رواية جديدة جامدة الفصول من الرابع وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

طولة العمر.
يا ولدى أنى خلاص رچلى و الجبر..و زيدان أهو اتچوز و خلف..و زايد اللى أصغر منيك خطب و فرحه جريب...طاب و انت يا حبة عينى...هعتفضل عايش على ذكراها لحد ميتى!..انساها يا ولدى بجى و اتچوز و عيش كيف الخلج ما هى عايشة..
زاغت عيناه فى الفراغ بشرود و امتعضت ملامحه پألم و لم يرد فاسترسلت أمه قائلة بمزيد من الرجاء و الأمل 
يا ولدى أنى ابجالى ييچى سنة ابجولك نفس الكلام و انت كل مرة بتهرب منى وا تسكتنى بكلمتين و السلام...أنى حزنانالك يا ولدى و جلبى بيتجطع جطيع عشانك... راسك اللى زى الحچر الصوان دى عتلين ميتى يا يزيد!.. ريح جلبى يا ولدى ربنا يريح جلبك.. 
أصاب الوجوم ملامحه بوضوح و أجابها بلوعة و عذاب 
نفسى جلبى يرتاح يا اماى... بس ماجاديرشمش قادر... مش ابيدى. 
أجابته بلهفة و أمل 
طاب چرب يا ولدى... يمكن البنتة اللى عتخطبها تجدر اتنسيهالك. 
سكت لبرهة يفكر ثم أردف بقلة حيلة و استسلام 
ماشي ياماى.. اللى اتشوفيه صوح اعمليه. 
انفرجت أساريرها بسعادة غامرة و قبضت على ذراعه و هى تقول له بلهفة و فرح 
تعالى.. تعالى شوف البنتة الحلوة اللى اهناك دى.. اللى لابسة فستان ازرج و جاعدة چار زينب..ايه جولك فيها عاد!..دى أمل بت الشيخ حسانين مأذون البلد...نسب و چمال و أخلاج و علام...إو قمان عينها عتطلع عليك.
أومأ بوجوم و عدم اهتمام
طيب يا ماى...كلمى أمها و شوفى رأيها..بس متتجدموش ليها رسمى غير لما أنزل الأچازة الچاية و أخطبها أنى بذات نفسى...ماشي يا اماى!
هزت رأسها بالموافقة عدة مرات و هى تكاد تطير من السعادة...لا تصدق أنه أخيرا اقتنع برأيها و سيدخل الفرح على قلبها.
عاد يزيد إلى شقته بالقاهرة عند منتصف الليل تاركا زايد هناك بالبلدة حتى يساعد شقيقه الأكبر لحين انتهاء مناسبته السعيدة.
فى صباح اليوم التالى استعد بكامل هيئته للذهاب إلى عمله بقسم الجوازات بمطار القاهرة الدولى...و قبل خروجه من الشقة مر طيفها من أمامه الأمر الذى جعل الإشتياق يجتاح جوارحه بلا هوادة فجلس بالأريكة و ډفن وجهه بين كفيه يفكر عله يلملم شتات نفسه هل سيستطيع الإرتباط بأخرى و استكمال حياته بدونها!..و ماذا عنها هى!...كيف ستتمكن من الإرتباط بغيره و اسمها مرتبط بإسمه!..و عند هذا الحد و بدأ الډم يغلى بعروقه...لم يستطع تصورها مع شخص غيره فالغيرة سيطرت عليه و تمكنت منه...و لكن لا بد و أن يتجاهل هذه المشاعر حتى يستطيع إكمال مسيرة حياته كما فعلت هى.
زفر پعنف و أخذ يهز رأسه بين كفيه لينفض تلك الأفكار عن رأسه و يستطيع مزاولة عمله على أكمل وجه فنهض من الأريكة و التقط أغراضه و انصرف إلى وجهته.
مر اليوم بسلام دون جديد يذكر إلى أن دقت السابعة مساءا و صدع صوت المذيع الداخلى بالمطار ينبه بهبوط الطائرة المقلعة من مطار أسوان. 
نزلت أثير من درج الطائرة بصحبة شاب تبدو على ملامحه علامات الرزانة و الوقار كما يبدو أنه فى أواخر الثلاثين من عمره يسير بجوارها و ينظر لها بابتسامة ودودة و هو يقول
حمد الله على السلامة يا أثير.
أجابته بسعادة عارمة و هى تستنشق عبق القاهرة
حمد الله على سلامتنا احنا الاتنين.
رمقها بابتسامة و هو يقول
شايفك مبسوطة علشان أخيرا رجعتى القاهرة
أكيد طبعا...مهما الواحد بيبقى مرتاح فى البعد بس دايما بيحن لمكانه الأصلى.
استرسل بمراوغة و بنبرة ذات مغذى
امممم...و لا مبسوطة علشان هتشوفى يزيد!
ازدادت ابتسامتها الهائمة اتساعا على ذكره و قالت بخجل نوعا ما
حضرتك بتقول فيها يا دكتور عمر...يزيد واحشنى أوى...مش عارفة لو شوفته هعمل ايه!..حاسة انى مش هقدر أسيطر على مشاعرى و هترمى ف حضنه أول ما أشوفه.
ربنا يصلح ما بينكم يارب....
فى تلك الأثناء كان يزيد قد أنهى مكالمة هاتفية مع أمه للتو تخبره بأن العروس وافقت عليه و عائلتها فى انتظار قدومه لطلب يدها رسميا فأكد عليها أنه سيتقدم لخطبتها الأجازة المقبلة.
عاد ليستأنف عمله و يتفحص الجوازات و فى خضم انهماكه فى عمله لمحها بطرف عينه لوهلة ظن أنه يتخيل و لكنه تمعن النظر مرة أخرى فتاكد له أنها هى...تأملها بشوق جارف من بعيد لقد تغيرت كثيرا زاد وزنها بطريقة ملحوظة و امتلأت وجنتاها و تفتحت لون بشرتها و كست حمرة الحسن وجنتيها...يا إلهى لقد ازدادت جمالا و فتنة.... انتبه أخيرا إلى ذلك الشاب الغريب الذى لا يعرفه يسير بجوارها و هو يجر الحقائب خلفه و تتحدث معه و الإبتسامة لم تفارق ثغرها...غلى الډم فى عروقه و اعتصر قبضة يده پغضب فقد حدث ما كان يخشاه...أيعقل أن تكون قد نسيته و تستعد لحياة جديدة مع غيره...حتما عادت لكى تطلب منه حريتها حتى تتمكن من الإرتباط بذلك الشاب الرزين...
تمكنت تلك الوساوس منه و سيطرت على جوارحه للغاية و ما إن اقتربت منه و همت بإعطائه جوازها حتى تجمد جسدها و جحظت عيناها حين رأت ملامحه التى كم اشتاقت لها لم تتوقع أنها ستراه بهذه السرعة و السهولة و بهذا المكان...طالعته باشتياق جارف دون أن تنبس ببنت شفه بينما هو يناظرها ببرود تام و ملامح جامدة و كأنها لم تغب عنه و كأنه لم يتجرع مرارة الفراق و كأن كل ما مر به من ألم قلق و اشتياق كان هباءا منثورا..حاولت قدر الإمكان أن تسيطر على ثورة مشاعرها و جسدها المتحفز للإرتماء بين أحضانه الآن و ازدردت لعابها بصعوبة و خرج صوتها متحشرجا من المفاجأة و قالت بخفوت و عيناها تكاد تفترسه 
ازيك يا يزيد... 
نظر لها بجمود و كأنه لا يعرفها ثم قام بختم جواز السفر و أعطاه لها و هو يقول برسمية 
حمد الله على السلامة. 
أخذته منه و هى لا تصدق أنه يقابلها بعد كل هذه المدة بكل هذا الجفاء و البرود تلألأت العبرات بعينيها و لكنها أحكمت سيطرتها عليها و غادرت سريعا من أمامه قبل أن يرى دموعها. 
لحق بها ذلك الشاب و هو يجر الحقائب بعدما استلمها و خرجا من المطار بأكمله و استقلا سيارة أجرة إلى المنزل. 
أثناء الطريق ظلت تبكى بحړقة و الآخر يجلس بجوارها و يواسيها قائلا 
أثير انتى كنتى متوقعة ايه يعنى..متنكريش ان انتى اللى كنتى غلطانة لما سبتيه المدة دى كلها...أكيد طبعا اتجوز بنت عمه و عاش حياته...دا اللى أى واحد مكانه هيعملة..خاصة انه دور عليكى كتير...يعنى بصراحة مفيش عليه أى لوم.
أجابته من بين شهقاتها الأليمة التى تمزق نياط القلوب
معقول يكون نسينى و خرجنى من قلبه و حياته!..أنا مش قادرة أصدق أنه قابلنى بالبرود دا...دا ختم الجواز و بصلى و هو بيديهولى و لا كأنه يعرفنى...لا لا مش مصدقه..
أنا بصراحة مبقتش عارف انتى عايزة ايه بالظبط..عايزة ترجعيله و لا عايزة تبعدى عنه!..حددى موقفك..هتقدرى ترجعيله و هو متجوز غيرك و مش بعيد يكون خلف كمان!
دفنت وجهها بين كفيها و قد ازداد نحيبها أكثر و هى تقول بحيرة
تم نسخ الرابط