رواية رهيبة الفصول التاسع والاربعون الي الثاني والخمسون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الحلقة التاسعة والاربعون 
مرت احداث اليوم سريعا ولم يحاول ادهم الذهاب اليها لعلمه برفضها التام لرؤيته وفي الليل وبالتحديد بعد منتصف الليل استيقظت سلمى من نومها تشعر بالظمأ الشديد وجفاف حلقها فقامت وشربت بضع اكواب من المياة وعندما همت بالنوم من جديد عادت لها كلمات طارق ليهرب النوم بعيدا وتدور الافكار حول عقلها حتى انتبهت لذلك الباب الذي اخبرها عنه طارق فقامت متجه اليه وفتحت جزء صغير من الباب لتفاجئ بادهم ساجدا لله يناجيه بهمس شبه مسموع داعيا الله ان يتم نعمته عليه بأن يشفيها وتعود اليه كما لاحظت مالم يخطر لها على بال لقد رات دموعه حقا انه يبكي في مناجاته ..

هنا شعرت بتناقض غريب في مشاعرها لم تعهده من قبل ...فقد شعرت بفرحة غامرة تغمر روحها لتأكدها من مدى عشقه لها وفي نفس الوقت حزن عميق لانها سببت له هذا الالم ....لم تستطع الاستمرار فرجعت سريعا لسريرها وحاولت النوم كثيرا ولكن دون فائدة هنا فتح باب الغرفة فادعت النوم وجدته يسير بهدؤ حذر حتى اقترب منها وفوجئت به يمسح بيده عرقها الذي غطي جبينها ثم اعاد خصلات شعرها للخلف حتى لا تزعجها في نومها ومال عليها مقبلا راسها وهو يدعو لها بالشفاء العاجل بصوت هامس ولكنها سمعته بقلبها قبل اذنها وعلى هذا الهمس غلب النوم عيونها فراحت في سبات عميق ...
في الصباح وجدت سلمى الممرضة تدخل لها بجرعتها المعتادة ولكن من دون وجود ادهم 
الممرضة 
_صباح الخير يا مدام سلمى 
سلمى 
_صباح النور ..ميعاد الجرعة مش كدة 
الممرضة 
_ايوة 
سلمى 
_ممكن تنادي للدكتور ادهم الرفاعي من فضلك انا عاوزاه ضروري قبل الجرعة 
فاومأت الممرضة براسها وخرجت من الغرفة ولم تمر سوى لحظات حتى وجدته يفتح باب الغرفة وهو يلهث وصدره يعلو ويهبط من ركضه فاشفقت عليه ولعنت نفسها لغبائها ولكنها ابتسمت له ومدت يدها له طالبة اياه دون كلام فاسرع اليها وهو قلق مما اصابها ..
جلس بجانبها على الفراش هاتفا 
_مالك ياسلمى 
لم ترد بل زادت من حيرته عندما القت بنفسها في حضنه ودفنت  وذراعاها يطوقان خصره فلم تهتم للمرضة ولا نظرتها لها في وضع كهذا ولم تدري ان ادهم اشار للمرضة لتخرج ثم احاطها هو الاخر بيديه هو يسال بقلق 
_حبيبتي اهدي وقوليلي مالك 
سلمى بعاطفة جياشة ماعادت تستطيع التحكم بها 
_انا ...انا بحبك قوي يا ادهم ...متسبنيش عشان خاطري ...خليك جنبي عشان اقدر اتحمل
ادهم مقبلا راسها 
_انا معاكي ياقلبي ...مش هسيبك ابدا 
هنا دخلت الممرضة وجهزتها لجرعتها هنا اعترضت سلمى هاتفة 
_ادهم عندي طلب قبل الحقن 
ادهم 
_ايه ياحبيبتي عاوزة ايه 
سلمى 
_سيب الحقن دي للمرضة وخليني في حضنك 
هنا ظهرالتردد على وجهه هاتفا 
_بس ...بس ياسلمى ...
طارق من خلفه 
_يالا يا ادهم ..ومتخافش انا اللي هحقنها 
فانصاع ادهم لرغبتها ضمھا في حضنه وهي سلمت يدها للمرضة مساعدة طارق ودفنت رأسها في صدره وبدأطارق حقنها الحقنة تلو الاخرى حتى انتهت الثلاث حقن لم تصرخ بل لم تتحرك من مكانها كانت تحاول الا تخرج منها اه الم واحدة ولكنه مع ذلك كان يشعر بۏجعها داخل قلبه وليس صدره حاول بقدر امكانه التماسك امامها ولكنها شعرت بارتجافة جسده كلما خرجت منها اه من الالم ضد ارادتها ..
وجاء وقت الحقنتين الاخريتين فنظرت له بعينيها الدامعتين فلاحظت ما قاله لها طارق يا الهي انه يبكي لالمي ...هل انا عمياء لتلك الدرجة
طارق 
_مدام سلمى جاهزة للجرعة التانية 
فتمسكت بيد ادهم بقوة هي تنظر له هاتفة 
_جاهز استمد منك قوة التحمل 
سارع ادهم بمسح دمعة خائڼة سقطت دون ارادته وهتف 
_جاهز يا عمري 
وبالفعل تم تثبيتها بقوة ولكن تلك المرة كانت عيناها في اتصال مباشر مع عينيه لم تئن ولم تضعف وبقدر الالم بقدر قوة التحمل التي استمدتها من عينيه العاشقة لها ...
انتهى العلاج وخرج الجميع وسارع ادهم بضمھا وتفاجئ انها نامت سريعا دون مسكن كالعادة في بادئ الامر اړتعب من فكرة دخولها في غيبوبة ولكنه وجد مؤشراتها الحيوية سليمة وتنفسها منتظم على وقع ضربات قلبه حاول الابتعاد عنها لترتاح اكتر لكنها دون وعي كانت تتشبث به اكتر فظل بجانبها ضاما لها وكأنها كنزه الثمين والذي يخشى عليه من كل الناس وعلى هذا الوضع غفى معها ادهم وهو شديد الفرح بمدى تأثرها اخيرا بمقدرا حبه لها 
في الصباح وكالعادة نزلت رقية مبكرة لتجهز الفطار لاسرتها مع خادمتها ولكنها عندما كانت في منتصف الدرج فوجئت بمن يركض خلفها وعبر بجوارها هاتفا 
_ماما ...حوشي احمد عني هيقتلني 
ثم اندفعت لغرفة مكتب عمها واغلقت الباب عليها بالمفتاح وقبل ان يتسنى لرقية الرد وجدت من يركض هو الاخر من خلفها ولكن نظرا لضخامة جسده ارتطم برقية التي كادت تسقط على الدرج لولا انه لحقها ومنع سقوطها مثبتا لها فالتفتت له لتوبخه على حركات الاطفال تلك
تم نسخ الرابط