رواية نوفيلا 50 الفصول من السادس للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
خوفا وحزنا على حال طفلته ومدللته
ولا كم اراد لكم نفسه الف لكمة بتلك اللحظة
فبسبب خوفه على رهف نسي امر تسنيم تماما
وبسبب دخوله السريع إلى المنزل لم ينتبه أنها كانت قابعة خارج المنزل أمام الباب وتكورها على نفسها بهذا الشكل الذي جعل حجمها يكاد يرى لم يسهل الامر عليه بتاتا
نزل إلى مستواها جالسا امامها مملسا على خصلاتها الذهبية بحنان متمتما من بين اصوار خوفه العالية عليها وعلى زوجته
وحالما انهى جملته المطلية بشتى الوان الحنية التي كانت اكثر ما تحتاجه تسنيم بتلك اللحظات العصيبة حتى وجدها ترفع وجهها المحمر اثر البكاء المغرق بالدموع له
ويالا الحزن الذي راوده حالما وقعت عيناه عليه
فتمتم بحنان أبوي وهو يدس راسها بصدره معانقا اياها
تمام تمام يا حبيبتي انا معاكي كل حاجة هتكون بخير
خرجت تسنيم من بين ذراعيه ناظرة له بعسليتاها المطالبة بالامان الذي فقدته بتلك الساعتين والنصف فبعد ان انتهت من دراستها على الرابعة مساءا عادت للمنزل على الفور فوجدت الباب مغلق ولم يكون هناك أحد انتظرت وانتظرت دون جدوئ
لينتهي الأمر بها متكورة على نفسها بذاك الشكل أمام بوابة المنزل
انا خيفة اووي يا بابي
اڠتصب جاسر ابتسامة مطمئنة فوق شفتيه ثم قال ولا زالت تلك الابتسامة تحتل وجهه
اشش مټخافيش انا معاكي
والبنات الشطورات مش بېخافو صح
لتومأ الأخرى بسرعة وهي تبتسم بطفولية
ثم سألت بشكل مفاجئ فين ماما رهف يا بابي
تنهد جاسر بتعب ثم أجابها كاذبا
قالت انها راحت عند وحدة صاحبتها وقالتلي عشان اخدك عند طنطاسيل
هيييه صاحت تسنيم بسعادة ثم أكملت بحماس يلا نروح
بعد نصف ساعة
ترجل جاسر من فيلة ياسين زوج أسيل وهو يزفر بتعب
وتفاقم خوفه عليها اظعافا
استقل سيارته ثم أخرج هاتفه من جيب سترته
عبث به قليلا ثم وضعه على اذنه منتظرا الرد
وحين اتاه صوت صديقه اردف قائلا انا عاوز منك خدمة يا عمر
صمت برهة مستمعا لكلام الطرف الآخر ثم اكمل
هبعتلك رقم دلوقتي وعاوزك تجيبلي مكانو
بعد قليل
كان جاسر يجوب الشوارع بسيارته دون هوادة منتظرا رسالة عمر على أحر من الجمر
واخيرا وصل إلى مسامعه ذاك الصوت المنتظر صوت وصول رسالة
فتحها جاسر بقلب يقرع بقوة
وسرعانا ما زاد سرعة قيادته قاصدا العنوان المذكور بالرسالة
بعد لحظات
كان جاسر يقود بسرعة متهورة بطريق شبه خالي محاط بالاشجار العملاقة من الجانبين قاصدا العنوان المنشود
ولكن فجأة ودون سابق انذار ظهرت شاحنة عملاقة أمامه حاجبة الطريق عليه
ونظرا لسرعته الچنونية تلك وظهور الشاحنة المفاجئ فلتت زمام الأمور منه ولم يعد قادرا على التحكم بالسيارة
لينتهي بها الامر لاقية حدفها
وعلى الناحية الأخرى
بداخل ذاك الكوخ الخشبي المهجور منذ زمن
المغطى بالاتربة والغبار
وبتلك الزاوية المعتمة بعض الشيء
سوى من ذاك الشعاع الذهبي الهارب من قرص الشمس مرفقا بحال تلك المسكينة الملقية على أحد المقاعد باهمال
الغائبة عن الوعي منيرا لها تلك الزاوية
فتح باب الكوخ بشكل مفاجئ ليصدر صوت مزعج يدل على مدى قدمه
ثم دلف منه خاطڤها المزعوم ذو الوجه البشع والعينان القاسيتين النابضتين بالحقد والكراهية
وهو يحمل صطلا من الماء البارد بيده
اوصد الباب خلفه ليصدر نفس الصرير المزعج
تقدم من رهف بخطوات واثقة
وقف امامها وهو يحدق بملامح وجهها الشاحبة بتعابير لا تذكر ثم القى الماء البارد على وجهها
شهقت الأخرى بفزع وهي تفتح زرقويتاها بتفاجأ وشفتيها الفاقداتان للونهما ترتجفان اثر برودة الماء
جالت بعيناها في ارجاء المكان الغريب عليها باستغراب
شعرت بلسعة في معصميها وكاحليها لتنزل بنظراتها إلى جسدها لتجد يديها مقيدتين بحبال غليظة
ألقى خاطڤها الصطل الفارغ على الارضية باهمال وهو يجلس على احد المقاعد المهترءة واضعا قدما فوق الأخرى
وهو يراقب ردات فعلها وتعابير وجهها المصډومة باستمتاع
صاحت رهف پصدمة وخوف
انا فين
ومين انتا
وفين جاسر
قال الآخر ببرود انتي مخطۏفة
وجوزك اطلق ضحكة متشفية ثم أكمل ماټ
ابتسم ابتسامة مختلة ثم اردف بسخرية
ادعيلو بالرحمة هو في مكان احسن دلوقتي
نظرت له پصدمة غير مستوعبة كلماته تلك
انت بتقول ايه!
مستحيل دا
متابعة القراءة