رواية جديدة مقتبسة من احداث حقيقيه الفصول من 12-15
المحتويات
بارتياح
بينما كانت ميادة كعادتها مؤخرا صامته
اقتربت سهيلة من مجلسها وأخذتها اليها واضعة رأسها فوق صدرها تحاول أن تحثها علي الحديث ولكن دون فائدة.. انتظرت قليلا ثم تحدثت اليها قائلة
تحبي احكيلك يا ديدا أنا مين وحكايتي إيه ولا مش حابة تسمعيني دلوقتي
ميادة بفضول لم تفقده لاه جولي آني من الأول كان نفسي اسألك بس خۏفت تزعلي مني.
سهيلة حاولي تتكلمي زينا كده تقدري ولا صعب عليكي
ميادة بحزن لاه مهواش صعب.. بالعكس آني کرهت لهچتي وأي حاطة تفكرني بالنطع.. مفيش حاچة هتفكرني بيهم بعد إكده غير تاري وتار اهلي
ميادة بحب مټخافيش.. يلا إحكيلي بجي
سهيلة حاضر.. هحكيلك واخد رأيك في موضوع مهم اوي
ميادة بشقاوة موضوع ايه.. استاذ يزيد إياك
قهقهة سهيلة قائلة يعني نسخة منها وكمان لمضة زيها...
ميادة هي مين ديه.. بتك
سهيلة ايوة بنتي... هحكيلك اهو...
وتمضي أعواما تهلكنا بمرارتها وهل هناك ماهو أمر من الانتظار.. سنوات قضتها نوارة في انتظار عودتها.. رجوع طفلتها.. كانت تأمل أن تراها ولو لمرة واحدة ولكن لم يحدث.. عاما بعد عام ويأس الجميع في رجوعها الا هي.. دعاؤها الي الله كان مقتصر علي طلبها من الله ان يعيد اليها ابنتها.. أما الأن فهي ترجوه أن يحفظها أينما كانت وإن لم تعد إليها..
دلفوا سويا الي واحد من المحلات الكبرى بالمدينة واشتري لهم العديد من الاشياء.. اخذهم في جولة لم تحظ بواحدة مثلها من قبل وعندما سألته عن السبب أخبرها ان هذا اليوم يوافق ميلاد طفلتيهما.. كانت تبتسم بسعادة غير مصدقة.. سألته باستنكار وهل عليه أن يدللهما هكذا ويحتفل بمولدهما فتلك سابقة لم تحدث بقريتهم من قبل وأجابها هو أن ابنتيه لابد أن ينعما بحبه طالما كان حيا
خانتها دموعها ولم تستطع أن توقفها بل تحول بكاؤها الي عويل حاد ليقترب منها جاد قائلا
عدوا هوا ومرارته لساتها چوة جلبي مريداش تفارجه
احتضن جاد والدته ولا يدري ما يقول الا أوه اخبرها ما يتمناه هو قائلا
هترچع بأذن الله.. مسيرها ترچع
لم تجبه نوارة فهي لم تعد تعلم هل حقا ستعود أم لا...
ارتدى نوح ملابسه سريعا فقد تأخر في نومه.. توجه خارجا قاصدا الذهاب الي مقر عمله.. شركة السياف الهندسية.. أسسها هو وفهد وأصبحت واحدة من الشركات القوية بعالم الانشاءات والمقاولات... رغم انه لم يتجاوز الثلاثين بعد الا انه ذو صيت ذائع بين اقرنائه لجديته والتزامه الشديد...
استوقفته شهيرة التي لم ولن تتغير قائلة
نوح لاه.. متشكر خليها مرة تانية
شهيرة وااه بتتمتلج علي ياواد إياك
خليك اكده جاعد كيه البيت الوجف رابط حالك بواحدة يا عالم عايشة ولا لاه..
نوح پغضب وآني كنت اشتكيتلك
شهيرة بهدوء يابني العمر بيچري وانت اللي باجي بعد اخوك ما هچ وفاتنا... اتچوز وافرح بعيالك
نوح ان شاء الله لما انوي هجولك.. سلام بجى اني آتأخرت جوي .
تركها نوح هاربا منها ومن إلحاحها المستمر ومن نفسه الرافضة للإقتران بأخرى وتوجه الي عمله الذي يلهيه عما يعانيه
داخل سيارته بعيدا عن المتطفلين اجرى اتصاله اليومي بشقيقه الي ان اجابه قائلا
ايه ياعم حماد.. لساك نايم اياك
حماد لاه نوم ايه هو اللي عنده عيلة زي دي ينام كيف
نوح ربنا يبارك فيها..
صمت حماد قليلا.. فتحدث اليه نوح قائلا
محتاچ حاچة ياخوي.. في حاجة نجصاك
حماد نفسي اشوفك يانوح.. اتوحشتك جوي.. خاېف اموت ومنتجابلش تاني
نوح جريب هجيلك بس اخلص الشغل اللي ورايا.. واعرف اتحجج بأي حاجة عمك فهد يصدجها
حماد لساته بيدور علي
نوح متشغلش بالك انت.. المهم عندي تبجي بخير.. يلا هسيبك تكمل نوم وسلملي علي مرتك
انتهت بينهما تلك المكالمة اليومية التي تساعد كلاهما علي الاستمرار فرغم شفائه من الادمان وزواجه وتأسيسه لحياة جديدة الا انه لم ينسى ما حدث بل يطارده شبح ضحيته ليل نهار
كانت تدعي المذاكرة كي لا تنتبه سهيلة الي ما تخطط له.. كانت تفكر وتضع خطوات سوف تتبعها الي أن تصل الي مبتغاها.. سوف تأخذ حقها وحق غربتها تلك السنوات.. منه.. من زوجها المزعوم.. ابن عمتها .. تلك الحية المؤذية التي كانت سببا في كل ما حدث.. لن تشفق علي أحد ولن تتراجع مهما حدث...
ومرت السنوات.. مضى العمر.. صارت ميادة بال٢٨ من العمر قضت خمسة عشر عاما بعيدا عن مصر بأحضان الغربة.. ټحتضنها سهيلة.. كانت خلال تلك السنوات أما حقيقية.. لم تبخل عليها بأي شئ وكذلك يزيد الذي جعلها تؤمن ان هناك بعض الرجال الصالحين.. صارت تتقن العديد من اللغات.. درست الهندسة.. مثله.. تفوقت بكل شئ.. لكنها اتخذت قرارا سوف تحترف الفن فصوته العذب وجمالها الأخاذ سيؤهلانها لشهرة واسعة بمصر.. مصر.. الأم القاسېة التي دفعتها للهروب بعيدا عن امواجها القاټلة.. ولكن آن أوان العودة.. واسترداد الحقوق المسلوبة
الفصل_الرابع_عشر
وقد تغفو الأعين علها تستريح ولكن تبقي الارواح معلقة بين ماضي لا يرحم ومستقبل مبهم وكلما حاولنا الفرار تطاردنا تلك الايام التي لا نرغب في تذكرها فتصبح اليقظة مرهقة ويغدو النوم صراعا
اخذت بدور تربط علي ظهر سهيلة بضعف لكنه قوي بحنانه واحتوائه الذي لم تضعفه السنوات فرغم تجاوزها سن السبعين الا انها مازالت الركن الذي تلتجئ اليه سهيلة عند الشدائد
تحدثت اليها ومازالت تهددها كطفلة حزينة
ياحبيبتي قوليلها متنزلش مصر لو خاېفة عليها انتي امها يا سهيلة
استمعت ميادة الي صوتها الباكي بقلب مكسور فهي بالفعل أمها وان لم تكن من انجبتها
دلفت اليها مبتسمة كعادتها لتشيح سهيلة وجهها بعيدا عنها
جلست ميادة بجوارهما موجهه حديثها الي بدور قائلة
قوليلي يا دادة لو حد حاول يأذي ماما سهيلة هتدافعي عنها
بدور بصدق طبعا ادافع عنها بروحي
ميادة طيب لو حد أذاها فعلا وأذاني انا وبابا يزيد تعملي فيه ايه
بدرية أكله بسناني
ميادة ممكن يا ماما تبصيلي علشان خاطري
لم تجبها سهيلة بل استمرت ببكائها.. فستأذنت ميادة من بدور أن تأخذ مكانها.. احتضنت ميادة سهيلة پخوف قائلة
انا لازم اسافر يا ماما.. ومټخافيش عليا
سهيلة بحدة مخافش عليكي وانا عارفه انك نازلة لاهلك برجليكي.. رايحة ټنتقمي من مين ها.. فكراني صدقت كلامك وانك نازلة مصر علشان الفن والكلام ده.. طيب
متابعة القراءة