رواية نوفيلا 50 الفصول من السادس للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ورتبت مظهرها المبعثر فوجدته لا يزال نائم
اقتربت من سريره بخطوات متمهلة وطبول الحړب لن تكف عن الدق بداخل صدرها
جلست الى جانبه على حافة السرير وهي ترميه بسهام نظراتها العاشقة المشتاقة
كان وجهه متعبا وعيونه مغمضة وضعت يدها فوق وجنته تحركها برقة مخللة اصابعها الرقيقة بين شعيرات ذقنه النامية قليلا
منتظرة استيقاظه بفارغ الصبر فهي قد اشتاقت لعيناه السوداوتين بشدة واشتاقت اكثر لدفئهما
قالت كلماتها بهمس ولا زالت اصابعها تتحرك بين شعيرات ذقنه
تنهدت بهدوء ثم ابعدت يدها عن وجنته مخللة اياها بين خصلات شعرها بشرود
تمتمت متسائلة بصوت هامس محدثة نفسها
طب هو كان قصده ايه لما قال مبارح انه مش هيقدر يسيبني
طب هو بيحبني ولا لاء
انتي بټخونيني يا مدام
اتاها صوته المبحوح متسائلا بتلك الكلمات فلتفتت له بسرعة متحدثة بلهفة
انتي شايفة ايه
قالها بملل وهو يقوص حاجبيه للاعلى
طب انت بخير
ايوا قالها ثم اسطنع البرود والاقتضاب مكملا
متحاوليش تغيري الموضوع مين دا اللي ياترى بيحبك ولا لاء
فأجابته هي بحدة غير مقصودة
ياض هو انت عبيط ولا بتستعبط
رمقها بحدة حقيقية هذه المرة فازدردت ريقها بتوتر ثم اخذت خصلة من شعرها لاففة اياها حول سبابتها ثم قالت
هكلم الدكتور يجي يطمننا عليك وهكلم عمو محمد يجي يطمن عليك
اه والاستاذ عمر كمان هنا هقللو انك صحيت
كادت تخرج فمسك يدها متسائلا بما صدمها فهذا ليس المكان ولا الزمان المناسب لهكذا سؤال
رهف انتي لسا بتحبيني
نظرت لملامحه المسترخية ولعيناه التي كانت ترجوها بصمت ان تجيبه على سؤاله
مش مهم الموضوع دا دلوقتي ودا مش المكان ولا الوقت المناسب للكلام دا لما تطيب وتبقى بخير ان شاء الله هنكلم في الموضوع دا
وما ان انهت كلامها حتى ولت بظهرها له مترجلة من الغرفة صافعة الباب خلفها تاركة اياه ينظر في اثرها بشرود
خرجت من الغرفة وهي تتمتم بضيق وخفوت بينما تحرك يديها في الهواء بشكل عشوائي يثير الضحك ثم قالت بصوت مسموع
ما انا مبارح قلتله اني مش هعرف عيش من غيرو طب الجملة دي بتعني ايه انا عاوزة اعرف هي بتعني ايييه !!
طب هي مش بتعني اني بحبو
ثم صمتت قليلا وهي تمسح على وجهها بضيق لتكملاوووف انا شكلي هتجنن بسببك يا ابن عمو محمد.
دلف عمر لغرفة جاسر كي يطمئن عليه بعد ان أخبرته رهف انه قد استيقظ فوجده مستيقظا بالفعل وهو ينظر للسقف بشرود
عامل ايه يا صاح
فاجابه جاسر مبتسما زي الفل
طب الف حمد وشكر لله بس كدا تخضنا عليك
أجابه جاسر بعد ان أخذ نفس عميق وزفره على مهل
اعمل ايه طيب
اسيبه يخطف مراتي وقعد ساكت
اومأ عمر متفهما ثم قال
معاك حق ولو انا مكانك كنت هدفنه في الحياة
صمت قليلا ثم قال ضاحكا
بس علم عليك يا كبير
اجابه جاسر متذمرا
وانا كمان علمت عليه ومسبتش حتة في جسمه سليمة بس هو صوب عليا غدر ابن ال
ثم صمت قليلا ليكمل ضاحكا
ولا بلاش احسن
قهقه عمر ثم قال
اه بلاش احسن عندك حق
ثم اكمل بجدية
وعلى كلن اطمن يا سيدي الشرطة قبضت عليه
ازاي ! قالها جاسر مستفسرا فقال عمر
بعدما انت غميت هو حاول يهرب بس عشان كان جسمه كله شبه مكسور مقدرش يبعد عن المكان كتير
ولما البوليس فتش عليه فالاماكن القريبة من الكوخ لقوه فاقد الوعي في نص الطريق
امم حلو اوي
قالها جاسر باستشفاء وهو يعقد ذراعيه امام صدره
فقال عمر متسائلا
بس ايه مشكلتك مع الكائن الرخوي دا
فاطلق جاسر تنهيدة ثم قال
يااه قصة طويلة اووي
حول عمر كل تركيزه نحوه ثم قال
احكي فتنهد جاسر مجددا ليبدء في سرد كل شيء لعمر وهو يتذكر الاحداث بالتفصيل وكانه يعيشها مرة أخرى.
في الليل
تنفست رهف الصعداء ما ان خرج الجميع من الغرفة موصدين الباب خلفهم
فقد اتى السيد محمد والد جاسر للاطمأنان عليه وقد احضر العائلة باكملها معه
كادت تتجه للاريكة كي تتصطح عليها فوجدته ينادي عليها
متابعة القراءة