رواية نوفيلا 50 الفصول من السادس للعاشر بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

مع قول احد الاطباء بصوت عالي بعد ان تفحص نبض جاسر
عايش بس قلب بينبض ببطء
شيلوه بسرعة لازم يدخل العمليات فورا
فأدخلوه لسيارة الاسعاف بعد ان وضعوه في الترولي
وبالفعل وبعد القليل من الوقت
كان جسده الغارق في ظلمات اللا وعي يدخل الى غرفة العمليات
وبعد ان اغلقت بوابة الغرفة تهاوى جسد رهف ارضا فاقدة الوعي هي الأخرى
مستسلمة لتلك الغمامة المعتمة التي اراحتها من قسۏة الحياة.
الفصل التاسع
       
اشرقت الشمس معلنة عن بداية يوم جديد يوما حافل بالاحداث الحزينة على البعض والسعيدة على البعض الاآخر
فتحت صاحبة العيون الساحرة جفنيها كاشفة عن السحر المكنون خلفهما
نظرت حولها باستغراب ثم قالت بصوت ناعس
الله !! ايه دا هو انا فين !
ولا مانع من استغرابها فالمكان قد كان مريب حقا
غرفة بيضاء بالكامل سرير ابيض وكذا ستائر بيضاء هي الأخرى
شعرت بلسعة خفيفة بذراعها فنزلت بنظراتها نحو مكانها
ملسق طبي !!! هو ايه الي حصل ياربي انا مش فاهمة حاجة 
استقامت جالسة على السرير وسرعان ما عقدت حاجبيها بانزعاج حالما بدأت ذكريات البارحة بالتسلل الى مذكرتها
خروجها من المنزل بغية زيارة قبر والدتها اختطافها ومحاولة الاعتداء عليها ومن ثم تصاوب زوجها بطلق ڼاري
وعند تلك الذكرة شعرت بوخزة حادة اعتصرت قلبها وشعور الړعب استولى على كل خلية في جسدها
فرفعت الغطاء عن جسدها ثم اخذت تهرول الى خارج الغرفة التي اتضح انها غرفة مستشفى
غير مبالية بما ترتديه
وقفت امام موظفة الاستقبال تسألها بانفاس متقطعة ووجه شاحب مغرق بالدموع
جاسر...غرفة جاسر الدمنهوري فين 
طالعتها موظفة الاستقبال باستغراب طفيف بسبب حالتها المبعثرة ثم قالت بعد ان حولت نظراتها لشاشة الحاسوب الموضوع امامها
لحظة حضرتك
صمتت قليلا وهي تبحث في حاسوبها ثم تسالت متصاوب بطلق ڼاري 
هزت رهف راسها سريعا فقالت الموظفة الغرفة 579 يا فندم
توقفت عن الهرولة حالما اصبحت امام الغرفة المنشودة وجدت ذاك المدعو بعمر جالسا على احد المقاعد وامرات الارهاق تحتل ملامحه
فعاودت الهرولة مجددا الى ان اصبحت امامه
انتبه لوجودها هو الآخر فوقف قائلا باحترام وهدوء رغم صوته المتعب اثر بقائه في المستشفى طوال الليل دون نوم
اهلا يا فندم لم تهتم بالتعب الظاهر على وجهه ولم تهتم بالرد على تحيته ايضا بل قالت بلهفة متسائلة
جاسر عامل ايه هو بخير صح 
انهت جملتها بأمل وهي ترمقه بأعين متسعة دامعة ترجوه بهما ان لا يقول شيء سيء
فاجابها بدوره مطمئنا اياها بابتسامة مرتاحة
اطمني جاسر بخير وزي الحصان كمان
رمقته بسعادة عارمة وعدم تصديق ثم قالت
بجد !!!!
فاومأ عمر سريعا وتلك الابتسامة السعيدة لا زالت تشق وجهه ثم اكمل قوله
عملوله العملية مبارح وطالعو الړصاصة وهما لسا جايبينه من العناية المركزة للاوضة دي من ساعة
طب طب والدكتور قال ايه 
اردفت رهف بتلك الكلمات في لهفة لم تستطع اخفاؤها او بالاحرى لم تحاول اخفاءها من الاساس
فأجابها عمر قال انه زي الفل والنهاردا هيصحى باذن الله
وما ان انهى جملته حتى وجدها ترفع كفيها الى السماء حامدة ربها بابتسامة واسعة على نعمه التي لا تعد ولا تحصى
فقال عمر بس اااا...
فقالت هي بقلق
خير في ايه مش قلت ان كل حاجة بخير !
اطلق عمر ضحكة قصيرة ثم اردف
انا بقولك جاسر هيصحى النهاردا تقبلي انه يصحى ويشوفك بالشكل دا !
انهى جملته بنبرة ضاحكة وهو يشير لما ترتديه
نزلت بنظرها لملابسها مستغربة وسرعان ما ضحكت بعدم استعاب فهي قد كانت ترتدي ثياب المستشفى والتي قد كانت واسعة جدا عليها حتى انها الان مستغربة كيف تمكنت من الهرولة بتلك الثياب
ولا داعي من وصف شعرها الاسود الطويل والذي قد كان منكوش بشكل غريب ومريع
هزت راسها اجابا وهي ترمقه بامتنان فقال هو بالاوضة لي كنت فيها هتلاقي حمام ملحق بيها رتبي نفسك على ما يكون جاسر صحي
كادت ان تتحرك متجهة لتلك الغرفة لكنها سرعانا ما هزت راسها بحزن فقال عمر
في حاجة يا مدام هدومي مش نظيفة وم...
فقاطعها عمر بتفهم حالما تذكر الحالة التي كانت عليها البارحة
متقلقيش حضرتك انتي روحي الاوضة وانا هكلم مراتي تجيبلك هدوم
شكرا جدا ليك انا مش عارفة رد جميل حضرتك ازاي
قالت كلماتها الاخيرة بابتسامة وامتنان حقيقي ثم الټفت مغادرة المكان متجهة صوب تلك الغرفة التي كانت بها منذ قليل

بعد ساعتين
دلفت رهف لغرفة جاسر بعد ان غيرت ملابسها
تم نسخ الرابط