها سعدت لتقديم المساعدة لها ساندتها وسارت بها رويدا رويدا وبعدما نزلت بها للطابق الأسفل بواسطة المصعد قادتها لباب الخروج وهي تسألها
فأومأت السيدة وهي ترمي ثقلها على ذراع ملك مستندة ب أريحية
آه ربنا يشفيني يارب
يارب إن شاء الله
خرجت بها ملك من بوابة المشفى وهي تبحث بنظراتها
فين التاكسي اللي مستنيكي
فأشارت السيدة بالعكاز نحو الصف الآخر
هناك أهي وصليني اللهي يكرمك يابنتي
ف نظرت ملك يمينا ويسارا قبل أن تعبر بها الطريق ثم سارت بها نحو السيارة فتحت إحداهن الباب الخلفي وترجلت منه سيدة بدينة ترتدي عباءة سوداء وعلى رأسها الحجاب الأسود ابتسمت في وجه ملك وهي تشكرها ب امتنان
تسلم رجليكي ياحببتي
فأجابت ملك بعفوية
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ف استندت السيدة على كتف ملكوهي تطلب
دخليني بس يابنتي براحة
ساندتها ملك و
ادخلي براحة طيب
استقرت السيدة بالخلف وانحنت ملك كي ترفع ساقها المکسورة وتضعها داخل السيارة ف إذ بالسيدة الأخرى تكتم أنفاسها بقطعة قطنية كبيرة مغموسة بمحلول مخدر بعيدا لم تلبث ملك أن تحاول التخلص من كفيها إلا وقد فقدت وعيها بعدما اشتمت رائحة هذه المادة الغريبة ف دفعتها السيدة لداخل سيارة الأجرة وأسرعت بالجلوس في المقعد الأمامي وهي تردف
أطلع بسرعة من هنا
لحظة وكانت السيارة تطير طيرا من على الأرض لتنتقل بها إلى حيث طلبت و
الفصل الرابع والثلاثين
لا تدعس على طرفي ف تحترق
عاد يونس بدون أن يستغرق وقت طويل في الغياب عليها كي لا تشعر بالإرتياب وقد أحضر زجاجة من المياه الباردة ليكون سبب غيابه مقنعا
لم يجدها بالمكان الذي تركها فيه نظر حوله وللأمام المستقيم على مرمى بصره ولكن لا أثر لها
أخرج هاتفه وحاول الإتصال بها ولكنه تفاجأ بوجود هاتفها في جيبه الآخر حيث تركته معه قطع المكالمة وهو يعض على شفتيه بغيظ وأطبق على جفونه يعتصرها وهو يغمغم
مش ده الوقت اللي ينفع أنشغل فيه بالقلق عليكي ياملك!
نفخ منزعجا وهو ينظر لعمه عبر زجاج الغرفة الشفاف ف انتفض من مكانه ودخل مسرعا حينما شعر به يحاول فتح جفونه أوفض إليه متلهفا و
عمي سامعني فوق أرجوك
لعق إبراهيم شفتيه الجافتين وهمهم بكلمات مبهمة
ي يونس
ف دنى منه يونس أكثر بعدما ترك الزجاجة على الكومود و
أيوة أنا جمبك أهو
تنفس إبراهيم وهو يردف
عطشان
فتح يونس زجاجة المياه على الفور وسانده كي يستقيم في جلسته ويرتشف بضع رشفات يروي بها ظمأه إنسالت بعض القطرات من طرفي شفتيه ولكنه لم يبالي ف قد جف حلقه بشكل خطېر منذ أن فقد وعيه بالأمس
عاد يستريح وهو يسأل أولا
فين ملك
ف عاد يونس يفكر بها وب اختفائها المفاجئ
برا بتجيب حاجه من الكافتيريا متقلقش المهم قولي حصل إيه
ف وضع إبراهيم كفه على صدره وشرح بشكل موجز
صدري وجعني أوي فجأة
حسيت كأن حد بيضرب فيه بالسكاكين وبعدها مشوفتش غير سواد
جلس يونس على حافة الفراش وسأل مترقبا
عمي فين طنط منار ولو ماټت ماټت ازاي
ف نظر إبراهيم بداخل عينيه وقال بدون ذرة واحدة من التفكير أو الندم
ماټت وأنا اللي قټلتها ب إيديا دول
ورفع كفيه في الهواء كأنه متباهيا بما فعل تاركا الذهول المغمور بالفزع يغطي ملامحه بالكامل ف تخمين الحقيقة أبسط كثيرا من سماع الإعتراف بها في بعض الأحيان
تخشبت حواسه وبقت فقط ملك في ذهنه وهو يفكر بها كيف س تستقبل خبر گهذا بل الأحرى من ب استطاعته أن ينقل لها هذا خبر گهذا
مزق يزيد الورقة رقم سبعة وألقاها بالقمامة للمرة السابعة على التوالي يخطئ أثناء تدوين بعض الملاحظات وهو يعمل على الحاسوب كل ما يشغل عقله الآن نغم وډخلها گموظفة للشركة عنادا في شخصه
نهض عن جلسته متشنجا وقد زادت حرارة جسده أكثر وأكثر تجول يمينا ويسارا وهو يغرز أصابعه العشر في رأسه يفكر في طريقة ل الزج بها من هنا ف لن يقبل في كل الأحوال ب هزيمة گهذه
تقدم من مكتبه وراح يتحدث في الهاتف الخلوي و
أبعتيلي أستاذ عبد اللطيف
أغلق الهاتف و تمتم لنفسه
أما نشوف رئيسك المباشر هينفعك إزاي!
انتظر يزيد لدقيقتين وكان عبد اللطيف يلج بعدما طرق الباب متخيلا أن أوان عقابه قد آن
أيوة يابشمهندس
ف ابتسم يزيد ب سماجة وهو يعرض عليه ذاك العرض المغر
أنت مش كنت طالب أجازة من فترة ياعبد اللطيف!
ارتعد عبد اللطيف موقنا إنها الأجازة الأبدية ف تلجلج قليلا وهو يجيبه
آه بس خلاص مبقتش آ
أنا دلوقتي بديك أجازة أسبوع مدفوعة الأجر تقدر تاخدها من بكرة
حدق عبد اللطيف غير مدرك ماذا أصاب يزيد ف قطع الأخير عليه تفكيره و
طالما بقى في حد يحل محلك يبقى حقك تاخد أجازة
ثم أشار له
أتفضل دلوقتي وظبط الموضوع مع السكرتارية ومتبلغش الموظفة الجديدة بالأجازة دي
زقزق صوته وبدا سعيدا متحمسا وهو يشكره
مش عارف أقول إيه لسيادتك شكرا شكرا أوي
وأسرع بالخروج ف تناول يزيد هاتفه وأردف مستمتعا بأولى خطوات العقاپ خاصته كما أسماه
أما نشوف رئيسك المباشر لما ياخد أجازة وتاخدي الأمر مني أنا هتعملي إيه ده أنا هشلوحك هبهدلك
لا يعرف ما الذي يجب أن يقال في موقف گهذا لقد حشر حرفيا أصبح بين المطرقة والسندان ملك التي أولته مهمة معرفة الحقيقة لأجلها وعمه الذي ارتكب جرما منذ سنوات والآن قد فتح الأمر من جديد ولا يجب أن يسمع أحد بما حدث ماذا يفعل
شبك يونس كفيه خلف ظهره وهو يستمع ل عمه أثناء إنهاء حديثه
ده اللي حصل مقدرتش أشوف كل ده وأسكت أي راجل عنده نخوة لو مكاني هيعمل كده
غطى يونس وجهه بكلتا يداه فركه بقسۏة قليلا حتى أحمر ثم سأل
يزيد يعرف كل ده طبعا
ف حاول إبراهيم ألا يورط إبن أخيه وعلى الأقل يكون مقنعا أيضا أمام يونس
عرف بعدين
وملك ملك اللي مستنية تكلم معاك وتسأل عن أمها هتقولها إيه أمك خاېنة وكانت تستاهل المۏت ف قټلتها هي وعشيقها و
قاطعه إبراهيم و
بس يايونس بس ملك لو عرفت أي حاجه من دي هتنهار حتى لو كانت أمها و وف مش عايز ألوث الذكرى الباقية ليها منها
أتقد صدر يونس ب حرارة مسعرة وهو يدنو من عمه وكأنه يلومه
عشان كده حرمتها إنها تخالط حد وجوزتها بدري! كنت فاكر إنك كده بتحميها من مصير يشبه أمها
وتابع متهكما
اللي خۏفت منه حصل حتى بعد ما حصنتها حبت واحد تاني وضعفت قدامه عشان جوزها كان وفي الآخر سلمتني أنا الأمانة التقيلة دي صح
وتابع تخميناته
طبعا مكنش ينفع يزيد لأنه عارف كل حاجه وقبل كل ده واخد موقف من ملك بسبب أمها يبقى مفيش غيري لعبتها صح ياعمي
انحنى قليلا عليه و
بس محطتش في حسبتك إن خالتها تظهر ف كل حاجه باظت
منذ قليل وهاتفه لا يتوقف عن الإهتزاز بجيبه حتى قنط وتضاعف إنزعاجه وغضبه أخرجه وابتعد عن إبراهيم وصاح به
إيه يايزيد!! رن رن رن! مزهقتش
صمت لحظات و
ماشي خارجلك
أبعد الهاتف عن أذنه وهو ينظر ل إبراهيم نظرة أخيرة و
هشوف يزيد عشان جه تحت
وخرج خرج وهو يطرد زفيرا حارا من صدره
أوووف
تصادف مع يزيد أثناء خروجه له ف لمح امتعاضه يغلف تعابيره وهو يستنكر
إزاي عمي يتنقل لمستشفى ومتعرفنيش
ملحقتش أبلغك مين قالك
نينة
ثم سأل متلهفا
هو فين وحصل إيه
فوق روحت أنا وملك آ
صمت فجأة وقد حضرت على باله للتو نظر في ساعة يده الأمر بدا له غير طبيعي أن تختفي كل ذلك بدون أن تبلغه حتى بمكانها
عقد يزيد حاجبيه و
في إيه
اضطرب يونس مع شعوره ب إصابتها بمكروه وبقى تائها عاجز عن التفكير وهو ينظر حوله و
ملك ملك مختفية بقالها شوية ! ده مش طبيعي أبدا
وأوفض نحو البوابة ومن خلفه يزيد
أستنى بس رايح فين يابني فهمني
وضعها ربيع برفقة صديقه على الأريكة القديمة وهي ملفوفة ب ملأة ملونة قديمة بينما كانت تفيده تختلس النظر من مسافة بعيدة وهي تسأل بعد أن رأت إبنها يدخل بينهم وهو يحمل تلك الكومة الكبيرة
في إيه يا ربيع وإيه اللي شايله ده
غمز ربيع لصديقه كي يخرج وتحرك من خلفه وهو يقول
تسلم إيدك ياأبو الرجولة
أخرجه ربيع من الغرفة وخرج برفقته كي يصل به إلى الباب أغلق الباب ف استمع لصيحة تفيده المصحوبة پصرخة مدوية
يانصيبتي!
ف هرول ربيع يدخل وهو يغمغم
هتفضحيني ياما! قال مشافوش وهما بيخطفوا شافوهم وهما بيصوتوا!
دخل ربيع وأوصد الباب عليهم ف ڼهرته تفيده بشدة بعدما كشفت عن رباط الملأة ورأت بداخلها ملك
أخس عليك أخس بټخطف بنت خالتك وتدخلها بيتنا أول مرة بالشكل ده! ليه كده ياموكوس هتروح في ستين داهية
ف أشار لها ربيع كي تكف عن صياحها و
بس ياما بس!!
متابعة القراءة