رواية جديدة الفصول من الثاني للخامس بقلم صديقة الحروف

موقع أيام نيوز

بالهاتف وعقد حاجباه
طيب طيب جاينلك تمتم بإرتباك يا ساتر عليك يا اخي!
ممم.. خير في حاجة أقدر أساعد فيها تعجبت شيرين مما سمعته وخاصة نبرة مراد جعلتها تشعر بالإرتباك
لا مفيش.. يالا احنا هنروح لآدم هزت شيرين رأسها بالموافقة في إماءة تتسم بالرسمية والعملية الشديدتان وبداخلها متعجبة لأنها كانت تظن أنها ستجري المقابلة مع مراد أولا..
ذهبا إلي مصعد آخر بشفرة معينة وضغط مراد على زر يحمل رقم ثلاثون ونظرت شيرين حولها تتفقد المصعد لتدرك أن هذا المصعد مختلف عن المصعد الأول فهمت حينها أن هذا المصعد خاصا لا يستخدمه إلا آدم وحده مين يعني آدم رأفت ده عشان يبقا ليه الهيلمان ده كله فكرت لبرهة وليه كده كل حاجة سودا وكأننا في عزا ولا رايحين جنازة تعجبت ثم تقدمت بجانب مراد لمكتب آدم وفتح لها الباب لتدخل أولا
شكرا تبسم لها وبمجرد نظرها لمكتبه المغطى أيضا بالسواد ولكنه ضخم بحق حاولت عدم الإلتفات حولها وإظهار أنها ليست متفآجئة بما تراه ولكنها لم تجد آدم على مكتبه
امشي! جاء صوته البارد الرخيم آمرا ولكنها كانت كلمة واحدة فقط فلم تتنتبه من أين جاء اتجاه الصوت.
بس يا آدم احنا لسه عايزين ن...
امشي وأقفل الباب قاطعه مجددا ليبعث صوته التوتر والإرتباك بنفس بشيرين
شيرين.. أكيد هاشوفك تاني.. هز مراد رأسه بإنكار ولمحت شيرين بملامحه الإنزعاج لما فعله آدم وبالفعل توجه خارجا وأغلق الباب
أزداد ارتباك شيرين أكثر وإلي الآن لم تستطع التعرف على مصدر الصوت فزفرت في توتر وظلت واقفة مكانها وخلفها الباب الرئيسي أو هكذا ظنت فأمامها المكتب يوجد به أكثر من باب آخر تلفتت حولها لما يقارب دقيقتان كاملتان وهي تحاول البحث عنه كي تجده وأخذت خطوتين للأمام محاولة النظر حولها ولكن دون فائدة.. حمحمت قليلا ولم تقو على استيعاب الوضع الحيوان ده!! دي أول مرة حد يعمل معايا كده فكرت والڠضب يملؤها حلو أوي كده.. اللي بيعمله ده اسمه قلة ذوق!! أنا هامشي واللي يحصل يحصل قررت متجهة لتلتفت وراءها مسرعة نحو الباب الذي دخلت منه كي تفتح الباب وبكل تلقائية قدمت يدها تمدها وهي تلتفت حتى تفتح الباب الذي دخلت منه ولكن بدون قصدها لامست يدها فوق خصره قليلا كأنها لمست حائط صلب ووجدته خلفها لتنظر له في مفاجأة تامة فهي للتو قد دلفت من ذلك الباب ولم يكن هو متواجدا حينها!!
أأ... أنا.. أنا مقصدش.. مكنتش أعرف إنك.. أنت.. تلعثمت بدهشة ووسعت عيناها العسليتان وقلبها أخذ بالخفقان بشكل چنوني. رفعت وجهها لمقابلة عيناه الرماديتان الباردتين ولم تستطيع شيرين إكمال حديثها أو معرفة ماذا تقوله وهذا جعلها تغضب من نفسها أكثر.
نظر لها نظرة خالية من التعابير ومجردة من المشاعر ولاحظ احمرار وجهها بالكامل ولكن لم يؤثر به شيء الكلمة الوحيدة التي قد تصف رد فعله هي بارد.
نظرت له شيرين تتفحصه فهو فارع الطول شعره الأسود المرفوع للخلف بفوضوية منظمة لكن لا تدري كيف ذقنه ليست بالحليقة ولا طويلة أيضا يرتدي بزة رمادية اللون وقميصا أبيض ورابطة عنق سوداء رائحته رجولية تمتزج بالنعناع المنعش حدقت به للحظة وهو ينظر إليها نفس النظرة لم تتغير حتى لم تلمحه يرمش يضع يده في جيوب بنطاله بغرور وزهو مبالغ بهما. شعرت بالغرابة من الموقف الذي لا تعلم لكم من الوقت استمر فهي شعرت كأنها ستقف طوال حياتها أمامه وفجأة تكلم
أقعدي! صاح بها بنبرة آمرة
فف.. فين همست بنبرة مهتزة ومبحوحة متلعثمة لا تدري لماذا! فحمحمت وهي تنتظر إجابته ولكنه أدهشها بتركها مكانها وذهب نحو مكتبه الأسود الضخم الذي يلمع سطحه بشدة مزعجة تعجبت شيرين وذهبت خلفه لتجلس على أحد المقعدين أمام مكتبه محاولة إبعاد نظرها عنه قدر الإمكان والسيطرة على ڠضبها قليل الذوق!!! ازاي يعاملني كده فكرت وابتلعت ريقها بصعوبة.
بصيلي أخبرها مجددا بلهجة آمرة لترفع نظرها إليه حتى تقابلت أعينهما وأرادت أن تصرخ به وتذهب ولا تعود مرة أخرى لكنها لم تستطع أرادت حتى أن تبدأ بالحديث ولكن لسانها خذلها ولم يكن حليفها.
فجأة تحولت نظرته لها من نظرة باردة إلي نظرة ثاقبة كأنه يعري جسدها بالكامل ولكن دون أن يلمسها.
غروره وهدوءه المريب يطوقون المكان جلسته المختالة الواثقة تدب الړعب في نفس أيا كان أمامه ولكنها تمالكت شيرين أعصابها قدر المستطاع بعد عدة دقائق ولملمت كل ما تملك من ثقة بنفسها وأخيرا تكلمت
أظن أستاذ مراد بلغك إني هنا النهاردة عشان أشتغل مديرة أعمالك بعد هدوئها للحظة أكملت يا ريت إذا كنت عايز تسأل أي أسئلة تتفضل لو سمحت أنهت جملتها ثم أنتظرت لكي تسمع بم سيجيبها.
نظر إليها مجددا بنفس النظرة الثاقبة وجعلها تفقد تركيزها وبكل برود ودون أن ينظر في اتجاه آخر مد يده في صندوق على مكتبه وبكل ثقة أشعل سېجارة وشرع في تدخينها وتنفس دخانها في اتجاه شيرين. تأففت فهي تكره الدخان كثيرا ولا تستطيع تحمله ولا تدري متى سيتحرك هذا البارد ويقل أي شيء لاحظت أن مر من الوقت ربع ساعة أو ما يزيد قليلا وهو لم يقل غير كلمتين فقط!! اقعدي وبصيلي.
أنهى سيجارته وبنفس الثقة القاها في منفضة سجائره دون أن يرفع نظره من على شيرين وتحركت سبابته إلي شفته السفلى ليحكها عدة مرات أفقيا وفجأة قام متوجها نحوها.
أأيه.. ممفيش حاجة عايز تسألني عنها أو حاجة تكلمني فيها سألت متلعثمة لتحاول كسر هذا الصمت ولكن دون فائدة فتابعته بنظرها لتجده يتوجه نحوها من خلف مكتبه إليها ورسم على شفتيه ابتسامة ماكرة دون أن تلمس عيناه ثم وقف أمامها لم يفصل بينها وبينه سوى منضدة صغيرة لتشعر أن نظرته الثاقبه قد سړقت أنفاسها.
ظلت تنظر إليه بعسليتاها لتجده يخلع سترته وألقاها على مكتبه وهو لا يزال مثبتا نظره عليها أستغربت من فعلته وأخذت في النظر إليه محاولة فهم ما يحاول أن يفعله ولكنها لم تدرك شيئا من تصرفه الغريب.
شرع في فك رباطة عنقه والقاها بنفس عدم الاكتراث كما فعل في سترته ثم جلس على المنضدة التي أمامها وقد تقارب مستوى وجهيهما ونفس الإبتسامة لا تغادر شفتاه لتتعالى خفقات قلب شيرين حتى شعرت أنها قد يصيبها نوبة قلبية.
أقترب مها حتى وجدت ركبتاه تلامس ركبتاها فابتعدت عنه شيرين قليلا بمقعدها للخلف ولا تدري ماذا تقول أو كيف تمنعه عما يفعله لتتابعه بتلك العسليتان في تعجب وأنفاسا تعالت في عدم راحة لتراه قد بدأ في فك أول زرين من قميصه الأبيض المشدود بعناية على صدره العريض كأنه سينفجر بيد واحدة وبالأخرى قد مد يده بين ركبتي شيرين ولكن دون أن يمسهما وجذب مقعدها له مجددا بعد أن ابتعدت به. ويده الأخرى لا زالت أمام صدره لا تعلم ماذا سيفعل وما الذي ينتويه بتصرفاته تلك الغير مبررة.
لم تستطع شيرين الإنتظار أكثر ولن تتحمل تصرفاته تلك الغير مفهومة ولم يعجبها ما يفعله وإقترابه الزائد عن الحد معها فمهما كان وأيا كان شأنه لا يحق له
تم نسخ الرابط