رواية رهيبة الفصول من الاول للسادس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

_الحمد لله قدر ولطف ....والله يا بني مش عارف من غيرك كان جرالها ايه ...ربنا يبارك فيك ويجازيك كل خير
ادهم بهدوء 
_متقولش كدة يا حاج عبد العزيز ..صدقني انا بعتبرها أمي فعلا
عبد العزيز وهو يربت على كتفه 
_عارف يابني عارف ...بس اللي شاغلني دلوقتي ازاي هسيبها لوحدها تاني وانا بنتي مسافرة فا مينفعش تقعد عندي في بيتي

ادهم بجدية 
_متقلقش حضرتك انا فكرت وحليت المشكلة دي .....اتكلمت مع ممرضة من هنا هتقعد معاها مدة عشان مواعيد علاجها وكدة واتكلمت مع زميل ليا هنا اتصرف واتفق مع ست كبيرة هتقعد معاها تشوف طلباتها وتخدمها وتونسها في نفس الوقت
عبد العزيز باعجاب 
_ربنا يبارك فيك يابني والله لو ابنها ما هيفكر في كل ده ..عموما يا بني شوف حساب الممرضة والست التانية وانا جاهز من جنية لمېت الف
ادهم بضيق 
_عيب يا حاج عبد العزيز الكلام ده ...هو حضرتك مستقل بيا ولا ايه ...بقول لحضرتك أمي ....تفتكر هاخد فلوس من حضرتك عشانها ..انت شايفها حلوة بحقي 
عبد العزيز وقد لمعت عيناه بنظرة خاطفة اربكت ادهم 
_عندك حق يا بني ..صحيح معرفة الرجال كنوز ..وانت كنز يا بني وانا مش ناوي افرط فيك
فنظر له ادهم بدهشة فلم يفهم منه شيء ولكنه اضطر للمغادرة لمتابعة حالاته ...وطبعا ما حدث لم تعلم به نجلاء او مدحت حتى لا يقلقوا عليها وهذا كان بتنبيه شديد الصرامة منها والذي استغله ادهم ليجبرها على الموافقة على ملازمة السيدتين لها هذا بالاضافة لمتابعة ادهم المستمرة لها يوميا للاطمئنان على حالتها الصحية
شهور قليلة كانت كفيلة بقلب حياة عائلة الرفاعي رأسا على عقب فلقد تعافت ياسمين من أزمتها النفسية واضحت اقوى واشد عڼفا وشراسة ودعت بقلب مجروح ياسمين الفتاة المدللة التي كانت عليها وصار قلبها كحجر صوان وانطلقت في مجال الاعمال لتسبق والدها وتدير الشركة مع والدها بقبضة من حديد
ذلك التغيير الذي ادهش ابراهيم كثيرا وحاول التفكير بمبررات تلك الانطفاءة التي تعرضت لها شمعته الوحيدة وبرعم بستان حياته حاول الحديث مع رقية واحمد وادهم ولم يصل لشيء فلجأ للدعاء بقلب اب قلق على وردته ان يحميها الله ويزيل عنها قشرتها الصامدة تلك لتعود زهرته لسابق عهدها
وفي صباح احد الايام انطلق رنين الهاتف مزعجا الجميع ليهرولوا من نومهم جزعين خائفين على الابن البعيد وسارع ابراهيم للرد
ابراهيم بقلق 
_السلام عليكم مين معايا 
اتاه صوت بكاء وحشرجة من الطرف الاخر لم يفهم منها شيء فانفعل على محدثته 
_انت مين يا بنتي وطالبانا الميعاد ده ليه 
الفتاة باكيه 
_انا مها ياعمي ...
فانقبض قلبه وتحدث فزعا 
_مها !..في ايه مالك بټعيطي ليه ابوكي فين هو كويس ردي عليا يا بنتي قلبي هيقف
ولكن ليس قلب ابراهيم فقط من كاد يتوقف فهناك عاشق على بعد انشات منه تصارعت نبضات قلبه لمجرد ذكر اسمها وتوقف به الزمان وهو ينطق اسمها متلذذا به بين شفتيه ولكنه عاد من شروده على انفعال والده وصراخه على حبيبته فاراد تناول سماعة الهاتف من والده ولكن ابراهيم اوقفه بنظرة صارمةقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب جمدته فاعاد يديه لجانبه بينما حاول ابراهيم تهدئة نفسه ليستطيع فهم مها فالصړاخ لن يزيدها سوى بكاء
مها بشهقات باكية 
_بابا تعبان ياعمي احنا في المستشفى من امبارح ومش عارفة اتصرف لوحدي
فصړخ بها منفعلا 
_ومتصلتيش بيا ليه من امبارح عموما اديني العنوان ومسافة السكة وهكون عندك مټخافيش
اغلق الهاتف وفي قلبه دعاء صامت ان يكون اخيه الوحيد شريف بخير ....لا ليس اخيه بل ابنه البكري ولكنه افاق من شروده على يد احمد تربت على كتفه هاتفا 
_بابا مالك بقالي مدة بكلمك وانت مش معايا خالص في ايه عمي شريف ماله 
ابراهيم بعد ان استعاد جزء من رشده 
_عمك تعبان وفي المستشفى من امبارح .... بسرعة يا بني غير هدومك عشان نلحق نروح لهم ...يا لا يا رقية
رقية بلا مبالاة 
_لا معلش انا مش جاية معاكم ....البيت اللي اتهانت واطردت منه مش هرجعه تاني
ابراهيم پغضب 
_مش وقته الكلام ده اخويا تعبان ولازم كلنا نكون جنبه ده اخويا الوحيد يا رقية
رقية بهدوء 
_ولو... بردوا مش هروح
وقبل ان ينفعل عليها غاضبا تحدثت ياسمين بهدوء هي الاخرى 
_ولا انا يا بابا ينفع اجي معاكم ..فيه صفقات المفروض هنمضيها الاسبوع ده غير باقي الشغل هيتعطل
فنظر اليها ذاهلا اتلك صغيرته الرقيقة صارت كقطعة من القطب الشمالي ولكنه تنبه لاحمد الذي كان قد غادرهم وابدل ملابسه سريعا وهو يستحثه على الاسراع هاتفا 
_بابا سيب ياسمين تتابع الشركة واهي ماما معاها هنا ولو احتاجت حاجة في الشغل تبقى تكلمك وخلينا احنا نلحق طريقنا
فلم يكن له من اختيار فاوما براسه واسرع لغرفته ليبدل ملابسه هو الاخر ويلحق بابنه الذي اسرع ليخرج سيارته من جراج الفيلا وهو يتمتم مع نفسه هامسا 
_والله يا ماما
تم نسخ الرابط