رواية جديدة مطلوبة الفصول من 24-28

موقع أيام نيوز

يستند بظهره إلى الحائط بيده كرة ضغط يعتصرها پعنف ملامحه غاضبة لا تنم على الخير أبدا
كان مغفلا طوال حياته ... تربى بين من اختطفوه ... استمر ليومين حزينا على وفاتهم مصډوما مما علمه
لكن الآن حقد وكره فقط ... كيف يشعر بالشفقة على من اختطفوه من عائلته
لو كانوا أحياءا لقټلهم لا محالة
لعذبهم بمقدار تلك السنوات التى عاش بها معهم ... مع من انتزعوا منه دفء عائلته الحقيقة والتى لم ولن يعلم عنهم شيئا طوال حياته
ليست له فرصة بالوصول إليهم
زاد ضغطه على الكرة حتى كادت تصبح مستوية كالأرض الصلبة تحته
تلك اللعېنة كذبت عليه هى الأخرى ... من كان يحتويها بحنانه استغفلته
كانت تعلم كل شيء والتزمت الصمت ... ألم تشعر بالذنب ناحيته! ألم تشفق عليه يوما!
سأنتقم منك مياسين ... سأجعلك تندمين على فعلتك
سأجعلك تتوسلين الر...
هنا وارتخت يده تاركة الكرة تسقط من يده التى وضعها على قلبه الذى آلمه من شدة ضرباته
كمن يعاقبه على كلماته! كمن يلقنه درسا لا ينساه حتى لا يتحدث عن صغيرته هكذا مرة أخرى! كمن يتحداه أن ينفذ كلماته فيتوقف عن النبض قاټلا إياه فورا!
اعتصر بيده صدره موضع قلبه وزم شفتاه عائدا للبكاء كالطفل الحائر لا يعلم ماذا يفعل أو لأين يذهب
________________________
ترتدى الأسود وتجلس على الفراش تحنى ظهرها للأمام كالعجوز
تنظر لصورة جمعتها مع تميم ووالديها فى صغرهما
هبطت دماعتها لټغرق كل من بالصورة
ډفن والديها ... لم يحضر العزاء سوى عمها عاصم وزوجته ثريا التى أخذتها بالأحضان باكية على حالها ومشتاقة لها
حتى أولاد عمها لم يأتوا
أزالت دموعها ووضعت الصورة بجانبها بعدما قبلت كل من بها وازدادت دموعها عندما قبلته هو حبيبها الذى أخفى كل الحنان والاحتواء عنها وقابلها بالجفاء ... لا يرد على مكالماتها ... لا يتتبعها مثلما كان يفعل ... لا يطمئن عليها ولو باتصال حتى
أمسكت الهاتف متصلة بها ... صديقتها التى تشاركها أحزانها وآلامها والتى لا تمر فترة عصيبة بحياة أى منهما إلا وتمر الأخرى بفترة مثلها
تنهدت بۏجع لصديقتها التى لا تقل حياتها ألما عنها فقد قص كل منهما حكايته للآخرى عل الۏجع يخف لكن لم يقابلهم سوى مضاعفته
ابتسم بخفوت عندما جاءها الرد الواهن من سديم لتتحدث متنهدة
فاضية أجيلك
ضحكت سديم بتهكم وهى تزيح الأطباق بعيدا ليس لها قدرة على تناول الطعام
لا مشغولة بجوزى وعيالى
عضت مياسين شفتها حزنا على صديقتها لتتحدث
هاخلص شغل البيت وأجيلك نقعد مع بعض شوية
تمام
أغلقا الهاتف لتعود كل منهما لأوجاعها وحياتها المدمرة
____________________________
وضع الغطاء عليها بعدما نامت بعد فترة طويلة من البكاء الذى يلازمها طوال الأسبوع ولا تردد سوى أن والدته ستجعله يتركها
قبل جبينها الدافئ وربت على كتفها تاركا إياها ليجلس خارج الغرفة
ألقى جسده على المقعد زافرا بحزن فرحمة بطبيعتها تخاف أن يتركها
والآن زادت والدته الأمر سوءا
لكن يعلم جيدا أنها قد تقبلت الأمر قليلا
لو كانت مصرة على رفضها لأخبرت والده الذى سيبتكر كل الطرق لأن يطلق زوجته الحبيبة
لكن كونها لم تخبر والده إذا فهى قد تقبلت قليلا تلك الفكرة
وضع الهاتف على أذنه منتظرا صوتها حتى جاءه بحدة
نعم
قهقه بخفوت متحدثا برجاء
خلاص يا ماما بقى بالله عليكى
خلاص! خلاص إيه! خلاص إنك رايح تتجوزلى واحدة أكبر منك بده كله ... ولا خلاص إنك ضحكت علينا ها
تنهد مجيبا بتعب وإرهاق
يا ماما بالله عليكى بقى والله العظيم أنا بعشقها وهى بتعشقنى ليه مكبرة الموضوع ... ما الفرق بينك وبين بابا كبير برضو والحمد لله بخير ... طب طول فترة جوازنا عمرى جيت إشتكتلك مرة ولا قلتلك فى مشاكل بينا
صمتت ولم تجب فمعه حق بتلك النقطة لطالما كان صوتهما ينم على الفرحة العارمة ليكمل حديثه بحماس بعد طول صمتها
شوفتى بقى يعنى إحنا كو...
صمت بفزع بعدما استمع لصړاخ بحجرته ليلقى الهاتف على المقعد وانتفض ركضا للداخل
صلااااح صلاااح ايه الصويت ده ... صلاااح
صړخت بها ثريا قلقة على ابنها بينما هو دلف الغرفة بفزع ليجد رحمة عروقها بارزة تصرخ ألما
اتجه ناحيتها مسرعا وقلبه ينتفض خوفا
رحمة حبيبتى مالك
لم تقدر على الحديث ألما لتستمر بصړاخها فسارع بإزالة الغطاء ليحملها لكن كانت الصاعقة
الډماء تملأ الفراش ليسقط قلبه بين قدميه وشعر
تم نسخ الرابط