رواية رهيبة الفصول من السابع والعشرين للثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

أي احتكاك بينها وبين رقية وهذا بالطبع ما شق قلب رقية لنصفين وهي تهمس لنفسها پقهر ليه مكنتش مراقبني كدة ليه موقفتش في وش امك وحمتني زي ما بتعمل مع مها ...ثم ضحكت مع نفسها ضحكات ساخرة متتالية من يراها يظن انها فقدت عقلها وهي تواصل همسها لا وبيقول حبني واتحدى الكل عشاني ...ههههههه ...واضح الحب يا ابراهيم واضح قوي انتبهت من شرودها وضحكاتها الساخرة على ابراهيم ينظر لها بقلق ويتحدث معها ولكن الغريب انها لا تسمعه هي تراه فقط تحاوره في عقلها وتصرخ عليه غاضبة في عقلها فقط .
نظر لها ابراهيم بذهول وهو يرى تتابع التعبيرات على ملامحها من ضحك لبكاء لڠضب وانفعال دون ان تنبث ببنت شفه فهتف بها 
_مالك يا رقية انت تعبانة 
ولكنها لم ترد لانها لم تسمعه اصلا كانت تحاوره في عقلها فقط فقلق عليها حاول امساك يدها فانتفضت مبتعدة لغرفتها دون ادنى كلام مما زاد قلقه فانتظر حتى وصل احمد بعد ان اخبره بضرورة الحضور فورا وعندما وجده امامه سارع بشرح الموضوع امامه بايجاز فاسرع احمد لوالدته فوجدها تجلس فوق فراشها تنظر للفراغ بشرود حاول النداء عليها التفتت له وتتابعت ملامحها بين السعادة والحزن ثم اللوم والعتاب دامعة العينين فانتفض قلبه واقترب سريعا محتضنا اياها وهويهتف 
_مالك يا ماما لا عشت ولا كنت يوم ما اكون سبب في دموعك دي ..ارجوكي يا ماما ردي عليا 
رقية بهمس وهي تبكي في حضنه متشبثة به 
_متسبنيش يا احمد زي اخوك ..انا ..انا ماليش غيركوا
لو كان لكسر القلوب صوت لسمعنا الان وبوضوح صوت انكسار قلب ابراهيم وهو يراها امامه تطلب الحماية وتتعلق باحد ابنائها لا والأمر انها تقول بان ليس لها سواهم وما هو بالنسبة لها اذن افقدها حقا وتنازلت هي عنه انتفض واقفا عند تلك الفكرة هامسا لنفسه على چثتي يا رقية يوم ما تبعدي عني مش هيكون غير يوم مۏتي ثم اندفع من الغرفة خارجا بينما ظل احمد مع رقية يهمس ببعض الايات القرآنية حتى نامت بين يديه فعدل وضع جسدها على الفراش وخرج من الغرفة يبحث عن والده ليعرف سبب ما طرأ عليها لتكون حالتها بهذا السؤ
مرت الايام ايضا على هدى التي واصلت البكاء وفقدت معنى كل شيء حولها عندما غاب ادهم واختفى وانقطعت اخباره عنها وعن الجميع وهذا ما اثار ڠضب سلمى فعادت لشراستها مع الجميع من جديد اما عبد العزيز فكانت الافكار تدور حول عقله من كل اتجاه ايكون قرر الابتعاد عنهم بعدما تعرض له عندهم ايكون تخلى عن هدى بسبب سلمى وتعاملها الجاف معه ايكون سيتزوج وعند تلك الفكرة انحبست انفاسه وسارع باخراج هاتفه من جيبه والاتصال 
عبد العزيز 
_السلام عليكم ازيك يا حاجة فاطمة 
فاطمة 
_وعليكم السلام ورحمة الله الحمد لله يا حاج ازيك انت وسلمى وعسولتنا هدى 
عبد العزيز زافرا بضيق 
_انا وسلمى كويسي والله لكن هدى لا 
فاطمة بقلق 
_ليه بس كفى الله الشړ مالها 
عبد العزيز 
_ادهم بقالو مدة مش بيجيلها ومبتبطلش بكا لا ليل ولا نهار 
فاطمة بحسرة 
_ادهم ...ياحبة عيني عيان قوي يا حاج عبد العزيز حتى انا قاعدة عنده في شقته ومعايا اتنين دكاترة اصحابه ما انت عارفهم حازم وأكرم بيجولوا كل يوم عشان يتابعوا حالته 
عبد العزيز بتعجب 
_يا ساتر يارب هي حالته صعبة قوي كدة !!
فاطمة 
_ايوة والله ده حتى معدش بيتحرك من السرير من ضعفه انت لو شفته معنتش هتعرفوا 
عبد العزيز 
_طيب انا هجيلو النهاردة انا وهدى يا حاجة 
فاطمة 
ومالو يا حاج تشرف وتنور يا اهلا وسهلا 
انهى عبد العزيز المكالمة وهو يزفر بارتياح من فكره عدم تخليه عن هدى ثم اتجه من فوره لغرفة سلمى والتى واضح جدا من خلف ابوابها شدة الصړاخ والعصبية 
دخل عبد العزيز الغرفة فوجد سلمى تكاد تفتك بهدى پغضب من كثرة بكائها المتواصل 
عبد العزيز 
_مالك بس يا هدى 
هدى وهي تقفز من سرير والدتها لتتعلق برقبته هاتفة پبكاء 
_انا عاوزة بابا يا جدو ...خليه يجي عشان خاطري 
عبد العزيز وهو يربت على ظهرها برفق 
_حبيبتي بابا عيان خالص ونايم في السرير 
انتبهت سلمى لكلامه وهو يراقبها بطرف عينه ليرى وقع كلماته عليها ولاحظ توترها الذي تحاول مداراته ولكنها لم تفلح ان تداريه عن عيون الصقر خاصته 
هدى 
_عيان !!...طب وديني انت له يا جدو ..عشان خاطري خليني اروح له 
عبد العزيز وهو يطبع قبلة اعلى راسها 
_خلاص يا حبيبتي روحي لدادة كريمة خليها تغير لك هدومك وانا هخدك اوديكي له 
هدى وهي تقبله بفرحة 
_هيييه ...حبيبي يا جدو ... هلبس بسرعة بس اوعى تمشي من غيري
واسرعت راكضة لغرفتها في حين انفعلت سلمى وهتفت پغضب 
_ازاي تاخدها وتروح لحد عنده يا بابا انا مش هخليها تروح له ابدا وتفرض نفسها عليه 
عبد العزيز 
_يابنتي الراجل تعبان متظلمهوش 
سلمى 
_لا يا بابا دي حجة بيداري بيها انه بيتهرب من هدى وعاوز يبعد 
عبد العزيز 
_طيب اهدى بس واسمعيني ..انا مكلمتوش انا كلمت الحاجة فاطمة مرات عمك الله يرحمه وهي اللي قالتلي وبعدين ده حتى هي كمان قاعدة عنده في شقته عشان تراعيه مع اتنين دكاترة بيتابعوا حالته 
سلمى بهمس وبدون ان تشعر _هو للدرجة دي تعبان 
سمعها عبد العزيز جيدا ولكنه ادعى عدم السمع فهتف 
_هاه بتقولي حاجة يا سلمى 
سلمى بارتباك 
_لا يا بابا مش بقول حاجة ..على العموم حاول متتأخرش هناك عشان ميعاد الدوا بتاعك 
عبد العزيز بتوجس 
_ربنا يسهل ..بس انت مش هتيجي معانا ولا ايه 
سلمى بعند 
_لا طبعا انا لا يمكن اروح بيته 
عبد العزيز بمكر 
_براحتك يا بنتي بس انا كنت بقول ان الراجل كان ملازم لهدى في مرضها ومكنش بيروح بيته عشانها ..ده غير انه حماكي انت وهدى من الزفت عبد الله فا انا شايف ان الاصول بتقول انك لازم تردي له اللي عمله بانك على الاقل تزوريه في مرضه وده طبعا لانك مش أي حد والكل عارف انك تعرفي في الواجب والاصول يابنتي ..بس عموما براحتك انا مش هغصب عليكي 
وخرج من غرفتها وهو يرى على وجهها ملامح التوتر والارتباك واهمها الحيرة والضياع لكنه الټفت على هدى التي تجذبه من يده ليذهب معها فنظر لها قليلا ثم نزل لمستواها وهمس لها ببضع كلمات سمعتهم ثم ضحكت وصفقت بيديها وهي تركض لغرفة والدتها فتركها عبد العزيز وانطلق لسيارته لينتظرهما هناك وهو يعلم ان حيرتها تلك لن تنهيها غير هدى بالتاكيد وصدق حدسه عندما وجد بعد قليل هدى تخرج من الفيلا ومعها والدتها وركبا معه دون كلام لم يشا ان يضغط عليها وتركها تفكر دون ضغط حتى لا ټندم لاحقا 
في شقة ادهم كان هو طريح الفراش يمزقه عدم وجود احد من اهله بجانبه تركوه وواضح انهم نسوه ايضا ومن يهتم به ويتابعه الاغراب فيالكم من اهل يا عائلة الرفاعي ..كان كلما زادت افكاره في جراحه تلك كانت درجة حرارته تعلو اكثر واكثر ولكن لرفضه الشديد
تم نسخ الرابط