رواية جديدة جامدة الفصول من الرابع وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
كان عندى استعداد أدفع عمرى كله علشان تكونى ليا...هستخسر فيكى شوية كراكيب و المفروض أنا اللى أجيبهم أصلا!
ابتسمت بارتياح و لكن سرعان ما امتعضت ملامحها بقلق قائلة
يعنى...يعنى انت مش هتيجى ف يوم من الأيام تعايرنى و تقولى أنا اللى جايب الحاجة دى!
أصاب الوجوم قسمات وجهه و أجابها بعتاب
إخس عليكى يا ليلى...الخسيس بس اللى ممكن يعمل كدا...إنما أنا ابن أصول مأصل و تصرف زى دا عمرى ما اعمله أبدا...ما كنتش أعرف إن ثقتك فيا معډومة للدرجادى.
متقولش كدا يا زايد...ربنا يعلم أنا قد إيه بح.. احم بحترمك و بقدرك و بثق فيك ثقة عمياء.
ابتسم بهيام على رقة صوتها و خجلها الواضح على ملامحها و أردف بحب
خلاص يا لولو مسمعكيش تقولى الكلام دا تانى.
أطرقت رأسها بخجل و هى تجيب مبتسمة
حاضر...
سكتت لوهلة ثم رفعت رأسها تقول بجدية
بس انت كدا فلوسك من ورث والدك هتخلص فى الجهاز و مصاريف الفرح..طاب هنعمل ايه بعد كدا!
متحمليش هم حاجة يا ليلى...حتى لو فلوس الورث خلصت فأنا ان شاء الله هشتغل بايدى ووسنانى دا غير ان ليا نصيب فى محصول الأرض و ربنا هيفتحها علينا من وسع ان شاء الله.
يا رب...ان شاء الله.
طيب يلا بقى نشيل الحاجات دى ف تاكسى و أروحك أصل احنا كدا اتأخرنا و نبقى نكمل بكرة..
ماشي يلا...
عاد يزيد من المطار عند تمام الثامنة و النصف ولم يكد يعبر بوابة العمارة حتى استوقفته فتاة غاية فى الجمال شعرها مصطبغ باللون الأصفر و وجهها مزين بمستحضرات التجميل ترتدى بنطال چينز ضيق للغاية تعلوه كنزة ضيقة بدون أكمام فكان مظهرها مثير للشبهة.
وقفت قبالته و هى تتمعن النظر بعينيه الساحرتين و تقول برقة بالغة
رفع حاجبيه بتعجب من جرأتها و وقاحاتها و لكنه سايرها ليعلم غرضها قائلا برقة أيضا
هاى يا مايا...اسمى يزيد و زى ما انتى شايفة كدا ظابط شرطة..
اتسعت ابتسامتها لقبوله التعرف عليها و أردفت بغنج
اممم..على فكرة انت عيونك تجنن...
أومأ بإبجاب و هو يقول
ضحكت من رده و قالت
عارف!!...باين عليك مغرور بس بصراحة چان آخر حاجة.
زفر بملل و قال بابتسامة مصطنعة
ميرسى...ممكن تسيبينى ادخل بقى لانى تعبان و عايز أرتاح..
ايوة طبعا...انا أصلا كنت برا و راجعة...تعالى بقى نطلع سوا و ندردش شوية و احنا طالعين...
أجابها بنفاذ صبر
أوكى..اتفضلى..
أوصل زايد ليلى إلى منزلها ثم ذهب لصديقه ماجد ليقضى سهرته معه ليتيح الفرصة لأثير حتى تنهى خلافهما ظنا منه أنها معه الآن و عندما انتصف الليل اتصل بها و هو فى طريقه للعودة إلى الشقة لكى يطمئن على الأوضاع فأجابته بنبرة غاضبة
روحت يا زايد بس مطلعتش الشقة..
ليه يا بنتى...انتى رجعتى ف كلامك تانى!
احتدت نبرتها بانفعال و صاحت به قائلة
حضرت الظابط فرحان بالبدلة البيضة و التلات نجوم اللى على كتافه و واقف مع بنت مايعة قدام العمارة و عمال يكلمها و يضحك و يهزر معاها و هى طبعا كانت منشكحة ع الآخر و فى الآخر...
اصتكت أسنانها بغيظ بالغ و هى تستطرد كلامها
و فى الآخر أخدها و دخلوا العمارة سوا...البيه اللى شايف نفسه و فرحان بشكله.
كبت زايد ضحكته بصعوبة من غيرتها الواضحة فى أنفعالاتها ثم أردف بجدية زائفة
لا لا لا يا أثير...يزيد مستحيل يعمل كدا...الكلام دا كان زمان أيام ما كان شغال فى شرم...بس من يوم ما اتنقل بسبب معاكسة البنات ليه و هو تاب و معادش بيعبر أى بنت تكلمه.
اجابته بتهكم و هى فى قمة غيظها
اه انت هتقولى...بدليل اللى شوفته الليلادى.
اكيد فى حاجة غلط...عموما انا راجع الشقة اهو...هشوف ايه النظام و هكلمك...تمام!
تمام يا زايد...سلام.
فى تلك الأثناء كان عمر جالسا معها و سمع المكالمة بالكامل فقال لها بعتاب
ايه الغباء دا....المفروض كنتى طلعتى وراهم و عرفتيها انتى ايه بالنسباله قبل ما تخطفه منك...مش تسيبيه كدا يعيش حياته عادى..
أنا لو كنت طلعت وراه كنت هرتكب جناية فيه و كانت الأمور هتتعقد بزيادة...فقولت لنفسى لما أهدى و أعرف من زايد مين دى أبقى أروحله تانى و أتأسفله و أحاول معاه يمكن ربنا يهديه و نرجع زى الاول..
هز عمر رأسه بتفهم مردفا
وجهة نظر بردو...ساعات بتبقى عاقلة اوى و ساعات بتكونى مچنونة رسمى...
ضحكت بصخب ثم سرعان ما شردت فى ملامح مالك قلبها و هى تبتسم بحب و اشتياق...
عاد زايد إلى الشقة فوجد يزيد مستغرق فى النوم فأخذ يتجول فى الشقة عله يجد دليلا على إستضافته لأى أنثى بها و لكن ليس هناك ما يدعو للشك و الريبة فنام هو الآخر بغرفته و هو ينوى معرفة ماهية تلك الفتاة فى الصباح.
فى صباح اليوم التالى ذهب يزيد لعمله مبكرا بعدما ألقى نظرة على شقيقه فوجده مستغرقا فى النوم فتركه نائما و ذهب.
مر اليوم بسلام و كان زايد قد اتصل بأثير ليقنعها بأن تذهب له الليلة و لا تنتظر أكثر من ذلك فالتأخير سيزيد رأسه صلابة و يزيد الأمر تعقيدا...
بالفعل ذهبت له بالمساء بعدما عاد و بدل ملابسه دقت جرس الباب و فتح للطارق و عندما رآها أمامه انحبست أنفاسه و تسمرت عيناه عليها يتأملها بعشق جارف و كأنه يحفر ملامحها الجديدة برأسه حاول قدر الإمكان السيطرة على جسده الذى كل خلية منه تحثه بقوة على جذبها پعنف إلى صدره و إحتوائها بقوة بين ذراعيه أغمض عينيه و هو يتنهد بعمق قائلا لها بعد مدة من التأمل و الصمت
جاية لوحدك فى وقت زى دا ليه!
لم تستطع أن تحيد بناظريها عن ساحرتيه و أجابته بشرود
هنتكلم و احنا على الباب!
أفسح لها المجال لكى تدخل ثم اغلق الباب و الټفت لها فلم يجدها نادته من غرفة الصالون فابتسم و هز رأسه بتعجب من فعلتها و كأن الشقة ملكها...رسم الجمود على ملامحه ثم دلف لها بثبات و جلس بالكرسى المقابل لها.
لم يكد يستقر بكرسيه حتى دق جرس الباب مرة أخرى فنهض ليفتح الباب تفاجئ بتلك السمجة التى تدعى مايا تقف أمامه مرتدية بادى كت و هوت شورت فرمقها بازدراء و هو يقول بجدية
ايوة..اى خدمة!
أجابته بميوعة و غنج
متابعة القراءة