رواية ياسمين الفصول من 29-35
المحتويات
ب اقتضاب وهو يوليها ظهره ويقف قبالة الشرفة ف تركت كاريمان ما تقوم به واستندت على عصاها وخطت نحوه وضعت كفها على كتفه وهي تسأل بنبرتها الحانية التي تحيي الوصال
مالك ياحبيبي
منع يزيد نفسه من الخضوع لرغبته في البكاء وسرد ب إيجاز
كان عندك حق في كل كلمة من أول يوم شوفتي معتصم ومكنتيش طيقاه صاحب عمري خاني يانينة مرة لما كان بيضحك في وشي وكان جواه بيحقد عليا ومرة ولما أخد مراتي ومرة كمان النهاردة
ثم نظر من طرفه متابعا
معتصم هو اللي دبر كل اللي حصل ليلة اليخت يعني حتى رغدة كانت ضحېة
اتسعت عينا كاريمان و
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تركها واقفة وخطى بعيدا عنها جلس على طرف الفراش ووضع قبضته المتكورة على قلبه مباشرة و
قلبي واجعني أوي يانينة عايز أعمل أي حاجه تشفي غليلي عايز أرتاح مش عارف
وترقرقت عبرة انسالت حتى اندفنت بين بصيلات ذقنه ومازال يتحدث بصوت غلب عليه القهر
مش قادر أنسى اللي حصل
جلست كاريمان بجواره وقد أحزنها رؤيته هكذا ضعيف وقليل الحيلة مستسلم لحزن لا يفارقه منذ تلك الليلة المشؤومة جذبته برفق حتى وضع رأسه على ساقيها ومدد ساقيه على الفراش غرزت أصابعها في شعره تمسده برفق بالغ و
حاسه بيك ياحبيبي بس مفيش حد بيتعلم ببلاش لازم تتغلب على حزنك وتكمل طريقك الزعل مش هيفيد بحاجه يايزيد
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
الزعل ده الحاجه اللي مخلياني مكمل هو اللي مخليني مصر أخرجهم من حياتي لازم يندموا يانينة هو عشان عاش جمبي عامل صاحبي وهو عدوي وهي عشان صدقته وساعدته أستخدمت ضدي حق مش حقها ودخلته شركتي وشركة أبويا وهي متعمدة ټنتقم مني رغم إني مخونتهاش حتى في أحلامي
كادت تتفوه ببعض المواعظ لكنه قطع حديثها متابعا
أنا عايز أنام يانينة عايز أنسى
فكانت يداها الأثنتين تساعداه على ذلك إحداهن تداعب رأسه وشعره والأخرى تربت على كتفه بهدوء شديد هو مغمض العينين ولكن عقله متيقظ لا يستطيع التخلص من حصاره وتفكيره الذي لا ينتهي قط أقنع نفسه بإنه سينام حتى رغما عن عقله حتى غط في النوم واطمئنت كاريمان على سبات جسده وتنفسه ف رفعت كفيها وأبعدتهم عنه وظلت على وضعيتها قليلا كي لا توقظه
صعد ل غرفة كاريمان وكاد يفتح الباب إلا إنها فتحته لتخرج منه ف أشارت له كي يلتزم الصمت وهمست
نام مش عايزاه يصحى دلوقتي
ف اشرأب يونس برأسه ينظر له ف إذ به مستكينا ب ملابسه على فراش جدتهم تضايق داخله وهو لا يعرف حتى الأن ما الذي أدى به لهذه الحالة
خطى للداخل بعدما أشار برأسه ل جدته متفهما رغبتها في أن لا يوقظه دنى منه وتفرس النظر إليه قليلا كان وجهه باهتا وطرفي أهدابه علقت بها قطرات صغيرة من الدموع ف أطبق جفونه يعتصرها بقوة غاصبا نفسه على الهدوء أيا كان ما حدث بينهما فلن يترك يونس الحكائة هنا لن يتهاون مع معتصم أبدا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أتفضل ياأستاذ عبد اللطيف
تناولهم وهو ينظر للحاسوب وبدون أن يطلع عليهم ثم أردف وهو في أوج تركيزه
البشمهندس مشي من شوية لو كنتي خلصتي قبل كده كان زمانه على مكتبه
فتسائلت بفضول
مين البشمهندس!
ف رفع بصره عن الحاسوب ونظر نحوها وهو يقول
مستر يزيد هو اللي كان طالب كشف الحساب
ف ازدردت ريقها و
آه ماشي
كملي الحاجات التانية وهاتيها وبعدين بكرة هبقى أسلمه الملفات بنفسي
حاضر
خرجت وهي تلتقط أنفاسها بتسارع وغمغمت بصوت منخفض
يعني أول حاجه أعملها في الشركة دي تبقى كشف وهو كمان اللي طالبه!
جلست على مكتبها وهي تطلق تنهيدة و
الحمد لله إنه مشي على الأقل مش هنتقابل من أول يوم
وتابعت بعض الأعمال المتبقية كي تنهيها وتتخلص من أعباء اليوم الأول وكأن مديرها المباشر ارتاح قليلا بعدما كلفها بالأعمال الموكل هو بها وبقيت هي منذ اليوم الأول في دوامة العمل
استعد يونس لزيارة ملك بعد أن فشل أمس في التحدث معها سيكون لقاء حزين بالطبع فهي لم تتحدث منذ الأمس ولم تفتح فاهها بكلمة مع أحد فقط تفكر وتبحث في عقلها عن إجابة ترضيها
كانت خديجة على وشك الدخول وهي تحمل كوب من الحليب الدافئ وصحن من البسكوت الصحى المخبوز في المنزل ولكنه أستوقفها و
ديچا اللبن والبسكوت ده عشان ملك
آه يمكن ترضي تاكل أي حاجه
ف أومأ وهو يتناولهم منها ثم دلف هو بنفسه كانت الغرفة شبه مظلمة بعد أن غطت الشرفة ب ستار سميك قاتم لتحجب عن إضاءة الخارج خيط رفيع من الضوء فقط ينير إنارة خاڤتة
أغلق يونس الباب وترك الحامل على الطاولة ثم دنى من فراشها كان مدثرة بالكامل حتى وجهها كأنها تهرب من الجميع ف مد يده ب خفة وسحب الغطاء عن وجهها ببطء وروية لم يتبين له ملامح وجهها بدقة ولكنه رآها بدت منهكة متعبة ف مد أطراف أصابعه ليبعد بخصلات شعرها القصيرة عن جبهتها وعنقها تململت في نومتها وقد وجهت وجهها نحوه فلمح آثار الدموع التي كشفت عن بكاءها حتى في نومها أخرج منديل من جيب معطفه وقد تعبأ برائحته ثم قربه برفق ل يمسح على وجنتيها اشتمت أنفها رائحته المميزة ف بدأت تستجيب للإستيقاظ الذي ترفضه تحركت جفونها بحركة عشوائية ف همس يونس وهو يحاول إيقاظها
ملك أصحي
ف هزت رأسها هزتين وخرج صوتها متحشرجا
مش عايزة أصحى عايزة أنام على طول
وترقرقت دمعة أخرى مصحوبة بعبارتها
عايزة أنام للأبد
ف تمسكت يداه بكفها الساخن وضغط عليه وهو يردف بعمق متعمدا أن يتخللها
مينفعش أنا مقدرش آ أسيبك
الفصل الثالث والثلاثين
فتحت ملك عيناها لترى فقط ظله الجالس قرفصاء بجوار الفراش واستشعرت أصابعه التي احتوت يدها وضغطت عليها تضامنا وحنانا
تنفست بصوت مسموع وكأنها لا تشعر بهذيانها
أنت مش حقيقي
ف مسح بأطراف أنامله على خدها اللين المبتل ببقايا الدموع و
أنا الحقيقة الوحيدة في حياتك ياملك فوقي وشوفيني كويس
ف رفضت مجددا وكأن حالتها النفسية
قد ازدادت سوءا
أنا بحلم
صمتت هنيهه و
لسه بحلم
ف اضطر أن ينهض ويفتح ذلك الستار الذي حجب عنها الضوء وجعلها تعيش في هذا الظلام الموحي لها بإنها تحلم فتح الستار ف انبثقت آشعة الشمس الموشكة على الغروب ل تتسلط على فراشها مباشرة وفتح الزجاج كي يتجدد هواء الغرفة ف غطت وجهها بذراعها وهي تبتعد عن الإضاءة بينما اقترب منها يونس أزاح يدها عن وجهها وأردف ببعض الحزم
ملك
ف اجتذبت ذراعها منه فجأة وجدحته بنصف نظرة و
خلاص يايونس صحيت
وأشاحت بوجهها عنه ف أشار لها كي تنهض و
قومي طيب عايز أتكلم معاكي
رفعت طرفها نحوه تسأل ب ارتياب
هتكلم عن موضوع إمبارح
وقبل أن توليه فرصة الرد قاطعها و
لو هو يبقى مش عايزة أتكلم
دفعت الغطاء عنها ووقفت على قدميها بدون أن تولي نفسها الفرصة ل استجماع رأسها ف انتابها الدوار فجأة وعادت ترمي بجسدها الرخو على الفراش قبل أن تسقط ف ركض نحوها وقد فزع قلبه و
حصل إيه انتي كويسة
ملامحها مقتضبة ومطبقة جفونها وهي ممسكة رأسها ولم تجب ف ازداد قلقه وأزاح يديها متسائلا
ملك!
دوخت قمت فجأة ف دوخت
تنفس وهو يعتدل في وقفته ثم سار نحو الطاولة ليأخذ كوب الحليب عاد إليها ومد يده به
طب أشربي ده أنتي من امبارح مأكلتيش
نظرت ليده ف حدقت عيناها و
أنا مش بحب اللبن
معلش
قالها بنفاذ صبر و
عشان يهديكي شوية
ف أبعدت يده عنها وقد بدا عليها الإشمئزاز و
مقدرش بكره ريحته
بدأت أعصابه تنفلت منه ف ترك الكوب على الكومود ثم رفع ساقيها عن الأرضية على حين غرة ف ارتمى نصف جسدها العلوي على الفراش شهقت متفاحئة من رد فعله الغير متوقع بينما تابع هو ودثرها مجددا بالغطاء وهو يهتف منفعلا
براحتك متشربيش بس قسما بالله ماانتي خارجة خطوة واحدة من هنا إلا لو الكوباية دي اتشربت
رمقته مذهولة وحاولت استدعاء تلك الشخصية التي حاولت خلقها بفعل نصائحه
أنت إزاي تعمل معايا كده!!
ف رمقها ب حدة و
هو ده اللي عندي
ثم الټفت كي يترك الغرفة وقبل ذلك أعطاها فرصة أخيرة وهو يسأل
لآخر مرة هسأل هتشربي ولا لأ
ف تابعت شجاعتها المزيفة وهي تهتف
لأ
ف خرج وصفع الباب وقد ارتفعت حرارة جسده وغمغم بسخط شديد
اللي عملته معاكي هيطلع على دماغي ماشي ياملك
رفعت ملك كوب اللبن للمرة الأخيرة كي تنهي ما بقى فيها ثم تركته وقد بدا وجهها غريبا كأنها ستتقيأ الآن رمقها يونس بنظرة راضية بينما كانا يجلسان في حديقة المنزل شبك يونس أصابع يده سويا وهو يبتسم قائلا
بألف هنا
تشنجت عضلات وجهها وهي ترد ب
دي آخر مرة تغصبني على حاجه
ف حل وثاق أصابعه المتشابكة وأعلن برائته من اتهامها
محصلش أنا خيرتك وانتي اختارتي
ف انفعلت وهي تردف ب
عشان خيارك كان صعب أنا لازم أخرج عشان أروح لبابا النهاردة
فكر يونس في رغبتها التي لا تقبل الرفض وفي رغبته هو في معرفة ما بقى من الحقيقة صمته هذا جعل الشكوك تنخر في رأسها فسألت فورا
أنت هتوديني صح
ف هز رأسه بالإيجاب و
أكيد
اعتدل في جلسته و
لسه عايزة تفتحي الموضوع بتاع امبارح ده تاني
نظرت للفراغ وقد غيم على عقلها غمامة ف بادر يونس قائلا
أنا مصدق عمي مش معقول يعني هيكون في حقيقة غير دي أنا رأيي متصدقيش أي حاجه من اللي حصلت وتهتمي بوجودك جمب عمي اليومين دول
لم تقتنع بما قاله بعدما قضت الليل كله تفكر بشكل منطقي هناك لغز في الأمر لم تتوصل له وحله فقط لدى إبراهيم ولكنها تعلم جيدا إنها لن تصل بسهولة لما تريد نهضت عن جلستها ف نهض هو الآخر محاولا إثارة تلك النزعة التي تثار بسهولة و
بتتهربي من كلامي ليه
ف توقفت لتتحدث بدون أن تنظر نحوه
أنت معشتش حاجه من اللي عشتها مشوفتش يوم واحد من أيام الحرمان اللي عيشت فيها
تنهدت متحكمة في رغبتها الجامحة كي لا تبكي و
عيشت من غير أم وحتى الأب كان وجوده زي عدمه ودلوقتي لما اعرف إن في أمل تكون أمي عايشة أكذب كل ده وأكمل حياتي في يتم!
ثم التفتت تنظر إليه معاتبة إياه على تفكيره اللامبالي
متبقاش أنت كمان ظالم يايونس
تأنيبه لضميره بدأ للتو بينما صډمته هي بتوابع عبارتها
أنت الوحيد اللي حسيت إنه
متابعة القراءة