رواية ياسمين الفصول من 29-35

موقع أيام نيوز

امبارح!
طرق الباب ودخل قبل أن يأتيه الرد ف الټفت يونس حينها ليرى من ذاك ليتفاجئ ب عيسى أمامه ف خطى نحوه وبنظرات امتزجت بالقلق تسائل 
أنت فين ياعيسى من امبارح! 
كان في مهمة بخلصها
فتح عيسى هاتفه وناوله ل يونس وهو يفسر 
ده بيت ربيع وأمه حاجه كده على قدها خالص
تفحص يونس الصور التي التقطها عيسى بحرفية لزوايا المنزل القديم من الخارج والتي أدلت على حالهم المفتقر راح يكبر في الصور ويصغرها مدققا بأقل التفاصيل بينما استأنف عيسى ما حصل عليه من معلومات 
الواد ده كان عليه أقساط ميكروباص وصاحب الميكروباص كان يوميا بيفضحه عشان الأقساط دي في يوم وليلة سددهم كلهم وكمان بيعمل للميكروباص عمرة دلوقتي
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ف أفتر ثغر يونس بسخرية وهو يعقب 
طبعا الربع أرنب اللي لهفه في جيبه اتصرف وجاي عايز تاني
فتابع عيسى 
ده غير إنه متجوز وعنده ٣ عيال والرابع في السكة
ارتفع حاجبي يونس تلقائيا وهو يتلقى خبر گهذا بينما كان عيسى يختم المعلومة قائلا 
متجوز أتنين وعايشين في بيت واحد مع أمه
الله!
ترك يونس الهاتف جانبا وبدأ يحلل بتفكيره شخصية ذلك ال ربيع 
واحد زي ده شكله برميل فلوس عايز ملك واللي هيسيبه أبو ملك وأهو يبقى خد الجمل بما حمل
ثم ضړب يونس على سطح المكتب وهو يقول بغلظة 
بس ده على چثتي يحصل لو فكر بس في أحلامه يتعرض لها بحجة أمه اللي عامله فيها مسكينة وبتدور على أختها كأنها عيلة تايهه أنا هفرمه من غير ما أفكر ثانية واحدة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فسأل عيسى بفضول اعتراه 
عايز تعمل إيه ياباشا وانا معاك لو عايز أجيبهولك متكتف لحد عندك أعتبره حصل
ف نفى يونس رغبته العدوانية رغم أن داخله يعج بمشاعر العداء الصريحة 
تؤ إحنا مش هنبدأ بالغلط أما أشوف أخرته إيه عشان مبقاش ظالم ولو على الفلوس أنا هغرف وأديله بس ينسى أسم ملك خالص والشويتين بتوع بنت خالتي ولحمي وعضمي والكلام الفاضي ده
ربت يونس على كتف عيسى وهو يثني على كفائته وسرعته و 
تسلم ياعيسى أنت كل مرة بتكون قدها وزيادة
تحت أمرك ياباشا
ثم حمحم قبل أن يستطرد 
في حاجه غالية
أشاح يونس بوجهه بعيدا وهو يمنع العصبية من أن تتسلل إليه بينما قال عيسى بصراحة مطلقة 
بتراقبنا من بعيد ياباشا
تلك الشمطاء التي يحيل بينه وبينها فقط ذكرى زوجته الغالية لولاها ل كانت غالية الآن في خبر كان لم يكن ل يصبر عليها كل ذلك ولكنها تستنفذ صبره وقد انتهت فرصها لديه وما هو قادم سيكون بفضل أفعالها هي فقط 
گعادته في الآونة الأخيرة عصبي منفعل دائما وسريع الڠضب لأتفه الأشياء كونه لا يستطيع التأثير على رغدة كي تترك له على الأقل حصة من أسهمها يثير جنونه وشكوكه في آن هو يؤمن إنها لم تنسى زوجها السابق والذي جمعتها به قصة غرامية قبيل الزواج ولكنه يكافح لتجاوز هذا الشعور كي يصل لمبتغاه الدنئ في النهاية وأن يكون رسميا أحد شركاء هذه المجموعة 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
كان معتصم يتحدث في هاتفه ب اقتضاب وهو يتلقى الأخبار الأخيرة التي سعى كي يتعرف عليها فيما يخص زيارة الوفد الألماني للقاهرة خلال الفترة القادمة ترك زفيرا قانطا يترك ضلوعه وقبل أن يرد كان الباب ينفتح ويدخل منه يزيد بدون انتظار ف انتصب معتصم في جلسته وهو يغلق مكالمته 
هكلمك بعدين
أغلق المكالمة فكان يزيد قد وصل بخطواته نحو النافذة أزاح عنها الستار بينما معتصم يطالعه بنظرات غريبة منتظر على الأقل تبرير لتواجده هنا ف أردف يزيد كي يقطع عليه تفكيره 
مش هتوصل لحاجه الوفد اللي جاي يونس بنفسه هيستقبلهم ويعملهم حفل استقبال يليق بينا والمشروع خلاص بقا قيد التنفيذ كل اللي بتعمله مش هيفيد بحاجه
ثم الټفت يرمقه ببرود ناقض مشاعره المتأججة 
أنت بتصرف مجهود على الفاضي
أشاح معتصم بصره عنه ف استند يزيد بكفيه على سطح المكتب ليكون مائلا عليه بزاوية ثمانون درجة مئوية ثم هتف بنبرة اتشحت بالحقد 
زمان أيام ما كنت بتيجي عندنا البيت نسهر ونذاكر سوا نينة مكنتش بتطيق تشوفك كانت تقولي الواد ده قلبه أسود ومش بيحبك
ضحك يزيد ساخرا من سذاجته حينها و 
بس انا عمري ما صدقت أنت كنت صاحبي الوحيد وأخويا التالت مكنش ليا غيرك انت ويونس
اعتدل يزيد وهو يتسائل مشدوها 
إزاي پتكرهني كده وكنت جمبي طول الوقت بتمثل دور المخلص المحب! أنا كنت بقف جمبك في كل حاجه لو طلبت عين من عنيا مكنتش هتردد
ف وقف معتصم عن جلسته وقد بدأ يظهر عدائيته الغير مبررة والكراهية التي تغلف بها صوته 
أنت حطيت إيدك على المشكلة بالظبط أنا مش عايزك تديني عينك مكنش لازم تفكرني دايما إن انت معاك وأنا لأ إن انت عندك وانا لأ أن انت في إيدك وانا لأ
اقترب منه حتى أصبحت الوجوه مقتربة بشكل كبير بينما نظرات يزيد المشدوهه عليه على غير استيعاب لما يقال له لأول مرة 
حتى البنت الوحيدة اللي انا حبيتها حبتك أنت هي فضلتك عني وانت كسرتها سيبتها عشان رغدة سيبت منها بقايا مينفعش حتى ألمها
تنغض جبين يزيد و 
أنت بتكلم عن مين
لميس زميلتنا في الجامعة اللي عملت عشانك كل حاجه عشان بس تكون معاك وانت سيبتها أول ما عرفت رغدة بعد كل اللي عملته ده ولسه عايز تسألني ليه
حدقت عيناه به إنه يستمع لكلام لم يسمعه من قبل والأسوأ إنه محفوف بالكره يرى الآن معتصم الحقيقي كما لم يراه من قبل 
ابتعد يزيد خطوة للخلف ينظر إليه متأملا لا يمكن أن يكون ذلك هو الصديق الذي آخاه منذ فترة وكان گ ظله!
لا يمكن أن يكون قد انخدع به بهذا الشكل !
في حين لم يكتف معتصم بهذا القدر وراح يخرج كل ما في صدره 
مفيش بني آدم يستاهل يكون معاه كل حاجه بس انت كان معاك فلوس شغل شركة وأسهم بأسمك ومستقبل مضمون ست بتعشق التراب اللي بتمشي عليه فرحان ومبسوط وأخوك على طول في ضهرك وعيلتك أسمها كفيل يحميك في بلد اللي ملهوش فيها ضهر بېموت عايز إيه تاني أكتر من كده! كان لازم يطلعلك شوكة تنغص عليك حياتك وتعرفك إن مينفعش حد يعيش وهو معاه كل حاجه
انقبض قلب يزيد وهو يضرب ضربات متتالية ليضخ الډماء ولكنه في الحقيقة يضخ ڠضب امتشج بالحزن والذهول وخيبة الأمل والكثير من المشاعر 
لم يرمش رمشة فقط لمعت عيناه لمعة مبهمة وهو يسأل فجأة وبدون أي مقدمات 
أنت اللي جيبت رغدة اليخت في اليوم اللي روحت احتفل بيه معاك بالإتفاقية الجديدة 
ف تنفس معتصم وهو يجيب 
أيوة أنا
ف تأكدت شكوك يزيد التي كانت تساوره منذ مدة ولكنها الآن حقيقة يعترف بها 
وانت اللي دبرت لكل ده خليتني شربت لحد ما سكرت ومحستش بنفسي وبعدين زقيت البت دي عليا عشان أصحى ألاقي نفسي على سريرها ورغدة تكتشف قد إيه أنا إنسان خاېن صح
ف صفق معتصم وقد أنبعجت شفتاه ببسمة مستخفة و 
شاطر أخيرا فهمت
لم يكن قادرا على كبح جماح إنفعاله أكثر
من ذلك حتى إنه تأخر على إظهار عصبيته حيث انقض عليه وأطبق على عنقه ېخنقه وهو يهدر فيه 
ياخسيس ياو ده انت كلت عيشي وملحي ودخلت بيتي يا يلعن آ اللي عرفتك فيها
سدد له معتصم لكمة في جنبه الأيسر كي ينفك منه ولكن يزيد قد أصابه العمى ولم يعد يشعر سوى ب حريق رأسه ومازال يضغط ويضغط متعمدا إهدار روحه وإن كلفه الأمر حياته بعد اعترافه الخطېر 
دلف سيف أثر صوت الصباح والضجيج الذي خرج من المكتب ليجد هذا المشهد المفجع أوفض يتدخل ليحل بينهم ولكن دون جدوى 
مستر يزيد مينفعش كده هتودي نفسك في داهية
ال ابن ال أنا هاخد روحك
تجمع الموظفين أمام الباب وهم يتهامسون ويتلامذون عما يحدث حتى شق يونس جمعهم وهو يصيح 
إيه اللي بيحصل هنا ده!! كل واحد على مكانه
صعق من هذا المشهد وثلاثتهم متشابكين هكذا وقد فشل سيف فشل ذريع في الفض بينهم بل أصبح جزء من العراك أيضا صفع يونس الباب وهم نحوهم وهو يصيح 
أنتوا اتجننتوا!! يزيد!
لم يكف لسان يزيد عن السب واللعڼ حتى بعد أن فصل يونس بينهما بصعوبة ووقف في المنتصف يصيح في كلاهما 
نسيتوا نفسكوا ولا إيه!! إحنا هنا في شركة!
ثم نظر ب اتجاه معتصم الذي كان يسعل ويحك عنقه وأردف 
شغل الشوارع ده مش هنا
ف أشار معتصم برأسه نحو يزيد و 
قول الكلام ده لأخوك طول عمره إيده سابقة دماغه
ف كاد يزيد ېتهجم عليه من جديد 
إما إنك بجح و 
ف أمسك يونس به يمنعه وضغط على كتفه وهو ينظر إليه بنظرات مغزية 
أهدا يايزيد إيه اللي حصل خلاك شايط كده
ف لم تبتعد نظرات يزيد عن عدوه اللعېن الذي اكتشف إنه أشد لعڼة من العدو نفسه اشتعلت نظراته ورغب لو يسفك دمه بعد اكتشاف لعبته الوضيعة كي يسرق زوجته ولم يجد أي تعبير يعبر به عما اكتشفه من فعل فادح كيف يعترف بشئ مخزي گهذا  
انسحب يزيد من بينهم وشرارات الڠضب تتقافذ بصدره ف نظر يونس ب اتجاه معتصم نظرات شزره أعقبها بتعليقه عما رأى 
أنت مش هتطول معانا خلي اليومين اللي هتكملهم هنا يعدوا بسلام أحسنلك
ف تمادى معتصم في حديثه معه 
متهيألك أيامي هنا مش هتخلص بالسهولة اللي انت فاكرها
ف ضبط له يونس ياقته وكأنه يذكره بالإهانة التي تلقاها منذ قليل وابتسم بفتور 
هنشوف كلنا هنتفرج ونشوف
ثم نظر يونس حيال سيف كي يتبعه وخرج كلاهما تاركين إياه بمفرده 
اعتقد يونس إنه سيلحق ب شقيقه ليعرف ما الذي أدى به لهذه الحالة الهائجة ولكنه اكتشف إنه غادر مباشرة ولم ينتظر حاول الإتصال به ولكن لم يستطع الوصول إليه بعد أن أغلق يزيد هاتفه كليا كان في حال لا يرثى له طيلة الفترة الماضية كان ېكذب شكوكه حيال معتصم حتى بعد أن أبدى ردود فعل عدائية واضحة وضوح الشمس بقيت بداخله رغبة تبرئته من فعل مشين گهذا ولكنه بالفعل قد فعل 
اقتاد سيارته لا يعلم ل أين وجهته فلم يشعر سوى وهو يعبر البوابة المؤدية لمنزل جدته العجوز صاحبة النظرة الصائبة الأولى في معتصم والتي كشفت عن نواياه السيئة منذ سنوات ترجل عن سيارته وتركها بمفتاحها استقبلته خديجة بترحاب وأدخلته ف صعد مباشرة لغرفة كاريمان الآن تحديدا يريد رؤيتها يريد أن تشاكسه وتنفعل عليه گعادتها أراد أن تطفئ نيران صدره التي لا تخمد مهما فعل 
كانت كاريمان مشغولة حينها بصنع وشاح من خيوط الصوف الأحمر القاني ف انتبهت لتواجده وراحت تتحدث ب أريحية 
أنا مش فاهمة حاجه ملك من ساعة ما جت امبارح مأكلتش ولا شربت عماله ټعيط ومخرجتش من أوضتها
كل حاجه هتعدي يانينة
قالها
تم نسخ الرابط