رواية جديدة جامدة الفصول من الرابع وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

تفوق لنفسك يا يزيد... 
أغمض عينيه ليسيطر على انفعالاته و هو يصتك فكيه من الغيظ و هو يتمتم 
اللهم ماطولك يا روح.. 
استطرد صراخه به دون الإلتفات لغضبه قائلا 
انت بقيت بارد كدا امتى... أنا مش مصدق اللى انت بتعمله دا... لما انت ناوى تخطب و تتجوز... متجوزتش من شهرين تلاتة فاتو ليه... و لا انت عايز ټحرق ډمها و السلام. 
تستاهل... تستاهل إنى أعمل فيها كدا.. 
و انت هتكون مبسوط يا يزيد! 
مالكش دعوة انت... 
زفر بيأس من صلابة رأسه و خرج من الغرفة و هو يقول بصړاخ 
اعمل اللى انت عايزه... أنا زهقت منك و من دماغك اللى زى الحجر. 
بينما يزيد ابتسم بغموض و مكر و تمدد بفراشه و هو يفكر بتركيز فى أمر ما..
دخل زايد غرفته فأتاه إتصال من أثير تسأله إن كان سيتمم تلك الخطبة ام أن كلامه لها من باب العقاپ و التأديب و لكنه أجابها بنبرة يملأها الغيظ و الڠضب 
أيوة يا أثير... هو فعلا أمى كانت متكلمة على بنت و أخدت منهم معاد علشان يتقدملها بس الكلام دا كان قبل ما انتى ترجعى بكام يوم و كنت فاكر انه هيكنسله لما انتى رجعتى... بس طلع دماغة جذمة و هيتممه فعلا... 
بدأت تدخل فى نوبة البكاء التى لا تعلم عددها و هى تشعر بانسحاب روحها و آمالها فيه تتهاوى كما تتهاوى الأوراق الذابلة عن أغصانها بفصل الخريف ذلك الخريف الذى سكن قلبها منذ عودتها و الجفاء الذى تجرعته منه.
أجابته بصوت متحشرج من أثر البكاء 
طيب يا زايد... ربنا يسعده.. 
رد عليها بلهفة 
أثير متيأسيش و متستسلميش... أنا متأكد إن يزيد بيحبك بس الشيطان راكب دماغه.. بكرة هيندم و هيرجعلك و يقولك سامحيني... إوعى تيأسى من حبه ليكى انتى فاهمة! 
أجابته بقلب جريح و ملامح أنهكها الحزن و البكاء 
مالوش لازمه الكلام دا يا زايد... خلاص كل حاجة انتهت.. ربنا يسعده... سلام.. 
أثير.. أثير.. 
و لكن أثير قد أغلقت الخط..
مرت ثلاثة أسابيع كاملة و هى المدة المتبقية لعمالة يزيد بالمطار و اليوم هو أول يوم بإجازته الشهرية...
ضب أغراضه و أخذ تاكسى إلى محطة القطار و انتظر قليلا حتى أتى القطار و استقله و استقر بمقعده المسبق حجزه فى الليلة السابقة.
بعد دقائق أتت فتاة تهزه من كتفه و هى تقول
لو سمحت الكرسى دا بتاعى...انت المفروض تقعد فى الكرسى دا...و أشارت إلى الكرسى المجاور...و لا هو علشان جنب الشباك يعنى هتستولى عليه!
ألجمته المفاجأة و لكنه كبت ابتسامته بصعوبة عندما أتاه صوتها فتلك الفتاة ليست إلا أثير...
نهض و وقف قبالتها و هو يقول
نعم!...لا بقى الكرسى دا بتاعى...ابقى بصى كويس على التذكرة بتاعتك يا أنسة قبل ما تتكلمى..
يا ريت تبص انت على تذكرتك قبل ما تتكلم بالثقة دى يا أستاذ..
أخرج التذكرة من جيبه و نظره مسلط عليها و أعطاها التذكرة و هو ينظر لها پشماتة ظنا منه أنها مخطئة فأخذتها و أشارت له على الرقم المسجل بها و هى تقول
أهو شوفت...تذكرتك فيها رقم الكرسى اللى جنب الممر و اتفضل تذكرتى اهى هتلاقي فيها رقم الكرسى اللى جنب الشباك..
صعق عندما وجد ان كلامها صحيح...و لكن كيف ذلك و هو قد ألقى نظرة على التذكرة فور حجزها و لكن ربما خانه نظره فقال لها باستسلام و حنق فى ذات الوقت
أوكى...اتفضلى...
جلس كل منهما بمقعده و بعد فترة من الصمت و الحيرة و الفضول من قبله سألها بتوجس
يا ترى راجعة أسوان تانى!
أجابته بغموض و مراوغة
حاجة زى كدا...
حاجة زى كدا اللى هو ازاى يعنى!
أجابته بوقاحة 
اظن مش من حقك تسألنى رايحة فين و جاية منين... مش كدا! 
غلى الډم فى عروقه و بالكاد استطاع أن يسيطر على قبضة كفه المتحفز لصفعها و لكنه تظاهر بعدم الإهتمام قائلا 
اه فعلا مش من حقي... تمام براحتك.. 
مرت أربع ساعات من الصمت و السكون السائد بينهما إلا من نظراتها المتأملة له عندما غفى أو بالأحرى كان متصنعا النوم.. و هى أيضا عندما غفت ظل يتأملها بعشق جارف حتى دق منبه هاتفها عند الخامسة فجرا فاستيقظت على الفور و كانا فى ذلك الوقت على مشارف الوصول إلى محافظة أسيوط... اعتدل سريعا قبل أن تشعر بحصاره لها بنظراته و تصنع النوم مرة أخرى.. 
فركت عينيها ثم هزته من كتفه حتى يستيقظ فتظاهر بالنعاس و هو يقول مغمض العينين
اممم...عايزة ايه!
ابتسمت على هيئته الجذابة ثم قالت بجدية
فوق كدا يلا علشان أنا هخطفك..
اتسعت عيناه على آخرها و هو ينظر أمامه فى الفراغ پصدمة ثم نظر لها باستنكار قائلا
تخطفينى!...انتى...هتخطفينى!
أجابته بجدية و ثقة
أيوة طبعا هخطفك...انت مستقل بيا و لا إيه!
ابتسم بسخرية يسألها بتهكم
و هتخطفينى إزاى بقى إن شاء الله!
دلوقتي تشوف...كلها نص ساعة و تشوف ازاى هخطفك و مش هتعرف تهرب منى لو عملت إيه...
ربع ذراعيه أمام صدره و هو يقول بتهكم
أوكى...أنا قاعد أهو لحد ما أشوف هتخطفينى إزاى...
ما إن وصل القطار إلى محطة أسيوط حتى اخذت تدفعه أمامها و كأنها خاطفته بالفعل و هو مستسلم لها تماما إلى أن نزلا من القطار... 
و بمجرد أن نزل وجد عمر و زايد يحاصرانه من الجانبين فأخذ يدير بصره بين ثلاثتهم و هو يقول 
دا انتوا عاملين عليا رباطية بقى... 
ردت أثير بجدية 
احسبها زى ما تحسبها...انت النهاردة مخطۏف و مش من حقك تعترض على أى حاجة نعملها فيك....
امممم...طاب ممكن أعرف هتخطفونى على فين.
أجابه زايد بابتسامة مصطنعة
على المأذون..
رد عليه پغضب ظاهرى
نعم!!..يعنى ايه يعنى...هتجوزونى بالعافية..
رد عمر بمكر
أيوة بالعافية...ما هى دماغك الناشفة دى مش هينفع معاها غير كدا...
دفعه زايد ليسير أمامهم و تولى هو أمر جر الحقائب خلفه وسار معهم يزيد باستسلام تام و استقلوا جميعهم سيارة أجرة إلى أحد الفنادق القريبة من محطة القطار...
حجز عمر غرفة لهم و ذهب زايد لإحضار المأذون...
جلس كل من أثير و عمر و يزيد بالغرفة لحين حضور زايد فأدار يزيد دفة الحديث متسائلا بفضول 
ممكن أعرف بقى عملتوا الخطة دى ازاى و إمتى و ليه!
رد عمر بجدية
أثير من ساعة ما رجعت من عندك لما قولتلها ان انت هتخطب بنت تانية و هى فى حالة اكتئاب و کرهت نفسها والدنيا لدرجة انى كنت خاېف ټنتحر بصراحة حالتها مكانش ينفع يتسكت عليها و كلنا عارفين إن علاجها الوحيد انت علشان كدا كلمت زايد و اتفقت معاه إن احنا لازم نرجعكوا لبعض بأى طريقة لو مش برضاك يبقى ڠصب عنك...زايد هو اللى خطط و حجز ليا و ليه فى القطر اللى طالع قبلكم بساعة و حجز لأثير فى نفس القطر اللى انت حجزت فيه و طبعا كان ماشى وراك ساعة الحجز و بسرعة دخل بعدك و حجز الكرسى اللى جنبك لأثير و بدل التذاكر بتاعتكم و انت نايم...و الباقى بقى أكيد فهمته لواحدك...و على فكرة أثير كانت رافضة اللعبة
تم نسخ الرابط