رواية جديدة مقتبسة من احداث حقيقيه الفصول من 12-15

موقع أيام نيوز

الفصل_الثاني_عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
وعندما يشتد الظلام ويتوغل بأنفسنا نبحث عن شعاع نور ولو كان ضئيلا يكاد لا يرى لكننا نتمسك به باستماته وكأنه الخيط الذي يربطنا بالحياة.. نحاول مرة وأخري لكي نصل اليه.. واحيانا ما يكون ذاك النور سرابا خلقناه نحن كي نستمر بالهروب من تلك العتمة المهلكة التي تأبى الانتهاء .
ظلت سهيلة محتضنه لميادة بقوة تتشبث به كطفل أذاه الجميع واشبعوه ظلما وقهرا وبعد يأسه 
كانت سهيلة تئن وتتمتم بكلمات موجعة تشتكي الي ميادة أو من تظن أنها ابنتها بكل ما قاسته بعد غيابها تخبرها عن غدر يوسف وابتعاده تصف له مرارة الفقد ونيران الخېانة ورغم أن ميادة لم تفهم ما تقوله الا أنها أخذت تملس بيديها الصغيرة فوق جسدها تحاول ان تطمئنها

نظرت سهيلة باستنكار ناحية مصطفي الذي صړخ بها قائلا
ابعدي يا سهيلة عن البنت.. دي مش جودي
اقتربت منه سهيلة بخطى مسرعه تود اسكاته عن قول حقيقة تعلمها وعلي يقين منها.. فمن ماټ لا يعود.. من ډفن تحت التراب انتهى دوره في تلك الحياة لكننا نأبى التصديق.. هي تعلم أن ميادة ليست جودي ولكن لما لا يتركها تحيا بين جنبات صرحها الذي شيدته منذ قليل ربما هو صرح من خيال لكنه أقوى وأجمل من ذلك الواقع الأليم
قائلةبعد عنيها.. ملكش صالح بيها انت التاني.. رايد ايه رايد تأذيها كيه ما الكل بيأذينا.. إوعاك تفكر انها ست وضعيفة لاه آني همنعك تمد يدك عليها.. اختنقت ميادة بدموع مريرة ثم استكملت
حرام عليك دي شكلها ست طيبة بس جلبها موچوع.
ابتسمت سهيلة بحب يبدو انه قد زرع بقلبها ناحية ميادة واومأت برأسها قائلة 
عندك حق ياقلبي فعلا قلبي موجوع اوي وكان مېت بس لما شفتك دلوقتي رجع يدق من تاني...
امسكت سهيلة يدها وجلست بجوارها وسألتها بهدوء 
انتي اسمك ايه وطلعتيلي منين
وأحيانا كثيرة يتخذ البعض قرارات مصيرية بدافع الواجب ولا يهم ان كانت صائبة أم لا.. رابطة الډم وخاصة الأخوة صلة غير مفهومة ففي مرحلة الطفولة يكن شقيقك محور الكون  المترجم لأولي كلمات تتفوه بها ولا يستطيع والديك فك شفراتها لكنه يفعل فهو الشقيق اي انه نصفك الآخر.. ونكبر تدريجيا ويصبح حديثنا همسا لا يفهمه سوانا ويصبح الارتباط أقوي ونظرتي اليك لا تختلف الا اذا غيرتها انت.. ورغم أن حماد كان مستهترا فجا في بعض الأحيان الا أن نوح ومنذ نعومة اظافره كان يرى به شقيقا وأبا وسندا وبمرور السنوات لم ييأس منه بل انقلبت الأدوار واصبح ينظر اليه نظرة أب لابنه لذا عندما ارتكب حماد ما ارتكبه لم يستطع نوح التخلي عنه وتسليمه الي فهد أو الي الشرطة بل ساعده علي الهرب دون تفكير اأو تردد.. نعم يعلم انه مخطئ ولكنه لن يستطيع تركه فقط لا يستطيع.
نظر الي تلك الدبلة الموضوعة بإصبعه وتذكر ميادة الضحېة الأخرى لعائلته وربما له هو الآخر فعلي الرغم من مستواه التعليمي الذي يؤهله للاعتراض علي الإرتباط بطفلة بسن ميادة الا انه لم يرفض بل كان مرحبا وان لم يبد ذلك.. عندما خيره جده بين ميادة وحليمة اختار 
اخوك مخفي فين يانوح
نوح بهدوء هتسأل ليه ياعمي 
فهد منتاش خابر اياك..
نوح لاه مخابرش.. رايد تحبسه هتسلمه للحكومة.
نوح كلنا مچرمين مهواش لحاله اللي جتل حليمة الكل شارك.. يعني مفروض الكل يتحاسب
فهد پغضب واد انت آني اللي فيا مكفيني وزيادة اخوك راح فين اكيد انت خابر مكانه .
نوح اكيد خابر واكيد مهجولش لحد واصل.
فهد يبجى تطلج ميادة واخوك آني هعرف اوصله
نوح لما تبجى انت تطلج مرتك هبجي آني اطلج مرتي.
فهد پصدمة بتجول ايه يا ملكوم انت شكلك انخبطت في نافوخك .
نوح اسمعني زين ياعمي.. ميادة مرتي كيه ما خاله نواره مرتك وانت عمرك ما هتطلجها وآني مستحيل اطلج مرتي غير لما تظهر هي وتطلبها مني.. وجتها يحلها الحلال...
لم تتوقف ميادة عن البكاء مطلقا وهي تقص علي مسامعهم ما حدث لها ولوالدتها وشقيقتها.. نصفها الأخر التي اغتيلت براءتها دون ذنب.. كانت تبكي بحړقة وتبكيها سهيلة بينما مصطفي يستمع اليها بتعاطف وخوف وحذر فهو علي دراية بتفكير أهل الصعيد وعاداتهم ربما قد اخطأوا بتزويجها هي وشقيقتها بتلك السن لكنهم لا يتخلون مطلقا عن نسائهم.. لن يكلوا من البحث عن ميادة وتعلق سهيلة الواضح بها يشكل خطړا عليهم جميعا..
نظر الي سهيلة قائلا بجدية
لازم نتأكد الأول من الكلام ده وبعدين نشوف هنعمل ايه
سهيلة پغضب يعني ايه نشوف دي انا مش هتخلي عنها مستحيل اسيبها للناس دي ېقتلوها هي كمان انت فاهم 
مصطفي بحب فاهم يا سهيلة بس خلينا نفكر بالعقل
بستسمحك تخليني إهنه.. وآني هبجي خدامتك بس مترچعنيش بلدنا تاني ھيموتوني كيه ما أختي ماټت.
احتضنتها سهيلة بقوة قائلة مټخافيش ياحبيبتي إنتي ربنا بعتك ليا بعد ما اتحرمت منك سنين انا عمري ما هسيبك تاني 
نظرت اليها ميادة بتعجب فابتسمت اليها سهيلة قائلة
كل يوم كنت بدعي ربنا يعوضني والحمد لله إنتي هتكوني عوض ربنا يا ديدا..
نظر اليها مصطفي بيأس لكنه عزم علي التأكد بنفسه...
أرضعت وليدها بعد الحاح من والدتها فهي تخشى الاقتراب منه.. ترفض التعلق به.. لا تدري  فؤادها.. هل كانت مسالمة ام استسلمت..
بكاؤها كان أشبه ببركان ثائر يعلو في عنان السماء نيرانه قد تهلك ما يقابلها.. نظرت الي رضيعها پغضب وكأنها
تم نسخ الرابط