رواية رهيبة الفصول من الاول للسادس بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
احسن حاجة عملتيها انك مش هتيجي ...مها اكيد نفسيتها تعبانة ومش حمل كلامك
ولكنه عاد من شروده على ركوب والده بجانبه وانطلقا الاثنان الى محافظة المنصورة
جالس على احد المقاعد امام غرفة العناية المركزة ولكن نظره وعقله لم يكن بمن يرقد خلف باب تلك الغرفة وانما بمن تجلس بجواره وهي تبكي بحرقه وقد تحولت ملامحها للذبول والشحوب الشديد فانخلع قلبه عليها فليست تلك هي مها تلك الشقية التي كانت تفقده عقله بضحكاتها الرنانة ولا مزاحها اللطيف معه
اما ابراهيم فقد اسرع لغرفة اخيه مندفعا اليه ضاما له بين يديه برغم الاجهزة الموصلة بجسده والتي تصدر صوتا مزعجا رتيبا قبض قلبه
_شريف ...شريف مالك يا اخويا طمني عليك ..
فتح شريف عينيه بضعف ليجد نفسه بين يدي أخيه فرفع يديه ببطء ليربت على ظهر أخيه محاولا طمأنته وضمھ بضعف
شريف بابتسامة متعبة وصوت هامس
_إبراهيم......سامحني يا إبراهيم سامحني يا اخويا
إبراهيم بلهفة
_متتعبش نفسك في الكلام يا شريف وانسى كل حاجة .....المهم صحتك وبس
_سامحتني يا إبراهيم
إبراهيم بحب وشوق
_مسامحك من زمان ....ياعبيط دا انت ابني يا شريف مش اخويا انا اللي مربيك على ايدي
شريف باكيا
_ مها أمانة في رقبتك.... جوزها احمد يا إبراهيم هما بيحبوا بعض من زمان وأنا اللي وقفت في طريقهم بغبائي
إبراهيم دامع العينين
_قوم يا شريف بالسلامة واعمل العملية وان شاء الله هنجوزهم احنا الاتنين مع بعض
_يعني انت موافق
إبراهيم بابتسامة باهتة
_طبعا ...مها بنتي قبل ما تكون بنتك
شريف بلهفة مجهدة
_هات المأذون يا إبراهيم عاوز أتوكل لمها قبل ما امو.....
إبراهيم مقاطعا
_بعد الشړ عليك متقولش كدة ...حاضر ساعة زمن ويكون كل شيء جاهز...بس اوعدني انك تعمل العملية
فأومأ شريف برأسه فقد أجهده الكلام كثيرا فخرج إبراهيم من الغرفة لتندفع إليه مها بلهفة
_أقنعته يا عمي انه يعمل العملية
إبراهيم بهدوء
_اسمعي يا بنتي ..انت عارفة ابوكي عندي وراسه ناشفة ازاي ..هو وافق بس بشرط
مها بأمل
_أي حاجة هو عاوزها نعملها المهم انه يقوم بالسلامة
إبراهيم بقلق
_هو بيقول عاوز يبقى وكيلك قبل ما يعمل العملية
مها بعدم فهم وهو تمسح دموعها
_مش فاهمة يا عمي ..يعني ايه
إبراهيم بتوتر خوفا من رفضها
_بصراحة يا بنتي هو عاوز يكتب كتابك دلوقتي على احمد ابني
وهنا نظرت له مها بذهول وتلعثمت في الكلام فلم تستطيع أن تنطق بحرف من المفاجأة محدثة نفسها معقول ...حلم عمري المستحيل يتحقق بالبساطة دي .....طب أنا المفروض افرح وأوافق وبابا تعبان كدة ...ولا ارفض ...ولو رفضت بابا هيوافق على رفضي ...واحمد ....وعند ذكره التفتت اليه لتجده يتلعثم في الكلام هو الآخر مع والده
احمد بتوتر
_بابا ..انت بتقول ايه ازاي نكتب كتابنا في الظروف دي
إبراهيم بتعب
_علشان خاطري يا احمد وافق ده طلب عمك ...حقق له رغبته ...أنا عارف انك بتحب مها من زمان وبتتمنى ترتبط بيها ...كل أمنيتي انك توافق عمك على طلبه وتنزل تشوف مأذون حالا
نظر اليه احمد بتعجب أكان والده يعلم بحبه !!!ولكن مهلا أيترجاه أما يعلم انه يكاد يفقد عقله من شدة فرحته التي يحاول السيطرة عليها بكل قوة
احمد بلهفة
_حالا يا بابا هيكون كل شيء جاهز
وانطلق احمد ينفذ رغبة عمه ووالده وحلم عمره الذي كان يظنه مستحيل ولكن قدرة الله فوق كل البشر فكان يلهث بالحمد والثناء لله لتحقيق أمنيته الوحيدة ...في الوقت الذي كانت فيه مها مشتتة أمعقول انه مازال يحبها لقد ظنت انه نسيها وتابع حياته فحمدت الله في سرها على عطائه ونعمه ولهثت هي الأخرى بالدعاء أن يكمل الله نعمه عليها بشفاء والدها
داخل الغرفة كانت مها تجلس بجانب أبيها مقبلة يديه فا ابتسم لها هامسا
_خلاص يا مها ....هتجوزي وتروحي لعريسك وتسبيني
مها بدموع
_عمري يا بابا ما هسيبك ...انا واحمد هنعيش معاك زي ما
متابعة القراءة