رواية نوفيلا جامدة الفصول من الخامس للثامن بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

إلى المنزلاعتزلت رهف في ركنها الخاص بالشرفة تتذكر ما حدث لها في يومها وبالأخص مع مروانكانت بالأمس وقبل الأمس تبتسم تلقائيا بمجرد تذكره أما الليلة حدث العكس فقد بكت لتذكره رغم ما قاله من كلمات تبدو جميلة و تبدو كبداية أمل وحب جديد و طريق سعادة لم تمر به من قبل و إحساس بخفق القلب لم تشعر به طيلة حياتها إلا أن توقيته خاطئ و ظروفه خاطئة فقد نرسم في خيالنا أحلام ولكن حين يلونها الواقع تتضح لنا الصورة باهتةوهكذا كانت أحلام رهف باهتة!!
في اليوم التالي في مكتبهاكانت تقوم بتحضير ملف جديد لقضية جديدة بمجرد وصولها المكتب إتجهوا جميعا نحو المحكمة وبعد ساعات قليلة خرجوا فقال مراد وهو يتنحنح و يظهر عليه التوتر
_انتي هتروحي
قالت رهفبعد اذنك
فقال مراد وهو ينظر لأوراق بيده متظاهرا بالجديةمعلش فيه قضية مهمة جدا الأسبوع الجاي كنت عايزك تيجي المكتب تاخديها معاكي البيت تراجعيها مرة واتنين عشان فيها ثغرات كتير ولازم مراجعة
شعرت رهف بالإحراج من طلبه بأن ترفضه على الرغم أنها ممكن أن تؤجل إلى اليوم التالي ولكن قالتاوك
قال مراد وهو يتجه نحو سيارتهطيب اتفضلي
وقفت مكانها ولم تتحركالټفت مراد فعقد حاجبيه وقال وهو يفتح باب سيارتهاتفضلي
قالت رهف وهي في قمة خجلهالا اتفضل حضرتك وأنا هاخد تاكسي
قال مراد بحدةوتفتكري ده ينفعانتي بتحرجيني كدة
شعرت رهف بمأزق وقعت فيه فخطت نحو السيارة بخطوات واهنة واستقلتها ببطءظلت معلقة نظرها بحقيبتها وهي تعبث بها تارة وتطبق أصابعها تارة وهو يلاحظ هذا الإرتباك والخجل في صمتحتى وصلوا وترجلوا من السيارةصعدوا الدرج حتى المكتب قال طارق في واحدة مستنية حضرتك جوة
قال مرادطيب اتفضل روح انت
دلف مراد إلى مكتبه وأمرها تتبعه حتى وجد فرحة تجلس على الكرسي في إنتظاره وبمجرد رؤيتهم ابتسمت بوجه جميل وقامت مراد مما جعل رهف تنظر إلى الأسفل فهذه أول مرة تتقابلا الفتاتان..
قال مرادأعرفكوا ببعضوأشار إلى فرحة وقال فرحة أختي
ابتسمت رهف وقالتأهلا بيكي
وأشار إلى رهف قاطعته فرحة وقالت بتلقائيةوانتي أكيد رهف
أومأت رهف رأسها بإبتسامة فقبلتها فرحة وهي سعيدة وابتسامتها واسعة لا تدري رهف ما سر هذه السعادة التي تبدو على ملامح فرحة
قالت رهفطيب استأذن أنا
قالت فرحةلا استني أنا جاية معاكي عشان معطلش مراد خرجت معها و جلست رهف على مكتبها منتظرة الملف و منتظرة الرحيل أيضا حتى قالت فرحةمراد أخويا كلمني عنك كتير أوي
احمرت وجنتي رهف ولم تستطع الرد فابتسمت فقط
قالت فرحةبصراحة انتي أحلى كتير من وصفه وليه حق بصراحة!
عقدت رهف حاجبيها وقالت في خجلحق في ايه
قالت فرحةبصراحة يا رهف بس بيني وبينك بالله عليكي اوعي تقولي لمراد اني قلتلك حاجة
أومأت رهف بالرفض وقالتماتخافيش
قالت فرحةمراد عايز يرتبط بيكي!
بلعت رهف ريقها و وجهها يشع بالإحمرار و تلعثمت بنظرات زائغة يمنة ويسرة ولا تدري ماذا تقول
قالت فرحةوالله مراد طيب أوي وأنا وهو مالناش غير بعض بعد اللي حصل لبابا و ماما و أخويا التاني و مرات مراد
عقدت رهف حاجبيها مستفهمة
فقالت فرحة بحزن دميمكانوا رايحين كلهم يخطبوا لأخويا في القاهرة وعملوا حاډثة وللأسف اتوفوا كلهم مراد كان مشغول اليوم ده في قضية مهمة و أنا كنت تعبانة و مقدرتش أروح يعني أنا ومراد انكتبلنا عمر جديد
دمعت عيني رهف وقالت بحزنلا حول ولا قوة إلا باللهالبقاء للهأنا أول مرة أعرف الموضوع ده
قالت فرحةالكلام ده من حوالي سبع سنين تقريبا ماكنتيش اشتغلتي في المكتب و مراد مابيحبش يجيب سيرة الموضوع دهأنا وقتها كنت مخطوبة وأجلت جوازي كتير لحد ما اتجوزت من سنتين ونفسي أوي أفرح بمراد وأطمن عليه بدل الوحدة اللي هو فيها وطول الفترة دي عمري مافتحت معاه الموضوع ويوافق إلا المرة دي فأنا بطلب منك تفكري والموضوع يبقى بيني بينك
صمتت رهف قليلا ثم قالت الحقيقة أنا
قاطعها خروج مراد من مكتبه بالملف وقام بإعطاؤه لرهف ثم قال موجها كلامه لفرحةسيبيها تمشي بقا اتأخرت كده
فقالت فرحة آسفة يا رهف اني اخرتك
قالت رهفلا أبدا أنا كنت مستنية الملف
قالت فرحة مبتسمةماشي هنتقابل تاني ان شاء اللهصح
بادلتها الإبتسامة وقالتاه ان شاء الله
واستئذنت بالرحيلفقالت فرحة على الفور في غيظ ده انت طلعت في وقت غريب جدا كانت لسة هتتكلم وتقول
تم نسخ الرابط