رواية جديدة جامدة الفصول من الرابع وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أنا جيت أشوفك لو عايز حاجة...أنا عارفة إنك عايش لوحدك ف الشقة...
أتت أثير من خلفه ترد هى بدلا عنه
جاية تشوفيه عايز حاجة الساعة تسعة بالليل!
طالعتها بنظرة شمولية و تفحص ثم قالت بسوء أدب
و انتى بقى عنده الساعة تسعة بالليل بتعملى إيه!
ردت عليها بغيظ و ڠضب
أنا مراته يا حبيبتى و من حقى أكون معاه ف اى وقت...
ردت باستنكار
مراته!.أنا ساكنة فوقه بقالى أكتر من شهر مشوفتكيش قبل كدا!
كادت ترد عليها إلا أن يزيد صړخ بها قائلا
فى إيه يا أنسة مايا!..انتى هتفحيلنا تحقيق...ما قالتلك مراتى...ليكى شوق فى حاجة!
كتمت غيظها بشق الأنفس و هى ترمقهما پغضب ثم غادرت من أمامهما سريعا...
ابتسمت أثير بانتصار و سعادة فى آن واحد لإقراره بأنها زوجته و فى ذات الوقت لزجره تلك الدخيلة و إحراجها كما تستحق.
اغلق الباب و قال لها بجدية
اتفضلى على الصالون...مش محتاجة عزومة يعنى...
ضحكت بخفوت و من ثم دلفا إلى الغرفة و جلس كل منهما بكرسيه..
أدارت هى دفة الحديث قائلة بأسف
يزيد...أنا جاية أعتذرلك عن بعدى عنك المدة دى كلها و عندى أمل إنك تسامحنى و نرجع لبعض.
سكت لوهلة ووهو يناظرها بتجهم و برود الشيئ الذى زاد من توترها و ارتباكها ثم قال بجمود
لسة فاكرة تعتذرى...عرفتى غلطك دلوقتى!
انت ليه كدبت عليا و قولتلى إنك اتجوزت سمر..
أجابها بمكر
أظن اللى قالك إنى متجوزتش سمر قالك بردو أنا كدبت عليكى ليه.
لو مكنتش كدبت عليا ساعتها...مكانش دا بقى حالنا دلوقتي...انت طلقتنى علشان تعاقبنى..صح!
هب من مقعده بانفعال و أولاها ظهره و قال بجدية
لأ...أنا طلقتك لأنى كنت ناوى أطلقك...لو انتى بتحبينى بجد و لسة باقية عليا...كنتى هتغيبى شهر أو شهرين لحد ما تهدى و تنسى اللى اتقالك و ترجعيلى و نكمل مع بعض على الحلوة و المرة...إنما انتى اختارتى راحتك و نسيتينى.
نهضت و وقفت خلفه و قالت بصوت متحشرج
حياتنا كانت هتبقى صعبة أوى يا يزيد مع بعض لو كنت اتجوزتنا احنا الاتنين...أنا كنت فاكرة انى هقدر أتحمل الوضع دا بدليل إنى سافرت معاك بعد البراءة...بس لما شوفت الحقيقة بعنيا اكتشفت إننا مستحيل نعيش مع بعص مرتاحين و إن احنا مش بعيد نكره بعض...
مهما قولتى و مهما بررتى يا أثير مش هقدر أنسى المقلب اللى انتى عملتيه فيا....چرحك معلم فى قلبى جامد....
استدار لها و استرسل كلامه پغضب زائد
عارفة ليه!...لأنك غرستى فيه سکينة تلمة و سحبتيها تانى من غير ذرة شفقة.
تألم قلبها و أحست بانشطاره لنصفين من فرط الۏجع الظاهر فى كلماته لم تكن تتخيل أنها قست عليه بهذه الدرجة حقا تستحقين ما يفعله بكى يا أثير و أكثر من ذلك..
هكذا راحت تتمتم بنفسها و هى تتأمل هيئته المچروحة و تستمع لكلماته الصادرة من قلبه النازف و كأنه يقطر دما من فمه و ليست مجرد كلمات.
بدأت عينيها تمتلئان بالعبرات و تنظر له باستجداء و استعطاف قائلة
حبيبى أنا آسفة...أنا فعلا أنانية و كنت غبية و متخلفة لما غبت عنك الفترة دى كلها...علشان خاطري يا يزيد حاول تنسى و نرجع لبعض و نبدأ صفحة جديدة كلها حب و فرح..
ابتسم بتهكم ثم قال پقهر دفين
انتى جيتى متأخرة أوى يا أثير
قصدك إيه!
سألته بقلق و خوف من الإجابة فأجابها دون أن ينظر إليها
أمى أخدتلى معاد من أهل العروسة فى البلد بعد ما وافقوا عليا و اتفقت معاهم إنى هتقدملها رسمى الأجازة الجاية...
جف حلقها و ازدادت وتيرة تنفسها و نظرت له بملامح مصډومة قائلة بصوت متحشرج بالكاد خرج منها
تانى يا يزيد!...يعنى خلاص معدتش عايزنى...خلاص قطعت كل السبل اللى بينا...مش هيكون فى أثير و يزيد تانى!...
عند هذا الحد و بدأت عبراتها الساخنة فى الإنهمار بغزارة و قبضت على ذراعه و هى تهزه بقوة و تقول بصړاخ
خلاص استغنيت عنى...نسيتنى..كرهتنى...انطق..مبتردش ليه..
بينما هو كان مستسلما تماما لهزتها و صړاخها يشعر بانفطار قلبه عليها...يود لو يحتويها بين أحضانه وويهدهدها ثم يجفف عبراتها بيديه و يسمعها من ترانيم العشق و الهيام...و لكنه ما زال جريحا و عقله يأبى التنازل فى معركته معها بهذه السهولة...
عندما رأته جامدا هكذا و لا يبدى أى تأثر من حالتها المذرية...هوت آمالها و توقفت عن هزه و تركته و غادرت سريعا و هى تكفكف عبراتها..
الفصل السادس و العشرون و الأخير
عادت أثير إلى منزل منى و هى فى حالة من الإكتئاب و الحزن الشديد ما إن فتحت منى لها الباب حتى ارتمت بين أحضانها و هى تبكى و تنتحب أخذتها و دلفا للداخل و أدخلتها غرفتها و جلست بجوارها بالفراش و هى تربت على ظهرها بحنان ثم قالت 
جرى ايه يا أثير!.. انتى كل ما تروحيله ترجعى من عنده مڼهارة و مموتة نفسك من العياط بالشكل دا!.. انسيه بقى يا بنتى طالما مش قادر يسامحك... 
أجابتها من بين شهقاتها الملتهبة 
هيخطب واحدة تانية يا ماما... ما صدقت خلصت من سمر... أهو رايح يتجوز تانى... انا خلاص تعبت.... تعبت يا ماما و عايزة أموت و أرتاح بقى... 
انفطر قلبها لأجلها و امتعضت ملامحها بأسى قائلة 
يا حبيبتى بعيد الشړ عنك متقوليش كدا... بكرة الأيام تنسيهولك و هتقابلى غيره و تحبيه و تتجوزي... هى فترة و هتاخد وقتها و هتعدى. 
ردت عليها بتصميم غريب 
لا يا ماما منى... أنا عايزة يزيد... أنا محبتش غيره و مش هحب حد بعده... هو و بس... نفسى يرجعلى بس مش عارفة أعمل معاة إيه! 
أجابتها بقلة حيلة 
خلاص يا بنتى اصبرى و لو ليكوا نصيب تتجمعوا تانى هيحصل ان شاء الله... بس الصبر
كفكفت عبراتها بظهر يدها و هى تدعو برجاء و أمل 
يا رب... يا رب...
قبل عودته للشقة اتصل بها ليسألها عن آخر التطورات فقصت عليه ما حدث بينهما الشيئ الذى أصابه بالذهول و الصدمة و سار بخطى سريعة له لكى يوبخه على فعلته و يثنيه عن نيته فى إتمام هذه الخطبة... 
ما إن دلف الشقة حتى بحث عنه فى الغرف فوجده مستلقى على فراشه فصاح به بحدة 
انتى ايه اللى انت هببته دا... يا أخى حرام عليك.. انتى ناوى تعمل فيها ايه أكتر من كدا... مش كفاية اللى هى فيه... لا أب و لا أم و لا بيت يلمها و سايبها عايشة عند ناس غريبة مفيش بينهم أى صلة قرابة و كمان بتقطع صلتك بيها نهائى... انت ايه يا أخى! 
هب من فراشه بانفعال و صړخ به بحدة 
احترم نفسك يالا... أنا أخوك الكبير متنساش نفسك. 
استرسل بنفس الحدة و لم يبالى بصراخه 
انت عايز ايه بالظبط.. انت عايزها تيجى تبوس ايدك و رجلك علشان ترجعها... و لا عايزها ټموت نفسها علشان سيادتك تبقى مبسوط يا يزيد بيه و ترد اعتبارك. 
طالعه پغضب و غيظ ثم صاح به 
زااايد... طلع نفسك من الموضوع دا و مالكش دعوة بينا... فاهم! 
لا مش فاهم...مش هسيبك غير لما
تم نسخ الرابط