رواية جديدة جامدة الفصول من الرابع وعشرون للسادس وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
و بتقولى مبروك و ادتنى ضهرها و هتمشى...الډم غلى ف نفوخى و حسيت إنى لو مكنتش طلقتها و رديت اعتبارى قدامها و قدام نفسى مكنتش هسامح نفسى أبدا و كنت هحس إنها داست على كرامتى برجليها...بالذات لما تحس إنى لسة باقى عليها و عندى أمل ترجعلى.
كان يستمع له بذهول و عندما انتهى رد عليه بملامح مشدوهة
يخربيت شيطانك يا يزيد...انتو ايه العند اللى ملاكم انتو الاتنين دا!
جلس زايد على الأريكة و هو يضرب كفا بكف قائلا بحزن
لا حول و لا قوة إلا بالله...خلاص كدا خلصت حكايتكم!...بالسهولة دى..
هى اللى بدأت و كمان بتكابر و مش عايزة تعترف إنها غلطت...
هز زايد رأسه بتفهم و لم يعقب و لكنه أقر شيئا فى نفسه فيكفى عذابا إلى هذا الحد لقلبيهما...فلا بد من تأليفهما رغم أنفيهما.
فى صباح اليوم التالى ذهب زايد إلى مكتب المحاماة الذى يتدرب به و ذهب يزيد للمطار مكان عمله...
قضت المكالمة كلها فى البكاء و لم يفهم منها شيئا حتى نفذ صبره فطلب منها أن تملي عليه عنوان المنزل حتى يتسنى له زيارتها و فهم الأمور بوضوح أكثر فأعطته العنوان و استقل سيارة أجرة فى الحال متجها إليها.
انتى غلطتى يا أثير...كان لازم تعتذريله على غيابك عنه المدة دى كلها...كنتى قوليله ان انتى كنتى حاسة إنك تايهة من غيره إن انتى كنتى مش عايشة و انتى بعيدة عنه كلام من دا يعنى...الكلام دا كان هيرضى غروره كراجل و كان هيسهل الأمور كتير بينكم...
أنا فعلا كان ناقصنى كتير أوى من غيره..بس ف نفس الوقت حاسة إن بعدى كان خطوة إيجابية و مش غلط أبدا...هعتذر عن إيه بقى!
هز رأسه بيأس و لوى فمه لجانب واحد و هو يقول بأحباط
يعنى انتى شايفة كدا!...طيب خلاص زعلانة ليه بقى انه طلقك
أنا اټصدمت يا زايد...كان عندى أمل إنه ممكن يستغنى عن سمر و يفضلنى عليها و نرجع لبعض...أنا كان عندى استعداد أفضل على ذمته لحد آخر العمر..لأنى ببساطة مش هفقد الأمل ابدا فيه و لا فى قدر ربنا اللى ممكن يتغير بين يوم و ليلة...بس هو كدا قضى على أى أمل ممكن يرجعنا لبعض.
طاب لو مكانش اتجوز سمر!
أجابته بابتسامة حالمة
يا ريت يا زايد...مش هتردد لحظة واحدة إنى أعتذرله و أرجعه ليا بأى طريقة.
طاب خدى التقيلة بقى..يزيد فسخ خطوبته من سمر تانى يوم ما سيبتى البلد و اتسبب لها ف علقة مۏت من أبوها و من يومها و هى محپوسة فى البيت مبتخرجش...يعنى أخدلك حقك منها تالت و متلت..
جحظت عيناها و فغر فاها من تلك المفاجأة و تضاربت مشاعرها ما بين الفرح و الندم و الڠضب ليتها علمت ذلك قبل أن تختفى عنه حتما كانت الأمور ستختلف و المسار سينعكس...و لكن ربما ابتعادها كان خيرا لهما...فقد سنحت لها الفرصة العيش بمدينة من أعرق مدن الصعيد فشربت عاداتهم و تقاليدهم حتى حديثهم الأمر الذى سيسهل من عيشها وسط عائلته إن قدر لهما الأستمرار.
ردت عليه بصوت مبحوح من الصدمة
بس لما سألته قالى أيوة اتجوزتها...
كان عايز يشوف رد فعلك هيكون ايه...و انتى للأسف ردك خلاه يحس انك خلاص استغنيتى عنه و مش عايزاه.
ازدردت لعابها بصعوبة و قالت بشرود و تيه
معقول!!..يعنى..يعنى يزيد لسة باقى عليا و كان مستنينى!
أيوة طبعا...يزيد بيحبك يا أثير و مش عارف يحب و لا يشوف غيرك...انتى هتفهمى كدا امتى!
هبت من كرسيها بانفعال و هى تصيح بحدة
اه فعلا بدليل إنه طلقنى...
أجابها بحدة
رد فعلك استفزه و عمل كدا علشان يحفظ كرامته.
ألقت بجسدها بإهمال على الكرسى و هى تنظر أمامها فى الفراغ قائلة بحسرة
خلاص يا زايد...كل شيئ انتهى...معادش ييجى منه الكلام.
رد عليها باصرار بعدما جلس هو الآخر
لا مانتهاش...انتى ف إيدك ترجعيه ليكى تانى و يعقد عليكى من جديد و ساعتها هيكون ليكى لواحدك...
نظرت له و هى تفكر فى كلامه بشرود فاسترسل قائلا
روحيله بكرة يا أثير و اعتذريله و اتكلمى معاه...خليه يحس قد إيه انتى بتحبيه و مش عايزة تبعدى عنه...كفاية فراق بقى...انتوا الاتنين اتعذبتو كتير فى حب بعض و آن الأوان إنكم تتجمعوا تانى...ها قولتى إيه!
أجابته بصدق و اقتناع
معاك حق يا زايد...كفاية كدا...ان شاء الله مش هستنى لبكرة و هروحله الليلة....هو بيخلص شغله امتى!
يعنى على تمانية او تسعة بالكتير أوى بيكون ف الشقة...و ليكى عليا يا ستى هتأخر برة علشان تتكلمو براحتكم..
أومأت بالإيجاب و بسمة أمل قد ارتسمت على ثغرها و نبض الإشتياق يدوى بصدرها تنتظر من جديد لقائه على أحر من الجمر و لكن تلك المرة لن تستطيع الإرتماء بين أحضانه بعدما حرمها عليه...و لكن لا بأس...ستستعيده بكل ما أوتيت من قوة و حينها ستلتصق به و لن تتركه أبدا ما حيت.
خرج زايد من عندها فى حالة من التفاؤل و الإرتياح و توجه مباشرة إلى منزل ليلى ليأخذها و يشتروا ما ينقصها من أغراض بجهازها على نفقته الخاصة.
دلفا إلى عدة محال متخصصة فى تجهيز العرائس و اشتريا عدة أطقم من الأوانى و الأطباق..
أحل بهما الإرهاق من كثرة المشى فأخذها و جلسا بأحد المطاعم البسيطة ليرتاحا قليلا...
بعدما تناولا وجبة خفيفة انكمشت ملامح ليلى بحزن و هى تقول
أنا ضميرى بيأنبنى أوى يا زايد علشان انت اللى بتشترى معظم حاجات جهازى من فلوسك و أهلك مفكرين إن أخويا اللى مجهزنى...هو مش دا يبقى غش بردو يا زايد!
هز رأسه بيأس و قال لها بنبرة حانية
لا يا ليلى مش غش...بالعكس بقى دا هو دا الصح و هو دا اللى الشرع أمرنا بيه...أنا ممكن أعرف أهلى إن الجهاز أنا اللى جايبه بس مش عايز حد منهم يستقل بيكى أو يقول عليكوا كلمة ملهاش لازمة و لا يعايرك بفقرك...بس هى دى كل الحكاية...و بعدين يا ستى أنا راضى و مبسوط جدا...صدقينى انتى عندى أغلى من مېت جهاز...أنا
متابعة القراءة