رواية جديدة جامدة الفصول من الرابع وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

قبالتها على مسافة بعيدة نوعا ما فبدأت الحديث تسأله بترقب 
يزيد.. انت اتجوزت سمر! 
ظل ينظر لها بملامح خاوية لوهلة ثم أجابها بغموض 
أيوة اتجوزنا... 
طالعته پقهر دفين وملامح حزينة ثم قالت له 
مبروك... 
و همت بفتح الباب لتغادر إلا أنه استوقفها قائلا 
استنى... انتى هتمشى كدا من غير ما تاخدى حريتك.. 
لوهلة لم تفهم مقصده و ضيقت جفنيها باستفهام فأردف موضحا 
أنا ميرضينيش تفضلى متعلقة كدا لا منك متجوزة و لا منك متطلقة. 
هوى قلبها فى قدمها عندما خيل لها أنه سيطلقها و نظرت له باستجداء بألا يفعل و قالت بثبات ظاهرى
مش هتفرق...أنا شيلت موضوع الجواز دا من دماغى. 
بس هتفرق معايا أنا.... 
أثير 
انتى 
طالق......
الفصل الخامس و العشرون 
أثير... إنتى طالق.... 
سكون..صدمة... صمت تام أحل بالمكان إلا من دقات قلبيهما المتسارعة و أصوات أنفاسهما المتلاحقة...تناظره پصدمة و خيبة أمل فاقت توقعاتها بينما هو يناظرها ببرود و أحيانا باستخفاف.... فماذا كانت تنتظر منه بعد فعلتها القاسېة تلك...لقد انتزعها من حياته فى سبيل الحفاظ على كرامته على الأقل أمام نفسه... 
سرعان ما بدلت انفعال الصدمة الذى کسى ملامحها فى الوهلة الأولى إلى لا مبالاة حتى تحرمه من لذة الإنتصار فى تلك الحړب الناشبة بضراوة بينهما... 
نطقت أخيرا بنبرة خاوية و كأنها لا تكترث لتلك الكلمة التى جعلتها محرمة عليه و حرمتها من نعمة إحتوائه لها بين أحضانه الدافئة... ذلك الدفئ و الأمان اللذان كم افتقدتهما طيلة مدة غربتها و لم تنفك عن انتظار اللحظة التى سترتمى بها فى دفئ أحضانه. 
حانت منها ابتسامة لم تتخطى شفتيها و قالت بلامبالاة 
تمام... ميرسى... عن إذنك.. 
ثم استدارت و فتحت الباب بخطى ثابتة دون أن تهتز او يرمش لها جفن و خرجت ساحبة الباب خلفها... 
أما هو راح ينظر فى أثرها بذهول... يا إلهى لقد عادت أثير إلى سابق عهدها... ذلك العهد الذى قابلها فيه لأول مرة... لا يدرى ماذا ينبغى عليه أن يشعر تجاهها... أيشعر بالڠضب و الغيظ لإبدائها اللامبالاة!.. أم يشعر هو أيضا بالبرود و ألا يبالى بها و ينهى تعلقه بها إلى الأبد!... أم يشعر بالشفقة تجاهها لأنه يعلم تمام العلم أنها فقط تتظاهر بالقوة و اللامبالاة و لكنها بالداخل محطمة و كيانها ينهار و قلبها منجرح!... 
ألقى بجسده على الأريكة بإهمال و هو فى حالة من التيه و التخبط...كان يريد أن يلقنها درسا...و لكنها هى من أدبته و لقنته الدرس..يقسم أنها لو اعتذرت له و أقرت بخطأها و طلبت منه العفو والغفران...لغفر لها و عقد عليها من جديد..و لكنها عادت لتلك الأثير العنيدة العصية التى تتظاهر بالقوة الواهية و ما هذه القوة إلا سراب.
أما اثير بمجرد أن أغلقت الباب سقط عن وجهها قناع البرود و خارت قواها الواهية و انهمرت العبرات من مآقيها بغزارة... حتى أنها توقفت على إحدى الدرجات و انحنت على ركبتيها من شدة بكائها و تسارع شهقاتها التى تكاد تسحب روحها مع كل شهقة. 
سيطرت قليلا على نوبة بكائها و من ثم استأنفت نزول الدرج إلى أن نزلت ل عمر الذى كان ينتظرها بجانب السيارة. 
قبل أن تركب لمحها زايد الذى كان عائدا لتوه من البلدة و معه حقيبة ظهر يحمل بها أغراضه فناداها بإسمها فالتفتت إليه و علامات البكاء بادية على ملامحها بوضوح اقترب منها رويدا رويدا و هو لا يصدق أنها أخيرا قد ظهرت ما إن وقف قبالتها حتى قال لها بتعجب 
أثير...أخيرا رجعتى!...حمد الله على سلامتك..
الله يسلمك يا زايد..
سألها باستغراب
يزيد شافك!..انتى نازلة من عنده!
سكتت لوهلة تحاول أن تتماسك حتى لا تبكى أمامه و لكنها فشلت فى ذلك و بكت مرة أخرى و هى تقول بتحسر
يزيد طلقنى يا زايد...
نعم...طلقك!!..دا متخلف دا و لا إيه!..ازاى و ليه!
بص أنا مش قادرة أتكلم دلوقتى..هات موبايلك أسجلك رقمى الجديد و نبقى نتكلم بعدين...
تمام خدى أهو...
أعطاها الهاتف و قامت بتسجيل رقمها و هى تحاول كبت شهقاتها المؤلمة و اعادته له و ركبت السيارة مع عمر و انطلقا إلى المنزل يجران أذيال الخيبة.
بينما زايد أسرع الخطى أثناء صعوده للدرج و فتح الباب بمفتاحه و ولج إلى الداخل فتفاجأ بيزيد جالسا بالأريكة و هو يدفن وجهه بين كفيه شارد تماما حتى أنه لم يشعر بدلوفه فناداه بحدة
يزيد!!..ممكن أفهم ايه اللى انت عملته دا مع أثير!..انت ازاى تطلقها يا بنى آدم انت!
رمقه بنظرات خاوية و هو يسأله بهدوء
انت شوفتها فين!
أجابه بإنفعال و إشفاق لحالها
قابلتها تحت قدام العمارة و كانت مڼهارة و مموتة نفسها من العياط..
رفع حاجبيه باستنكار قائلا باستغراب
منهاارة و مموتة نفسها من العياط!
ابتسم بسخرية و هو يهز رأسه باستغراب من تلك الفتاة التى كانت تقف أمامه بشموخ و تشكره على طلاقها بكل برود فمن يراها يظن أنها كائن غير قابل للبكاء و الإنهيار...و لكن تلك الطباع ليست غريبة عليه و توقعها منها فأتى زايد و أكد توقعاته.
اغتاظ زايد من سكوته فأردف بتوبيخ
يا برودك يا أخى...مش دى أثير حبيبتك اللى فضلت تدور عليها شهرين و كنت هتتفصل من شغلك عشانها!...تقوم تطلقها بالسهولة دى!
هب من مقعده بإنفعال و هو يصيح به
أومال كنت عايزنى أعمل إيه!..حضرتها كانت عايشة ف أسوان و أنا كنت بدور عليها هنا زى الأهبل...اشتغلت و بقت مديرة حسابات و اتعلمت الطبخ و تخنت و راجعة علشان تورينى قد إيه كانت عايشة مرتاحة و الدنيا ماشية معاها بعيد عنى...رجعت و مفكرتش تعتذر حتى عن غيابها و اللى حصلى بسببها...المفروض كنت أعمل أيه بعد دا كله...كنت أخدها بالحض و أقولها وحشتينى و كأن مفيش حاجة حصلت!..لا مش أنا...مش يزيد سرحان الوزير اللى يبيع كرامته بالرخيص عشان واحدة ست.
تنهد زايد بقلة حيلة مردفا بهدوء
طاب كنت زعقلها...عاتبها..اطردها...إنما تطلقها يا يزبد و تنهى كل حاجة بينكم بالسهولة دى!
أجابه بحدة
بعد اللى هى عملته دا و رد فعلها معايا بعد ما رجعت...متستاهلش منى غير كدا..
راح يحاول إقناعه بعقلانية
أثير بتحبك و عايزاك بدليل إن طلاقك ليها خلاها تبكى و ټنهار... 
رد عليه بتهكم 
ټنهار!!... دى قالتلى ميرسى و مشيت. 
انت عارف و متأكد ان الكلام دا من ورا قلبها...لما حست إن كرامتها انجرحت...أكيد مكنتش متوقعة انك تطلقها...
أومال هى عايزة إيه!...و هى هربت منى ليه من الأول!..مش علشان متتجوزنيش و سمر على ذمتى!
....دلوقتي بقى عادى تتجوزنى و انا متجوز سمر!
قطب زايد جبينه بتعجب و شعر بتيه من حديث أخيه الغير واقعى و قال له باستنكار
أنت هتوهنى معاك ليه...هو انت اتجوزت سمر امتى!
زفر پعنف و أجابه بنبرة أقل حدة نوعا ما
ما أنا فهمتها إنى اتجوزت سمر قبل ما أطلقها.
هز رأسه بعدم رضا مردفا بعتاب
و ليه كدا يا يزيد!
كنت عايز أشوف رد فعلها و إن كانت ندمت على هروبها و عندها استعداد ترجعلى على أى وضع و لا لأ!..بس للأسف خيبت أملى فيها و ردت عليا بكل برود
تم نسخ الرابط