رواية روعة الفصول من السابع عشر للتاسع عشر بقلم اميرة الحروف

موقع أيام نيوز

الفصل السابع عشر

أصابك عشق أم رميت بأسهم فما هذه إلا سچية مغرم

هذا ما كان يستمع إليه حازم أثناء جلوسه بشرفة منزله شاردا تعلو وجهه ابتسامة طفيفة و إمارات السعادة بادية على وجهه فهو قد ارتبط بمن ملكت قلبه و بقي أمامه أن ېحطم الحواجز التي تضعها هي بينهم

دلفت شقيقته إسراء إلى الشرفة فلم يشعر بها اقتربت منه ببطء و قامت بدغدغة جانبه الأيسر فانتفض من مكانه صارخا بها اكبري بقى و بطلي هزارك الثقيل دا

جلست في الكرسي المقابل له ضاحكة أعملك ايه إنت اللى بتركب الهوا

انتبهت إلى ما كان يستمع إليه بس إيه يا عم الرومانسية دي دا الموضوع كده شكله كبير

ضربها حازم بخفة على مؤخرة رأسها بس يا حشرية ملكيش دعوة

أمسكت بيده و ترجته بطفولية لا عشان خاطري يا زوما قولي الحقيقة إنت اتعرفت على نسمة إزاي سيبك من الكلام اللى قلته إنها جارة واحد زميلك و هو اللى رشحهالك دا الكلام دا تقوله لماما انما أنا عايزة الحقيقة

كان حازم قد قرر أن ما حدث ل نسمة في السابق يخصهما وحدهما ولا يحق لأحد من أسرته أن يعلم بشأنه فقرر أن يخبر شقيقته حكاية أخرى تحمل نصف الحقيقة شوفتها في المستشفى اللى كانت شغالة فيها الاول كنت بزور واحد صاحبي راقبتها و عرفت عنوانها و سألت عنها

ابتسمت إسراء بسعادة لحال أخيها فهي تعشق الروايات الرومانسية بل تتمنى أن تكون أحد بطلاتها يوما ما الله عالرومانسية عيني هتطلع قلوب

ضحك حازم لطريقتها

 أغار عليها من أبيها و أمها إذا حدثاها بالكلام المغمغم. و أحسد كاسة تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم بالفم 

سألت إسراء شقيقها طب بتغير عليها فعلا

كانت تلمح لذلك المقطع الذي سمعاه للتو ابتسم حازم قائلا بحسدهم على إنهم دايما معاها

غمزت له بعينيها يا عم خلاص هانت و هتبقى إنت اللى معاها على طول بس الصراحة كده يا حازم أنا بحس إن نسمة منطوية وواخدة جنب أو مش عايزة تاخد علينا

بهت حازم لكلام شقيقته فهي على حق فيما تقوله ف نسمة تشيد حواجز بينها و بين كل ما يخصه ولكن عليه أن يبرر موقفها هي بس تلاقيها محروجة و مكسوفة منكم بس لما تاخد عليكم هتبقى على طبيعتها

ثم أتته فكرة بقولك إيه يا إسراء ما تحاولي انتي تقربي منها ابدأي انتي بالخطوة الأولى 

وافقته قائلة يا سلام إنت تؤمر يا برو يالا بقى أسيبك لهيامك و أروح أنا أعملي طبق فاكهة معتبر 

أمسكها حازم من رسغها ممازحا انتي قضيتي عالفاكهة اللى في السوق يا إسراء 

شهقت إسراء بتبصولي في الأكل انتو مستحيل تكونو أهلي لالالالالالا أنا هشوف حد يتبناني 

رحلت و ظلت تتمتم بكلمات مازحة جعلت أخيها ينفجر ضاحكا

مذبذبون دائما بين العقل والقلب لحماية من تحب ترجح كفة العقل اعتقادا منا بأنه الصواب فيكون الفراق اختياري.. و لكن أن تحرم من رؤية من تحب و يكون الفراق إجباري.. فتبا للعقل و ليستيقظ القلب بحثا عن من يحب

خرجت من منزلها مسرعة وجهتها مطار القاهرة الدولي و الحجة لوالديها صديقة على متن الطائرة المنكوبة و لأول مرة هي كاذبة فهي ليست صديقة ولا صديق أيضا بل حبيب

وقفت بصالة الانتظار بالمطار تتلفت حولها ترى جمع من الناس منهم من يبكون و منهم من يولولون جميعهم بانتظار جثامين ذويهم يلوح بالافق رائحة المۏت.. دماء.. حزن من جاء ليودع حبيب أو قريب أو صديق و هي وقفت تائهة تنساب دموعها الغزيرة بصمت على وجنتيها لا تعلم من تسأل عنه هي الصحافية المرموقة قد توقف عقلها عن العمل بحثت بعينيها في الأرجاء اتجهت لمجموعة من أمن المطار لتسألهم عنه و عند وصولها إليهم لمحته يجلس بأحد المقاعد واضعا رأسه بين راحتيه نادته و هي تهرول ناحيته رفع رأسه متعجبا من مجيئها وقف لاستقبالها وهي تسمرت قدماها أمامه تريد احتضانه لتتأكد من وجوده أمامها سليم معافى ولكن لا يحق لها

سألها متعجبا إيه جابك يا نيرة 

كفكفت دموعها و تحدثت بصوت لم يفارقه آثار البكاء إنت كويس يحيى أنا أسفة أنا موافقة أنا كنت ھموت لو جرالك حاجة

جمل غير مرتبة تنطق بها و كان عليه تهدئتها اهدي يا نيرة أنا كويس أنا تعبت قبل الرحلة و ضغطي وطى مسافرتش

قاطعته كأنها لا تستمع إليه من الأساس أنا غبية كنت مفكره إني هبقى مرتاحة وإنت بعيد عني وعن تهديدات شغلي بس اكتشفت إني ھموت لو جرالك حاجة اكتشفت إني بحبك يا يحيى و مقدرش استغنى عنك

شعر بالذهول من تصريحها لم يعرف بم يجيبها ولا كيف يتصرف قاطع لحظتهم صوت نداءات بصالة المطار تعلن وصول جثامين الضحايا

نظرت إليه تعالى نخرج من هنا

وافقها مصطحبا إياها إلى خارج المطار جلسا بسيارته يخبرها بما حدث. تعبه المفاجئ و عدم قدرته على السفر نبرته يشوبها الحزن

سألته بفضولها الصحفي

تم نسخ الرابط