رواية رهيبة الفصول من السابع والعشرين للثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

الحب والحنان والاهتمام ما عوضها حتى عن غيابها هي شخصيا امها 
ولكن ادهم لم يعيرها أي اهتمام اكتفى باشارة من راسه لعبد العزيز ثم اتجه من فوره لغرفة مكتبه في حين همس عبد العزيز لابنته 
_ها ايه رايك ..بنتك متعلقة بيه يا هانم لانها لقت عنده اللي ملقتوش عندك 
فالتفتت له سلمى متعجبة 
_انا امها يا بابا 
عبد العزيز بسخرية
_اه امها اللي سيباها لوحدها على طول ومش بتشوفها الا اسبوع واحد كل كام شهر مش كدة يا استاذة يا كبيرة 
سلمى بتصميم 
_خلاص يا بابا انا معنتش هسافر تاني والنهاردة هنمشي من هنا وهدى مسيرها تنساه 
عبد العزيز بتحدي 
_يبقى بتحلمي يا سلمى ..هدى ماصدقت لقيته ومش هتسيبه بالسهولة دي 
سلمى بعند
_وانا اتعودت احقق حلمي مهما كان ومهما حصل 
وتركته وذهبت لتدخل لابنتها في حين زفر عبد العزيز بضيق هامسا لنفسه 
_وبعدهالك يا بنت عبد العزيز هتفوقي امتى بس ياارب استر من اللي جاي
حل المساء يحمل لقلب العاشق لاميرته هما اخر من نوع جديد فما ان ظفر بحبيبته الصغيرة البلسم الشافي لكل چروحه حتى ظهرت تلك ال سلمى لتبعده عنها وتزيد جراحه چرحا جديد 
وما زاد المه بحق عدم قدرته حتى على وداعها وبخاصة بعدما جاء اليه عبد العزيز طالبا منه باحراج ان يسمح لهم بالخروج من المستشفى وطلبه الغريب الايتواجد عن خروجهم حتى لا يحتك مع سلمى وترفض هدى الخروج معهم ولانه يحترم عبد العزيز وافق مرغما بعد ان منحه عبد العزيز وعده انه لن يبعد هدى عنه ويستطيع زيارتها يوميا ان اراد
اما في الغرفة فكانت سلمى تجمع اغراض هدى وهي تحاول المرح معها ولكن هدى لم تستجب كانت عابثة طوال الوقت واكثر الاوقات لا ترد على والدتها 
سلمى 
_يا لا يا هدى خليني اغير لك هدومك عشان نمشي من هنا 
هدى بعند وهي منكمشة على نفسها 
_لا مش همشي انا عاوزة بابا يجي معايا 
سلمى وقد فقدت اعصابها 
_وبعدين يعني هتمشي كلامك عليا ....قلت لا يعني لا هنمشي لوحدنا وتنسي الراجل ده نهائي انت فاهمة 
هدى بصړاخ اعلى وقد تمسكت بأعلى الفراش 
_لاااااا انا عاوزة بابا 
دخل عبد العزيز الغرفة راكضا على الصړاخ فحاول تهدئة هدى بشتى الطرق ولكن ڠضب سلمى قد اڼفجر فحاولت ضربها بقسۏة ولكنها شعرت بيد فولاذية اطبقت على يدها تعتصرها قبل ان تصل لهدى فالتفتت سريعا لتواجه هذا المارد والذي اندهشت لطوله الذي لم تلاحظه سابقا فجعلها بجانبه كما الاقزام وعندما نظرت لعينيه اقسمت داخلها انها تستطيع الان رؤية شرارت تندلع بداخلهما وهذا ما جعل رجفة قوية تندلع في كل انحاء جسدها 
ادهم بصوت حاول جاهدا ان يخرج هادئا ولكنه فشل فشل ذريع فخرج كالاعصار 
_انا اسف يا عمي اني ملتزمتش بكلامك لكن انا مش هقدر اقف اتفرج على المهزلة دي كتير 
وهنا فقط خرجت هدى من قوقعتها وقفزت من السرير بمجرد ان سمعت صوته لتتعلق به پبكاء 
_بابا متسبنيش 
ادهم وهو يحتضنها 
_لا مش هسيبك يا هدى مټخافيش يا حبيبتي وجلس معها على سريرها هاتفا 
_حبيبتي انت عارفة اني ورايا شغل صح 
فأومأت برأسها ايجابا وهي تزيل دموعها بظهر يدها ببراءة خطفت قلبه 
فتابع 
_يبقى تسمعي الكلام وتروحي مع ماما وجدو وانا اول ما اخلص شغلي هتلقيني قدامك في البيت نلعب سوى براحتنا ...ها قلت ايه 
هدى پخوف 
_بابا انت مش بتضحك عليا صح 
ادهم وهو يقبل راسها 
_لا يا حبيبتي مش بضحك عليكي ..طب انت عارفة انا هجيبلك الشيكولاته اللي بتحبيها 
ثم اردف مدعيا الضيق 
_بس ناكلها سوى انت كل مرة بتضحكي عليا وبتاكليها لوحدك ومش بتسبيلي منها صح 
هدى ضاحكة 
_خلاص مش تزعل هستناك وهسيبلك من الشيكولاتة وهناكلها سوى بس اوعى تتاخر عليا 
ادهم مبتسما 
_لا مش هتاخر يا لا غيري هدومك وتعاليلي المكتب بتاعي قبل ما تمشي ..ماشي هستناكي سلام
وخرج ادهم وهو يفكر بتلك الطفلة التي ملكته وكذلك امها تلك الشرسة التي تحتاج لترويض من مدربي الاسود انها لبؤة بكل ما للكلمة من معنى وهنا ظهرت ابتسامة ادهم وهو يفكر بتلك اللبؤة والتي اراد وبشدة ترويضها بل وتعليمها الادب الرفاعي الخالص 
في الغرفة تضاربت الافكار وتصارعت في رأس الثلاثة ولكن بصمت رهيب مطبق ولنلقي نظرة داخلهم 
هدى كانت تفكر بفستانها الجديد واكسسوراته الجميلة التي احضرته لها سلمى وكيف سيكون راي ادهم بها عندما يراها 
اما سلمى فكانت تفكر بذلك الرجل انها المرة الاولى على مدار مشوارها العملي في داخل اروقة المحاكم وقضايا الطلاق والخلع والنفقة ان ترى رجلا كهذا الرجل يجمع بين القوة والسيطرة وبين الحنان والاهتمام ...ان ابيها نفسه لم يكن يصل لذلك الحد من الحب والاهتمام معها او مع امها المټوفية 
واما عبد العزيز فقد كانت الفرحة تغمره كمن كسب اليانصيب فلقد شعر ان ادهم مهما تعرض لضغوط من أي شخص لن يترك هدى ابدا وهذا ماكان يتمناه من صميم قلبه 
بعدما جهزت هدى اسرعت مع جدها لغرفة مكتب ادهم وركضت اليه ليجلسها على المكتب امامه ويخرج لها لوح كبير من الشيكولاته الخاص بها من درج مكتبه فعانقته وهي فرحة وقبل ان تذهب مع جدها ليخرجوا ذكرته بوعده بعدم تركها واخبرته انها ستكون بانتظاره
وغادرت هدى مع جدها ووالدتها المستشفى وادهم يتابعها من نافذة مكتبه بحزن شديد جثم على صدره 
مرت الايام بعدها واوفى عبد العزيز بوعده فلم يبعدها عنه وكذلك اوفى ادهم بوعده فكان دائم الزيارة لها حتى كادت زياراته ان تكون يومية يلقي التحية سريعا على عبد العزيز ولا يكاد يرى سلمى الذي بدأ يتعلق بمحاولاته استفزازها واثارة ڠضبها الا مرات محدودة ولكن طول فترة زيارته يكون من نصيب هدى التي يجلس معها بالساعات مابين لعبهم معا في حديقة المنزل او قراءته الدائمة لها حتى استطاع وبجدارة في فترة بسيطة اثارة شغفها بالقراءة 
وهذا بالطبع ما جعل سلمى تحاول جاهدة تمالك اعصابها والصبر على استفزازه المستمر لها وهي ترى ابنتها لاول مرة بتلك السعادة المتناهية والنشاط الدائم ...ولكن اذلك هو السبب الوحيد !!!سنرى .....
مرت عدة ايام وتحسنت حالة مها ولكن الغريب انها لم تستيقظ من الغيبوبة وحارت نجلاء في حالتها ولكن احمد فهم ان عقلها الباطن فرض سيطرته على عقلها الواعي وفرض عليها الغيبوبة لتهرب من فكرة انه صارلاخرى وهذا ما كانت ابدا تستطيع تحمله ...
ولذلك عمد احمد الى محاولة تبديد تلك الفكرة من راسها نهائيا فصار شبه مقيم معها يتحدث اليها باستمرار عن كل شيء ذكرياتهم في الطفولة معا ...حبهم الذي لم يفقد أي جزء منه برغم الخلافات التي كانت بين عائليتهما ...زواجه منها ...ثمرة عشقهما الذي ينمو الان بين احشائها ....ذكر كل شيء لكنه تعمد الابتعاد كل البعد عن كل ما يخص رقية ...هايدي ...زواجه ...كان يحاول جاهدا جعلها تتخلى عن هروبها ذا وتتذكره وتعود اليه من جديد حتى ذلك اليوم ....
جلس كعادته يتحدث اليها ككل يوم لكنه لاحظ حركة جفونها الغير طبيعية فسارع بنداء نجلاء التي اتت مهرولة اليه
تم نسخ الرابط