رواية جديدة جامدة الفصول من الرابع وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

دى تماما لأنها كانت خاېفة لانت تحرجها و ترفض تكتب عليها تانى بس البركة ف زايد بقى هو اللى أقنعها ان انت لسة بتحبها و استحالة تخذلها و إن إحنا لازم نتحرك بسرعة قبل ما تتمم الخطوبة اللى انت ناوى عليها.
أطرقت أثير رأسها بخجل فى حين نظر لها يزيد بحب و اشتياق و هو يقول
الواد زايد دا طلع بيفهم....ربنا ما يحرمنا من أفكاره...
فى هذه اللحظة دلف زايد و من خلفه المأذون و هو يقول له بمرح
إيه رأيك بقى فى المفاجأة دى...
طالعه باستخفاف و هو يقول بسخرية
تعالى...تعالى يا أذكى إخواتك..
في ايه...شامم ريحة تريقة ف كلامك!
نكتب الكتاب بس الأول و بعدين هقولك فى ايه...
جلس المأذون بإحدى المقاعد و يزيد و زايد على يمينه و أثير و عمر على يساره و تم عقد القران بشهادة عمر و زايد و انصرف المأذون بعدما أخبرهم بضرورة متابعته لإستخراج قسيمة الزواج بطريقة رسمية..
هم عمر و زايد بالإنصراف بعدما قدما تهانيهم و مباركاتهم إلا أن يزيد استوقفهم قائلا
استنوا...أنا كمان كنت محضر مفاجأة لأثير...بس للأسف يا أذكى إخواتك أفكارك النيرة بوظتها..
نظرت له أثير باستفهام و هى تقول
مفاجأ ايه يا يزيد!
أنا كنت نازل البلد علشان أجيب الحاجة و أخويا زيدان و أجى أطلبها من الدكتور عمر و أعملها حفلة خطوبة و اشتريلها شبكة هناك فى القاهرة و نحدد ميعاد الفرح...
فغروا أفواههم جميعا من تلك المفاجأة و احتلت جوارحهم حالة من التيه و الاستغراب و عدم الإستيعاب فنطق زايد باستغراب 
و بنت مأذون البلد اللى كنت نازل تخطبها! 
أجابه بابتسامة ماكرة
بح...مفيش..دا كان مجرد تمويه.
رد زايد بحدة و ضيق
و انت ازاى متقوليش...هو أنا مش أخوك يا جدع!
ما أنا عارف إن انت العصفورة بتاعتها و هتقولها و هتبوظ الخطة اللى كنت راسمها فى دماغى...
ردت أثير أخيرا بعدما استفاقت من ذهولها
معقول يا يزيد كل دا فى دماغك و احنا مش حاسين!
قبض على كفيها بحب و تملك و قال بنبرة عاشقة
مينفعش يزيد يكون لحد غير أثير و مينفعش أثير تكون لحد تانى غير يزيد...
حمحم عمر و أشار ل زايد بعينيه على الباب و هو يقول
طاب نسيبكوا احنا بقى تتصافوا براحتكم و هنعدى عليكم كمان ساعة كدا علشان نشوف هنعمل ايه بعد كدا ف موضوع الفرح...تمام!
أومأ له يزيد بامتنان و تركهما و انصرفا...
أخذها من كفها و سار بها إلى الفراش و جلسا على حافته و أخذ ينظران لبعضهما باشتياق بالغ كل منهما يرتوى من ملامح الآخر فى حالة من الصمت البليغ فقط دقات قلبيهما هى من لها الكلمة العليا و الصدى المدوى بينهما إلى أن ازدرى لعابه و هو يفترس ملاحها بعينيه و قال بصوت متحشرج
وحشتينى...وحشتيني فوق ما تتصورى...كل حاجة فيكى وحشتنى...عيونك الجميلة ابتسامتك البريئة صوتك الرقيق حتى عنادك و شقاوتك..وحشتيني يا أرق و أطيب قلب قابلته ف حياتى كلها...
ناظرته بعشق جارف و عاطفة جياشة حتى أدمعت عيناها من فرط المشاعر الثائرة بوجدانها و قالت بنبرة رقيقة خاڤتة
مفيش أى كلام ممكن أقوله يعبر عن شوقى ليك...شوقى ليك عدى كل الحدود حاجة واحدة بس اللى هقدر أعبرلك بيها عنه....
و فجأة ارتمت بين أحضانه بقوة حتى أنه ارتد للخلف قليلا من قوة ارتطام صدرها بصدره و لكنه طوقها بذراعيه بشدة و هو يبتسم و قام بفك حجابها برفق ثم أخذ يخلل أصابعه بين خصلات شعرها الناعم بعشق جارف.
استمرا على هذا الوصع لفترة كل منهما يبث حبه و اشتياقه للآخر و يحلقان معا فى سماء العشق الصافية و كأنهما عصفورين تحررا لتوهما من قفص الفراق..
ابتعدا عن بعصهما بشق الأنفس فسألته أثير بفضول
لما انت ناوى ترجعلى...ليه طلقتنى و عيشتني فى العڈاب دا...
شبك أصابعه بأصابعها و قال بجدية
اللى انتى عملتيه مكنش هين ابدا يا أثير...بصراحة مكنتش ناوى أطلقك...كنت عايزك تحسى بالذنب اه بس ردك عليا و ابتسامتك و برودك استفزونى و معرفش انا ازاى نطقت الكلمة دى...
طاب و البنت اللي كنت هتخطبها...كانت كدبة بردو!
ابتسم بمكر ثم قال
هى مش كدبة..قبل ما أشوفك ف المطار كنت يادوب لسة قافل مع أمى و مأكد عليها إنى هتقدم للعروسة ف الأجازة...بس لما شوفتك...قلبى كان هيخرج من مكانه...ساعتها حسيت فعلا إنى استحالة هقدر أعيش مع واحدة غيرك...يبقى أنا كدا بظلمها و بظلم نفسى..حتى لو مش مكتوبلنا نستمر...بس جوازى من أى بنت غيرك كان هيبقى چحيم...علشان كدا نويت بعد ما أروح من الشغل أكلمها تانى و أخليها تعتذر للناس...وفعلا كلمتها بس بعد ما انتى جيتى و رميت عليكى يمين الطلاق و مشيتى..
قاطعته بفضول
يعنى انت كنسلت الخطوبة بعد ما طلقتنى!...طاب قولتلها ايه!
قولتلها إن أثير رجعت و هاجبها معايا و انا راجع علشان نعمل الفرح...ووقولتلها انى معندبش استعداد أتجوز عليها و أخسرها تانى...على قد ما هى زعلت إنى أحرجتها مع الناس بس اتبسطت برجوعك و حمدت ربنا إن احنا لسة ع البر...
طاب ليه قولتلى إنى جيت متأخر و هتخطب!
تنهد بعمق هو ينظر لأصابع يديهما المتشابكتين ثم قال
كنت عايز أعاقبك و أردلك القلم اللى اخدته منك...بس مكانش عندى أى نية إنى أسيبك بعد ما رجعتيلى....
اقترب منها للغاية حتى التصق بها و مسد على شعرها بحب و هو يقول بابتسامة هائمة
عارفة يا أثير أنا كنت واقف بعيد عنك قبل ما تنزلى من عندى ليه!
ليه!
لأنى لو كنت قربت منك خطوة واحدة بس مكنتش هقدر أسيطر على شوقى ليكى و كنت هشدك من ايديكى و أخدك فى حضنى و كنت هبوظ كل اللى كنت راسمه فى دماغى..
ابتسمت بسعادة بالغة ثم قالت بأسف
أنا مش زعلانة منك على كل اللى انت عملته لأنى أستحق العقاپ دا...بس نفسى بجد ننسى كل اللى حصل و نفتح صفحة بيضا و نكتب فيها من اول السطر قصة حب جديدة...قصة من نوع خاص..قصة محدش عاشها قبلنا و لا هيعيشها بعدنا...قصة حب أثير و يزيد..
ابتسم بسعادة و كان رده عليها أن جذبها من خصرها إلى أحضانه مرة أخرى و هو يتمتم
إن شاء الله يا روح يزيد...إن شاء الله.
بعد فترة طرق الباب كل من زايد و عمر حاملين فى أياديهم وجبات طعام بعددهم فالتموا حول طاولة الطعام و تناولوه فى جو من الراحة و السعادة الغامرة و بعدما انتهوا قال عمر
اسمع يا يزيد...أنا قدامى أسبوعين و أرجع أسوان عشان شغلى و المستشفى و أنا بقى مش راجع غير لما أحضر فرحكم...
ابتسم يزيد ثم قال بجدية
احنا هننزل البلد النهاردة و أعرف العيلة و بعدين نشترى الشبكة و نعمل حفلة صغيرة كدا فى البيت علشان ألبسهالك و ان شاء الله الفرح بعد أسبوع على ما تجهزى نفسك و تستعدى نفسيا و معنويا و كل حاجة للفرح...إيه رأيكم!
رد زايد بحماس و سعادة
حلو
تم نسخ الرابط